Friday, August 26, 2005

لوحـات عالميـة – 28


شخـص عنـد النـافـذة
للفنان الإسباني سلفـادور دالــي، 1925

لوحة أخرى من اشهر لوحات دالي. والشخص الواقف عند النافذة هو آنا ماريا شقيقة الفنان التي كانت موضوعا للعديد من البورتريهات التي رسمها في العام 1925.
آنا ماريا في اللوحة لا تظهر سوى من الخلف فيما اخفي وجهها، وهو تصرّف غريب من دالي أعطي في حينه الكثير من التفسيرات والتخريجات السايكولوجية. واخفاء العنصر الإنساني يخلق تباينا واضحا مع جوّ العطلة الذي يوحي به منظر النهر وصفاء المشهد نفسه.
عرضت هذه اللوحة في أول معرض فني منفرد للوحات دالي في برشلونة من ذلك العام، وقد نال هذا العمل بالذات إعجاب بابلو بيكاسو الذي كان حاضرا.
كانت آنا ماريا بمثابة الأم لشقيقها دالي الذي استخدمها كموديل لرسوماته، إلى أن ظهرت غالا ايلوار في حياته عام 1929 لتزيح آنا ماريا وتجلس مكانها، الأمر الذي أذكى مشاعر العداء والحقد في قلب الأخيرة.
المنظر الطبيعي خلف النافذة هو جزء من خليج كاداكيس حيث كان دالي وعائلته يقضون عطلة الصيف من كل عام.
وفي هذا المكان كتب الشاعر الإسباني الكبير غارسيا لوركا مذكّراته، واصفا إقامته على سواحل الخليج بالحلم الرائع والجميل، ومتوقفا بشكل خاص عند منظر البحر من النافذة في ساعات الصحو.
كان دالي وشقيقته قريبين جدا من بعضهما البعض، خاصّة بعد وفاة والدتهما. لكن ظهور غالا المفاجئ افسد تلك العلاقة. وفي ما بعد كتبت آنا ماريا تصف شقيقها بصفات يبدو أنها لم تعجبه، إذ أنها كانت تتناقض مع الصورة التي حرص هو على رسمها لنفسه في سيرته الذاتية، مما دفعه إلى رسم نسخة أخرى من هذه اللوحة وأطلق عليها اسما مهينا بحقّ شقيقته.
لوحة "شخص عند النافذة" يغلب عليها اللونان الأزرق الخفيف والأرجواني الشاحب، والمشهد بعمومه يمنح إحساسا بالهدوء والطمأنينة، وهي سمة نادرة وغير مألوفة في معظم رسومات سلفادور دالي.