المدينة الكاملة
للفنان الألماني ماكـس إرنست، 1932
للفنان الألماني ماكـس إرنست، 1932
كان ماكس إرنست عضوا مهمّا في دائرة الكتّاب والرسّامين السورياليين في باريس التي كان قد لجأ إليها هربا من بطش النازية في بلده ألمانيا. كان شخصا متعدّد المواهب. ومع انه مشهور أكثر بوصفه رسّاما بارزا، إلا انه كان أيضا نحّاتا وشاعرا.
من أهمّ أعمال إرنست هذه اللوحة التي يصوّر فيها طبيعة غامضة مشيّدة من عدّة مستويات أو طبقات. واللوحة هي واحدة من سلسلة من اثنتي عشرة لوحة تحمل جميعها نفس الاسم، أي المدينة الكاملة. وقد رسمها ما بين عامي 1933 و 1937.
المدينة في الصورة تتألّف من كتل من الأشكال الهندسية أمام سماء زرقاء. وما يُفترض أنها مباني المدينة مميّزة بأنماط زهرية، تعلوها دائرة صفراء في أعلى وسط اللوحة تمثّل القمر.
ومع أن التفاصيل قليلة، إلا أن المدينة تبدو خيالية على الأرجح وربّما لا توجد مثل هذه البنى المعمارية الغريبة إلا في المخيلة أو الأحلام.
وهي تذكّر بأطلال المعابد القديمة التي بنتها حضارات سادت ثم بادت. وبعض النقّاد يشيرون إلى أن المدينة، وخلافا لاسم اللوحة، ليست كاملة بل هي عبارة عن قلاع خربة تشبه آثار أو بقايا مدينة تعرّضت لكارثة ما.
وقد تكون الصورة انعكاسا لحالة التشاؤم والسوداوية التي كان يمرّ بها الرسّام بعد صعود الحزب النازيّ للسلطة في ألمانيا. أي أن المدينة الخربة في اللوحة قد تكون نبوءة الرسّام لما سيحلّ ببلده في المستقبل من دمار على يدي هتلر. أما القمر فربّما يمثّل وميض الأمل الذي يتمنّى الرسّام أن يجنّب سكّان المدينة القتل والدمار.
كان إرنست قد مرّ بفترة تشوّش واضطراب في ذلك الوقت بعد أن اعتُقل من قبل البوليس السرّيّ النازيّ أو الغستابو. ويبدو انه في هذه السلسلة من اللوحات اظهر الجانب المظلم من نفسه بعد أن عانى كثيرا من الملاحقة والسجن.
المعروف انه رسم هذه اللوحات في منزل احد زملائه الرسّامين في جنوب فرنسا. وكان قد حلّ ضيفا على ذلك الزميل بعد نفيه من ألمانيا.
ولد ماكس إرنست في ابريل من عام 1891 في كولون بألمانيا لعائلة من الطبقة الوسطى. كان والده رسّام طبيعة معروفا. وقد تأثّر الابن بحرفة والده الذي غرس في نفسه حبّ الرسم، وأيضا الميل إلى تحدّي السلطة.
درس إرنست الفلسفة وتاريخ الفنّ وعلم النفس والأدب في جامعة بون. وفي عام 1909، بدأ يرسم ثم تعرّف على الرسّام اوغست ماكي والتحق بالتعبيريين الألمان. ثم التقى في عام 1914 بـ هانز آرب الذي ربطته به صداقة طويلة دامت لأكثر من أربعين عاما.
خدم إرنست في الجيش الألمانيّ خلال الحرب العالمية الأولى. وكان تأثير تلك التجربة عليه مدمّرا. وهو يصفها في مذكّراته بقوله: في ذلك اليوم متّ. وفي نوفمبر من عام 1918، أي في السنة التي انتهت فيها الحرب، بُعثت إلى الحياة من جديد".
وقد حصدت تلك الحرب أرواح العديد من زملائه من الرسّامين التعبيريين، مثل فرانز مارك واوغست ماكي اللذين قُتلا وهما في سنّ الشباب.
كان إرنست أحد أوائل الرسّامين الذين طبّقوا نظريات فرويد في أعمالهم. وقد تأثّر بكلّ من فان غوخ وبيكاسو. ويُعرف انه كان مفتونا بالطيور التي تظهر كثيرا في لوحاته.
بعد تولّي النازيين الحكم في ألمانيا، هرب الرسّام إلى باريس. وعندما احتّلوا فرنسا، قاموا باعتقاله. لكنّه تمكّن من الهرب إلى أمريكا بمساعدة من بيغي غونغهايم التي كانت معروفة بدعمها للرسّامين وشراء أعمالهم. وقد تزوّج الاثنان وعاشا في نيويورك عدّة سنوات. وكان قد سبقه إلى أمريكا صديقاه مارك شاغال ومارسيل دوشان.
وبعد انسحاب النازيين من فرنسا، عاد إرنست إلى باريس وظلّ يعيش فيها إلى أن توفّي في ابريل 1976 عن أربعة وثمانين عاما.
من أهمّ أعمال إرنست هذه اللوحة التي يصوّر فيها طبيعة غامضة مشيّدة من عدّة مستويات أو طبقات. واللوحة هي واحدة من سلسلة من اثنتي عشرة لوحة تحمل جميعها نفس الاسم، أي المدينة الكاملة. وقد رسمها ما بين عامي 1933 و 1937.
المدينة في الصورة تتألّف من كتل من الأشكال الهندسية أمام سماء زرقاء. وما يُفترض أنها مباني المدينة مميّزة بأنماط زهرية، تعلوها دائرة صفراء في أعلى وسط اللوحة تمثّل القمر.
ومع أن التفاصيل قليلة، إلا أن المدينة تبدو خيالية على الأرجح وربّما لا توجد مثل هذه البنى المعمارية الغريبة إلا في المخيلة أو الأحلام.
وهي تذكّر بأطلال المعابد القديمة التي بنتها حضارات سادت ثم بادت. وبعض النقّاد يشيرون إلى أن المدينة، وخلافا لاسم اللوحة، ليست كاملة بل هي عبارة عن قلاع خربة تشبه آثار أو بقايا مدينة تعرّضت لكارثة ما.
وقد تكون الصورة انعكاسا لحالة التشاؤم والسوداوية التي كان يمرّ بها الرسّام بعد صعود الحزب النازيّ للسلطة في ألمانيا. أي أن المدينة الخربة في اللوحة قد تكون نبوءة الرسّام لما سيحلّ ببلده في المستقبل من دمار على يدي هتلر. أما القمر فربّما يمثّل وميض الأمل الذي يتمنّى الرسّام أن يجنّب سكّان المدينة القتل والدمار.
كان إرنست قد مرّ بفترة تشوّش واضطراب في ذلك الوقت بعد أن اعتُقل من قبل البوليس السرّيّ النازيّ أو الغستابو. ويبدو انه في هذه السلسلة من اللوحات اظهر الجانب المظلم من نفسه بعد أن عانى كثيرا من الملاحقة والسجن.
المعروف انه رسم هذه اللوحات في منزل احد زملائه الرسّامين في جنوب فرنسا. وكان قد حلّ ضيفا على ذلك الزميل بعد نفيه من ألمانيا.
ولد ماكس إرنست في ابريل من عام 1891 في كولون بألمانيا لعائلة من الطبقة الوسطى. كان والده رسّام طبيعة معروفا. وقد تأثّر الابن بحرفة والده الذي غرس في نفسه حبّ الرسم، وأيضا الميل إلى تحدّي السلطة.
درس إرنست الفلسفة وتاريخ الفنّ وعلم النفس والأدب في جامعة بون. وفي عام 1909، بدأ يرسم ثم تعرّف على الرسّام اوغست ماكي والتحق بالتعبيريين الألمان. ثم التقى في عام 1914 بـ هانز آرب الذي ربطته به صداقة طويلة دامت لأكثر من أربعين عاما.
خدم إرنست في الجيش الألمانيّ خلال الحرب العالمية الأولى. وكان تأثير تلك التجربة عليه مدمّرا. وهو يصفها في مذكّراته بقوله: في ذلك اليوم متّ. وفي نوفمبر من عام 1918، أي في السنة التي انتهت فيها الحرب، بُعثت إلى الحياة من جديد".
وقد حصدت تلك الحرب أرواح العديد من زملائه من الرسّامين التعبيريين، مثل فرانز مارك واوغست ماكي اللذين قُتلا وهما في سنّ الشباب.
كان إرنست أحد أوائل الرسّامين الذين طبّقوا نظريات فرويد في أعمالهم. وقد تأثّر بكلّ من فان غوخ وبيكاسو. ويُعرف انه كان مفتونا بالطيور التي تظهر كثيرا في لوحاته.
بعد تولّي النازيين الحكم في ألمانيا، هرب الرسّام إلى باريس. وعندما احتّلوا فرنسا، قاموا باعتقاله. لكنّه تمكّن من الهرب إلى أمريكا بمساعدة من بيغي غونغهايم التي كانت معروفة بدعمها للرسّامين وشراء أعمالهم. وقد تزوّج الاثنان وعاشا في نيويورك عدّة سنوات. وكان قد سبقه إلى أمريكا صديقاه مارك شاغال ومارسيل دوشان.
وبعد انسحاب النازيين من فرنسا، عاد إرنست إلى باريس وظلّ يعيش فيها إلى أن توفّي في ابريل 1976 عن أربعة وثمانين عاما.