لوحات عالميـة – 447
نقابـة صانعـي الأقمشـة للفنان الهولندي رمبـرانــدت، 1662 عانى المؤرّخون من ندرة المعلومات عن رسّامي القرن السابع عشر الهولنديين. رمبراندت بالذات لم يترك مفكّرة أو سيرة ذاتية. وكلّ ما وُجد بعد وفاته كان بضع رسائل كان قد كتبها لنفس الشخص عن بعض المشاريع، ولكنها لا تكشف شيئا عن شخصيّة الرسّام وأفكاره. ومن بين الوثائق الهولندية كانت هناك واحدة مهمّة تتضمّن جردا بممتلكاته بعد إعلان إفلاسه. وندرة المعلومات عن رمبراندت ليست نتيجة عدم اهتمام ولا لأنه كان غير معروف أثناء حياته، بل لأن مزاج الهولنديين عموما كان ضدّ النثر الذي يصف أو يشرح أو يتأمّل. كان سكّان الأراضي المنخفضة يرون أن الحياة يجب أن تُعاش دون أن توصف بشكل مملّ. وربّما هذا هو السبب في أن هولندا لم تنجب شعراء أو روائيين أو كتّابا مسرحيين، بل رسّامين فقط. كان الهولنديون يفضّلون أن يتصرّفوا ويفكّروا دون كلام أو تعليق أو تحليل، لذا لم يدوّنوا سوى ملاحظات بسيطة وعابرة عن رسّاميهم في العصر الذهبيّ. في آخر عشر سنوات من حياته، رسم رمبراندت عددا من أعظم لوحات عصر الباروك. وحتى بعد إشهار إفلاسه، كان ما يزال يتلقّى...