Thursday, January 26, 2006

لوحـات عالميـة - 76


عـــيـــن
للفنان الهولندي موريتـس ايشـر، 1946

يعتبر موريتس ايشر أحد ابرز فناني الغرافيكس في العالم، وله العديد من الأعمال الفنية التي تتناول ُبنىً وأشكالا يستحيل تصوّرها أحيانا، مثل الصعود والهبوط والنسبية وعالم التحوّلات والانتقال من عالم لاخر.
هذه الأعمال حفظت لايشر مكانة عالمية باعتباره أحد ابرع فناني الغرافيكس والخدع البصرية على نحو خاص.
ولد ايشر في هولندا وقضى بها معظم فترة شبابه. وكما هو الحال مع الكثير من العباقرة، فشل ايشر في اختبارات الثانوية، لكنه أبدى تفوّقا واضحا في كل ما له علاقة بالفن. وبتشجيع من أساتذته، بدأ في تلقي بعض الدروس الخاصة في المعمار والفن.
وبحلول العام 1919 كان الفنان قد حقّق بعض النجاح والشهرة بفضل أعماله التي استخدم فيها القطع الخشبية كوسيط.
وفي محاول للبحث عن الإلهام، رحل إلى ايطاليا، حيث تزوّج فيها ومكث اكثر من عشر سنوات رسم خلالها معظم أعماله الفنية المعروفة.
وحتى اليوم، ما تزال لوحات موريتس ايشر تحظى بشعبية كبيرة، واهمّها، بل واشهرها على الأرجح، هي هذه اللوحة التي توفّر نموذجا ممتازا عن الأسلوب الذي اتبعه ايشر وأطلق عليه الانعكاس الكروي. إذ رسم عينا، هي في الحقيقة عين الفنان نفسه، وهي في حالة انعكاس في مواجهة مرآة مقعّرة. وقرّر أن يرسم داخل العين جمجمة بشرية كتجسيد لرؤية فلسفية كان ايشر يؤمن بها وملخّصها، بكلماته هو، أن الموت يترصّد الإنسان أينما ذهب أو ارتحل وهو في مواجهة دائمة معه سواء أراد ذلك أم لم يرد.
لم يتمّ اكتشاف ايشر وأسلوبه المبتكر سوى في العام 1952 وكان عمره آنذاك 53 عاما.
ومثل جميع فناني الغرافيكس تقريبا، فإن ايشر نفّذ جميع أعماله الفنية باستخدام اللونين الأبيض والأسود في الأساس، بالإضافة إلى ظلال هذين اللونين وتدرّجاتهما المختلفة.