صيـد اليـوم
للفنان الايطالي اوجيـن فـون بـلاس، 1880
للفنان الايطالي اوجيـن فـون بـلاس، 1880
كانت فينيسيا في القرن الثامن عشر جزءا من الإمبراطورية المجريّة النمساوية. وكانت وجهة مفضّلة للأثرياء الأوربّيين الباحثين عن مناظر البحر والطبيعة الجميلة. كما كانت مقصدا للتجّار من أماكن شتىّ بسبب ازدهارها الاقتصاديّ ومكانتها الماليّة بين الحواضر الأوربّية.
ولهذه الأسباب ازدهرت حركة الرسم في المدينة وقصدها الكثير من الفنّانين من أوربّا وأمريكا الشمالية الذين اجتذبتهم بيئتها البحرية وأسلوب حياة سكّانها الذي يتّسم بالوفرة والهدوء والاستقرار.
وكان من بين هؤلاء الرسّام اوجين فون بلاس المولود في بلدة قرب روما لأبوين قَدِما من النمسا. وقد انتقل إلى فينيسيا مع عائلته وهو صغير بعد أن أصبح والده، الرسّام هو الآخر، أستاذا في أكاديمية الفنون الجميلة في المدينة.
وقد درس فون بلاس على يد والده ثم في أكاديميّتي فينيسيا وروما لعدد من السنوات. ولأن فينيسيا كانت محطّة يتوقّف فيها السيّاح الأجانب، ومع ازدهار سوق الرسم فيها، أصبح كلّ من يزور المدينة يحرص على اقتناء المناظر التي تصوّر الحياة اليومية لأهلها والمعالم السياحية الجميلة التي تزخر بها.
كان شغف فون بلاس بفينيسيا قويّا، وهذا واضح من صُوره العديدة المرسومة بأسلوب أكاديميّ والتي تعكس حيوية هذه المدينة وأناسها. وقد أصبح جزءا من حلقة من الرسّامين الذين تخصّصوا في رسم المناظر الفينيسية حصرا، مثل روتارو وباوليتو بالإضافة إلى الرسّام الانجليزيّ لوك فيلدز.
لكن وبخلاف الرسّامين الآخرين، لم يرسم فون بلاس بيئة المدينة البحرية ولا ساحاتها الفسيحة، بل ركّز على رسم ما يجري في أفنية البيوت الحميمة وبين الأزقّة حيث الحياة بسيطة وعفوية.
وكلّ رسوماته تقريبا تتناول أسلوب حياة الناس، خاصّة النساء اللاتي يشغلن مساحة واسعة في صوره، ويظهرن وهنّ يقرأن الرسائل أو يغسلن أو يخطن الملابس أو يحملن سلال الأزهار أو يجلبن الماء إلى البيوت أو يقطفن الفواكه أو يقفن في الشرفات متحدّثات أو ملوّحات بأيديهنّ أو مناديلهنّ.
في هذه اللوحة، يرسم فون بلاس زقاقا قديما تصطفّ على جانبيه البيوت، وفي جزء منه تظهر مجموعة من النساء وهنّ يتحدّثن إلى بائع سمك يمرّ بالجوار، وغير بعيد عنه امرأة تحمل إنائي ماء.
الشابّ ينظر إلى الفتاة بقدر من الاهتمام بينما تكتفي هي بالابتسام. والمنظر يعكس حيوية مثل هذه الأماكن والطبيعة البسيطة للناس الذين يقطنونها. المرأة التي تحمل الماء هي زوجة الفنّان، وهي تنتمي إلى عائلة ايطالية ثريّة، وتظهر كموديل في معظم صوره.
وواضح من اللوحة اهتمام الرسّام بتصوير تعبيرات الوجوه والحركات وأنواع الأقمشة الملوّنة والزاهية التي ترتديها النساء. وقد كانت براعته في رسم أشكال متباينة من النسيج والأنماط مثار إعجاب الكثيرين في زمانه.
كما أن اللمعان الذي يشعّ من صوره يذكّر بلوحات مواطنه الأشهر تيشيان الذي كان يضع عدّة طبقات من اللون بحيث تنتج ألوان بشرة لامعة وقريبة من الواقع.
وغالبا ما كان فون بلاس يحيط مناظره بإطار تاريخيّ فخم، فينقل إليها الأعمدة المتآكلة والأشجار المزهرة والحجارة المشيّدة بعناية. وكان أحيانا يضيف عناصر زخرفية إلى صوره كالأزهار والفواكه والشوارع المرصوفة بحجارة مصقولة.
والأشخاص الذين يظهرون في لوحاته يضيفون حياة إلى المعالم القديمة وكأنّهم يخلقون تواصلا بين الأجيال ويمثّلون رمزا للحفاظ على التقاليد الراسخة للمدينة.
كان فون بلاس يتمتّع بشعبية كبيرة في انجلترا، حيث عرض بعض أعماله في الأكاديمية الملكية. كما كان أيضا معروفا في العديد من البلدان الأوربّية وعرَض لوحاته في فيينا وسانت بطرسبورغ وبروكسل وبرلين وباريس وغيرها.
ولهذه الأسباب ازدهرت حركة الرسم في المدينة وقصدها الكثير من الفنّانين من أوربّا وأمريكا الشمالية الذين اجتذبتهم بيئتها البحرية وأسلوب حياة سكّانها الذي يتّسم بالوفرة والهدوء والاستقرار.
وكان من بين هؤلاء الرسّام اوجين فون بلاس المولود في بلدة قرب روما لأبوين قَدِما من النمسا. وقد انتقل إلى فينيسيا مع عائلته وهو صغير بعد أن أصبح والده، الرسّام هو الآخر، أستاذا في أكاديمية الفنون الجميلة في المدينة.
وقد درس فون بلاس على يد والده ثم في أكاديميّتي فينيسيا وروما لعدد من السنوات. ولأن فينيسيا كانت محطّة يتوقّف فيها السيّاح الأجانب، ومع ازدهار سوق الرسم فيها، أصبح كلّ من يزور المدينة يحرص على اقتناء المناظر التي تصوّر الحياة اليومية لأهلها والمعالم السياحية الجميلة التي تزخر بها.
كان شغف فون بلاس بفينيسيا قويّا، وهذا واضح من صُوره العديدة المرسومة بأسلوب أكاديميّ والتي تعكس حيوية هذه المدينة وأناسها. وقد أصبح جزءا من حلقة من الرسّامين الذين تخصّصوا في رسم المناظر الفينيسية حصرا، مثل روتارو وباوليتو بالإضافة إلى الرسّام الانجليزيّ لوك فيلدز.
لكن وبخلاف الرسّامين الآخرين، لم يرسم فون بلاس بيئة المدينة البحرية ولا ساحاتها الفسيحة، بل ركّز على رسم ما يجري في أفنية البيوت الحميمة وبين الأزقّة حيث الحياة بسيطة وعفوية.
وكلّ رسوماته تقريبا تتناول أسلوب حياة الناس، خاصّة النساء اللاتي يشغلن مساحة واسعة في صوره، ويظهرن وهنّ يقرأن الرسائل أو يغسلن أو يخطن الملابس أو يحملن سلال الأزهار أو يجلبن الماء إلى البيوت أو يقطفن الفواكه أو يقفن في الشرفات متحدّثات أو ملوّحات بأيديهنّ أو مناديلهنّ.
في هذه اللوحة، يرسم فون بلاس زقاقا قديما تصطفّ على جانبيه البيوت، وفي جزء منه تظهر مجموعة من النساء وهنّ يتحدّثن إلى بائع سمك يمرّ بالجوار، وغير بعيد عنه امرأة تحمل إنائي ماء.
الشابّ ينظر إلى الفتاة بقدر من الاهتمام بينما تكتفي هي بالابتسام. والمنظر يعكس حيوية مثل هذه الأماكن والطبيعة البسيطة للناس الذين يقطنونها. المرأة التي تحمل الماء هي زوجة الفنّان، وهي تنتمي إلى عائلة ايطالية ثريّة، وتظهر كموديل في معظم صوره.
وواضح من اللوحة اهتمام الرسّام بتصوير تعبيرات الوجوه والحركات وأنواع الأقمشة الملوّنة والزاهية التي ترتديها النساء. وقد كانت براعته في رسم أشكال متباينة من النسيج والأنماط مثار إعجاب الكثيرين في زمانه.
كما أن اللمعان الذي يشعّ من صوره يذكّر بلوحات مواطنه الأشهر تيشيان الذي كان يضع عدّة طبقات من اللون بحيث تنتج ألوان بشرة لامعة وقريبة من الواقع.
وغالبا ما كان فون بلاس يحيط مناظره بإطار تاريخيّ فخم، فينقل إليها الأعمدة المتآكلة والأشجار المزهرة والحجارة المشيّدة بعناية. وكان أحيانا يضيف عناصر زخرفية إلى صوره كالأزهار والفواكه والشوارع المرصوفة بحجارة مصقولة.
والأشخاص الذين يظهرون في لوحاته يضيفون حياة إلى المعالم القديمة وكأنّهم يخلقون تواصلا بين الأجيال ويمثّلون رمزا للحفاظ على التقاليد الراسخة للمدينة.
كان فون بلاس يتمتّع بشعبية كبيرة في انجلترا، حيث عرض بعض أعماله في الأكاديمية الملكية. كما كان أيضا معروفا في العديد من البلدان الأوربّية وعرَض لوحاته في فيينا وسانت بطرسبورغ وبروكسل وبرلين وباريس وغيرها.