لوحات عالميـة - 190
طـوف الميـدوســا للفنان الفرنسي ثيـودور جيـريكـو، 1819 تعتبر هذه اللوحة إحدى أكثر لوحات العصر الرومانسي شهرة وتأثيرا. كما أنها تحتلّ مكانة مهمّة في تاريخ الفنّ الحديث. وقد استمدّ جيريكو موضوعها من حادثة مأساوية أثارت الكثير من الجدل في حينها. واللوحة تصوّر غرق السفينة الفرنسية "ميدوسا" وصراع ركّابها اليائس من اجل البقاء. كانت هذه السفينة قد أبحرت في العام 1816 باتجاه ساحل أفريقيا وعلى متنها حوالي 400 راكب. لكنها ما لبثت أن غرقت بسبب ضعف قيادة طاقمها وثقل وزنها. وفور إدراك الربّان لخطورة الوضع، بادر إلى الفرار والتماس النجاة لنفسه. أمّا الأغنياء وذوو الحظوة ممن كانوا على متن السفينة فقد مُكّنوا من الاستئثار بقوارب النجاة في حين تُرك الباقون كي يواجهوا مصيرهم المحتوم. وقد اضطرّ من تبقّوا في السفينة إلى صناعة طوف ُربطت أطرافه بالحبال. غير أن ما حدث بعد ذلك كان كابوسا رهيبا دام أسبوعين من العواصف العاتية والصراع الدامي والجنون. إذ اضطرّ الركّاب، مدفوعين بغريزة حبّ البقاء، إلى قتل بعضهم البعض بوحشية، كما دفع الجوع بعضهم إلى أكل لحم من مات من رفاقهم. ولم ينجُ في نهاية الأمر سوى 15...