Posts

Showing posts from August 28, 2005

لوحـات عالميـة – 36

Image
ميـرانـدا والعـاصفــة للفنان البريطاني جون وليام ووترهاوس، 1916 لم يكن جون ووترهاوس يُصنّف في عداد الرسّامين ما قبل الرافائيليين، لكنه على الرغم من ذلك كان يرتبط بعلاقة وثيقة معهم. ومن وقت لآخر كان يستعير منهم بعض موضوعاتهم في الرسم، خصوصا تلك المقتبسة من أعمال الكاتب المسرحيّ الكبير جون شكسبير. في هذه اللوحة، يرسم ووترهاوس مشهدا لـ "ميراندا"، إحدى الشخصيات الرئيسية في مسرحية "العاصفة" التي مُثّلت لأوّل مرّة في العام 1611. في المسرحية يخبرنا شكسبير عن قصّة بروسبيرو دوق ميلان الذي أطاح به شقيقه انطونيو. وقد تمّ طرد بروسبيرو بعد ذلك إلى البحر مع ابنته ميراندا. ثم يبدءان رحلة تيه في البحر قبل أن يهبطا أخيرا ارض جزيرة نائية ومعزولة يسكنها مخلوق غريب اسمه كاليبان. وعندما يستقرّ بهما المقام على ارض الجزيرة يبدأ بروسبيرو في توظيف قدراته السحرية التي يملكها لجعل كاليبان وغيره من الأرواح المتواجدة في الجزيرة طوع أمره. وبعد ذلك بسنوات، يحدث أن تمرّ سفينة انطونيو ومرافقيه من أمام شاطئ الجزيرة التي يعيش عليها الدوق المخلوع وابنته. وهنا يلجأ بروسبيرو لا...

لوحـات عالميـة – 35

Image
نسـاء تاهيـتـي للفنان الفرنسي بـول غوغـان، 1899 في بدايات حياته كان بول غوغان بحّارا ثم عمل لبعض الوقت في التجارة. وفي عام 1874 بدأ يرسم. وعندما بلغ الخامسة والثلاثين، وبتشجيع من زميله الفنان كميل بيزارو، كرّس نفسه نهائيا للرسم متخلّيا عن مهنته ومنفصلا عن زوجته وأطفاله الخمسة. وقد ربط غوغان نفسه بالانطباعيين فعرض أعماله معهم طوال ثمان سنوات. وفي عام 1887 أبحر إلى بنما وجزر المارتينيك. واحتجاجا منه على ما كان يصفه بأمراض الحضارة، قرّر غوغان أن يعيش حياة بدائية. لكن المرض اضطرّه للعودة إلى فرنسا. قضى الفنان السنوات التالية في باريس وبريتاني. وشهدت هذه الفترة لقاءه الغريب والمأساوي مع فان غوخ. في عام 1891 باع غوغان 30 لوحة من أعماله وادّخر قيمتها لكي يذهب إلى تاهيتي. هناك قضى سنتين عاش خلالهما حياة فقر وعوز. لكنه أنتج في تلك السنتين أفضل لوحاته على الإطلاق، كما كتب مذكراته الشخصية. بعد ذلك عاد غوغان إلى باريس يعرض فيها أعماله ويشغل نفسه ببعض الاهتمامات الأخرى. لكنه لم يجن من المال سوى النزر اليسير. وتحت وطأة إحساسه بالحزن والكآبة ونتيجة معاناته الطويلة مع مرض الزهري، اضطرّ غ...

لوحـات عالميـة – 34

Image
مــوت سقــراط للفنان الفرنسي جاك لوي دافيد، 1787 رسم الفنان الفرنسي دافيد هذا العمل التاريخي وهو في ذروة شعبيّته وحماسه. فقد كان هذا الفنان جزءا من دائرة ضيّقة من الأصدقاء من مفكّرين وساسة وعلماء وكان من بينهم شيرنيير ولافاييت ولافوازييه الذين كانوا يضغطون من اجل إصلاحات سياسية راديكالية في فرنسا الملكية. في 1787 أنجز دافيد رائعته "موت سقراط" التي تصوّر اللحظات الأخيرة في حياة المفكّر والفيلسوف الإغريقي العظيم. كانت حكومة أثينا قد أصدرت حكمها على سقراط وخيّرته ما بين الموت أو النفي، عقابا له على دروسه ومحاضراته التي كانت تثير الشكوك في نفوس تلاميذه وتحرّضهم على احتقار الآلهة والتمرّد عليها. وقد رفض سقراط النفي في النهاية وفضّل عليه الموت بتناول السم. واصبح سقراط مثالا آخر على التضحية بالنفس في سبيل المبدأ. في اللوحة يبدو سقراط متماسكا وقد غمرته غلالة من النور رمزا للخلود، بينما سيطر على اتباعه الحزن واليأس. ومن خلال توزيع الضوء والعتمة استطاع دافيد تحويل صورة من صور الشهادة إلى دعوة مدوّية للنبل والتضحية والثبات على المبدأ حتى في وجه الموت. ويبدو سقراط مستمرّا في الحديث إل...

لوحـات عالميـة – 33

Image
الطـفــل البـاكــي للفنان الاسباني جيوفـاني براغوليـن ربما تكون هذه اللوحة مألوفة للكثيرين.. جيوفاني براغولين "ويُعرف ايضا باسم برونو اماديو" لا ُيعرف عنه سوى انه عاش في فلورنسا ورسم سلسلة من اللوحات الفنية الجميلة لأطفال دامعي العيون تتراوح أعمارهم ما بين سنّ الثانية والثامنة، تحت عنوان "الطفل الباكي". هذه اللوحة بالذات هي اشهر لوحات المجموعة وتصوّر طفلا ذا عينين واسعتين والدموع تنساب من على وجنتيه. من الواضح أن هيئة الطفل تشعر الناظر بالحزن والشفقة وتلعب على وتر المشاعر الإنسانية بعمق. لكن لهذه اللوحة قصّة أخرى غريبة بعض الشيء. ففي العام 1985 نشرت جريدة الصن البريطانية سلسلة من التحقيقات عن حوادث اندلاع نار غامضة كان البطل فيها هذه اللوحة بالذات. كانت اللوحة ذات شعبية كبيرة في بريطانيا حيث كانت ُتعلق في البيوت والمكاتب باعتبار مضمونها الإنساني العميق. لكن الصحف ربطت بين اللوحة وبين بعض حوادث الحريق التي شهدتها بعض المنازل والتهمت فيها النيران كل شئ عدا تلك اللوحة. وتواترت العديد من القصص التي تتحدّث عن القوى الخارقة التي تتمتع بها اللوحة وعن الشؤم الذ...

لوحـات عالميـة – 32

Image
صقــور اللـيــل للفنان الأمريكي ادوارد هـوبـر، 1942 هذه اللوحة تعتبر من أشهر الأعمال الفنية التي أنجزت خلال القرن العشرين. وفيها يصوّر ادوارد هوبر مطعما ليليا على مفترق شارعين في أحد أحياء نيويورك الكبرى. تفاصيل اللوحة رُسمت بعناية. والفكرة الكامنة فيها تتجاوز الحيّز أو المكان الجغرافي. فهي تصوّر مطعما بداخله أربعة زبائن، وكلّ منهم منشغل بنفسه. لقاء الأشخاص هنا عارض، وعلاقتهم ببعضهم محض مصادفة. وهم لا ينظرون إلى بعضهم ولا يحسّون بوجود بعضهم البعض. بل يبدون وكأنهم مسجونون داخل قضبان إحساسهم بالغربة وفقدان الانتماء. الضوء الصارخ يوحي بالانكشاف والأشخاص عالقون في مكان ما بين الظلمة والنور. ووجودهم يشبه وجود من نجا من عالم عدائي وفاسد. وقد تعمّد الفنان عدم ترك اثر لبوّابة أو مدخل، ومن ثم فإن انتباه الناظر يذهب تلقائيا إلى الضوء فيما حُجبت بقية المشهد الداخلي بزجاج قاتم. ادوارد هوبر أراد من خلال هذه اللوحة تصوير الشعور بالعزلة والغربة والخواء الذي يلفّ حياة البشر في المدن الكبرى، حيث الناس يعيشون في جزر منفصلة ويجهل بعضهم بعضا. وعالم الرسّام هو عالم المدينة بتعقيداتها ونظمها وقيَ...

لوحـات عالميـة – 31

Image
اورفيـوس للفنان الفرنسي غوستاف مورو، 1949 كان غوستاف مورو رسّاما غير تقليديّ. وكان يفضّل دائما أن يكون له أسلوبه الخاصّ بدلا من إتباع التقاليد الفنّية التي كانت سائدة في عصره. كما كان معروفا على وجه الخصوص برسوماته الرمزية والغامضة. وأكثر أعماله تعكس اهتمامه الكبير بالدين والأساطير. وهناك ثيمات محدّدة تتكرّر كثيرا في رسوماته، وإحداها هي ما عُرف بفكرة المرأة القاتلة كما تجسّدها لوحته عن سالومي مثلا. وهذه اللوحة هي واحدة من أشهر أعماله التي تُظهر ولعه بتصوير القصص والأساطير القديمة. اورفيوس في الأسطورة كان معروفا ببراعته في العزف على القيثارة، إلى جانب إتقانه فنون السحر والحكمة. وكان عزفه يفتن الحيوانات وغيرها من الكائنات. وقد أحبّ يوريديسي وتزوّجها، لكنها سرعان ما ماتت بلدغة ثعبان. وقد اعتبر اورفيوس أن ما حدث لحبيبته لم يكن عدلا، فقرّر الذهاب إلى العالم السفليّ وإعادتها إلى الحياة. وكان سلاحه في تلك المغامرة هو موسيقاه التي سحر بها الأشباح وآلهة الموت. لكن أثناء عودته هو ويوريديسي إلى عالم الأحياء، التفت وراءه ليتحقّق من أن زوجته تتبع أثره. وكان في ذلك ...

لوحـات عالميـة – 30

Image
نـشـوة للفنان الأمريكي ماكسفيلـد باريـش، 1930 في مطلع القرن الماضي كان ماكسفيلد باريش أحد ثلاثة فنانين كانوا الأكثر شعبية في العالم، اعتمادا على نسبة مبيعات أعمالهم. أما الاثنان الآخران فكانا فان غوخ وبول سيزان. وبحلول عام 1925 كان بالإمكان رؤية لوحات باريش في واحد من كلّ أربعة بيوت في أمريكا. فقد كانت سماواته الزرقاء اللامعة وطبيعته القشيبة وشخصيّاته الحالمة علامة فارقة استمرّت في إثارة مخيّلة الناس لزمن طويل. وفي ما بين الحربين العالميتين كان ُينظر إلى باريش باعتباره رمبراندت الثاني. كان احد مصادره المهمّة طبيعة الشمال الأمريكي الشديد البرودة، حيث أشجار السنديان الكثيرة والجبال القرمزية ونوعية الضوء الذي يثير الخيال ويولّد الأفكار والصور. وتتكرّر في لوحاته المناظر الرعوية والنساء الحالمات ومشاهد الغروب الأرجواني التي تستدعي جوّا من الهدوء والطمأنينة. وعندما كانت لوحة من لوحاته توضع في صالة للعرض، كان الجمهور يتقاطر بالآلاف لمشاهدتها. هذه اللوحة تعتبر من بين أجمل أعمال باريش وأكثرها رواجا، وفيها يصوّر امرأة حسناء تقف على حافة منحدر صخري محدّقة في السماء، بينما راح النسيم يداع...