Posts

Featured Post

لوحات عالميـة – 466

Image
وادي يوسـاميتـي للفنان الأمريكي البيـرت بيـرستـادت، 1864 أسهمت صور الطبيعة الأمريكية في صوغ الهويّة الوطنية للأمريكيين في منتصف القرن التاسع عشر. وكانت المناظر البانورامية الضخمة للغرب الأمريكيّ، كما تظهر في الرسم، مؤشّرا على فترة الرخاء والوفرة المنتظَرة. البيرت بيرستادت كان أوّل رسّام أمريكيّ يُمسك بالقوّة الرمزية لجبال روكي وسييرا نيفادا ويوساميتي. وقد كرّسته مناظره تلك كواحد من أفضل رسّامي طبيعة الغرب الأمريكيّ. في صيف عام 1863، ذهب بيرستادت إلى الساحل الغربيّ لأمريكا وقضى في تلك النواحي بضعة أسابيع أنجز خلالها دراسات في الطبيعة المفتوحة لوادي يوساميتي في كاليفورنيا. وعندما رأى الوادي لأوّل مرّة ذُهل من جماله وكتب إلى صديق له يصفه بأنه "جنّة عدن الأمريكية". لوحاته التي رسمها للوادي، على وجه الخصوص، اعتبرها الكثيرون صورة لجنّة لم تطأها أقدام بشر من قبل، وأصبحت محفّزا على ضرورة حماية تلك الطبيعة البكر. وفي عام 1864، وقّع الرئيس ابراهام لنكولن قانونا يقضي بحماية الجمال الطبيعّي لوادي يوساميتي والمحافظة عليه كمتنّزه عامّ للناس. وحتى ذلك الوقت، كا...

لوحات عالميـة – 468

Image
ثـلاث عـازفـات لمعلّم رسم البورتريهات النصفية للنساء، 1530 في النصف الأوّل من القرن السادس عشر، كان يعيش في جنوب هولندا عدد من الرسّامين الذين كانوا يعملون ويوقّعون لوحاتهم بألقابهم لا بأسمائهم الحقيقية. كانوا يختارون لأنفسهم صفات تناسب نوعية الرسم الذي برزوا فيه، مثل "معلّم رسم الطيور" و"معلّم رسم البورتريهات النصفية للنساء" وما إلى ذلك. وكانت هناك محاولات مبكّرة لتحديد أسماء أولئك الرسّامين دون جدوى. ورغم شعبيّتهم إلا أن هويّاتهم ظلّت غير معروفة. وأحد أشهر هؤلاء كان رسّاما أطلق على نفسه لقب "معلّم رسم بورتريهات النساء النصفية". لكن لا يُعرف عنه الكثير. ولا احد يعرف على وجه اليقين إن كان شخصا واحدا أو مجموعة من الرسّامين الذين كانوا يتشاركون ورشة جماعية. كان هذا المعلّم يعمل في مدينة انتويرب. وقيل أيضا أنه عاش وعمل في مدينة ميشلين ضمن الدائرة المثقّفة التي كانت تحيط بمارغريت، الحاكمة النمساوية لهولندا، في بدايات ذلك القرن. وعلى الأرجح، كانت له ورشة كبيرة يديرها ويعمل تحت إشرافه رسّامون متعدّدون. ويبدو من أسلوبه انه تلقّى ...

لوحات عالميـة – 467

Image
تحـوّل في الطريـق إلى دمشـق للفنان الايطالي كارافـاجيـو، 1601 ترك كارافاجيو أثرا كبيرا على فنّ الباروك بأسلوبه الخاصّ والمبتكر الذي يتميّز بالإضاءة والحركة والدراما والتوتّر والفخامة. كان الفنّانون قبل كارافاجيو يرسمون مناظر دينية مثالية، وذلك بإضافة هالات إلى الأشخاص أو ملائكة تطير في الهواء وتفاصيل من عوالم أخرى. أما كارافاجيو فقد أصرّ على أن يتعامل مع القصص الدينية بشكل مختلف وذلك بتركيزه على الواقع والجسد والانفعال. في هذه اللوحة، يصوّر الرسّام قصّة دينية وردت في الكتب القديمة عن قدّيس يُدعى سول كان مشهورا باضطهاده للمسيحيين. وسول هذا هو الذي سيتحوّل في ما بعد إلى بولس الرسول أحد كتبة الإنجيل. تذكر القصّة أن سول كان فرّيسا وكان يعيش في مدينة القدس بعد صلب المسيح. وقد أقسم على أن يبيد جميع المسيحيين الجدد. ثم جاءته أوامر من كبار الكهنة بالذهاب إلى دمشق والتعامل بشدّة مع أتباع المسيح فيها. لكن مفاجأة حدثت له في الطريق بالقرب من دمشق، إذ فوجئ – بحسب القصّة - بضوء قويّ يأتي من السماء ويُسقطه عن ظهر حصانه. ثم سمع صوت المسيح يقول له: لماذا تضطهدني؟!" وأ...

لوحات عالميـة – 465

Image
الساحـرات الثـلاث للفنان السويسري جون هنـري فوزيـلي، 1782 ماكبث هي إحدى أهمّ وأشهر مسرحيات شكسبير. وقد كتبها حوالي عام 1616. وهي تستند إلى أحداث حقيقية وقعت في اسكتلندا في القرن الحادي عشر. كان شكسبير قد قرأ تاريخ الملك الاسكتلنديّ ماكبث في بعض المصادر. ولأن القصّة حافلة بالدراما والمفاجآت والمفارقات، فقد رأى أنها تناسب المسرح. ثم أضاف إليها أعمالا لها علاقة بالسحر الذي كان على ما يبدو موضوعا ساخنا ومفضّلا في نهاية القرن السادس عشر وبداية السابع عشر، لدرجة انه يقال أن جيمس الأوّل ملك انجلترا كان مهتمّا كثيرا بمطاردة الساحرات وتحدّث عنهنّ في كتابه الوحيد الذي ألّفه. الرسّام جون هنري فوزيلي كان احد ابرز رموز الحركة الرومانسية. وكان في نفس الوقت يمارس الكتابة ويهوى المسرح. ولطالما انجذب إلى أعمال شكسبير مثل "ماكبث" و"هاملت" و"حلم ليلة في منتصف الصيف" ونقل إلى لوحاته بعضا من أجوائها. في الفصل الأوّل من مسرحية ماكبث، تظهر لماكبث ثلاث ساحرات يخبرنه انه سيصبح ملكا على اسكتلندا. لكن عندما يتحالف مع شخص آخر يُدعى بانكو لقتل دنكان، ملك اس...

لوحات عالميـة – 464

Image
صيـد اليـوم للفنان الايطالي اوجيـن فـون بـلاس، 1880 كانت فينيسيا في القرن الثامن عشر جزءا من الإمبراطورية المجريّة النمساوية. وكانت وجهة مفضّلة للأثرياء الأوربّيين الباحثين عن مناظر البحر والطبيعة الجميلة. كما كانت مقصدا للتجّار من أماكن شتىّ بسبب ازدهارها الاقتصاديّ ومكانتها الماليّة بين الحواضر الأوربّية. ولهذه الأسباب ازدهرت حركة الرسم في المدينة وقصدها الكثير من الفنّانين من أوربّا وأمريكا الشمالية الذين اجتذبتهم بيئتها البحرية وأسلوب حياة سكّانها الذي يتّسم بالوفرة والهدوء والاستقرار. وكان من بين هؤلاء الرسّام اوجين فون بلاس المولود في بلدة قرب روما لأبوين قَدِما من النمسا. وقد انتقل إلى فينيسيا مع عائلته وهو صغير بعد أن أصبح والده، الرسّام هو الآخر، أستاذا في أكاديمية الفنون الجميلة في المدينة. وقد درس فون بلاس على يد والده ثم في أكاديميّتي فينيسيا وروما لعدد من السنوات. ولأن فينيسيا كانت محطّة يتوقّف فيها السيّاح الأجانب، ومع ازدهار سوق الرسم فيها، أصبح كلّ من يزور المدينة يحرص على اقتناء المناظر التي تصوّر الحياة اليومية لأهلها والمعالم السياحية الجميلة...

لوحات عالميـة – 463

Image
فـلـورا للفنان الايطالي فرانسيـسكو ميـلـزي، 1517 يُوصف فرانسيسكو ميلزي بأنه أنجب تلاميذ ليوناردو دافنشي. عندما قابله الأخير لأوّل مرّة اجتذبته أخلاقه ومظهره الحسن. ويصفه المؤرّخ فاساري بأنه كان وسيما وبعيدا عن المشاكل. وقد أصبح أبرز تلاميذ المعلّم وأقربهم إلى نفسه بعد أن لمس فيه سرعة التعلّم وحضور البديهة. ولأن ميلزي ينتسب لعائلة موسرة من نبلاء ميلانو، فقد اُسندت إليه في ما بعد مسئوليات اجتماعية أخرى، ما اضطرّه أحيانا للانقطاع عن دروسه في الرسم. لكنه كان لا يلبث أن يعود بفضل تدخّلات ليوناردو. عاش ميلزي في بيت دافنشي بدءا من عام 1506، وتعلّم ومارس مهارات الرسم في محترفه من خلال استنساخ لوحات المعلّم الأصلية. وبسرعة صار تلميذه المفضّل وأكثرهم إخلاصا له. وقد وصف ميلزي دافنشي بالمحبّ والعطوف ورافقه في رحلة في أرجاء ايطاليا. كما ذهب معه في رحلته الأخيرة إلى فرنسا وظلّ معه هناك حتى وفاته. وقيل انه كان الوحيد الذي مثّل عائلة الرسّام في الجنازة وهو الذي ابلغ عائلته في ايطاليا عن موته. يقال أحيانا أن ليوناردو كان يختار للعمل في ورشته شبابا شديدي الوسامة وأنه كان يختا...

لوحات عالميـة – 462

Image
شخصـان راكبـان للفنان الروسي فاسيـلي كانـدينسكـي، 1906 كان فاسيلي كاندينسكي احد مؤسّسي الرسم التجريديّ وواحدا من أهمّ الرسّامين الذين ظهروا في القرن العشرين. كما كان من أوائل الرسّامين الذين تحدّثوا عن تأثير الألوان على المزاج والمشاعر. كان يرى، مثلا، أن الألوان قادرة على مساعدة الإنسان على التواصل مع ذاته الروحية. ونظريّته تشبه نظرية غوته الذي قال إن الألوان توصل مشاعر متباينة. منذ أن كان طفلا، كان كاندينسكي يستمتع بالرسم وبالموسيقى. وقيل انه استمع ذات مرّة إلى إحدى اوبرات فاغنر ورأى أثناء سماعه للموسيقى خطوطا وألوانا. وهذه هي الفكرة التي ظلّ يعكسها في لوحاته طوال حياته. ورغم أن كاندينسكي قضى جزءا كبيرا من حياته خارج بلده، أي في ألمانيا ثم في فرنسا، إلا انه ظلّ يكتب ويتكلّم دائما عن بلده روسيا، وخاصّة عن بلدته الواقعة في ضواحي موسكو، وكيف أن جمالها هو الذي أوحى إليه بطريقته الغريبة والفريدة في النظر إلى العالم. وصور بلدته القديمة تظهر بشكل متواتر في أعماله الأولى. وحتى لوحاته التجريدية لا تخلو من تأثير الأيقونات الروسية بألوانها الثريّة وأشكالها الرمزية. كما ...