شخصـان راكبـان
للفنان الروسي فاسيـلي كانـدينسكـي، 1906
للفنان الروسي فاسيـلي كانـدينسكـي، 1906
كان فاسيلي كاندينسكي احد مؤسّسي الرسم التجريديّ وواحدا من أهمّ الرسّامين الذين ظهروا في القرن العشرين. كما كان من أوائل الرسّامين الذين تحدّثوا عن تأثير الألوان على المزاج والمشاعر.
كان يرى، مثلا، أن الألوان قادرة على مساعدة الإنسان على التواصل مع ذاته الروحية. ونظريّته تشبه نظرية غوته الذي قال إن الألوان توصل مشاعر متباينة.
منذ أن كان طفلا، كان كاندينسكي يستمتع بالرسم وبالموسيقى. وقيل انه استمع ذات مرّة إلى إحدى اوبرات فاغنر ورأى أثناء سماعه للموسيقى خطوطا وألوانا. وهذه هي الفكرة التي ظلّ يعكسها في لوحاته طوال حياته.
ورغم أن كاندينسكي قضى جزءا كبيرا من حياته خارج بلده، أي في ألمانيا ثم في فرنسا، إلا انه ظلّ يكتب ويتكلّم دائما عن بلده روسيا، وخاصّة عن بلدته الواقعة في ضواحي موسكو، وكيف أن جمالها هو الذي أوحى إليه بطريقته الغريبة والفريدة في النظر إلى العالم.
وصور بلدته القديمة تظهر بشكل متواتر في أعماله الأولى. وحتى لوحاته التجريدية لا تخلو من تأثير الأيقونات الروسية بألوانها الثريّة وأشكالها الرمزية. كما أخذت القصص الخيالية والمستوحاة من التراث والفلكلور المحليّ طريقها إلى لوحاته الأولى عندما كان يتلمّس طريقه للبحث عن أساليب تعبير بدائية وغريبة.
في هذه اللوحة، يرسم كاندينسكي رجلا راكبا فوق حصان وإلى جواره امرأة يطوّقها بحنان، بينما يمرّان من أمام نهر يفصلهما عن قرية روسية تعلو بيوتها وكنيستها قباب ملوّنة ولامعة.
من الأشياء اللافتة في اللوحة الملابس الروسية التقليدية ذات الألوان البديعة التي يرتديها الراكبان، والبقع اللونية الساطعة والجميلة المنعكسة على مياه النهر، وأوراق الشجر المتساقطة التي تملأ الأرض. وفي هذه التفاصيل يظهر تأثير النقطية، بل وحتى الوحوشية، فالألوان تصف تجربة الرسّام ولا تصف المنظر الطبيعي نفسه.
ومن الواضح أن اللوحة تخلو من الأشكال الهندسية والألوان الأوّلية. كما أن الألوان فيها تذكّر بالمجوهرات والتطريز والموزاييك.
رسم كاندينسكي هذه الصورة، التي لا تخلو من غموض وفانتازيا، وفي ذهنه تجارب وذكريات استدعاها من زمن الطفولة. وكانت اللوحة جزءا من سلسلة من الصور التي أراد من ورائها التعبير عن حنينه إلى ماضي روسيا وطبيعة الحياة البسيطة التي كان يعيشها الناس في ذلك الماضي. وكان كاندينسكي يشير إلى هذه اللوحات باعتبارها "رسومات لونية".
كان كاندينسكي ابنا لعائلة تشتغل في التجارة. وبسبب تجارة أبيه، ظلّ على الدوام شخصا موسرا ومستقلا. لكن بعد الثورة البلشفية واستبدال نظام القيصر بنظام شيوعي، فقَدَ الرسّام وعائلته معظم ممتلكاتهم بسبب قرار إعادة توزيع الأراضي.
في ذلك الوقت، أصبح الرسّامون الطليعيون هم المفضّلين عند السلطة الجديدة. ورغم أن كاندينسكي لم يعتنق الأفكار الماركسية أبدا، إلا انه حظي باحترام كبير باعتباره مبشّرا بالفنّ التجريديّ الجديد وضَمِن لنفسه وظيفة رسمية محترمة وبدأ يستمتع بدوره الجديد كمثقّف بيروقراطي ومعلّم.
لكن شيئا فشيئا، أصبح أسلوبه الروحانيّ يتناقض مع المبادئ المهيمنة للعقلانية والهندسة النقيّة. وبسبب إحساسه بالعزلة الفنّية المتزايدة، مضافا إليها التبعات المدمّرة للحرب العالمية الأولى التي كانت قد انتهت للتوّ، اضطرّ كاندينسكي لمغادرة روسيا عام 1921 دون أن يعود إليها أبدا.
كان كاندينسكي عاشقا كبيرا للموسيقى، وكثيرا ما أطلق على لوحاته مسمّيات موسيقية، مثل "توليفات" و"ارتجالات" و"انطباعات". وبعض الكتّاب شبّهوا "ارتجالاته" بالكونشيرتوهات، كما انه رسم العديد من "انطباعاته" بعد تجربة الاستماع إلى قطع موسيقية معيّنة.
ولد كاندينسكي في موسكو لعائلة ثريّة تعمل في تجارة الشاي. وتخرّج من كليّة الحقوق في موسكو، ثم أصبح أستاذا مساعدا فيها. لكنّه في سنّ الثلاثين غيّر حياته جذريّا، عندما ترك وظيفته الأكاديمية وذهب إلى ميونيخ لدراسة الرسم.
وقد ذكر في ما بعد أن احد أسباب تغييره مسار حياته هو تأثّره بلوحة كلود مونيه أكوام قشّ في ضوء الشمس التي رآها في معرض في سانت بطرسبورغ. وحتى عام 1914، كان كاندينسكي يعيش في ألمانيا، إذ درس الفنّ الواقعيّ هناك، وكان من بين معلّميه الرسّام الرمزيّ فرانز فون ستاك، وهذا يفسّر ظهور الرمزية في أعماله الأولى.
كان يرى، مثلا، أن الألوان قادرة على مساعدة الإنسان على التواصل مع ذاته الروحية. ونظريّته تشبه نظرية غوته الذي قال إن الألوان توصل مشاعر متباينة.
منذ أن كان طفلا، كان كاندينسكي يستمتع بالرسم وبالموسيقى. وقيل انه استمع ذات مرّة إلى إحدى اوبرات فاغنر ورأى أثناء سماعه للموسيقى خطوطا وألوانا. وهذه هي الفكرة التي ظلّ يعكسها في لوحاته طوال حياته.
ورغم أن كاندينسكي قضى جزءا كبيرا من حياته خارج بلده، أي في ألمانيا ثم في فرنسا، إلا انه ظلّ يكتب ويتكلّم دائما عن بلده روسيا، وخاصّة عن بلدته الواقعة في ضواحي موسكو، وكيف أن جمالها هو الذي أوحى إليه بطريقته الغريبة والفريدة في النظر إلى العالم.
وصور بلدته القديمة تظهر بشكل متواتر في أعماله الأولى. وحتى لوحاته التجريدية لا تخلو من تأثير الأيقونات الروسية بألوانها الثريّة وأشكالها الرمزية. كما أخذت القصص الخيالية والمستوحاة من التراث والفلكلور المحليّ طريقها إلى لوحاته الأولى عندما كان يتلمّس طريقه للبحث عن أساليب تعبير بدائية وغريبة.
في هذه اللوحة، يرسم كاندينسكي رجلا راكبا فوق حصان وإلى جواره امرأة يطوّقها بحنان، بينما يمرّان من أمام نهر يفصلهما عن قرية روسية تعلو بيوتها وكنيستها قباب ملوّنة ولامعة.
من الأشياء اللافتة في اللوحة الملابس الروسية التقليدية ذات الألوان البديعة التي يرتديها الراكبان، والبقع اللونية الساطعة والجميلة المنعكسة على مياه النهر، وأوراق الشجر المتساقطة التي تملأ الأرض. وفي هذه التفاصيل يظهر تأثير النقطية، بل وحتى الوحوشية، فالألوان تصف تجربة الرسّام ولا تصف المنظر الطبيعي نفسه.
ومن الواضح أن اللوحة تخلو من الأشكال الهندسية والألوان الأوّلية. كما أن الألوان فيها تذكّر بالمجوهرات والتطريز والموزاييك.
رسم كاندينسكي هذه الصورة، التي لا تخلو من غموض وفانتازيا، وفي ذهنه تجارب وذكريات استدعاها من زمن الطفولة. وكانت اللوحة جزءا من سلسلة من الصور التي أراد من ورائها التعبير عن حنينه إلى ماضي روسيا وطبيعة الحياة البسيطة التي كان يعيشها الناس في ذلك الماضي. وكان كاندينسكي يشير إلى هذه اللوحات باعتبارها "رسومات لونية".
كان كاندينسكي ابنا لعائلة تشتغل في التجارة. وبسبب تجارة أبيه، ظلّ على الدوام شخصا موسرا ومستقلا. لكن بعد الثورة البلشفية واستبدال نظام القيصر بنظام شيوعي، فقَدَ الرسّام وعائلته معظم ممتلكاتهم بسبب قرار إعادة توزيع الأراضي.
في ذلك الوقت، أصبح الرسّامون الطليعيون هم المفضّلين عند السلطة الجديدة. ورغم أن كاندينسكي لم يعتنق الأفكار الماركسية أبدا، إلا انه حظي باحترام كبير باعتباره مبشّرا بالفنّ التجريديّ الجديد وضَمِن لنفسه وظيفة رسمية محترمة وبدأ يستمتع بدوره الجديد كمثقّف بيروقراطي ومعلّم.
لكن شيئا فشيئا، أصبح أسلوبه الروحانيّ يتناقض مع المبادئ المهيمنة للعقلانية والهندسة النقيّة. وبسبب إحساسه بالعزلة الفنّية المتزايدة، مضافا إليها التبعات المدمّرة للحرب العالمية الأولى التي كانت قد انتهت للتوّ، اضطرّ كاندينسكي لمغادرة روسيا عام 1921 دون أن يعود إليها أبدا.
كان كاندينسكي عاشقا كبيرا للموسيقى، وكثيرا ما أطلق على لوحاته مسمّيات موسيقية، مثل "توليفات" و"ارتجالات" و"انطباعات". وبعض الكتّاب شبّهوا "ارتجالاته" بالكونشيرتوهات، كما انه رسم العديد من "انطباعاته" بعد تجربة الاستماع إلى قطع موسيقية معيّنة.
ولد كاندينسكي في موسكو لعائلة ثريّة تعمل في تجارة الشاي. وتخرّج من كليّة الحقوق في موسكو، ثم أصبح أستاذا مساعدا فيها. لكنّه في سنّ الثلاثين غيّر حياته جذريّا، عندما ترك وظيفته الأكاديمية وذهب إلى ميونيخ لدراسة الرسم.
وقد ذكر في ما بعد أن احد أسباب تغييره مسار حياته هو تأثّره بلوحة كلود مونيه أكوام قشّ في ضوء الشمس التي رآها في معرض في سانت بطرسبورغ. وحتى عام 1914، كان كاندينسكي يعيش في ألمانيا، إذ درس الفنّ الواقعيّ هناك، وكان من بين معلّميه الرسّام الرمزيّ فرانز فون ستاك، وهذا يفسّر ظهور الرمزية في أعماله الأولى.