قيـظ يـونيـو
للفنان البريطاني فريدريك ليتون، 1895
للفنان البريطاني فريدريك ليتون، 1895
تُعتبر هذه اللوحة من الأعمال الفنّية المثيرة للجدل. الآراء حولها منقسمة، بعض الناس يحبّها كثيرا والبعض الآخر يعتبرها فنّا مضحكا. البعض يصفها بأنها فنّ مبتذل، بينما البعض الآخر يثني على المهارة والتوظيف الرائع للألوان فيها.
كان الرسّام فريدريك ليتون متخصّصا في رسم الموضوعات التاريخية والدينية والكلاسيكية المستمدّة من التراث الفيكتوري. وتُعتبر هذه اللوحة تحفته بلا منازع. وقد حظيت من بين جميع أعماله بشهرة واسعة.
بل الواقع أنها إحدى أشهر اللوحات الفنّية من العصر الفيكتوري، وربّما كانت أشهر من الرسّام نفسه. وهي ما تزال مفضّلة في البوسترات وفي صالات الجلوس في البيوت وغرف الانتظار.
ويُعتقد أن للوحة علاقة بالنوم والموت والإثارة. كما أنها تجسّد فلسفة الفنّ للفنّ، أي الاعتقاد بأن قيمة الفنّ تكمن في سماته الجمالية أكثر من موضوعه.
وربّما لهذا السبب وغيره كانت وما تزال موضوع جدل بين النقّاد حول قيمتها الإبداعية. المنتقدون يقولون إنها مملّة وعديمة القيمة وأنها تخلو من أيّ توتّر أو إتقان أو مغامرة صورية. بينما يصفها المعجبون بأنها صورة من صور الجمال الفخم و"سيمفونية رائعة من التشكيل واللون تكشف عن عبقرية الرسّام في اللون وعن كلاسيكيّته الأصيلة".
وبعض مؤرّخي الرسم يعتبرون أن اللوحة بمثابة اعتراف واضح من الرسّام بالتقاليد العظيمة في الفنّ والتي تعود إلى عصر جورجيوني و تيشيان اللذين برعا في تصوير نساء نائمات كان يشار إليهنّ بالاسم الميثي "فينوس".
كانت التقاليد الفيكتورية صارمة وغير متسامحة مع الفنّ الذي يروّج للعري أو الإثارة الحسّية. وبينما لا تبدو المرأة في اللوحة عارية على الإطلاق، فإن رداءها البرتقالي الذي يجذب العين اُريد به إثارة الانفعالات الحسّية، وإنْ بشكل محسوب وحذر.
واللون البرتقاليّ النابض بالحياة في الصورة يصاحبه نطاق ناعم من الأزرق في الخلفية. والجمع الفريد بين هذه العناصر هو إحدى الخصائص التي تجعل منها عملا مميزا.
اللوحة، التي يقال أن الرسّام استلهمها من منحوتة الليل لميكيل انجيلو واختار لها توليفا دائريّا على قماش مربّع، لا تخدم أيّ غرض سرديّ أو وعظيّ أو دينيّ أو سياسيّ. لكن من الواضح أن الفنّان يدعو الناظر إلى التأمّل في وضعية المرأة.
جسد المرأة النائمة في ثوب زعفرانيّ شفاّف مقابل بحر يلمع على خطّ أفق عال لا يقدّم دليلا على من تكون ولا بماذا تحلم. هناك فقط نبتة سامّة عطرة الزهر تستقرّ فوق رأسها وموضوعة على حاجز من معمار كلاسيكي.
إنها زهرة الاولياندر التي كتب عنها شعراء في العصر الفيكتوري، وهي زهرة إغراء، لكنها سامّة جدّا. ورؤية زهرة سامّة في اللوحة أثار سؤالا عمّا إذا كانت الجميلة النائمة ليست أكثر من "أنثى قاتلة".
ويقال أن المرأة كانت موديل ليتون المفضّلة دوروثي دين. وقد ظهرت في العديد من لوحاته وكانت ممثّلة أيضا. وقبل وفاته أوصى لها ببعض من ثروته، ويقال أنهما كانا على وشك الزواج.
القصّة المرتبطة بهذه اللوحة أضافت لها المزيد من الذيوع والشهرة. فقد ظلّت تنتقل من يد إلى يد، ومع مرور الوقت كانت تتحوّل إلى موضة قديمة. وقد اختفت لعقود حتى أعيد اكتشافها في منزل مهجور بلندن.
وقبل نصف قرن، فشلت في أن تباع بالمزاد، ما سمح لأحد السياسيين الذي أصبح في ما بعد حاكما على بورتو ريكو أن يشتريها مقابل ألفي جنيه إسترليني فقط، وأصبحت أهمّ عمل فنّي في مجموعته، وتُلقّب اليوم بموناليزا الجنوب.
ورغم أن اللوحة غير معروضة للبيع إلا أن الموسيقيّ البريطاني اندرو لويد ويبر، الذي يحتفظ بمجموعة نادرة من اللوحات الفيكتورية، دفع مؤخّرا مقابل الحصول عليها ستّة ملايين جنيه.
ولد فريدريك ليتون في سكاربورو بإنجلترا في العام 1830. وعاش أربع سنوات في باريس حيث التقى فيها فنّانين كبارا من أمثال انغر وديلاكروا وغيرهما. ثم درس لبعض الوقت في روما وفلورنسا. وبعدها انتقل إلى لندن حيث تولّى في ما بعد رئاسة الأكاديمية الملكية.
كان ليتون شخصية مهمّة ونافذة في الفنّ الفيكتوري، وبعض أعماله جمعتها الملكة فيكتوريا والأمير البيرت ليضمّاها إلى مجموعتهما الفنّية.
وقبيل وفاته في العام 1896، مُنح لقب "نبيل" وهو تشريف نادرا ما ناله فنّان من قبل. وبعد أن توفّي تمّ تحويل منزله إلى متحف يضمّ رسوماته ومنحوتاته.
كان الرسّام فريدريك ليتون متخصّصا في رسم الموضوعات التاريخية والدينية والكلاسيكية المستمدّة من التراث الفيكتوري. وتُعتبر هذه اللوحة تحفته بلا منازع. وقد حظيت من بين جميع أعماله بشهرة واسعة.
بل الواقع أنها إحدى أشهر اللوحات الفنّية من العصر الفيكتوري، وربّما كانت أشهر من الرسّام نفسه. وهي ما تزال مفضّلة في البوسترات وفي صالات الجلوس في البيوت وغرف الانتظار.
ويُعتقد أن للوحة علاقة بالنوم والموت والإثارة. كما أنها تجسّد فلسفة الفنّ للفنّ، أي الاعتقاد بأن قيمة الفنّ تكمن في سماته الجمالية أكثر من موضوعه.
وربّما لهذا السبب وغيره كانت وما تزال موضوع جدل بين النقّاد حول قيمتها الإبداعية. المنتقدون يقولون إنها مملّة وعديمة القيمة وأنها تخلو من أيّ توتّر أو إتقان أو مغامرة صورية. بينما يصفها المعجبون بأنها صورة من صور الجمال الفخم و"سيمفونية رائعة من التشكيل واللون تكشف عن عبقرية الرسّام في اللون وعن كلاسيكيّته الأصيلة".
وبعض مؤرّخي الرسم يعتبرون أن اللوحة بمثابة اعتراف واضح من الرسّام بالتقاليد العظيمة في الفنّ والتي تعود إلى عصر جورجيوني و تيشيان اللذين برعا في تصوير نساء نائمات كان يشار إليهنّ بالاسم الميثي "فينوس".
كانت التقاليد الفيكتورية صارمة وغير متسامحة مع الفنّ الذي يروّج للعري أو الإثارة الحسّية. وبينما لا تبدو المرأة في اللوحة عارية على الإطلاق، فإن رداءها البرتقالي الذي يجذب العين اُريد به إثارة الانفعالات الحسّية، وإنْ بشكل محسوب وحذر.
واللون البرتقاليّ النابض بالحياة في الصورة يصاحبه نطاق ناعم من الأزرق في الخلفية. والجمع الفريد بين هذه العناصر هو إحدى الخصائص التي تجعل منها عملا مميزا.
اللوحة، التي يقال أن الرسّام استلهمها من منحوتة الليل لميكيل انجيلو واختار لها توليفا دائريّا على قماش مربّع، لا تخدم أيّ غرض سرديّ أو وعظيّ أو دينيّ أو سياسيّ. لكن من الواضح أن الفنّان يدعو الناظر إلى التأمّل في وضعية المرأة.
جسد المرأة النائمة في ثوب زعفرانيّ شفاّف مقابل بحر يلمع على خطّ أفق عال لا يقدّم دليلا على من تكون ولا بماذا تحلم. هناك فقط نبتة سامّة عطرة الزهر تستقرّ فوق رأسها وموضوعة على حاجز من معمار كلاسيكي.
إنها زهرة الاولياندر التي كتب عنها شعراء في العصر الفيكتوري، وهي زهرة إغراء، لكنها سامّة جدّا. ورؤية زهرة سامّة في اللوحة أثار سؤالا عمّا إذا كانت الجميلة النائمة ليست أكثر من "أنثى قاتلة".
ويقال أن المرأة كانت موديل ليتون المفضّلة دوروثي دين. وقد ظهرت في العديد من لوحاته وكانت ممثّلة أيضا. وقبل وفاته أوصى لها ببعض من ثروته، ويقال أنهما كانا على وشك الزواج.
القصّة المرتبطة بهذه اللوحة أضافت لها المزيد من الذيوع والشهرة. فقد ظلّت تنتقل من يد إلى يد، ومع مرور الوقت كانت تتحوّل إلى موضة قديمة. وقد اختفت لعقود حتى أعيد اكتشافها في منزل مهجور بلندن.
وقبل نصف قرن، فشلت في أن تباع بالمزاد، ما سمح لأحد السياسيين الذي أصبح في ما بعد حاكما على بورتو ريكو أن يشتريها مقابل ألفي جنيه إسترليني فقط، وأصبحت أهمّ عمل فنّي في مجموعته، وتُلقّب اليوم بموناليزا الجنوب.
ورغم أن اللوحة غير معروضة للبيع إلا أن الموسيقيّ البريطاني اندرو لويد ويبر، الذي يحتفظ بمجموعة نادرة من اللوحات الفيكتورية، دفع مؤخّرا مقابل الحصول عليها ستّة ملايين جنيه.
ولد فريدريك ليتون في سكاربورو بإنجلترا في العام 1830. وعاش أربع سنوات في باريس حيث التقى فيها فنّانين كبارا من أمثال انغر وديلاكروا وغيرهما. ثم درس لبعض الوقت في روما وفلورنسا. وبعدها انتقل إلى لندن حيث تولّى في ما بعد رئاسة الأكاديمية الملكية.
كان ليتون شخصية مهمّة ونافذة في الفنّ الفيكتوري، وبعض أعماله جمعتها الملكة فيكتوريا والأمير البيرت ليضمّاها إلى مجموعتهما الفنّية.
وقبيل وفاته في العام 1896، مُنح لقب "نبيل" وهو تشريف نادرا ما ناله فنّان من قبل. وبعد أن توفّي تمّ تحويل منزله إلى متحف يضمّ رسوماته ومنحوتاته.