غـرفة النـوم
للفنان الفرنسي هنري ماتيس، 1921
للفنان الفرنسي هنري ماتيس، 1921
في عام 1917، ذهب هنري ماتيس، وكان وقتها في سنّ الثامنة والأربعين، إلى نيس في جنوب فرنسا كي يتخفّف من أعراض إصابته بالتهاب شعبي حادّ.
وقد أحبّ المدينة كثيرا وأحسّ فيها بسعادة كبيرة وقّرر أن يبقى هناك حتى نهاية عمره.
وماتيس يصف نيس بقوله: معظم الناس يأتون إلى هنا من اجل الضوء والصور المشهدية. وأنا جئت من شمال فرنسا، وما أذهلني حقّا هنا هو الألوان البديعة والنهارات اللامعة في يناير خاصّة. وعندما أتذكّر أنني سأرى هذا الضوء كلّ صباح، فإنني لا استطيع التعبير عن مقدار سعادتي".
وفي نيس رسم الفنّان مجموعة من لوحاته للاستديو ضمّنها صورا لأشخاص قليلين. وقد رسم اللوحات بأسلوب واقعيّ وضمّنها بعضا من موتيفاته المفضّلة التي أراد من خلالها ربط الفراغ الداخليّ بالخارجيّ، كالأرضية المبلّطة والارابيسك والطاولة المغطّاة بالقماش والمرآة البيضاوية والشبّاك الفرنسيّ والبلكونة بالإضافة إلى امرأة أو اثنتين.
وفكرة رسم الاستديو تكرّرت في لوحاته كثيرا وبالتحديد في العشرينات وبداية الثلاثينات. وإليه يعود الفضل في ابتكار هذه الفكرة، ثم أتى بيكاسو وبنى عليها مع شيء من العمق بتوظيفه أفكارا سيكولوجية مختلفة.
في هذه اللوحة، يرسم ماتيس غرفة في فندق المتوسّط في نيس حيث كان يقيم. إلى يسار اللوحة تظهر امرأتان، واحدة واقفة بجانب ستارة نافذة والأخرى تجلس على كرسيّ.
المرأة الواقفة يُعتقَد أنها ابنته مارغريت المولودة عام 1894 والتي أقامت معه في نفس الفندق عام 1921. والمرأتان لا تنظران إلى المتلقّي وإنما باتجاه الطرف الآخر من الغرفة. وخلفهما نافذة واسعة تحيط بها ستائر بيضاء، وإلى اليمين يظهر جزء من مرآة وطاولة زينة وُضع فوقها كأس ومزهرية.
خطوط التوليف تجذب انتباه الناظر إلى خارج النافذة، أي إلى السماء وشجرة النخيل. والألوان الشاحبة تشير إلى العبور بين تكعيبية العشرية الأولى من القرن العشرين والأسلوب الجديد الذي تبنّاه ماتيس في سنوات العشرينات.
البلاط ذو اللون الزهريّ، وباقة الورد على طاولة الزينة إلى اليمين، والألوان الصفراء في تنّورة المرأة الواقفة وعلى الكرسيّ وورق الجدران، كلّها تضفي لمسة ناعمة من الدفء على الألوان البيضاء والزرقاء والرمادية.
وكلّ الأشياء في الغرفة مرسومة بالتجسيد لأنه يمكن تحديدها في عالم الواقع. وهي تضيف إلى النوعية الطبيعية للوحة. لكن الأشياء والأشخاص مرسومون بشكل مبسّط جدّا. وقد استخدم الرسّام تقنيات الفراغ والكتلة كي يحوّل فراغا مألوفا إلى حدث صوريّ.
كما استخدم ضربات فرشاة سائلة وفضفاضة، ووظّف أكثر من منظور، فالأرضية مرسومة بحيث تبدو كما لو أنها مائلة إلى فوق وليست مسطّحة. وعندما تنظر إلى أسفل تحسّ كما لو أن الغرفة مرتفعة في الهواء.
ولد ماتيس في فرنسا عام 1869. وفي صباه عمل في محلّ لبيع الأزهار كان يملكه والده. وفي سنّ الثامنة عشرة ذهب إلى باريس لدراسة القانون. وبعد أن أتمّ دراسته عاد إلى بلدته ليعمل في إحدى المحاكم.
وبعد عامين قرّر أن يكرّس نفسه للرسم. حدث ذلك أثناء قضائه فترة نقاهة بعد جراحة أجراها لعلاج الزائدة الدودية. في تلك الأثناء كانت والدته توفّر له بعض موادّ الرسم كي يقضي بها أوقات فراغه.
وقد غيّرت تلك الخطوة حياته جذريّا. وكانت والدته تريد منه أن يحافظ على وظيفته في المحاماة، لكنه تخلّى عن تلك الوظيفة في النهاية وسجّل في أكاديمية جوليان للرسم، حيث تلقّى تدريبا على يد وليام بوغرو ثم غوستاف مورو. وقد تأثّر ببعض معلّميه مثل شاردان الذي كان يعتبره أنجب طلابه، كما تأثّر بكلّ من مانيه وبُوسان.
توفّي هنري ماتيس في نيس عام 1954 قبل شهر من احتفاله بعيد ميلاده الخامس والثمانين.
وقد أحبّ المدينة كثيرا وأحسّ فيها بسعادة كبيرة وقّرر أن يبقى هناك حتى نهاية عمره.
وماتيس يصف نيس بقوله: معظم الناس يأتون إلى هنا من اجل الضوء والصور المشهدية. وأنا جئت من شمال فرنسا، وما أذهلني حقّا هنا هو الألوان البديعة والنهارات اللامعة في يناير خاصّة. وعندما أتذكّر أنني سأرى هذا الضوء كلّ صباح، فإنني لا استطيع التعبير عن مقدار سعادتي".
وفي نيس رسم الفنّان مجموعة من لوحاته للاستديو ضمّنها صورا لأشخاص قليلين. وقد رسم اللوحات بأسلوب واقعيّ وضمّنها بعضا من موتيفاته المفضّلة التي أراد من خلالها ربط الفراغ الداخليّ بالخارجيّ، كالأرضية المبلّطة والارابيسك والطاولة المغطّاة بالقماش والمرآة البيضاوية والشبّاك الفرنسيّ والبلكونة بالإضافة إلى امرأة أو اثنتين.
وفكرة رسم الاستديو تكرّرت في لوحاته كثيرا وبالتحديد في العشرينات وبداية الثلاثينات. وإليه يعود الفضل في ابتكار هذه الفكرة، ثم أتى بيكاسو وبنى عليها مع شيء من العمق بتوظيفه أفكارا سيكولوجية مختلفة.
في هذه اللوحة، يرسم ماتيس غرفة في فندق المتوسّط في نيس حيث كان يقيم. إلى يسار اللوحة تظهر امرأتان، واحدة واقفة بجانب ستارة نافذة والأخرى تجلس على كرسيّ.
المرأة الواقفة يُعتقَد أنها ابنته مارغريت المولودة عام 1894 والتي أقامت معه في نفس الفندق عام 1921. والمرأتان لا تنظران إلى المتلقّي وإنما باتجاه الطرف الآخر من الغرفة. وخلفهما نافذة واسعة تحيط بها ستائر بيضاء، وإلى اليمين يظهر جزء من مرآة وطاولة زينة وُضع فوقها كأس ومزهرية.
خطوط التوليف تجذب انتباه الناظر إلى خارج النافذة، أي إلى السماء وشجرة النخيل. والألوان الشاحبة تشير إلى العبور بين تكعيبية العشرية الأولى من القرن العشرين والأسلوب الجديد الذي تبنّاه ماتيس في سنوات العشرينات.
البلاط ذو اللون الزهريّ، وباقة الورد على طاولة الزينة إلى اليمين، والألوان الصفراء في تنّورة المرأة الواقفة وعلى الكرسيّ وورق الجدران، كلّها تضفي لمسة ناعمة من الدفء على الألوان البيضاء والزرقاء والرمادية.
وكلّ الأشياء في الغرفة مرسومة بالتجسيد لأنه يمكن تحديدها في عالم الواقع. وهي تضيف إلى النوعية الطبيعية للوحة. لكن الأشياء والأشخاص مرسومون بشكل مبسّط جدّا. وقد استخدم الرسّام تقنيات الفراغ والكتلة كي يحوّل فراغا مألوفا إلى حدث صوريّ.
كما استخدم ضربات فرشاة سائلة وفضفاضة، ووظّف أكثر من منظور، فالأرضية مرسومة بحيث تبدو كما لو أنها مائلة إلى فوق وليست مسطّحة. وعندما تنظر إلى أسفل تحسّ كما لو أن الغرفة مرتفعة في الهواء.
ولد ماتيس في فرنسا عام 1869. وفي صباه عمل في محلّ لبيع الأزهار كان يملكه والده. وفي سنّ الثامنة عشرة ذهب إلى باريس لدراسة القانون. وبعد أن أتمّ دراسته عاد إلى بلدته ليعمل في إحدى المحاكم.
وبعد عامين قرّر أن يكرّس نفسه للرسم. حدث ذلك أثناء قضائه فترة نقاهة بعد جراحة أجراها لعلاج الزائدة الدودية. في تلك الأثناء كانت والدته توفّر له بعض موادّ الرسم كي يقضي بها أوقات فراغه.
وقد غيّرت تلك الخطوة حياته جذريّا. وكانت والدته تريد منه أن يحافظ على وظيفته في المحاماة، لكنه تخلّى عن تلك الوظيفة في النهاية وسجّل في أكاديمية جوليان للرسم، حيث تلقّى تدريبا على يد وليام بوغرو ثم غوستاف مورو. وقد تأثّر ببعض معلّميه مثل شاردان الذي كان يعتبره أنجب طلابه، كما تأثّر بكلّ من مانيه وبُوسان.
توفّي هنري ماتيس في نيس عام 1954 قبل شهر من احتفاله بعيد ميلاده الخامس والثمانين.