Posts

Showing posts from September 11, 2005

لوحـات عالميـة – 50

Image
بورتريه الليدي اغنـيــو للفنان الأمريكي جون سنغر سارجنت، 1893 في أواخر عام 1892 بدأ الفنان جون سارجنت العمل على بورتريه الليدي اغنيو "غيرترود فيرنون" وهي زوجة صديقه الاسكتلندي، وعندما أتمّ رسم البورتريه استقبله نقاد الفن بتقدير واحتفاء كبيرين وعدّوه تحفة فنية تمثل انتصارا للتكنيك المتميز الذي طالما انفرد به جون سارجنت في رسمه للبورتريه. عندما نتمعّن في لوحة الليدي اغنيو عن قرب، فان أول ما نلاحظه هو أن المرأة سيّدة جميلة وتتمتع بوجه متناسق يقترب من الكمال، كما أن الوجه يعطي انطباعا عن إحساس صاحبته بالارتياح والدعة. وهذه السمة تعرف بالسيميترية التي يرى بعض النقاد أنها المعيار الموضوعي الذي يمكن من خلاله الحكم على شئ ما بأنه جميل من عدمه. ومع ذلك فهناك بعض النقاد ممن تحدثوا مطولا عن سمات بورتريهات هذا الفنان، واهمها وجود عنصر توتّر نسبي في ملامح النساء اللاتي يرسمهن. ولوحة الليدي اغنيو ليست استثناء. إذ على الرغم من أن السيدة تجلس بوضعية مريحة وتبدو متآلفة مع الأشياء من حولها وتملك حضورا طاغيا، فان هناك قدرا من الطاقة العصبية تتجلى في طريقة الجلوس وشكل الفم وامساك اليد بال...

لوحـات عالميـة – 49

Image
عـذراء كنيسـة سيسـتـين للفنان الإيطالي رافـائيــل، 1514 تعتبر لوحة "عذراء كنيسة سيستين" واحدة من اعظم الأعمال الفنية في العالم ومن أكثرها نقاشا واحتفاء. وقد ظلت هذه اللوحة على الدوام رمزا مميزا للتطوّر الذي شهدته الفنون بعامة خلال عصر النهضة الإيطالي. بل إن شعبيتها الكاسحة دفعت بعض النقاد إلى تشبيهها بلوحة الموناليزا لدافنشي. وأحد عناصر اللوحة التي كانت مثارا للكثير من النقاش هو التعابير الغامضة التي رسمها رافائيل على وجه العذراء وطفلها وحاول النقاد ودارسو الفن فكّها ومعرفة كنهها. وقد حاول الكثير من المؤرخين والفلاسفة عبر العصور تفسير المعاني والدلالات التي أراد الفنان تضمينها في هذه اللوحة، ومن بين هؤلاء غوته وشوبنهاور وشرودر. شوبنهاور، مثلا، تحدّث عن ملامح الخوف التي ترتسم على وجه وعيني الصبي، بينما تساءل آخرون عن مغزى إظهار العذراء في حالة حيرة وارتباك. في اللوحة تقف الشخصيات (العذراء وطفلها والقدّيس والقديسة والملاكان الصغيران إلى أسفل) على مقعد من الغيم تؤطّره ستارتان منفتحتان إلى أعلى. وتبدو العذراء كما لو أنها هابطة من السماء فيما يتوجه القدّيس (إلى اليسار) بنظره إلى ...

لوحـات عالميـة – 48

Image
وســـام الفــارس للفنان البريطاني ادموند بلير ليتون، 1901 تُعتبر هذه اللوحة أحد أشهر الأعمال الفنّية التي تتناول تقليدا يعود أصله إلى القرون الوسطى. وفيها تظهر ملكة، انجليزية على الأرجح، ترتدي فستانا ابيض مزيّنا بالذهب وتقف عند أسفل عرشها لتمنح مرتبة الفروسية لأحد فرسانها العائد منتصرا من معركة. الصورة ربّما تكون مثالية وعاطفية أكثر من اللازم. لكنها مدهشة من حيث أنها تنقل الناظر إلى العصور الخوالي أو أزمنة الفرسان والفروسية. ومن الواضح أنها رُسمت أثناء الفترة الادواردية والفيكتورية. لكنها تتضمّن حنينا إلى ماض غابر، والناس عادة يحبّون مثل هذا النوع من الصور. الفارس، الذي يرتدي سترة حمراء عليها علامة نسر اسود وهلال، يظهر في الصورة وهو ينحني على أريكة جلدية بعد أن نحّى خوذته الحديدية جانبا. وعند الباب يقف حشد صغير من الناس يتابعون هذه المراسم، بينهم رجل عجوز وراهب وصبيّ يمسك بترسه. طبقا لتاريخ الفروسية في أوربّا، كان الشباب يُمنحون مرتبة الفروسيّة في سنّ الحادية والعشرين. وكانت مناسبات منح رتبة الفارس تأخذ شكلا احتفاليا معيّنا. فبعد حمام التطهير الذي يخضع له المرشّح لن...

لوحـات عالميـة – 47

Image
البارجــة تيميـريــر للفنان البريطاني جوزيف تيرنر، 1838 يعتبر جوزيف تيرنر برأي الكثيرين اعظم رسّامي الطبيعة ومناظر البحر الرومانسية في بريطانيا خلال القرن التاسع عشر. لكنه اقلّ الفنانين حظّا، نظرا لان النقاد انصرفوا عنه رغم موهبته وميله للتجديد واهتمّوا بغيره من الفنانين الأقلّ شأنا وموهبة. ولا بدّ وأن ميله للعزلة بعد جنون والدته ومن ثم موتها هو أحد الأسباب التي أدّت إلى ابتعاد النقاد عنه. وأحد اعظم أعماله الفنية هو لوحته الجميلة "البارجة تيميرير" التي يصوّر فيها السفينة الحربية التي لعبت دورا مشهودا في معركة الطرف الأغرّ وهي ُتسحب بعيدا عن البحر من قبل سفينة من النوع الجديد آنذاك الذي يعمل بالبخار. هذه اللوحة وغيرها من أعمال تيرنر حاول فيها الفنان تسجيل بعض مظاهر تحوّل بريطانيا إلى الثورة الصناعية والتغيّرات التي رافقت ذلك وأثرت على وسائل المواصلات وغيرها من اوجه الحياة. كان تيرنر يدرك أهمّية هذه اللوحة ولذا فقد كان يرفض بيعها على الدوام منذ أن ظهرت لاوّل مرّة في العام 1838م. في زمانه تعرّض تيرنر للهجوم والسخرية، إذ أن الجمهور في تلك الأيام كان يطمح في رؤية أعمال...

لوحـات عالميـة – 46

Image
الفتــى الأزرق للفنان البريطاني توماس غينسبورو، 1770 يُعتبر توماس غينسبورو أشهر من رسم البورتريه من الفنانين الانجليز. وأحد أشهر بورتريهاته هو الفتى الأزرق الذي استنسخ مرّات لا تُحصى. في هذا البورتريه الكلاسيكي يحاول غينسبورو محاكاة أسلوب الرسّام الهولندي انتوني فان دايك الذي اشتهر بلوحاته الني يصوّر فيها ملابس الفرسان التي كانت شائعة في القرن السابع عشر. كان غينسبورو معجبا كثيرا بـ فان دايك الذي كان قد أقام في بريطانيا فترة. ويبدو انه رسم "الفتى الأزرق" بوحي من إعجابه ووفائه للرسّام الهولندي. كان أسلوب فان دايك في رسم البورتريه يبرز أناقة وثراء الشخصيات التي يصوّرها وكان يبالغ في ارتفاع الشكل وتطويل الأيدي لإبراز الأناقة والمنزلة الرفيعة. كما كان يصوّر شخصّياته بملابس ثمينة وزاهية الألوان. واللوحة تصوّر جوناثان بوتال وهو ابن تاجر خردوات ناجح كان صديقا لـ غينسبورو. وقد ألبس الرسّام الشاب ثيابا تعود إلى ما قبل 140 عاما من ذلك التاريخ. ويظهر جوناثان في اللوحة وهو يرتدي ثوبا من الساتان الأزرق المطرّز ويمسك بقبّعة سوداء ويقف أمام منظر طبيعة ريفية. ملامح الشابّ ونظراته ...

لوحـات عالميـة – 45

Image
الغجـريّـة النـائمـة للفنان الفرنسي هنـري روسّـو، 1897 ولد هنري روسو في العام 1844 بفرنسا لعائلة فقيرة، وعندما صقل موهبته الفنية بدأ في بيع لوحاته ليعيل أسرته. كان الفنان يتردّد كلما توفّر له الوقت على حديقة الحيوان بحثا عن مواضيع لرسوماته. بعض الحيوانات في الحديقة كان منظرها يدخل الخوف في قلبه، وقد الزم نفسه مرارا بعدم الذهاب إلى هناك، لكنه كان يعود إلى الحديقة من جديد ليرسم الحيوانات. "الغجرية النائمة" هي اشهر لوحات روسو وأكثرها مبيعا وهي مثال ممتاز على طبيعة أعمال هذا الفنان. فهي تصوّر غجرية نائمة في صحراء والى جوارها أسد فضولي يحاول، بحذر، الاقتراب منها. ربّما يكون الأسد من نسج أحلام المرأة، إذ الظاهر أنها تنظر إليه باعتباره مجرد فانتازيا اكثر من كونه يشكّل خطرا. في هذه اللوحة لمسة طفولية واضحة لان الفنان استخدم فيها خطوطا غير واقعية، وقد عمد إلى تغميق بشرة الغجرية والأسد لابراز التباين المطلوب مع الخلفية البيضاء. كما ترك مساحات فارغة حول الشخصيات الرئيسية لكي يجذب انتباه الناظر إلى وسط اللوحة. روسو ينتمي إلى الرمزية – ما بعد الانطباعية – والتي لا تهتم بالعا...

لوحـات عالميـة – 44

Image
القـوط الأمـريكيـون للفنان الأمريكي غـرانـت وود، 1930 عندما ظهرت هذه اللوحة لاول مرة أثارت جدلا كبيرا في أوساط الفن، إذ اعتبرها بعضهم كاريكاتيرا مهينا بحق سكان الريف البسطاء. لكن لوحة "القوط الأمريكيون" اكتسبت القبول والاعتراف شيئا فشيئا إلى أن أصبحت في فترة وجيزة اكثر اللوحات الفنية شعبية ورواجا في الولايات المتحدة. كان الفنان غرانت وود يتبنى واقعية القرن الخامس عشر في الفن الأوربي، وقد استمد الفنان موضوع لوحته من بيئة موطنه في ولاية ايوا بالغرب الأوسط الأمريكي. لوحة "القوط الأمريكيون" تصوّر مزارعا وابنته العانس وهما واقفان أمام منزلهما ذي الملامح المعمارية القوطية، ومن هنا أخذت اللوحة عنوانها. وفي الواقع فان "الموديلين" اللذين استخدمهما الفنان في رسم اللوحة هما أخت الفنان نفسه وطبيب أسنان العائلة. وقد اتهم الفنان وود بإنتاج هذه اللوحة من اجل السخرية من التعصب والصرامة اللتين تتسم بهما الطبيعة المنعزلة لسكان الريف الأمريكي. واصبحت اللوحة مثارا للكثير من الآراء المتناقضة. فبعض النقاد قالوا إنها تشكل احتفالا بالقيم الأمريكية الاصيلة، والبعض الآخر ...