Posts

Showing posts from June 19, 2011

لوحات عالميـة – 282

نمـر في عاصفـة استـوائيـة للفنان الفرنسي هنـري روسّـو، 1891 عُرف هنري روسو برسوماته التي يصوّر فيها الأدغال. وكانت هذه هي لوحته الأولى عن الموضوع. وفيها يصوّر نمرا يضيئه وميض برق خاطف، بينما يتأهّب للانقضاض على فريسته وسط عاصفة استوائية عاتية. أكاديمية باريس للرسم امتنعت عن قبول هذه اللوحة في حينه، ما اضطرّ الرسّام إلى عرضها في معرض الفنّانين المستقلّين الذي كان مفتوحا لكافّة الرسّامين ولم يكن به محكّمون. وقد قوبلت اللوحة بردود فعل مختلفة ما بين مستحسن وناقد. من المعروف أن روسو علّم نفسه بنفسه ولم يتلقّ أيّ دروس نظامية في الرسم. وهذا ما يفسّر سرّ شعبية أعماله وميل بعض النقّاد لاعتبارها تطوّرا غامضا في تاريخ الفنّ. والحقيقة أنه لم يأت إلى الرسم إلا متأخّرا. فقد ظهرت أولى لوحاته، وكانت عبارة عن منظر طبيعي مع طاحونة، عندما كان في الخامسة والثلاثين. ولوحاته بشكل عام تتّسم بالتوليف البسيط . وفي زمانه، سخر معظم النقّاد من أعماله ووصفوها بالطفولية والساذجة. لكن على الرغم من بساطتها الظاهرية، إلا أن لوحات روسو عن الغابات مبنيّة وبدقّة على شكل طبقات يعلو بعضها فوق بعض. كما انه كان يميل إلى...

لوحات عالميـة – 281

منتـزه في الخريـف للرسّام البيلاروسي ليونيـد افريمـوف، 2009 الخريف ليس مجرّد فصل من فصول السنة، وإنما حدث يتغيّر فيه شكل الأرض ووتيرة الحياة وأمزجة البشر والكائنات. في هذه اللوحة يصوّر ليونيد افريموف جمال الطبيعة ذات يوم ممطر في منتزه تصطفّ على جانبيه الأشجار التي تجرّدت من أوراقها الحمراء في ذروة فصل الخريف. وعلى أرضية المنتزه المبلّلة بفعل المطر تظهر انعكاسات أوراق الشجر والناس وقد اصطبغت بألوان بهيّة ورائعة. الأسلوب وحيوية ونوعية التوليف وقيم الألوان النهائية في اللوحة تذكّر إلى حدّ ما بـ مونيه وألوان الانطباعيين. وقد مزج الرسّام هنا الأسلوب الواقعي بعناصر الضوء والجوّ، على غرار ما يفعله الانطباعيون. افريموف يُعتَبر رسّاما جديدا نسبيا على المشهد الفنّي. والكثير من لوحاته تتحدّث عن نفسها. مناظره مملوءة بالألوان الساطعة والانعكاسات المائيّة والمضيئة. ومن الواضح انه يعشق الليل، بدليل هذا العدد غير القليل من لوحاته التي تصوّر مشاوير ليلية حميمة في شوارع وطرقات المدن الروسية القديمة. كما أن لوحاته لا تخلو من صور لأزهار وحيوانات بالإضافة إلى صور الأشخاص والمناظر الحضرية. وقد جرّب ا...

لوحات عالميـة – 280

أنـا والقـريـة للفنّان الروسي مـارك شاغـال، 1911 يحتلّ مارك شاغال مكانة فريدة في عالم الرسم. وطوال حياته، كان فنّانا مستقلا. ولطالما انتُقد على قلّة الواقعية في فنّه. كان من عادته أن يملأ لوحاته بصور لملائكة وعشّاق وحيوانات طائرة وعازفي كمان وديَكة وعمّال سيرك. ويمكن القول إن مناظره تعكس إيمانه القويّ بالمعجزات وتعبّر عن جمال الخليقة وعن الحكمة اللانهائية للخالق. لوحته هنا هي تمثيل حالم للماشية والمراعي والمزارع والبيوت الريفية البسيطة التي لم تبارح ذاكرته منذ كان طفلا. تنظر إلى هذا اللوحة فيساورك إحساس بأنها لعبة صاغها وأبدعها عقل طفل. رسم شاغال اللوحة بعد عام من وصوله إلى باريس وكان في ذلك الوقت في الخامسة والعشرين من عمره. وفي اللوحة يستذكر بعضا من تفاصيل مجتمعه الأصلي في فيتبسك التي كانت آنذاك جزءا من أراضي روسيا قبل أن يجري ضمّها في ما بعد إلى أراضي جمهورية بيلاروس أو روسيا البيضاء. في القرية، كان الفلاحون والحيوانات يعيشون جنبا إلى جنب في اعتماد متبادل. الربيع الذي ترمز له شجرة الحياة أسفل اللوحة هو نوع المكافأة التي يجنيها الفلاحون على شراكتهم. في المجتمع الذي جاء منه شاغال، ك...