Posts

Showing posts from 2006

لوحات عالميـة – 117

Image
ارميـا يبكـي دمـار اورشـليـم للفنان الهولندي رمبـرانــدت، 1630 لعبة رمبراندت المفضّلة كانت الضوء والظلّ. وقد كان شغوفا، على نحو خاص، بتصوير المشاعر الداخلية للناس من خلال الجوّ العام والملامح الشخصية. وأحد الثيمات التي تظهر كثيرا في لوحات هذا الفنّان العظيم هو منظر الفيلسوف المستغرق في التأمّل والعزلة. في هذه اللوحة رسم رمبراندت النبيّ العبراني ارميا الذي تذكر كتب التاريخ أنه تنبّأ بتدمير أورشليم عاصمة مملكة يهوذا. وقد تحقّقت نبوءته عندما احتلّ البابليّون بقيادة نبوخذنصّر عاصمة مملكة اليهود الجنوبية في العام 586 قبل الميلاد ثم قاموا بتدمير المدينة والهيكل وقتل أعداد كبيرة من الناس ونفي العديد من وجهاء المدينة وسكّانها أسرى وسبايا إلى بابل. كان ارميا يحذّر قومه اليهود من أن يحلّ بهم العذاب الوشيك نتيجة انغماسهم في الذنوب والمعاصي وبعدهم عن الله وعبادتهم الأصنام. وعندما تواترت أنباء اقتراب الغزو البابلي تزعّم ارميا الفريق الذي كان يدعو إلى عدم مقاومة قوّات نبوخذنصّر التي كانت متفوّقة عددا وعدّة، وذلك حفاظا على أرواح الناس وتجنّبا لما هو أسوأ. وكان ارميا يرفض فكرة كانت رائجة في زم...

لوحات عالميـة - 116

Image
المـوت على صهـوة جـواد شـاحب للفنان الأمريكي ألبـيرت رايـدر، 1908 كان البيرت رايدر احد أكثر الرسّامين أصالةً في أمريكا خلال القرن التاسع عشر. وقد تلقّى تعليما أوّليا في الفنّ على يد رسّام البورتريه وليام مارشال ثم التحق بالأكاديمية الوطنية لفنّ التصميم. ويغلب على رسوماته الطابع التعبيري، الأمر الذي دفع بعض مؤرّخي الفنّ إلى اعتباره فنّانا حداثيا. ويقال إن لوحاته مهّدت لظهور الاتجاهات الرمزية والتجريدية في الفنّ الحديث. ودائما ما كان يبدي شغفا شديدا بالآداب والفنون عامّة. وأكثر لوحاته تستمدّ موضوعاتها من الإنجيل والميثولوجيا ومن الأعمال الأدبية لـ شكسبير وبايرون وتينيسون وإدغار الان بو ومن موسيقى فاغنر. وقد بلغ من شغفه بالأدب انه كثيرا ما كان يكتب قصائد شعر لترافق لوحاته. في هذه اللوحة رسم رايدر الموت على هيئة هيكل عظمي بشري يحمل منجلا ويمتطي صهوة حصان في مضمار للسباق. التفاصيل في اللوحة تعطي إحساسا بالانقباض والكآبة. فالسماء حالكة مكفهرّة ومضمار السباق نفسه يبدو بلا نهاية. وليس هناك في المشهد كلّه أيّ أثر للحياة. حتى الشجرة الوحيدة هنا تبدو ميّتة جرداء. وفي الأسفل تظهر أفعى طوي...

لوحات عالميـة - 115

Image
بورتـريه سيـسيليـا غاليـرانـي للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1490 حسب بعض المصادر التاريخية، كانت سيسيليا غاليراني امرأة بارعة الجمال في زمانها، وكانت تقرض الشعر وتعزف الموسيقى وتقيم حوارات فكرية مع الفلاسفة ورجال الدين. وقد ذاعت شهرة هذه المرأة بعد أن اصبحت خليلة للدوق لودفيكو ديل مورو الذي استطاعت أن توقعه في حبّها وأن تكسب ثقته بذكائها وجمالها الأخّاذ. ايل مورو نفسه كان شخصا مثقّفا وطموحا، ولعله اكتسب اسمه الأخير - ومعناه "المغربي" - بسبب بشرته السمراء وملامحه العربية. كان ليوناردو يعمل في بلاط ايل مورو كرسّام وكمشرف على المراسم والاحتفالات. لكنه كان يباشر في نفس الوقت وظائف أخرى ذات علاقة بالطبّ والهندسة والتشريح والرياضيات. هذه اللوحة رسمها ليوناردو لسيسيليا أثناء عمله في بلاط زوجها، وفيها تظهر ممسكةً بحيوان صغير من ذوات الفراء، وكان هذا الحيوان شعارا للدوق وكان يرمز بنفس الوقت للطهر والنقاء. أكثر ما يلفت النظر في هذا البورتريه الجميل التعابير الساحرة على وجه المرأة وكذلك حركة استدارتها من منطقة الظل إلى الضوء وهي هنا تبدو كما لو أنها تتفاعل مع شخص لا نر...

لوحات عالميـة - 114

Image
عشـاء فـي رحلـة بالقــارب للفنان الفرنسي بييـر رينـوار، 1881 تعتبر هذه اللوحة واحدة من أعظم أعمال بيير رينوار. وقد رسمها أثناء رحلة له مع بعض أصدقائه بالقارب على ضفاف السين. في هذه اللوحة نرى أصدقاء رينوار من الرجال والنساء الذين ينتمون إلى خلفيات ومهن مختلفة وهم مجتمعون داخل مقهى شهير في ضاحية شاتو الباريسية. وبين هؤلاء صحفيون وممثّلات وعارضات أزياء. كما تظهر في اللوحة "الين" ذات العشرين عاما والتي أصبحت في ما بعد صديقة لرينوار ثم زوجة له. موضوع "عشاء في رحلة بالقارب" لا يختلف كثيرا عن مواضيع لوحات رينوار الأخرى. كان رينوار يرسم رجالا ونساء يعيشون حياة بسيطة ويمتّعون أنفسهم ويستمتعون بالحياة بطريقة مرحة وتلقائية. وأماكنه المفضّلة كانت الطبيعة، وصالات الرقص حيث كان يصوّر الشبّان والفتيات وهم يسترخون ويتحدّثون ويراقص بعضهم بعضا. لكن مؤسّسة الفنّ الرسمية في فرنسا آنذاك لم تكن تستسيغ مثل تلك المشاهد، وكانت تلحّ على الفنّانين برسم مناظر تاريخية أو دينية أو أسطورية تظهر صورا لآلهة وملوك وملكات وأبطال من الأزمنة القديمة. ومع ذلك تحدّى رينوار هذا العرف ورسم ما كان...

لوحات عالميـة - 113

Image
بحـثـاً عـن الحــبّ للفنّان النمساوي هـانـز زاتشـكـا، 1885 لا تخلو ثقافة من ثقافات العالم من حكايات الحوريّات أو الجنّيات التي يتمّ استدعاؤها من عالم الخيال والغموض لرسم صورة مصغّرة عن الحياة وللتأكيد على قيم تربوية أو أخلاقية معيّنة. والاعتقاد بوجود الحوريّات أمر شائع في مختلف الثقافات العالمية. ومن أشهر من كتبوا عنها شكسبير ومن الأدباء المعاصرين الكاتب الدانماركي هانز كريستيان اندرسن . كما تحفل ألف ليلة وليلة بقصص الجنّيات وعرائس البحر. وفي الأساطير الإغريقية والمصرية والهندية والصينية الكثير من الإشارات والقصص عن هذه المخلوقات الخرافية. ومن بين الرسّامين الذين اهتمّوا بتصوير الحوريات هانز زاتشكا المولود في فيينّا بالنمسا العام 1859 م. وتحتشد لوحات هذا الفنّان بصور لجنّيات وملائكة وبحار ومروج وغابات وغدران. والكثير من لوحات زاتشكا مألوفة حيث تظهر كثيرا على البطاقات البريدية التي تستخدم لتبادل التهاني بالمناسبات الدينية والاجتماعية. بعض الأساطير القديمة تتحدّث عن الحوريّات باعتبارهنّ جنسا وسيطا ما بين الملاك والإنسان، ولذا فهن يعشن في عالم أبدي موازٍ لعالم البشر في منتصف المسا...

لوحات عالميـة - 112

Image
المجـدليـة التـائبــة للفنان الفرنسي جـورج دو لا تــور، 1642 ظلّت شخصية مريم المجدلية موضوعا مفضّلا في الفنّ وفي الثقافة الغربية بشكل عام. وخلال القرون الوسطى، كان ُينظر إلى هذه المرأة بكثير من القداسة والإجلال باعتبار أنها كانت الشخص الأكثر قربا من المسيح وأوّل من رآه من الناس بعد أن ُرفع. وتذكر بعض المصادر المسيحية أن مريم المجدلية كانت تغسل قدمي المسيح بشعرها في إشارة إلى عمق العلاقة التي كانت تربطها به. ولفترة طويلة، كانت المجدلية ُتمثّل في الفن باعتبارها تابعاً مخلصاً للمسيح، لكن في ما بعد توارت تلك الصفة شيئا فشيئا لتحلّ مكانها صورة المرأة الخاطئة التي أنقذتها تعاليم المسيح من وحل الرذيلة. وقد ُكتب عن هذه المرأة الكثير من الأشعار والأغاني وُروي عنها العديد من القصص والأساطير واعُتبرت دموعها مقدّسة. كما تأسّست كنائس وأديرة كثيرة بأسماء نساء سبق وأن وقعن في الخطيئة ثم تسمّين باسم المجدلية بعد أن أعلنّ توبتهن. وهناك فكرة راجت كثيراً في بعض الأوقات عن زواج المسيح من مريم المجدلية بعد توبتها، لكن الفكرة لم ُيعبّر عنها تشكيلياً. ويذهب بعض الكتّاب والمؤرخين إلى أن الشخص ذا الم...

لوحات عالميـة - 111

Image
فتـاة باكيـة للفنّان الأمريكي روي ليكتنـشتايـن، 1963 مثل زميله ومواطنه اندي وارهول، كان روي ليكتنشتاين يستمدّ مواضيع أعماله الفنيّة من تفاصيل النمط الاستهلاكي ومن مفردات الثقافة الشعبية التي كانت رائجة في الولايات المتحدة خلال ستّينات القرن الماضي. كان ليكتنشتاين يتابع الأفلام السينمائية ومسلسلات التلفزيون والإعلانات التجارية ويقرأ ما ُينشر في الصحف والمجلات من قصص ورسومات كاريكاتيرية. ثمّ يحوّل اللقطات إلى أفكار وانفعالات يعبّر عنها برسومات رمزية أو تجريدية. ولد الرسّام في نيويورك في العام 1923 لعائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى وأبدى ميلا للرّسم وهو بعدُ في سنّ مبكّرة. ثم تلقّى دروسا في الرسم في مدرسة بارسونز للتصميم. كما درس لبعض الوقت على يد ريجنالد مارش قبل أن يتابع تعليمه في جامعة ولاية أوهايو. وفي عام 1943، دخل التجنيد الإلزامي وخدم في أوروبّا. وعندما عاد إلى الولايات المتحدة عمل محاضرا في الجامعة. كان ليكتنشتاين يركّز في رسوماته على استخدام الألوان الأحمر والأزرق والأصفر وأحيانا الأخضر. وكان يستعيض عن ظلال الألوان باستخدام النقاط المكثّفة. ولطالما تحدّث عن تأثّره بكلّ من مونيه، وب...

لوحات عالميـة - 110

Image
تــأمـّــل صــامـــت للفنان البريطاني جـون وليـام غـــودوورد، 1912 لا ُيعرف عن حياة جـون وليام غـودوورد سوى النزر اليسير. لكنّ طبيعة لوحاته تشير إلى أنه كان أحد رسّامي الكلاسيكية الجديدة في انجلترا. يغلب على أعمال الفنّان الطابع الزخرفي والاهتمام بالتفاصيل الجمالية. وقد كان متخصّصا في تصوير مظاهر من الحياة الرومانية واليونانية القديمة بأسلوب لا يخلو من مسحة شاعرية واضحة. في هذه اللوحة نرى امرأة جالسة على أريكة من رخام ومرتديةً ملابس إغريقية وهي في حال تأمّل صامت. والطرف الأيسر من المقعد الرخامي ينتهي بتمثال لرجل تشبه ملامحه ملامح الشاعر هوميروس بلحيته الكثّة وشعره المجعّد. طريقة تمثيل الرخام وكذلك الألوان الحيّة والمتناغمة في اللوحة، ملمحان ينبئان عن مهارة فنية فائقة. والمشهد في عمومه نموذج للواقعية المفرطة التي يتّسم بها الفنّ النيوكلاسيكي، حيث لا اختلاف كبيراً بين اللوحة والصورة الفوتوغرافية. في جميع لوحات غودوورد تقريبا نرى صوراً لنساء ذوات شعر فاحم ويرتدين ملابس شفافة ويجلسن في بيئة قريبة من بيئة البحر المتوسّط. ولأن لوحاته لا تخلو من ثيمات ثابتة كالتّماثيل الرخامية والآثا...

لوحات عالميـة - 109

Image
الشــتــــاء للفنّان الإيطالي جوزيـبي أرشيمبـولــدو، 1573 كان أرشيمبولدو فنّانا مشهوراً جدّاً في زمانه. لكن بعد موته في العام 1593 سرعان ما فقد الناس اهتمامهم بفنّه واختفت معظم لوحاته. ومع بدايات القرن التاسع عشر ُبعث اسمه من جديد ووجد النقّاد في أعماله الكثير مما يوجب الإهتمام والإشادة. على أن إحدى أشهر لوحاته وأكثرها انتشاراً إلى اليوم هي لوحته المسمّاة "الشتاء"، وهي واحدة من أربع لوحات تتناول رؤية الفنّان للفصول الأربعة. في "الشتاء" نرى رأس رجل على هيئة شجرة ضخمة مليئة بالنتوءات. ملامح الرجل تبدو متجهّمة والأوراق شاحبة والأغصان جرداء. وهناك ليمونتان متدلّيتان من جهة العنق وكأنهما تؤدّيان وظيفة مشبكي المعطف. كان أرشيمبولدو شخصا بارعا وواسع الخيال. ومن الواضح أنه لم يكن منجذباً كثيراً لطريقة فنّاني عصر النهضة في تمثيل الطبيعة في لوحاتهم، وفضّل أن يتجاوز السائد والمألوف من خلال الإتيان بلوحات تتّسم بالتجريد والفانتازيا. في بدايات حياته عمل أرشيمبولدو مع والده، الفنّان هو الآخر، في زخرفة كاثيدرائية ميلانو. ثمّ هاجر بعد ذلك إلى فيينّا حيث عمل رسّاما في البلا...

لوحات عالميـة - 108

Image
الحرّيـة تقــود الشعــب للفنان الفرنسي أوجيـن ديـلاكـــروا، 1830 كان أوجين ديلاكروا أكثر رسّام ارتبط اسمه بالحركة الرومانسية في الفنّ والأدب. وقد اقتفى الفنّان خطى الشاعر بايرون إلى اليونان، فصوّر بخياله مشاهد عنيفة ومؤثّرة من حرب الإستقلال اليونانية التي شارك فيها الشاعر الرومانسي الإنجليزي الأشهر. هذه اللوحة ربّما تكون أشهر أعمال ديلاكروا وأكثرها احتفاءً، وقد أصبحت رمزا للثورة والحرّية. وفيها يصوّر الفنان انتفاضة الشعب الفرنسي عام 1830 ضدّ حكم عائلة دي بوربون على أمل استعادة النظام الجمهوري الذي نشأ مباشرةً بعد اندلاع الثورة الفرنسية الأولى في العام 1789 م. الشخصية المحورية في اللوحة هي رمز الحرّية نفسه. وقد رسمه ديلاكروا على هيئة امرأة فارعة الطول وحافية القدمين وقد انزلق رداؤها عن صدرها في خضمّ المعمعة وانشغالها بحشد الناس من حولها استعدادا للمعركة النهائية التي ستقود إلى الحرّية والخلاص. تبدو المرأة هنا وهي ترفع العلم بيد وتمسك بالاخرى بندقية وقد أشاحت بنظرها جهة اليمين كما لو أنها غير آبهة بأكداس الجثث أمامها ولا بما يجري حولها من جموح وغضب. ومن بين سحب الدخان في الخلفية...

لوحات عالميـة - 107

Image
صـــلاة شُــكـــر للمصوّر الأمريكي إريـك إنستــروم، 1918 تعتبر هذه اللوحة من أكثر الأعمال الفنية رواجاً وانتشاراً داخل الولايات المتّحدة وخارجها. وقد أصبحت منذ إنجازها في بدايات القرن الماضي إحدى اللوحات الرسمية التي تزيّن مباني الحكومة ومقرّات المسئولين في أمريكا. واللوحة مستمدّة أساسا من صورة فوتوغرافية التقطها المصوّر الأمريكي إريك إنستروم في الاستديو الخاص به في ولاية مينيسوتا قبل حوالي تسعين عاما. وفي مرحلة لاحقة عهد إنستروم إلى ابنته رودا، وهي فنانة تشكيلية، بمهمّة تحويل الصورة الفوتوغرافية إلى عمل تشكيلي. وتكاد تكون اللوحة نسخة طبق الأصل من الصورة. والفارق الوحيد هو أن الألوان أضيفت إلى اللوحة فيما كانت الصورة الأصلية باللونين الأبيض والأسود فقط. الرّجل العجوز الذي يظهر في اللوحة إسمه تشارلز ويلدن وكان قد زار استديو إنستروم بالصدفة. كان ويلدن شخصا فقيرا ولم يكن له من مصدر للرزق سوى ما كان يجمعه من مال بسيط لقاء بيعه لوازم تنظيف الأحذية. وقد طلب إنستروم من العجوز أن يلتقط له صورة فوتوغرافية بعد أن استوقفته ملامح الأخير التي تنطق بالتقوى والبساطة والورع. واختار المصوّر أن...

لوحات عالميـة - 106

Image
شـارع باريـسـي ذات يـوم ممطــر للفنّان الفرنسي غوستـاف كايـّيـبـوت، 1877 في هذه اللوحة الجميلة يحاول غوستاف كاييبوت تصوير مزاج الناس في أحد أيّام باريس الممطرة، تماما كما كان يفعل معاصروه من كبار الفنّانين الانطباعيين مثل مونيه ورينوار وديغا وغيرهم. اللوحة تظهر ساحة واسعة للمشاة، وفي مقدّمة المشهد إلى اليمين يظهر رجل وامرأة يرتديان ملابس عصرية وهما يمشيان على الرصيف وقد أمسك كلّ منهما بمظلة تقيه المطر المنهمر. في العام 1851 قرّرت حكومة نابليون الثالث تحويل شوارع باريس القديمة والرثّة إلى منظومة متكاملة من الشوارع والطرقات الواسعة والحديثة. ونتيجةً لاعمال التجديد والترميم تلك، تحوّلت باريس إلى عاصمة عالمية ومركز تجاري حيويّ. واللوحة تصوّر جانبا من جادّة سينت لازار التي نالت القسط الأوفر من عمليات التطوير وإعادة البناء. وقد أنجز مانيه ولوتريك ومونيه بعض اشهر لوحاتهم الفنية في هذا المكان. كاييبوت كان ينتمي إلى عائلة ثريّة كانت تمتلك هي الأخرى عقارات في هذه المنطقة وتعمل في تجارة الأقمشة والأراضي. كان الفنان في الأساس مهندسا معماريا، غير أنه كان يعشق الرسم، وقد وظّف الدروس التي تل...

لوحات عالميـة - 105

Image
العـشـيـقـــان للفنان البلجيكي رينـيـه مـاغـريـت، 1928 في لوحاته يحاول رينيه ماغريت أن يفتح للناظر نافذةً يطلّ من خلالها على الجانب المظلم من العقل. كان الفنّان ينظر إلى العالم باعتباره معينا لا ينضب من الأسرار والرؤى الشفّافة. ولهذا السبب لم يكن يشعر بحاجة إلى أن يستمدّ من الكوابيس والسحر والهلوسات مواضيع لأعماله. وكان يرى أيضا أن مجرّد النظر إلى اللوحة يكفي للاستمتاع بها، دونما حاجة للوقوع في فخّ التنظيرات الجامحة والتفسيرات المبتسرة. وبرأي ماغريت أن الحياة ليست سوى لغز كبير وأن من المتعذّر كسره أو فكّ طلاسمه. وكان يعتقد أن طبيعة الإنسان تدفعه لئلا يرى إلا ما يريد أن يراه أو ما يبحث عنه. ومن ثم فإن إدراكنا مرتبط إلى درجة كبيرة بطبيعة توقعاتنا. كانت والدة ماغريت امرأة غير سعيدة في حياتها، وقد حاولت الانتحار مرارا. وفي عام 1912، وكان عمر رينيه لا يتجاوز الثالثة عشرة، غادرت أمّه منزلهم ليلا وعندما بلغت أحد الجسور ألقت بنفسها في مياه النهر. عندما انتشلت جثّتها بعد أيام، كان جسدها عاريا ووجهها مغطّى بطرف فستانها الذي كانت ترتديه ليلة خروجها من المنزل للمرّة الأخيرة. وقد رأى ماغ...

لوحات عالميـة - 104

Image
مـدرسـة أثـيــنا للفنان الإيطالي رافـائيــل، 1509 لوحة أخرى يعتبرها الكثير من النقّاد واحدةً من التحف الفنّية العالمية. وقد ولدت فكرة هذا العمل عندما أوعز البابا يوليوس الثاني إلى الفنّان رافائيل برسم لوحة تكون محفّزا للنقاش الفكري ورمزا لأهميّة الثقافة، لكي يعلّقها البابا في مكتبته الخاصة. واللوحة تصوّر ما ُيفترض أنه ندوة فكرية جرت أحداثها في مدرسة أثينا باليونان القديمة حوالي سنة 380 قبل الميلاد. رافائيل حاول أن يجعل اللوحة تجسيدا للحقيقة المكتسبة من خلال العقل، وهو لم يختر للوحة شخصيات مجازية أو أسطورية كما درج على ذلك الفنّانون في زمانه، بل فضّل أن تضمّ اللوحة شخصيات حقيقية لمفكّرين وفلاسفة مشهورين وضعهم داخل إطار معماري كلاسيكي تتّسم تفاصيله بالفخامة والمهابة والجلال. وكل الشخصيات التي صوّرها رافائيل في "مدرسة أثينا" تشكّل اليوم ركائز ودعامات مهمّة في الفكر الغربي المعاصر. وبفضل قدرته الوصفية الفائقة، عمد الفنان إلى توزيع الشخصيات على مساحة اللوحة بشكل متساو. فليس هناك رمز معيّن يلتفّ حوله الباقون ويحيطونه بعلامات الاحترام والتبجيل. بل الجميع هنا متساوون وهم منشغلون، بل...

لوحات عالميـة - 103

Image
الـعــذراء للفنّان النرويجي إدفـارد مونـك، 1895 رسم ادفارد مونك هذه اللوحة في برلين في العام 1894 وأصبحت منذ ذلك الحين إحدى أكثر اللوحات الفنية إثارةً وغموضاً في تاريخ الفنّ الغربي. وقد استحضر الفنّان في اللوحة رؤيته الغامضة عن الخوف والرغبة من خلال صورة المرأة التي كان يرى فيها رمزا للانوثة والموت معا. واللوحة هي بمعنى ما تجسيد للطبيعة الغامضة للحياة ومعجزة الوجود المليئة بالمشاعر والانفعالات المتناقضة. والعذراء تمثّل محطّة بين الرمزية التي كانت رائجة في أواخر القرن التاسع عشر وبين فنّ الحداثة الذي ظهر مع بدايات القرن العشرين. في اللوحة نرى امرأة شابة وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة باهتة، وهي هنا تكشف عن بعض جسدها، فيما اعتمرت قبعة حمراء ولفّت ذراعيها خلف ظهرها. عينا المرأة تبدوان مغمضتين بينما يميل جسدها ناحية الضوء الذي يكشف عن المزيد من الملامح والقسمات. المشهد يعطي الناظر إحساسا بالتجريد والعزلة، وهو يصوّر المراحل الثلاث للمرأة كما رسمها مونك في العديد من لوحاته، وهي الشباب والبراءة كما يعبّر عنهما الوجه، والحياة والعاطفة كما يعبّر عنهما الجسد، ثم الشيخوخة والموت كما ترمز ل...

لوحات عالميـة - 102

Image
الموجة الكبيرة قبالة شاطيء كاناغاوا للفنان الياباني كاتسوشيكا هوكوساي، 1831 يعتبر بعض النقّاد هذه اللوحة أشهر لوحة فنية في آسيا، كما أنها أصبحت منذ إنجازها قبل أكثر من 180 عاما أيقونة ترمز للفن الياباني في العالم. أما هوكوساي فهو أحد الأسماء الكبيرة في الفنّ التشكيلي في اليابان. وقد تلقّى تعليمه على يد مواطنه شونشو الذي اكتسب منه مهارات الحفر والرسم على الخشب. وقد ظلّ هوكوساي يحظى بشهرة في الغرب أكثر من تلك التي حصل عليها في بلده اليابان. وحوالي منتصف القرن التاسع عشر وصلت أعماله إلى باريس ولقيت احتفاءً كبيرا من الرسّامين الانطباعيين آنذاك أمثال مونيه وديغا وتولوز لوتريك. في "الموجة الكبيرة" نرى ثلاثة قوارب تتأرجح وسط الأمواج المضطربة. وهناك بشر صغار قد يكونون بحارة أو صيّادين يحاولون مستميتين الإفلات من قبضة الموجة الكبيرة التي تتكسّر لتشكّل ما يشبه المخالب الضخمة التي تطبق على الصّيادين. ومن بعيد تلوح للناظر قمّة جبل فوجي المقدّس وقد كلّلتها الثلوج. لكن رغم العاصفة البحرية وثورة الموج، تبدو الشمس مشرقة والجوّ صحوا. كان هوكوساي فنّانا قويّ الملاحظة. وقد صوّر في لوح...

لوحات عالميـة - 101

Image
ممـلـكـة الســلام للفنـان الأمريكي ادوارد هيكــس، 1833 ادوارد هيكس رسّام وواعظ أمريكي، وشهرته كفنان تعتمد في الأساس على هذه اللوحة. وقد رسم منها حوالي المائة طبعة. هيكس كان شخصا متديّنا بطبيعته، وكان يحبّ الحيوانات والأطفال. لكن باستثناء هذا لا أحد يعرف الكثير عن حياته أو معتقداته. البعض يراه مجرّد فنان كولونيالي والبعض الآخر ينظر إليه باعتباره رساما فولكلوريا ساذجا. كان هيكس يؤمن بالمفاهيم القديمة حول رمزية الحيوان وعلاقته بالشخصية الإنسانية. ومملكة السلام هي آخر لوحة رسمها قبل وفاته. ويعدّها كثير من النقّاد إحدى روائع الفن العالمي. فكرة اللوحة مستوحاة من إحدى آيات الإنجيل التي تتنبّأ بعودة المسيح وبأن يسود السلام الأرض ويعيش البشر والحيوان جنبا إلى جنب في سلام ووئام. واللوحة تترجم بدقّة ما ورد في تلك النبوءة، فالذئب يتعايش مع الحمل والنمر يرقد إلى جوار الطفل والغزال مع الأسد والبقرة مع الدبّ الخ. لكن هيكس اختار أن يضمّن اللوحة حدثا معاصرا، ففي الخلفية إلى اليسار يظهر ويليام بن - مؤسّس ولاية بنسلفينيا وزعيم جماعة الكويكرز المتديّنة التي كان هيكس ينتمي إليها – وهو يوقّع اتفاق...

لوحات عالميـة - 100

Image
وصـيفــات الـشّـــرف للفنان الإسباني دييـغـو فـيلاســكيــز، 1656 تعتبر هذه اللوحة واحدة من أعظم الأعمال التشكيلية في تاريخ الفنّ الغربيّ كلّه، كما أنها إحدى اكثر اللوحات إثارةً للغموض والنقاش والجدل. وبعض النقّاد لا يتردّد في وضعها في منزلة متقدّمة حتى على الموناليزا أو الجيوكندا. ومنذُ أن رسم دييغو فيلاسكيز اللوحة قبل ثلاثة قرون ونصف وهي تتبوّأ موقع الصّدارة في كافة القوائم المخصّصة لافضل الأعمال التشكيلية في العالم. فيلاسكيز نفسه يُعتبر أهمّ رسّام إسباني على الاطلاق وأحد أعظم الرسّامين في التاريخ، بل إن مانيه وبيكاسو مثلا يعدّانه الأعظم. وقد كتب بيكاسو عدّة دراسات عن هذه اللوحة ورسم سلسلة من اللوحات التي تعطي "وصيفات الشرف" تفسيرات متباينة. ُعرف عن فيلاسكيز مهارته الفائقة في مزج الألوان وتعامله المبهر مع قيم الضوء والكتلة والفراغ. وقد رسم هذه اللوحة في قصر الكازار في مدريد عام 1656 حيث كان يعمل رسّاما أوّل في بلاط الملك فيليب الرابع ورئيساً لتشريفات القصر. واللوحة تصوّر "انفانتا مارغاريتا" كبرى بنات الملك وهي محاطة بوصيفاتها وكلبها. لكن فيلاسكيز عمد إلى رسم نفسه ...

لوحـات عالميـة - 99

Image
بورتـريه جيـرولامـو سـافـونــارولا للفنان الإيطالي فــرا بـارتــولـوميــو، 1488 تكمن شهرة وأهميـة هذا البورتريه في كونه يصوّر شخصيّة غير عادية وطالما أثارت جدلا واسعاً بين المؤرّخين. فقد لعب هذا الراهب دوراً محورياً في الأحداث التي عصفت بفلورنسا وبالكنيسة الكاثوليكية على وجه الخصوص حوالي منتصف القرن الخامس عشر. كان سافونارولا ثائرا على طغيان الكنيسة وفساد رجال الدين واستبداد الساسة آنذاك. وقد ُعرف عنه احتقاره للأمور الدنيوية وتقديسه للقيم الدينية من خلال خطبه الحماسية القوية التي كان يضمّنها نبوءاتٍ وتهديداتٍ مبطنة للكنيسة في روما وللحكاّم في فلورنسا. ورغم تحذيرات الكنيسة له، فقد استمرّ سافونارولا في حشد الأنصار من حوله وتهييج العامّة ضدّ رجال الدين، وشرع يبشّر باقتراب الثورة الموعودة التي ستجدّد الدين والأخلاق. وبعد انهيار حكم أسرة ميديتشي في فلورنسا في العام 1494، اصبح سافونارولا الحاكم الفعلي للمدينة، فنصّب حكومة ديمقراطية وبدأ في إصلاح الجهاز البيروقراطي وتعهّد بإزالة كافّة مظاهر الفساد من الحكومة والكنيسة. لكن ما كان لذلك أن يمرّ بسهولة، إذ أن إصلاحات الرجل أوغرت عليه صد...

لوحـات عالميـة - 98

Image
القـــط الأســـود للفنان السويسري تيوفيـل شتـاينـليـن، 1890 رغم بساطة هذه اللوحة وطبيعتها الكاريكاتورية الواضحة، فإنها أصبحت منذ ظهورها في نهايات القرن التاسع عشر أحد أشهر الأعمال الفنية العالمية وأكثرها انتشاراً ورواجاً. واللوحة هي عبارة عن بوستر ُكلّف تيوفيل شتاينلين برسمه ليروّج لجولة لأحد أصدقائه الفنّانين نظّمها مقهى مشهور في باريس. وكان المقهى، واسمه القطّ الأسود، ملتقى للفنّانين والشّعراء في ذلك الوقت وفيه كانت ُتقام حفلات موسيقية وعروض لمسرح الظلّ. في اللوحة يطلّ قطّ بشعر مجعّد وعينين صفراوين متوهّجتين وهو جالس أمام خلفية برتقالية اللون. وقد رسم الفنان البوستر في وقت شهد إعادة الاعتبار للقطط بعد أن كانت تُقرن في أوربا بطقوس السحر والشعوذة. ومثل مود لويس ، كان شتاينلين يحبّ القطط كثيرا وقد ظهرت في العديد من رسوماته. ولد الفنان في لوزان بسويسرا عام 1859 ثم انتقل إلى باريس عام 1882 وأصبح جزءاً من مجتمع الفنانين والأدباء في حيّ مونمارتر الشعبي. وكان معاصراً لبيكاسو وموديلياني وماتيس ورينوار. في باريس عمل شتاينلين لأكثر من عشرين عاما مستشاراً ورسّاماً لعشرات المجلات الثق...

لوحـات عالميـة - 97

Image
تمـريــن فـي الرقــص للفنان الفرنسي إدغــار ديغـــا، 1874 لم يرتبط اسم فنّان تشكيلي بصور الرقص والراقصات مثلما ارتبط اسم ادغار ديغا. وقد كرّس اكثر من نصف أعماله لرسم راقصات الباليه. وبلغ من شغف ادغار ديغا بتصوير حركات الرقص انه كان يحضر إلى دار اوبرا باريس بانتظام ويراقب دروس وتمارين الرقص وحركات الراقصات على المسرح وخلف الكواليس. كما كان يشكّل الصلصال والشّمع وينشئ نماذج من الطين في محاولة لفهم حركات الراقصات. "تمرين في الرقص" هي إحدى افضل وأشهر لوحات ديغا وفيها يصوّر مجموعة من الراقصات وهنّ يؤدّين بروفة في الرقص. بالإضافة إلى حيوية وتناغم الألوان في اللوحة، ثمّة تركيز خاص على إبراز أشكال الرّؤوس والأذرع من خلال استخدام الخطوط القاتمة. وفي هذا العمل، كما في جميع أعماله الأخرى، لا يبدو ادغار ديغا مهتمّا بتصوير التعابير على وجوه راقصاته أو إبراز جمالهن، بل كان حريصا على تصوير سحر الباليه فحسب. ولد ديغا في باريس عام 1834 واظهر ميلا مبكّرا لقراءة الكتب كما كان معجبا برسومات انغـر. وفي إحدى المراحل ذهب إلى إيطاليا وأقام في روما ثلاث سنوات اطلع خلالها على لوحات عصر الن...

لوحـات عالميـة - 96

Image
العــاريـة الــزرقــاء للفنّان الفرنسي هنـري مـاتيــس، 1952 عندما ظهرت هذه اللوحة لأول مرّة اعتبرها النقّاد عملا قبيحا وشاذّا. لكنها اليوم تعتبر واحدة من أهمّ الأعمال الفنية التي أنجزت خلال القرن العشرين. وقد ولدت فكرة اللوحة في ذهن هنري ماتيس عندما كان في زيارة لشمال أفريقيا، واراد أن تكون المرأة فيها رمزا لقوّة وعنفوان الأرض التي زارها، كما أراد من خلال اللوحة تحدّي فكرة العارية المثالية التي كان رسمها رائجا في زمانه. وفي ما بعد رسم ماتيس نسخا أخرى من اللوحة بدرجات متفاوتة من التحوير والاختلاف. في بدايات حياته اشتغل ماتيس بالمحاماة وعندما بلغ العشرين من عمره اكتشف ميله للفن التشكيلي. ومنذ ذلك الوقت اصبح الرسم مهنته التي لازمته حتى نهايات حياته. درس الفنان في مدرسة الفنون الجميلة في باريس، وفي البداية جرّب أساليب فنية شتّى، لكنه كان متأثرا بفان غوخ وسيزان على وجه الخصوص. كما استهوته كثيرا لوحات الفنان البريطاني جوزيف تيرنر . ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت شهرة ماتيس قد بلغت اوجها واصبح فنانا معترفا به عالميا. أهمية "العارية الزرقاء" تكمن في التكنيك الفني ال...

لوحـات عالميـة - 95

Image
مــدام إكـــس للفنان الأمريكي جـون سنغـر سـارجنـت، 1884 لوحة أخرى تعتبر من اكثر اللوحات شهرةً في تاريخ الفنّ التشكيلي العالمي. وقد كانت هذه اللوحة موضوعاً للكثير من الدراسات النقدية كما أنها أصبحت مألوفة لكثرة ما ظهرت على أغلفة العديد من الكتب والمجلات والمطبوعات المتنوّعة. ولدت مدام إكس – واسمها الأصلي فيرجيني افنيو - في لويزيانا بالولايات المتحدة في العام 1859 لأبوين من أصول إيطالية. وبعد وفاة الأب هاجرت الأمّ وبناتها إلى باريس. في باريس أصبحت فيرجيني محطّ اهتمام أوساط الطبقة الأرستقراطية الفرنسية وذلك بفضل جمالها الآسر وجاذبيتها الطاغية. ولم تلبث أن تزوّجت من مصرفي فرنسي يدعى بيير غوترو. ويقال إن الحضور المدروس والواثق لمدام غوترو – كما أصبحت تسمّى الآن - كان كافيا لان يوقف الحفلات ويشلّ الحركة في الشوارع والأماكن العامة. وقد قابلها جون سارجنت في باريس عام 1881 وأبدى رغبته في رسمها. سارجنت كانت تحدوه الرغبة في أن يشتهر ويذيع اسمه اكثر، وقد التقت تلك الرغبة مع طموح مدام غوترو في أن تؤكّد ذاتها في عمل فنّي يخلّد اسمها ويحفظ ذكراها في أذهان الناس. في البداية واجه سارجنت صعوبة ...

لوحـات عالميـة - 94

Image
شـرفـة على شاطـئ سينـت آدريـس للفنان الفرنسي كـلـود مـونيـه، 1867 لوحة جميلة أخرى لـ كلود مونيه رسمها في العام 1867 أثناء إقامته الممتدّة في منطقة سينت آدريس، يصوّر فيها انطباعه صباح يوم صيفي دافئ. هنا أيضا يظهر اهتمام مونيه بتأثيرات الضوء والجوّ الخارجي. عندما كان مونيه يعكف على رسم اللوحة كان ما يزال يعاني من الفقر المدقع. لكنه كان يظهر قدرة كبيرة على مواجهة الصعاب والتكيّف مع الظروف. اللوحة تصوّر منظراً لشرفة على شاطئ البحر وفيها يظهر أربعة أشخاص. في خلفية المشهد يبدو شقيق الفنان وشقيقته وهما جالسان على ارض الشرفة يتأمّلان البحر أمامهما. وفي مقدّمة اللوحة تقف ابنة عمّ الرسّام مرتديةً ملابس فاتحة اللون وهي تتحدّث إلى رجل يعتمر قبّعة طويلة. والمشهد بعمومه يعكس أجواء العطلة في منطقة سينت آدريس وينقل إحساساً بالهدوء وجمال الطبيعة. في اللوحة أيضا يبدو افتتان مونيه بالضوء، والحقيقة أن هذا ملمح يكاد يطغى على جميع لوحاته. ظلّ مونيه يرسم بدأب ونشاط معظم حياته. لكن في عام 1908 توقّف عن مزاولة الرسم بعد أن أصيب بمرض في عينيه. الحدائق العامرة بجداول الماء وأزهار السوسن والجسور الي...

لوحـات عالميـة - 93

Image
مـذبحــة الأبــريــاء للفنان الهولندي بيتـر بـول روبنــز، 1612 تعتبر هذه اللوحة رابع أغلى لوحة في العالم، إذ ابتاعها زبون مجهول بمبلغ سبعة وسبعين مليون دولار في مزاد سوذبي اللندني قبل أربع سنوات. موضوع اللوحة مستمدّ من حادثة تاريخية ورد ذكرها في الإنجيل، وإن بشكل عابر. إذ تروي بعض المصادر التاريخية أن هيرود الروماني ملك يهوذا أمر جنوده بذبح كافة الأطفال المولودين في بيت لحم في ذلك الوقت خوفا من أن يكون أحدهم هو المسيح الذي سينازعه الحكم ويؤلّب عليه الناس. وقد فعل هيرود هذا بعد أن ابلغه جماعة من السحرة قدموا من بلاد فارس انهم رأوا نجما في الأفق الشرقي يشير إلى قرب ولادة نبيّ اليهود المنتظر. ُرسمت اللوحة في ما بين عامي 1609 و 1611 ، وهي عبارة عن كتلة مضطربة من الدم والمعاناة والوحشية والألم. في اللوحة نرى جنود هيرود المسلّحين بالسيوف والخناجر وهم منهمكون في ذبح الأطفال وسط استماتة أمهاتهم في الدفاع عنهم ومحاولة استنقاذهم من القتل. وقد بذل روبنز جهدا كبيرا في تصوير المشهد بتفاصيله الكثيرة وبما يفرضه من تعامل مع تشكيلات مركّبة وانفعالات عديدة ومتباينة تتراوح ما بين الحزن والعنف ...

لوحـات عالميـة - 92

Image
بـورتــريه شخـصــي للفنان الهولندي فنسنـت فــان غــوخ، 1889 في السنوات الأخيرة من حياته اصبح فان غوخ يهتمّ برسم بورتريهات لنفسه. وربّما تأثّر في تلك الخطوة بـ رمبراندت الذي رسم اكثر من مائة بورتريه لنفسه حاول من خلالها تصوير المراحل المهمّة في حياته. وهناك اكثر من ثلاثين بورتريه صوّر فيها فان غوخ نفسه في أوضاع وأمزجة شتّى. وقد رسم فان غوخ معظم هذه البورتريهات خلال عامين فقط. وهي تكشف عن شخص كان في حالة صراع دائم مع الحياة وربّما كان يبحث من خلال تلك الرسومات عن إجابات لأسئلة كانت تؤرّقه وتثقل على عقله. وتتفاوت الانفعالات التي ضمّنها تلك البورتريهات من الحيرة إلى الصدمة ومن الشعور النسبي بالطمأنينة إلى الإحساس بالتشوّش والارتباك. في هذا البورتريه الجميل والمعبّر الذي أنجزه فان غوخ أثناء إقامته في سان ريمي عام 1889 ، يبدو الفنان هادئا ومسترخيا ظاهريا، لكن ملامحه ونظراته تشي بقلق داخلي. يغلب على هذا البورتريه اللون الأزرق وقد رسم الفنان خلفية متموّجة استخدم فيها خطوطا حلزونية وملتفّة لإضفاء حركية وديناميكية على اللوحة، لكن طريقته في استخدام الفرشاة هنا تعبّر عن قدر كبير من العص...

لوحـات عالميـة - 91

Image
شـارع فـي بريتـانـي للفنان البريطاني ستانهـوب فوربـس، 1881 تُعتبر هذه اللوحة أشهر لوحات ستانهوب فوربس، وهي أحد الأعمال الفنّية المفضّلة لدى الكثيرين. كما أنها هي التي أدّت إلى ذيوع اسم صاحبها كرسّام مرموق. هو نفسه وَصف نجاحها ذات مرّة بأنه نقطة تحوّل رئيسية في حياته. وعندما عُرضت للمرّة الأولى في الأكاديمية الملكية عام 1882م، لقيت نجاحا كبيرا واستُقبلت استقبالا حسنا، ثمّ بيعت في نفس السنة إلى غاليري ووكر للفنّ في ليفربول. رسم فوربس هذه اللوحة عام 1881 أثناء إقامته في كانكال عاصمة مقاطعة بريتاني الفرنسية. وفيها يصوّر شارعا، أو بالأحرى زقاقا صغيرا، يصطفّ على جانبيه عدد من النساء والفتيات المنهمكات في صنع وتجهيز المكانس وأدوات الجلي المنزلية. كان الفنّان غالبا يرسم مناظر طبيعية وأنشطة من الحياة اليومية. ولوحاته تعكس حبّه للحياة وتعاطفه مع الإنسان وتماهيه مع الناس الذين كان يرسمهم. وأثناء إقامته في فرنسا، زار فوربس مقاطعة بريتاني ورسم فيها مناظر في الهواء الطلق. وفي بريتاني أيضا استطاع أن يجد كلّ ما كان يرغب به من أناس بسطاء وتقاليد متوارثة ولغة قديمة وأسلوب حياة ...

لوحـات عالميـة - 90

Image
راقـصـون في بـوجيفــال للفنان الفرنسي بييـر رينـوار، 1883 يعتبر رينوار أحد اكثر الرسامين الانطباعيين شعبية وشهرة. وتحتشد لوحاته بصور الأطفال والنساء ومناظر الطبيعة الخلابة. وبخلاف غالبية الفنانين الانطباعيين، لم يركّز رينوار على رسم المناظر الطبيعية فقط، بل أنجز لوحات عديدة تظهر الناس في لحظات انسهم وصفائهم. في لوحاته الأولى يبدو جليا تأثّر رينوار بـ اوجين ديلاكروا، غير انه تأثّر اكثر بصديقه الحميم كلود مونيه الذي ابتكر معه المدرسة الانطباعية في الرسم. وقد رسم الاثنان معا في البداية، ويصعب أحيانا تمييز أعمال كل منهما عن الآخر خاصة في مراحلهما المبكّرة. عرف عن رينوار براعته في الحديث ووفاؤه لأصدقائه وعائلته، واشتهر عنه قوله: إذا لم يتضمّن الفن عنصر المتعة فمن الأفضل للفنان أن يمتهن وظيفة أخرى. ومشاهد لوحاته العامرة بأجواء السعادة والأضواء المبهرة والحسية الدافئة جعلها من بين اكثر الأعمال الفنية شعبية واستنساخا في تاريخ الفن. راقصو بوجيفال هي من بين أجمل لوحات رينوار وأكثرها احتفاء. وتصوّر اللوحة رجلا يراقص امرأة بمنتجع بوجيفال الباريسي. أما الأشخاص في الخلفية فهم مجموعة تنتم...

لوحـات عالميـة - 89

Image
عصــر غــامــض للفنان اليوناني جيـورجيـو دي كيـريكــو، 1914 في هذه اللوحة المشهورة، يحاول الفنان دي كيريكو ابتداع لغة مرئية عن عبثية الوجود وهشاشة الحياة وغموض المصير. وقد استخدم الرسّام في اللوحة المنظور المائل والطويل والفراغات الكبيرة والظلال السوداء والممتدّة، ولجأ إلى تصغير الأشخاص وجعلهم يتوارون في خلفية المشهد. كما وظّف الأشكال والأجسام خارج سياقاتها الطبيعية من اجل خلق أجواء من الغموض والعزلة والترقّب. ارتبط اسم دي كيريكو بمفهوم الرسم الميتافيزيقي. وتغلب على لوحاته مشاهد لأماكن مقفرة ومهجورة ودخان غامض وعربات أشبه ما تكون بالتوابيت، وذلك لتكثيف الشعور بعالم الماورائيات والغيب. يقول بعض النقّاد إن لوحات دي كيريكو أسهمت بشكل كبير في نشوء السوريالية. وقد قرأ السورياليون لوحاته من منظور فرويدي في الغالب ووظّفوا في أعمالهم بعض الثيمات التي استخدمها في لوحاته كالجوّ السكوني والصمت المطبق والتماثيل والأعمدة القديمة والأضواء الخفيّة التي تبعث في النفس إحساسا بالتوجّس والرهبة. ولد دي كيريكو (أو تشيريكو كما ينطق اسمه أحيانا) في اليونان لأبوين ايطاليين. لكنه عاش الجزء الأكبر من حياته ف...

لوحـات عالميـة - 88

Image
درس فـي آلــة البـانجــو للفنان الأمريكي هنــري تانــر، 1893 في هذه اللوحة الجميلة، تتجلى القوّة التعبيرية والانفعال المكثّف في أسمى معانيهما. وليس بالمستغرب أن تصبح اللوحة مع مرور السنوات ايقونة للفنّ الأفريقي في العالم وصورة للعاطفة الأبوية والقيم العائلية بشكل عام. لكن الأهم من ذلك أنها أصبحت رمزا للأمل والإلهام والصبر بالنسبة لزعماء الأفارقة الأمريكيين والفنّانين السود الشباب. كان هنري تانر أهمّ فنان أمريكي اسود في القرن التاسع عشر، كما انه أول فنان من أصول أفريقية يحقّق شهرة عالمية. ولد في العام 1859 في بنسلفانيا لاب كان يعمل قسّيسا بإحدى الكنائس، ودرس الرسم في أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة وتتلمذ على يد توماس ايكنز الذي كان له ابلغ الأثر في تعليم تانر واختيار أسلوبه الفنّي. وفي عام 1996 أصبحت لوحته "كثبان رملية عند المغيب" أول عمل فنّي لرسّام اسود ُيضمّ إلى المجموعة الفنية الدائمة الخاصّة بالبيت الأبيض. سافر تانر إلى روما ولندن، ثم حلّ أخيرا في باريس حيث درس لبعض الوقت في اكاديمية جوليان. وفي باريس أنجز لوحته الأشهر "درس البانجو" المستوحاة من قصي...

لوحـات عالميـة - 87

Image
بورتريـه نبيــل عجــوز للفنان الإسبـاني إل غـريكــو، 1595 ولد إل غريكو "ومعنى الاسم باللاتينية: اليوناني" في العام 1541 بمقاطعة كريت التي كانت في ذلك الوقت جزءا من فينيسيا الإيطالية. بدأ الفنان تجربته الفنية برسم لوحات ذات مضامين دينية مستمدّة من العصر الروماني. وكانت تلك اللوحات، كما هو الحال مع بقية أعماله التي أنجزها في ما بعد، مكثّفة بالانفعالات القويّة. ُعُرف عن إل غريكو تركيزه على نقل التعبير الانفعالي لشخصياته والتأكيد على الملامح الروحية لتلك الشخصيات. ويمكن النظر إلى لوحاته باعتبارها دراسات معمّقة عن حياة المجتمع الإسباني الذي عاش فيه معظم حياته. وله من الأعمال حوالي 84، معظمها بورتريهات لأشخاص. في مستهلّ حياته هاجر إل غريكو إلى فينيسيا ثم إلى روما حيث درس أعمال تيشيان واعجب بألوانه الساطعة واطلع عن كثب على لوحات ميكيل انجيلو واعماله النحتية. ولم يلبث الفنان أن انتقل بعد ذلك إلى مدريد. وعندما لم يحصل على الحظوة التي كان يطمح إليها في بلاط الملك فيليب الثاني انتقل إلى طليطلة حيث عاش هناك بقية حياته. وفي طليطلة أنجز أهم أعماله الفنية ومن ضمنها لوحته الشهيرة منظر لطليط...

لوحـات عالميـة - 86

Image
الجـواد ويسـل جـاكيــت للفنان البريطاني جــورج ستـبــس، 1762 يعتبر جورج ستبس اشهر من رسم الحصان من الفنانين القدامى والمعاصرين على حدّ سواء. وقد رسم هذه اللوحة الضخمة والشهيرة في حوالي العام 1762 بناءً على طلب الماركيز بروكنغهام صاحب الجواد. هذه اللوحة ما تزال تفتن الفنانين ودارسي الفن. ويعتقد بعض النقاد أنها لم تكتمل، إذ يُفترض أن ستبس الذي اشتهر أيضا برسم مناظر طبيعية وبوتريهات لاشخاص كان ينوي ملء الخلفية بمنظر طبيعي وبصورة لجورج الثالث ملك انجلترا في ذلك الوقت. لكن الخلافات السياسية بين الماركيز والملك فرضت على الفنان أن يترك اللوحة فارغة إلا من صورة الجواد. في تلك الفترة أنجز ستبس سلسلة من اللوحات لجياد جماعية أو بصحبة كلاب صيد. ثم رسم لوحات أخرى لأسود ونمور وزراف صوّرها من خلال المشاهدة والملاحظة. لكن الفنان ما لبث أن انشغل بفكرة رسم جياد في حالة صراع مع اسود مفترسة. لوحة "الجواد ويسل جاكيت" تصوّر حصانا فخما ينحدر من اصل عربي وكان بطلا لا ينازع في سباقات الخيول التي كانت تجري آنذاك. وكما هو واضح ليس في المشهد أشخاص ولا مناظر طبيعية، والفراغ المحيط باللوحة يوجّه ...

لوحـات عالميـة - 85

Image
بورتريـه الشـاعـرة آنـّا أخمـاتـوفـا للفنان الـروسي ناثـان آلتـمـان، 1914 تُعتبر آنا اخماتوفا أحد الأسماء الكبيرة في الشعر الروسي المعاصر. وقد اشتهرت بأشعارها التي يغلب عليها التأمّل والحزن. وقد رسم لها ناثان آلتمان هذا البورتريه الذي يُعتبر أشهر أعماله بالإضافة إلى كونه أحد أشهر الأعمال الفنّية العالمية. وفيه تبدو الشاعرة جالسة على أريكة ومرتدية فستانا ازرق بينما لفّت حول ذراعيها وشاحا اصفر. البورتريه يغلب عليه اللونان الأزرق والأخضر وظلالهما. ومن الواضح أن الفنّان استخدم فيه أسلوبا قريبا من التكعيبية. عُرفت اخماتوفا بتصدّيها الشجاع لـ جوزيف ستالين. فقد هاجمته وانتقدته بضراوة في قصائدها، ما دفع النظام إلى سجنها سبعة عشر عاما، بعد أن اتّهمها بـ "الترويج للانحلال البورجوازي والانشغال بالأمور التافهة كالحديث عن الله والحبّ". وفي العام 1921 أعدمت السلطات زوجها الشاعر نيكولاي غوميليف بعد اتهامه بالضلوع في مؤامرة لقلب النظام. ولم تلبث السلطة أن اعتقلت ابنها الوحيد ونفته إلى سيبيريا. بعد تلك الأحداث أصبحت اخماتوفا أسيرة للحزن والعزلة والصمت، وعانت من إقصاء وتجاهل زملائها من الشعراء...

لوحـات عالميـة - 84

Image
بورتـريـه الأميــرة ليـونيـلــلا للفنـان الألمـانـي فرانـز ونتـرهـولتـر، 1843 ولد فرانز ونترهولتر عام 1805 في بلدة قريبة من الغابة السوداء. كان الابن السادس لعائلة تعمل في الزراعة. وقد درس الرسم على يد الفنّان لودفيغ شولر ثمّ في أكاديمية الفنون في ميونيخ. التحوّل الكبير في حياة الرسّام تحقّق عندما دخل دوائر البلاط. وقد سافر إلى ايطاليا للدراسة بدعم من الدوق ليوبولد اوف بادن. وفي روما رسم مناظر طبيعة رومانسية على طريقة الرسّام السويسري لوي ليوبولد روبير . وعند عودته إلى ألمانيا، رسم بورتريهات للدوق ليوبولد وزوجته. ثم لم يلبث الدوق أن عيّنه رسّاما للبلاط. غير أن ونترهولتر غادر ألمانيا بعد ذلك قاصدا باريس. وفي نفس تلك السنة رسم لويز ماري اوف اورليون ملكة بلجيكا وابنها. وفي باريس أصبح ونترهولتر مشهورا. وقد عيّنه لوي فليب ملك فرنسا رسّاما للبلاط كما كلّفه برسم ثلاثين صورة منفردة لأفراد عائلته الكبيرة. نجاح الفنان في تلك المهمّة اكسبه شهرة إضافية. ومنذ ذلك الوقت أصبح معروفا بتخصّصه في رسم السلالات الملكية وأفراد الطبقة الارستقراطية. الانطباع الأوّلي الذي يخطر بالذهن عند النظر إلى هذا البورتر...

لوحـات عالميـة – 83

Image
لاعبــو الـــورق للفنان الفرنسي بـول سيـزان، 1892 يُنظر إلى هذه اللوحة باعتبارها إحدى اشهر اللوحات في تاريخ الفن الحديث. واللوحة هي واحدة من خمس لوحات رسمها الفنان بول سيزان وضمّنها نفس الفكرة: أشخاص يلعبون الورق. وقد استمدّ سيزان موضوع اللوحة من أجواء منطقته الباريسية "ايكسان بروفانس" التي كانت تضم أخلاطا من البشر، من عمّال وحرفيين وفلاحين وأناس عاديين. في اللوحة حاول سيزان إعادة اكتشاف وظيفة الحيّز والخطوط. وبناء اللوحة يعتمد في الأساس على مركز الزجاجة الكائنة في منتصف الطاولة، والتي تقسم الحيّز إلى مناطق متقابلة للتأكيد على الطبيعة الثنائية للموضوع. كان سيزان صديقا مقرّبا من اميل زولاالذي اصبح في ما بعد أحد اشهر الروائيين الفرنسيين. وقد تأثّر سيزان بكل من اوجين ديلاكروا وادوار مانيه، لكنه تأثر اكثر بأسلوب كميل بيسارو الذي دعمه كثيرا وعرّفه بأسلوب الانطباعيين في تمثيل الضوء والإمساك بتأثيرات الطبيعة المتحوّلة، من خلال نثر الألوان بضربات خفيفة والاقتصاد في رسم الخطوط. في "لاعبو الورق" يبدو الجوّ جادّا وكئيبا إلى حدّ ما، ومما يعزّز هذا الانطباع الطاولة ذ...

لوحـات عالميـة – 82

Image
سيّــدة جزيــرة شـالــوت للفنان البريطاني جون ويليام ووترهاوس، 1888 ارتبط عصر الملك الانجليزي آرثر بالكثير من قصص السحر والأساطير. ومن اشهر تلك الأساطير أسطورة سيّدة جزيرة شالوت. وتحكي الأسطورة عن سيّدة أصابتها لعنة وُحكم عليها بالعيش وحيدة في قلعة بجزيرة نائية تسمّى شالوت. في القلعة عاشت السيّدة لوحدها بلا رفيق أو مؤنس، ولان القوى السحرية كانت تمنعها من النظر إلى الخارج مباشرة فقد كانت السيّدة تكتفي بالنظر إلى العالم خارج قلعتها من خلال مرآة. وكانت المرأة تمضي وقتها داخل القلعة في الغناء وغزل النسيج. وكانت ترى كل شئ خارج ذلك المكان منعكسا في المرآة. وذات يوم لمحت في المرآة خيال الفارس لانسلوت الذي كان من فرسان ارثر وكانت واقعة في حبه، فأطلت من النافذة متجاهلة نصائح السحرة. وفي الحال تهشّمت المرآة ولاحت في الأفق نذر عاصفة قوية وكان ذلك دليلا على قوّة اللعنة وتأثير السّحر. وفي صباح خريفي عاصف، تقرّر السيّدة مغادرة سجنها الانفرادي في القلعة وتبحر في قارب نقشت عليه اسمها. وخلال تلك النهرية تغني أغنية الموت الأخيرة. وبعد وفاتها، يعثر الأهالي على جثّتها ويتعرّفون عليها. الفنان و...