لوحات عالميـة – 437
الفقـر للفنانة الألمانية كاثـي كولفيـتز، 1893 معظم الرسّامين يميلون إلى إظهار جمال العالم في لوحاتهم. لكن كاثي كولفيتز كرّست وقتها وموهبتها لرسم الجانب المظلم من الحياة، حيث الألم والحزن والمعاناة جزء من الحالة الإنسانية. عاشت هذه الرسّامة كشاهد على زمنها الذي اتّسم بالاضطرابات السياسية والاجتماعية، وعاصرت حربين عالميتين، ورأت عيانا معاناة البشر والحيوات الكثيرة التي أزهقت، بمن فيهم ابنها الذي قُتل في الحرب العالمية الأولى وحفيدها الذي قُتل في الحرب الثانية. كانت كولفيتز فنّانة ملتزمة وأصبحت بنظر الكثيرين تجسّد ضمير ألمانيا بدعوتها إلى السلام ونبذ الكراهية والحروب، وهو موقف شجاع ومحفوف بالمخاطر بالنسبة لأيّ فنّان عاش في ألمانيا في تلك الفترة. وعندما تحوّل الحكم النازيّ إلى فاشية شمولية، أصبحت السلطة تنظر إلى فنّها بعين الشكّ والتوجّس. ومنع النازيّون آنذاك ودمّروا كلّ ما كانوا يعتبرونه فنّا منحلا واضطهدوا، بل وقتلوا العديد من الرسّامين والمفكّرين والمثقّفين. لوحات كاثي كولفيتز ليست جميلة ولا مريحة، بل تثير الحزن والألم لأنها تتحدّث عن الحرب والجوع والفقر والمو...