لوحات عالميـة – 361
رفيقـتـا السفــر للفنان البريطاني اوغستوس ليوبولد ايغ، 1862 للوهلة الأولى، قد تظنّ أن هذه الصورة لامرأة في مرآة عاكسة. لكن بعد تدقيق بسيط، ستكتشف أن هناك فرقا واضحا وأنها لامرأتين، واحدة "إلى اليسار" تجلس في وضع استلقاء وعيناها مغمضتان وإلى جانبها سلّة فواكه، والثانية تجلس وتقرأ كتابا وإلى جوارها باقة ورد. وليس هناك أيّ تفاعل بين المرأتين، فهما لا تنظران إلى بعضهما البعض، كما لا يشدّ أيّا منهما المنظر الطبيعيّ خارج عربة القطار. هذه اللوحة مشهورة، وشهرتها تتجاوز تلك التي للرسّام. وفيها من الخصائص ما ظلّ يغري رسّامي الكاريكاتير بتقليدها وتعديلها وتحويرها. وفي الواقع، ثمّة شيء ما يجعلها تبدو مألوفة، حتى وإن لم تكن كذلك. وبعضنا قد يراها لأوّل مرّة، ومع ذلك يظنّ انه سبق وأن رآها من قبل. والسبب ليس غامضا ولا علاقة له بطبيعة عقل الإنسان، بل لأن الصورة تذكّرنا إلى حدّ ما بالقصص الخيالية. لكن، أوّلا، ما الذي نراه في اللوحة؟ الأحداث هنا تدور داخل مقصورة قطار، مثلما هي الحال في بعض الروايات المشوّقة والمشهورة. والرسّام يصوّر لنا مشهدا من الحياة الحديثة، نرى في...