لوحات عالميـة - 204
بورتريـه لزوجـة الفنـان
للفنان النمساوي إيغـون شِـيـلا، 1918
كان ايغون شيلا احد أكثر الرسّامين شهرة وتأثيرا في القرن العشرين.
وجزء من شهرته يعود إلى حقيقة انه عاش حياة عاصفة ومضطربة ومات في سنّ مبكّرة وهو لا يتجاوز الثامنة والعشرين.
وهناك من النقاد من يقدّرون فنّه ويثنون على موهبته. غير أن شيلا الحقيقي ظلّ دائما غامضا ومستعصيا على الفهم.
ويمكن التعرّف بسهولة على لوحاته اعتمادا على السمات الثابتة لشخصياته، كالعيون الفارغة والنظرات الضائعة والأجساد الشاحبة الهزيلة والأصابع الطويلة.
ويظهر أن طبيعة لوحات الفنان ونوعية مواضيعه لم تكن سوى انعكاس للتحوّلات التي كان يمرّ بها المجتمع النمساوي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
وثمّة من يقول إن رسوماته التي لا تروق للناظر كثيرا إنما تعكس عزلة شيلا ونفوره من مظاهر الازدواجية والنفاق التي كان سائدة في مجتمعه آنذاك. فقد كانت الطبقة الوسطى تدعي تمسّكها بالقيم الأخلاقية ولا تتردّد في انتقاد أفكار ونظريات سيغموند فرويد الثورية عن تأثير الدوافع الجنسية. غير أن تلك الطبقة كانت في نفس الوقت منغمسة في المتع الحسّية والجسدية.
ومع ذلك،...