بورتـريه ماريّـا بورتيـناري
للفنان الألماني هانـز ميمـلينـك، 1470
للفنان الألماني هانـز ميمـلينـك، 1470
استمرّ عصر النهضة حوالي مائتي عام، وكان له تاريخ طويل ومعقّد ما يزال يُدرَّس ويناقَش حتى اليوم. في ذلك العصر، شهد الرسم والنحت والمعمار ازدهارا غير مسبوق في أماكن متفرّقة من أوربّا.
هانز ميملينك كان احد أعظم رسّامي البورتريه في عصر النهضة الشمالية. ورغم انه مولود في ألمانيا، إلا انه اعتُبر رسّاما هولنديّا لأنه قضى معظم حياته في بورغيس الواقعة في مقاطعة الفلاندرز والتي كانت آنذاك مستعمرة ايطالية.
كان ميملينك متأثّرا بأسلوب فان دايك في تركيزه على الدقّة وإبراز التفاصيل. وقد ترك بصمته على عدد من الرسّامين الايطاليين في القرن الخامس عشر، بمن فيهم رافائيل.
لوحات ميملينك تتميّز بأناقتها مع إحساس كبير بالتناغم. وملامح شخوصه تنطق بالجمال والنعومة، كما في رسمه لوجوه المادونات.
كان الرسّام قد انتقل إلى هولندا عام 1465، حيث درس على يد روهيير فان دير وايدن ثم اكتسب جنسية بورغيس وصار واحدا من أهم الرسّامين فيها. وبحلول عام 1480، كان قد أصبح احد أغنى الأثرياء في المدينة بفضل براعته في رسم البورتريه وإتقانه تصوير المناظر الدينية.
في عام 1440، وصل إلى بورغيس من فلورنسا مصرفيّ ايطاليّ يُدعى توماسو بورتيناري كي يتولّى إدارة بنك ميدتشي في المدينة. وكانت عائلة ميدتشي وقتها تدير اكبر نظام مصرفيّ في أوربّا، مع فروع في سويسرا وفرنسا وانجلترا وغيرها.
وبعد سنوات من عمله في بورغيس، تزوج بورتيناري من فتاة ايطالية تُدعى ماريّا، وهي مثله تنتمي إلى عائلة ثريّة من فلورنسا. وفي أيّام الشاعر دانتي، كانت كلّ من عائلة اليغييري التي تنتسب إليها الفتاة وعائلة بورتيناري ترتبطان بعلاقة مصاهرة وقربى.
وقد أصبح توماسو وزوجته أشهر راعيين للفنون في أواخر القرن الخامس عشر. وكانا يعرفان ميملينك ويقدّران عمله بحكم اهتماماتهما الفنّية. وقد طلبا منه أن يرسم لهما بورتريها ثلاثيا: جزء منه يصوّر الزوج، والجزء الآخر الزوجة، على أن تتوسّط صورتيهما صورة للمادونا وطفلها.
كان توماسو بورتيناري وقتها في الثامنة والثلاثين من عمره وماريّا في الرابعة عشرة. وكان الزوج يعمل في نفس الوقت مستشارا لدوق بورغيس. وقد أراد أن يكون البورتريه رمزا لحبّهما ومعبّرا عن ارتباطهما بالبلاط.
الجزء الأوسط من اللوحة لم يعد موجودا اليوم. وبورتريه الزوجة هو الذي قُدّر له أن يبقى وأن يشتهر، بل إن معظم النقّاد يعتبرونه اليوم تحفة ميملينك الأولى.
وفي البورتريه، تظهر الزوجة وهي ترتدي ملابس فخمة تعكس ثراءها ومكانتها الاجتماعية وتناسب موضة المجتمع الرفيع في هولندا وايطاليا آنذاك. واللباس يتألّف من فستان بألوان بنّية وسوداء، مع حزام وياقة من الفراء الأبيض، بالإضافة إلى غطاء رأس مخروطيّ وخمار شفّاف وقلادة مرصّعة بالجواهر.
خلفية اللوحة مسطّحة ومعتمة. واليدان تأخذان وضعية الصلاة. والوجه مثاليّ ويتوافق مع الأفكار الجمالية في ذلك الوقت، خاصّة الحاجبين الرفيعين والأنف المستطيل. والنعومة التي رسم بها الفنّان وجه المرأة تضفي على ملامحها مسحة نحتية.
كان الزوجان بورتيناري يمثّلان الروابط والمصالح التجارية والثقافية بين كلّ من ايطاليا وهولندا. وكانا يتمتّعان بالثروة والمكانة والقبول. لكن الرياح جرت بما لا يشتهيان، عندما فقدَ الزوج وظيفته بسبب سلسلة من القروض الضخمة وغير الآمنة التي قدّمها لأحد أصدقائه وأدّت في النهاية إلى إفلاس البنك. ولم يمضِ وقت طويل حتى توفّي. وكانت ماريّا ما تزال حيّة عام 1501 عندما أصبحت هي المنفّذة لوصيّته.
من بين جميع لوحات ميملينك، ظلّت هذه اللوحة بحالة ممتازة، باستثناء غطاء الرأس الذي ضاعت تفاصيله بعد أن امتزجت ألوانه بالخلفية الداكنة بفعل تقادم الزمن.
المعروف أن ماريّا بورتيناري رسمها أكثر من فنّان، ومنهم الهولنديّ هوغو فان دير جوس الذي يُعتقد انه اعتمد في رسمه لها على هذه اللوحة.
ولد هانز ميملينك في فرانكفورت بإقليم الراين عام 1430. وبعد انتقاله إلى هولندا قرّر أن يعمل ضمن تقاليد الرسم الهولنديّ المبكّر.
وقد ظلّ يمارس عمله في بورغيس إلى أن توفّي فيها عام 1494 تاركا وراءه ثلاثة أطفال وثروة معتبرة. وفي القرون التالية اختفى اسمه من التداول، إلى أن اُعيد اكتشافه في القرن التاسع عشر.
هانز ميملينك كان احد أعظم رسّامي البورتريه في عصر النهضة الشمالية. ورغم انه مولود في ألمانيا، إلا انه اعتُبر رسّاما هولنديّا لأنه قضى معظم حياته في بورغيس الواقعة في مقاطعة الفلاندرز والتي كانت آنذاك مستعمرة ايطالية.
كان ميملينك متأثّرا بأسلوب فان دايك في تركيزه على الدقّة وإبراز التفاصيل. وقد ترك بصمته على عدد من الرسّامين الايطاليين في القرن الخامس عشر، بمن فيهم رافائيل.
لوحات ميملينك تتميّز بأناقتها مع إحساس كبير بالتناغم. وملامح شخوصه تنطق بالجمال والنعومة، كما في رسمه لوجوه المادونات.
كان الرسّام قد انتقل إلى هولندا عام 1465، حيث درس على يد روهيير فان دير وايدن ثم اكتسب جنسية بورغيس وصار واحدا من أهم الرسّامين فيها. وبحلول عام 1480، كان قد أصبح احد أغنى الأثرياء في المدينة بفضل براعته في رسم البورتريه وإتقانه تصوير المناظر الدينية.
في عام 1440، وصل إلى بورغيس من فلورنسا مصرفيّ ايطاليّ يُدعى توماسو بورتيناري كي يتولّى إدارة بنك ميدتشي في المدينة. وكانت عائلة ميدتشي وقتها تدير اكبر نظام مصرفيّ في أوربّا، مع فروع في سويسرا وفرنسا وانجلترا وغيرها.
وبعد سنوات من عمله في بورغيس، تزوج بورتيناري من فتاة ايطالية تُدعى ماريّا، وهي مثله تنتمي إلى عائلة ثريّة من فلورنسا. وفي أيّام الشاعر دانتي، كانت كلّ من عائلة اليغييري التي تنتسب إليها الفتاة وعائلة بورتيناري ترتبطان بعلاقة مصاهرة وقربى.
وقد أصبح توماسو وزوجته أشهر راعيين للفنون في أواخر القرن الخامس عشر. وكانا يعرفان ميملينك ويقدّران عمله بحكم اهتماماتهما الفنّية. وقد طلبا منه أن يرسم لهما بورتريها ثلاثيا: جزء منه يصوّر الزوج، والجزء الآخر الزوجة، على أن تتوسّط صورتيهما صورة للمادونا وطفلها.
كان توماسو بورتيناري وقتها في الثامنة والثلاثين من عمره وماريّا في الرابعة عشرة. وكان الزوج يعمل في نفس الوقت مستشارا لدوق بورغيس. وقد أراد أن يكون البورتريه رمزا لحبّهما ومعبّرا عن ارتباطهما بالبلاط.
الجزء الأوسط من اللوحة لم يعد موجودا اليوم. وبورتريه الزوجة هو الذي قُدّر له أن يبقى وأن يشتهر، بل إن معظم النقّاد يعتبرونه اليوم تحفة ميملينك الأولى.
وفي البورتريه، تظهر الزوجة وهي ترتدي ملابس فخمة تعكس ثراءها ومكانتها الاجتماعية وتناسب موضة المجتمع الرفيع في هولندا وايطاليا آنذاك. واللباس يتألّف من فستان بألوان بنّية وسوداء، مع حزام وياقة من الفراء الأبيض، بالإضافة إلى غطاء رأس مخروطيّ وخمار شفّاف وقلادة مرصّعة بالجواهر.
خلفية اللوحة مسطّحة ومعتمة. واليدان تأخذان وضعية الصلاة. والوجه مثاليّ ويتوافق مع الأفكار الجمالية في ذلك الوقت، خاصّة الحاجبين الرفيعين والأنف المستطيل. والنعومة التي رسم بها الفنّان وجه المرأة تضفي على ملامحها مسحة نحتية.
كان الزوجان بورتيناري يمثّلان الروابط والمصالح التجارية والثقافية بين كلّ من ايطاليا وهولندا. وكانا يتمتّعان بالثروة والمكانة والقبول. لكن الرياح جرت بما لا يشتهيان، عندما فقدَ الزوج وظيفته بسبب سلسلة من القروض الضخمة وغير الآمنة التي قدّمها لأحد أصدقائه وأدّت في النهاية إلى إفلاس البنك. ولم يمضِ وقت طويل حتى توفّي. وكانت ماريّا ما تزال حيّة عام 1501 عندما أصبحت هي المنفّذة لوصيّته.
من بين جميع لوحات ميملينك، ظلّت هذه اللوحة بحالة ممتازة، باستثناء غطاء الرأس الذي ضاعت تفاصيله بعد أن امتزجت ألوانه بالخلفية الداكنة بفعل تقادم الزمن.
المعروف أن ماريّا بورتيناري رسمها أكثر من فنّان، ومنهم الهولنديّ هوغو فان دير جوس الذي يُعتقد انه اعتمد في رسمه لها على هذه اللوحة.
ولد هانز ميملينك في فرانكفورت بإقليم الراين عام 1430. وبعد انتقاله إلى هولندا قرّر أن يعمل ضمن تقاليد الرسم الهولنديّ المبكّر.
وقد ظلّ يمارس عمله في بورغيس إلى أن توفّي فيها عام 1494 تاركا وراءه ثلاثة أطفال وثروة معتبرة. وفي القرون التالية اختفى اسمه من التداول، إلى أن اُعيد اكتشافه في القرن التاسع عشر.