Posts

Showing posts from July 31, 2005

لوحـات عالميـة – 7

Image
الــربيــع للفنان الفرنسي بيير اوغست كوت، 1873 في هذه اللوحة الجميلة يصوّر اوغست كوت لحظات حبّ حميمة بين شابّ وفتاة يطوّق كل منهما الآخر، بينما يجلسان فوق أرجوحة ثُبّت طرفاها في فروع شجرة بإحدى الغابات. لوحة "الربيع" يقال أحيانا أنها احد أفضل الأعمال الفنية التي تصوّر مشهدا رومانسيا. ولطالما خلبت هذه اللوحة خيال الكثيرين طوال الأعوام المائة والثلاثين الماضية. بعد أن أكمل كوت رسم اللوحة أواخر القرن التاسع عشر، عرضها في صالون باريس حيث لقيت الكثير من الإعجاب والتقدير. وفي ما بعد، اشتهرت اللوحة كثيرا وذاع صيتها أكثر من الرسّام نفسه. وأصبحت مع مرور الأيام أيقونة ترمز إلى حسيّة ونكهة القرن التاسع عشر. وقد تمّ استنساخ ملايين الطبعات من اللوحة واستخدمت لتزيين الورق الحائطي وأعمال البورسلين والبطاقات البريدية والبوسترات وغيرها. عندما عُرضت اللوحة لأوّل مرة في باريس، اشتراها أحد الأثرياء ومن ثمّ بيعت لأحد جامعي القطع الفنية. ثم أعيرت اللوحة في ما بعد إلى متحف بروكلين حيث ظلت فيه أكثر من خمسة وثلاثين عاما قبل أن يستعيدها صاحبها الأول. وفي السنوات الأربعين التالية، اختفت اللوحة ...

لوحـات عالميـة – 6

Image
السـاقـي المغـنـّـي للفنان الاسكتلندي جاك فيتريانو، 1999 لا يوجد فنّان حديث انقسمت حوله الآراء واختلف بشأنه النقّاد بمثل ما اختلفوا وانقسموا حول الفنان جاك فيتريانو. ورغم ذلك، يبدو الجمهور في حالة ترقّب دائم لاعمال هذا الفنان. وتشير التقديرات إلى أن فيتريانو يجني سنويا اكثر من مائتي ألف جنيه استرليني من بيع نسخ لوحاته التي يتهافت على شرائها المشاهير والناس العاديّون. قصّة فيتريانو تذكّرنا على نحو ما بالقول العربي المأثور: لا كرامة لنبيّ في وطنه". فنقاد الفنّ في اسكوتلندا، بلد الفنان، يبدون اقلّ حماسا واحتفاءً بلوحاته. بل إن بعضهم يصفها بأنها مجرّد إيحاءات جنسية فجّة ورخيصة، والبعض الآخر لا يرى فيها اكثر من تشكيلات لونية باردة وبلا روح.. لكن للسوق رأيا آخر مختلفا. إذ أن أعمال فيتريانو هي اليوم الأكثر تفضيلا لدى الجمهور. بل إن عدد النسخ التي بيعت من اشهر أعماله، وهي لوحة "الساقي المغنّي"، تفوق بكثير ما بيع من أعمال اكثر الفنانين شهرة واحتفاءً وعلى رأسهم فان غوخ وبيكاسو. وقد بيعت هذه اللوحة قبل أربع سنوات في مزاد علني بمبلغ مليون ونصف المليون دولار. واللوحة تنطوي ...

لوحـات عالميـة – 5

Image
حديقـة المباهـج الأرضيـة للفنان الهولندي هيرونيموس بوش، 1504 يتفق الكثير من نقّاد الفن على اعتبار هذه اللوحة واحدة من أعظم الأعمال في تاريخ الفن ومن أكثرها شهرةً وخلودا. رسم هيرونيموس بوش اللوحة قبل خمسمائة عام، وما تزال إلى اليوم تحتفظ بأصالتها وجاذبيتها التي كانت عليها في العام 1504م. وُيرجّح أن تكون اللوحة قد أنجزت بناءً على طلب أحد النبلاء الهولنديين آنذاك. "حديقة المباهج الأرضية" تتألف من ثلاثة أجزاء وقد استمدّت اسمها من الحديقة المترفة التي تبدو في الجزء الأوسط المملوء بصور نساء عاريات وطيور ضخمة وفواكه عملاقة. واللوحة تصوّر تاريخ العالم ومراحل تطوّر الخطيئة بدءا من آدم وحوّاء اللذين ارتكبا الخطيئة "الجزء الأيسر"، إلى عذاب الخاطئين في الجحيم الذي يبدو إلى يسار اللوحة منطقة مظلمة وكابوسية وباردة. أما في الوسط فتظهر حديقة المباهج الأرضية التي تصوّر عالما منغمسا في الملذّات والخطايا، حيث تتجسّد الشهوة باعتبارها سببا في سقوط الإنسان. في هذه اللوحة الفانتازية يبدو هيرونيموس بوش مهجوسا بالرؤى الكابوسية للجحيم والخطيئة، وهي فكرة كانت سائدة في القرون الوسطى ...

لوحـات عالميـة – 4

Image
اتصـال الذاكــرة للفنان الإسباني سلفـادور دالــي، 1931 في شهر نوفمبر من العام 1988 دخل الملك خوان كارلوس إلى أحد مستشفيات مقاطعة كاتالونيا الإسبانية ليعود سلفادور دالي أحد اعظم الفنانين في التاريخ. جلس الملك ووضع يده فوق يد الفنان الذي قال بصوت هامس: اعد جلالتكم بأنني متى ما شفيت فإنّني سأرسم ثانية لكم ولمملكة إسبانيا. غير أن وعد دالي لم يتحقق أبدا إذ سرعان ما توفي بعد بضعة اشهر بعد أن دبّ الوهن في جسمه ويديه وأصابته أعراض مرض باركنسون. كان سلفادور دالي بنظر بعض النقاد اعظم فناني العالم قاطبة بينما ينظر إليه البعض الآخر باعتباره شخصا معتوها ومهرجا وغريب الأطوار! ويشير بعض النقاد إلى أن دالي كان قد مات معنويا قبل ذلك وبالتحديد عندما توفيت غالا زوجته الوفية وملهمته وتوأم روحه. وفي سيرته وأعماله وأقواله العديدة نجده دائم الحديث عن غالا باعتبارها "المرأة التي تدعوني إلى السماء". كان دالي بالإضافة إلى لاواقعيته وسورياليته المفرطة وحديثه المتضخّم عن الذات فنانا متعدّد المواهب. فهو لم يكن يرسم اللوحات فقط وانما كان نحّاتا وحفارا بارعا وكان إيراد اسمه أو توقيعه كافيا لإنعاش ا...

لوحـات عالميـة – 3

Image
المحـظيـّة الكبــرى للفنان الفرنسي جـان دومينـيك آنغـر، 1814 كان اوغست دومينيك انغـر ابنا لنحات وقد درس مع جان لوي دافيد في مرحلة من المراحل. ثم سافر انغر إلى إيطاليا ليمكث فيها قرابة 18 عاما وكان يعيل نفسه وعائلته من خلال رسمه لصور الأشخاص. وعند عودته إلى باريس واصل عمله في الرسم وتلقى العدد من الجوائز والمكافآت على تميّزه، إلى أن عاد إلى روما مرة أخرى ليتولى إدارة الأكاديمية الفرنسية في روما. هناك قضى بقية حياته الطويلة في التدريس والرسم. وبعد موته تم تأسيس متحف انغـر في مسقط رأسه مونتوبان والذي يضم تشكيلة من رسوماته ولوحاته. فيما بعد ولدت جماعة جديدة من الفنانين من حواريي انغـر والمعجبين بأسلوبه الأكاديمي، لكنهم كانوا جميعا يفتقرون إلى موهبته والى عبقريته. وبعد انغـر أتى فنانون كثر اعترفوا بفضله وبريادته ومنهم ديغا ورينوار وبيكاسو. ويضم متحف اللوفر اليوم عددا كبيرا من أعمال انغـر لعل اشهرها الحمّام التركي، كما يحتوي المتروبوليتان هو الآخر على بعض أعمال الفنان. المحظية الكبرى عمل فنّي رعته كارولين مورا ملكة نابولي والأخت الكبرى لنابليون بونابرت التي طلبت من انغـر إنجاز هذه اللوحة لت...

لوحـات عالميـة – 2

Image
تـمثـال مـوســى للفنان الايطالي ميكيل انجيـلو، 1516 يجمع المؤرّخون على اعتبار ميكيل انجيلو الوريث الشرعي للفن الكلاسيكي الروماني والإغريقي. كان ميكيل انجيلو متفوّقا خصوصا في أعمال النحت، وهناك من يعتبره اعظم نحّات ومصوّر عرفه العالم في جميع العصور. يشهد على ذلك منظومته النحتية الفريدة التي توّجها بإنجاز تمثال موسى. استعار ميكيل انجيلو نظريات أفلاطون في الهندسة وطبقها على تكويناته التي تغطي كنيسة سيستين في تناسق وتناغم رائع قل أن نجد له مثيلا. كان الإنسان محور إبداعات ميكيل انجيلو ونقطة الارتكاز التي اعتمدت عليها كافة أعماله النحتية والتصويرية. ويروى عنه انه عندما اكمل نحت هذا التمثال في كنيسة القديس بطرس وقف أمامه وقال له بلهجة واثقة: هيا . انهض الآن يا موسى! ولد ميكيل انجيلو بوناروتي في العام 1475 في توسكاني وتعلم في فلورنسا، ويعتبر تمثال موسى اعظم واشهر أعماله النحتية، وقد قام بإنجاز التمثال في العام 1516 نزولا عند رغبة البابا يوليوس الثاني، الذي كان، رغم طبيعته المقاتلة، يحب الفنون ويرعاها. وبالإضافة إلى التمثال، أمر يوليوس ميكيل انجيلو برسم سقف كنيسة سيستين ونحت قبره. موسى كما ه...

لوحـات عالميـة – 1

Image
منظـر ساحـة بعد المطـر للفنان الأمريكي بـول كورنـوير، 1910 يعتبر بول كورنوير احد أهمّ أقطاب الانطباعية الأمريكية. وقد درس الرسم في الولايات المتحدة قبل أن ينتقل إلى باريس التي ظلّ فيها خمس سنوات تلقى خلالها دروسا على يد الفنان جول لوفافر . يغلب على رسومات هذا الفنان الطابع الغنائي، وكان يميل إلى رسم المناظر الحضرية والطبيعة. ولطالما استهواه تصوير مدينة نيويورك بساحاتها المبللّة بالمطر وشوارعها وأشجارها وعربات النقل التي تجرّها الخيول. كانت الانطباعية تركّز على رسم المناظر في الهواء الطلق بعيدا عن الاستديوهات المغلقة. وكان على الفنان أن يعمل بسرعة وتلقائية لكي ينقل صورة الضوء المتغيّر دائما في منظر طبيعي. غير أن الأمر كان يتطلّب سرعة اكبر في حال رسم منظر لساحة أو شارع. وغالبا ما يكون العمل الناتج عن ذلك ضربا من الشعر الغنائي أو التصويري. وخير مثال على ذلك هذه اللوحة الشهيرة. فـ كورنوير لم يحقّق فقط هدفه الانطباعي الرامي إلى إظهار تأثيرات الضوء والجوّ في المشهد، وإنما نجح أيضا في إيصال صورة متعاطفة وإنسانية لسكّان المدينة. الناظر إلى هذه اللوحة لا يرى طبيعة صامتة وألوانا ناعمة فحسب، بل ...