Saturday, January 12, 2013

لوحات عالميـة – 304

لقطـة سريعـة في بياريتـز
للفنان الإسباني يواكيـن سـورويـا، 1906

يُعتبر يواكين سورويا احد أشهر الرسّامين في اسبانيا. وهو معروف بمناظره الطبيعية التي يشعّ منها الضوء وببراعته في رسم البورتريه.
وقد ارتبط اسم سورويا بالانطباعية عندما كانت الحركة تعيش في فرنسا أزهى فتراتها. ولوحاته تغلب عليها الملامح الأساسيّة للانطباعيين، كالرسم خارج الأماكن المفتوحة، والبحث عن اللحظة الفورية في حركة الطبيعة، والإمساك بتأثيرات الضوء، بالإضافة إلى غياب خطوط الحوّاف واستخدام فرشاة صغيرة وفضفاضة.
هذه اللوحة تعدّ إحدى أشهر لوحاته، وفيها يرسم زوجته وهي تجلس على شاطئ البحر مرتدية فستانا ابيض وقبّعة وممسكة بآلة تصوير.
رسم سورويا المنظر في صيف عام 1906، حيث كان يقضي إجازته بصحبة زوجته على شاطئ ميرامار في بياريتز، وهو منتجع سياحيّ يقع على شاطئ الأطلسي جنوب غرب فرنسا وعلى مسافة قريبة من الحدود مع اسبانيا. والمكان مشهور بشطآنه الطويلة وبحياة الليل، ما جعله مكان جذب للسيّاح من أماكن شتّى.
ويبدو أن الرسّام كان متأثّرا بالأجواء الصافية في بياريتز. فالألوان البنفسجية والبيضاء والفضّية اللامعة والشفّافة تغلب على هذه اللقطة التي لا تخلو من تناغم وأناقة وانسجام. تشعر وأنت تتأمّل هذه الصورة بنسيم البحر وبأضوائه التي يقال إن رسّاما لم يمسك بها في أعماله بمثل ما فعل سورويا.
في ذلك العام، كان الفنّان قد حقّق شهرة ونجاحا ماليّا بعد أن نظّم أوّل معرض ناجح للوحاته في باريس. ووصلت سمعته العالمية إلى الولايات المتحدة وأجزاء من أوربّا. ورافق ذلك اهتمام اكبر من قبل الزبائن بشراء واقتناء أعماله.
قابل سورويا زوجته كلوتيلدا ديل كاستيللو لأوّل مرّة عام 1881 عندما كان عمره 18 عاما وكان يعمل مصوّرا في محلّ والدها انطونيو غارسيا، ثمّ تزوّجا عام 1889م واستقرّا في مدريد. وقد رسمها مرّات عديدة، أحيانا لوحدها وأحيانا بصحبة أطفالهما.
كانت كلوتيلدا ملهمة سورويا الأولى ورفيقته وأمّ أطفاله الثلاثة. وهي تظهر في لوحاته بأوضاع مختلفة، أحيانا كسيّدة بورجوازية، وأحيانا كأمّ، وفي بعض اللوحات تبدو كمرآة تعكس النجاح الذي حقّقه زوجها. كما أن حضورها يشعّ في غرف متحف الرسّام في مدريد والذي يضمّ العديد من اللوحات والرسائل والمقتنيات الشخصيّة. وطوال حياتهما، تبادل الاثنان أكثر من ألفي رسالة تعكس الحبّ العظيم الذي كان يربط بينهما.
كلوتيلدا ديل كاستيللو كانت بالنسبة لـ سورويا رمزا للرّقي والأناقة. ومن الواضح انه لم يكن يحتاج لموديل خاصّة كي يرسمها، لأن زوجته كانت بالنسبة له كلّ شيء. وهي لم تكن تتمتّع بجمال خارق أو خاصّ، لكن كان لديها الأناقة وسحر الشخصية. ومن السهل متابعة مراحل حياتها من خلال اللوحات الكثيرة التي رسمها لها والتي تصوّر حتى آثار مرور الزمن على وجهها. وهذه اللوحات يمكن اعتبارها شهادات حيّة وتلقائية عن حياتهما العائلية، وفيها تبدو إمّا وهي تقرأ، أو وهي نائمة على الأريكة، أو تمشي على الشاطئ أو تلعب مع أطفالها.
في إحدى لوحاته الأخرى، يرسم سورويا زوجته واثنتين من بناته وهنّ يمشين على الشاطئ. المنظر يوصل إحساسا بأجواء البحر المتوسّط. الألوان ساطعة وحيّة، ونسيم البحر يتجسّد من خلال حركة الملابس. هنا أيضا، لم يستخدم الرسّام الأسود كلون للظلال، بل البنفسجيّ والأبيض والبنّي كما هي عادة الانطباعيين.
ورغم أن سورويا كان دائم السفر وزار العديد من البلدان والمدن، إلا أن بلنسية ظلّت مدينته المفضّلة والأثيرة إلى نفسه. ولوحاته عنها وعن شطآنها مليئة بالأضواء الذهبية والساطعة، مع صور لصيّادين وأطفال ونساء يمارسون أنشطة يومية مختلفة.
ولد يواكين سورويا في بلنسية في فبراير من عام 1863م وكان الابن الأكبر لوالده التاجر. وقد توفّي والده وعمره لا يتجاوز العامين، فتربّى في كنف عمّه. وتلقّى أوّل تعليم له في مدينته. وفي سنّ الثامنة عشرة سافر إلى مدريد ودرس لوحات كبار الرسّامين في متحف برادو. بعد ذلك قضى أربع سنوات في روما لدراسة الرسم. وقد تأثّر بلوحات كل من جول باستيان لوباج وأدولف فون مينزل .
في بعض الأوقات، كان سورويا يتردّد على أشبيلية وغرناطة وقصر الحمراء. وقد أثمرت زياراته المتكرّرة لتلك الأماكن عددا من الصور غير العاديّة لحدائق الريف الأندلسي التي تتفجّر منها الألوان البرتقالي والمشمشي وشلالات الأزهار البيضاء والزهرية. غير أن لوحاته تلك تثير التأمّل الحزين على عكس ما توحي به لوحاته الأخرى التي يصوّر فيها الشواطئ التي تضجّ بالحياة وبضروب التسلية واللهو.
وقد تأمّل سورويا المعمار الأندلسيّ طويلا ووجده في بادئ الأمر متقشّفا وبعيدا عن ذوقه. وشرح ذلك الانطباع مرّة في رسالة إلى زوجته يقول فيها: يوجد هنا الكثير من الرخام والأفنية المرصوفة. الحمراء ليست مكانا للحدائق بل مجرّد فراغ صغير وحزين. إنها أشبه ما تكون بدير للراهبات".
غير أن الصمت الخفيّ لتلك الأماكن التي لا يبدّد سكونها سوى أصوات خرير النوافير بدأ يثير افتتان الرسّام شيئا فشيئا. فعاد إليها مرّة تلو مرّة ليصوّر جوهرها ويجسّد طبيعتها على رقعة الرسم. وفي بعض المرّات كان يُحضِر معه من هناك أنواعا من الحجارة والبلاط والنباتات ليزرعها في حديقة منزله. وعندما نمت الحديقة أصبحت موضوعا لبعض لوحاته التي كان يصوّر فيها أفراد عائلته وبعض أصدقائه.
الوجود الرعوي والهادئ الذي كان سورويا ينقله في لوحاته عن البيت والحدائق والنوافير لم يُقدّر له أن يعيش طويلا. ففي عام 1920 وبينما كان يرسم في حديقة منزله في مدريد، فاجأته جلطة دماغية قويّة أصيب على إثرها بالشلل وتوفّي بعدها بثلاث سنوات، أي في أغسطس من عام 1923م. وبعد وفاته وهبت زوجته الكثير من لوحاته للشعب الاسباني. ثم قرّرت الحكومة الاسبانية تحويل منزله إلى متحف يحمل اسمه.

Wednesday, January 09, 2013

لوحات عالميـة – 303

نـاتـاراجـا
للفنانة البريطانية بريـدجيـت رايـلـي، 1993

برز اسم بريدجيت رايلي في ستّينات القرن الماضي كأحد أهمّ الرسّامات التجريديات في بريطانيا. وهي رائدة من روّاد ما يُعرف بـ "الأوب آرت" أو الفنّ البصري، وهو نوع من الرسم يستخدم الخداع أو الإيهام الذي تنتجه التأثيرات البصرية للشكل واللون.
رايلي في أعمالها النابضة بالحياة والمميّزة بصريّا تحاول استكشاف الظواهر البصرية. وعندما تنظر إلى إحدى لوحاتها فإنها تمنحك انطباعا عن الحركة وعن الصور الخفيّة والوميض والاهتزاز والتألّق واللمعان والانعكاس.
في هذه اللوحة ترسم الفنّانة مجموعة من القطاعات الملوّنة والمقسّمة عموديّا. وقد وظّفت في اللوحة حوالي 20 لونا مع ظلالها المختلفة ورتّبت الألوان بعناية من حيث التشابه والتوافق والتباين.
استخدام الرسّامة للألوان الساطعة وتكرار الأشكال الهندسية يخلق إحساسا بالحركة وعمقا بثلاثة أبعاد. ومجموعات الألوان المستخدمة تؤثّر على الفراغات في ما بينها لتنتج لمحات لونية سريعة الزوال، ومن ثم تخلق وهماً بالحركة. بينما تُستخدم بعض الألوان والخطوط لإنتاج تأثير مضيء.
رايلي اختارت للوحة هذا الاسم الغريب "ناتاراجا" الذي يحيل إلى كلمة مشتقّة من الأساطير الهندوسية القديمة تعني سيّد الرقص وتشير إلى الإله الهندوسي شيفا الذي تذكر الأسطورة انه كان يؤدّي رقصاته المقدّسة ليدمّر كوناً مُملا ويمهّد الطريق أمام الإله براهما ليبدأ عملية الخلق.
الصعوبة الأساسية في هذا النوع من التوليف تتمثّل في محاولة الربط بين ألوان متشابهة ومتباينة بطريقة تدعم كثافة وتشبّع الألوان عبر سطح الصورة كلّه، وخلق مجال موحّد ومتوازن من الإحساس البصري مع المحافظة على ديناميكية كلّ لون على حدة.
وبالنسبة لـ رايلي، فإن الألوان والتباينات والأشكال هي المواضيع الحقيقية للوحة. وكلّ لون له تأثيره، كما انه يؤثّر على اللون الذي يليه.
في بداية الستّينات، زارت بريدجيت رايلي مصر وبُهرت بالديكورات الهيروغليفية الملوّنة وبرسومات القبور في وادي الملوك. وقد وجدت الفنّانة في الألوان التي استخدمها المصريّون لأكثر من 3000 عام مجموعة من الألوان الساطعة التي وظّفتها في خطط لوحاتها. ومن الواضح أن صورها التجريدية تشير إلى ذكريات وأحاسيس وأماكن وحالات.
ولدت بريدجيت رايلي (81 عاما) سنة 1931 في لندن وتلقّت تعليمها في كلّية شيلتينهام للسيّدات، ثمّ درست الفنّ في كلّية غولدسميث ثمّ في الكلّية الملكية للفنون.
في بداياتها، كانت ترسم الأشخاص ولوحات شبه انطباعية. ثمّ درست لوحات الرسّام الفرنسي جورج سُورا الذي ابتدع ما عُرف بالأسلوب النُقَطي في الرسم، أي بناء صورة من نقاط صغيرة من الألوان يكمّل بعضها بعضا. المعروف أن سورا نفسه كان متأثّرا بـ شارل هنري، وهو فيلسوف وعالم فرنسيّ وضع نظريّات متطوّرة عن استخدام وإدراك وفهم الألوان.
رايلي تحدّثت في أكثر من مناسبة عن أهميّة ملاحظة الطبيعة ونسبت لها التأثير الهام والمبكّر على فنّها. وقد ذهبت في بداياتها إلى توسكاني في ايطاليا لتأمّل طبيعتها، ثمّ إلى فينيسيا لدراسة اللوحات التي تمثل أساس التلوين الأوربّي.
ويُعرف عنها حبّها للأدب، كما أنها منظّرة في الألوان ومحاضرة وكاتبة. ومثل كاندينسكي، تؤكّد رايلي دائما على العلاقة الوثيقة بين الموسيقى والرسم.
وقد مُنحت الفنّانة عددا من الجوائز العالمية على أعمالها وظهرت بعض لوحاتها على أغلفة الكثير من المجلات المتخصصة. كما مُنحت درجات دكتوراة فخرية من اعرق جامعات انجلترا مثل اكسفورد وكيمبريدج، ثم انتخبت عضوا في مجلس إدارة الناشيونال غاليري في لندن.
وتوجد أعمالها في العديد من المتاحف حول العالم، خاصّة في الولايات المتحدة. وقد اشتريت إحدى لوحاتها قبل أربع سنوات بأكثر من 5 ملايين دولار. وقبل ذلك بيعت لوحة أخرى لها بأكثر من مليوني دولار.

Sunday, January 06, 2013

لوحات عالميـة – 302

نبـوخـذنصّـر
للفنان البريطاني وليـام بليـك، 1795

الصورة الشائعة عن نبوخذنصّر هي انه كان ملكا على بابل التي حكم امبراطوريّتها لأكثر من 50 عاما وبنى له فيها قصرا خُرافيا من الذهب والفضّة والأحجار الثمينة. كما انه صاحب الانجازات العسكرية الكبيرة، ومشيّد حدائق بابل المعلّقة التي تُعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع، وباني بوّابة عشتار الشهيرة.
اسم نبوخذنصّر يرتبط أيضا بقصّة استيلائه على القدس حوالي العام 587 وتدمير معبدها الكبير ونفى الكثير من سكّانها اليهود إلى بابل في ما عُرف فيما بعد بالسبي البابلي.
غير أن الرسّام وليام بليك يصوّر في لوحته هذه القائد البابليّ بطريقة غريبة، اعتمادا على قصّة أسطورية وردت في سِفر دانيال. كان دانيال رجلا يهوديّا يعمل مستشارا لـ نبوخذنصّر. وقد اخبره الملك ذات يوم انه رأى حلما غامضا في المنام وطلب منه أن يفسّره له. فقال له دانيال مفسّرا الحلم أنه، أي الملك، سيعاقَب على غروره واعتداده المفرط بنفسه، وأن عقوبته ستنتهي بعد سبع سنوات عندما يُقرّ بوجود إله عظيم في السماء.
وتمضي القصّة فتقول إن هيئة نبوخذنصّر تغيّرت بعد ذلك تدريجيا إلى أن نزل إلى مستوى الحيوان، فأصبح يقتات على الأعشاب البرّية ونمت له مخالب تشبه تلك التي للطيور الجارحة ونبت له شعر مثل ريش النسر. وبعد سبع سنوات من تحوّله الغريب، نظر الملك إلى السماء واستغفر الله على ذنوبه، ثمّ لم يلبث أن عاد إلى هيئته الإنسانية الأولى.
رسم وليام بليك أربع نسخ من هذه اللوحة مع اختلافات بسيطة. وقد استخدم أولاها في كتاب ألّفه ووضع رسوماته بعنوان زواج الجنّة والنار.
في هذه اللوحة، نرى نبوخذنصّر الذي كان ملكا عظيما ومهاب الجانب وقد أصبح مخلوقا عاريا يزحف في البرّية على يديه وركبتيه كما تفعل الحيوانات الطريدة. شعره الذهبيّ يفيض على ظهره، ولحيته الطويلة تسحب في الأرض. فمه المشدوه وحاجباه الكثيفان وعيناه المحرقتان توصل شعورا باليأس والصدمة والرعب. جذع الشجرة الكبير خلفه ربّما يشير إلى الشجرة الكبيرة التي قال انه رآها في الحلم.
من الملاحظ أن بليك رسم الخلفية بخطوط فضفاضة، بينما اختار أن يرسم الجسد والعضلات بتفاصيل وخطوط واضحة. قوّة جسد نبوخذنصّر توحي بأن هذه لم تكن هيئته الأصلية وبأنه تحوّل من حال إلى حال. وفي حالته البهيمية هذه، فإن الملك ليس أكثر من وحش اُجبر على أن يعيش مثل بقيّة الحيوانات. عيناه المرعوبتان هما وحدهما ما يذكّر بهيئته الإنسانية الأصلية. يمكن أن تكون هذه لحظة العقل عندما يدرك الملك انه بشر وأن الله قادر على تغيير هيئته.
قصّة دانيال عن تحوّل نبوخذنصّر إلى حيوان يبدو أن الغرض منها تبيان قدرة الله، مع أن لا سند تاريخيّا يؤكّد القصّة. لكن كان هناك تقليد قديم يربط الفساد الأخلاقي وعصيان أوامر الربّ بالمظهر الحيواني.
التفسيرات المعاصرة لما حدث لـ نبوخذنصّر، على افتراض صحّة القصّة، عديدة ومتباينة. بعض علماء النفس، مثلا، يعزون جنون الملك إلى الشلل أو مرض الزهري أو إلى إصابته بالخرف الدماغي. لكن هناك تفسيرا رائجا بكثرة، ومفاده أن نبوخذنصّر ربّما كان يعاني من مرض عقلي اسمه انسينيا زونثروبيكا، وهو اختلال عقليّ يدفع المريض إلى الاعتقاد بأنه تحوّل إلى حيوان "ذئب غالبا"، ومن ثم يتصرّف كما تتصرّف الحيوانات.
كان وليام بليك يعتقد بأن الخيال، لا العقل، هو العنصر المهيمن على طبيعة الإنسان. ولوحته الحيوانية عن نبوخذنصّر تصوّر الجانب اللاعقلاني والذي لا يمكن التحكّم به في طبيعة البشر. ويقال انه أراد من وراء صورة الملك المجنون التعبير عن اعتراضه على أفكار نيوتن العقلانية.
ولو نظرنا إلى هذه اللوحة من منظور العقل الحديث لتوارى الجانب الأخلاقي والديني فيها وأصبحنا إزاء صورة تتحدّث عن معرفة الذات. فالاعتداد المفرط بالنفس من شأنه أن يُفقد الإنسان صلته بالواقع ويدفعه للمبالغة في تقدير نفسه وإمكانياته.
وليام بليك كان شاعرا ورسّاما رؤيويّاً. وكان يحتقر التركيز على التفكير العقلاني. كما عُرف بتمرّده على المدرسة الفنّية السائدة آنذاك، وفضّل أن يخلق عالمه الفنيّ الخاصّ به.
وطوال حياته، كان بليك شخصا مثيرا للجدل بسبب كتاباته ورسوماته ومعتقداته. ويقال انه كان يؤمن بالرؤى ويخبر الناس عن رؤيته للملائكة وغيرها من المخلوقات التي كان يزعم مقدرته على التواصل معها.
ورغم تديّنه الواضح، إلا انه كان يشكّك في الكثير من الأفكار والمعتقدات المسيحية. لكن الكنيسة لم تتخذ منه موقفا، ربّما بسبب حقيقة انه كان يُنظر إليه كشخص غريب الأطوار وغير ضارّ، بالإضافة إلى أن أفكاره لم تكن تشكّل تهديدا جدّياً لأحد.