Posts

Showing posts from August 7, 2005

لوحـات عالميـة - 14

Image
الفـــردوس للفنان الأمريكي جيفـري بيـدريـك، 1987 ولد جيفري بيدريك في العام 1960 ولقيت موهبته الفنية اعترافا مبكرا، أي منذ حوالي منتصف السبعينات. انتج الفنان لوحات فنية كثيرة تعالج مواضيع متعدّدة ومتنوّعة، كما أقام معارض عديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها. وبيدريك مصنف ضمن قائمة اشهر ألفي فنان ومصمّم في القرن العشرين. لوحته الفردوس Elysium هي اشهر أعماله الفنية وأكثرها رواجا وتداولا، وهو في اللوحة يجمع بين تأثيرين مختلفين: الأول يتمثل في أسلوب فنان الفانتازيا الكبير ماكسفيلد باريش، والثاني أسلوب زميله السوريالي نك هايد. فكرة هذه اللوحة استمدها الفنان من الأسطورة الإغريقية القديمة عن حدائق الفردوس Elysian Fields التي يذكر هوميروس أن بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من صنوف المتع والملذات. وطبقا للأساطير اليونانية يقع الفردوس في أقصى الطرف الغربي من الأرض على ضفاف نهر اوقيانوس. في تلك البقعة التي يذهب إليها الصالحون والأتقياء بعد موتهم لا عواصف ولا ثلج ولا حرارة ولا برد، بل هواء منعش معتدل تحمله نسائم المحيط، وأنهار من حليب وعسل وبساتين من أعناب وفاكهة من كل صنف ولون. والفردوس ...

لوحـات عالميـة - 13

Image
الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للفنان الهولندي يـوهـان فيـرميــر، 1666 كلّ ما يمكن ذكره عن هذه اللوحة الشهيرة هو أنها اشتريت لاول مرة في بدايات العام 1882 في مزاد بمدينة لاهاي لحساب مجموعة دي تومب التي كانت مفتوحة للعامة. هذه اللوحة الرائعة أصبحت اليوم بحالة سيّئة بسبب ظروف الحفظ الرديئة وعمليات الترميم المكثفة التي خضعت لها. وعندما أعيد اكتشاف هذه اللوحة أصبحت مشهورة جدّا لدرجة أن يعض نقاد الفن المتحمسين أطلقوا عليها "موناليزا الشمال". ولحسن الحظ ما تزال النسخة الأصلية من اللوحة تحتفظ بما يكفي لان يستمتع الناظر بمشاهدة عمل فنّي نادر وغريب معا. تقف الفتاة أمام خلفية محايدة، مظلمة إلى حد ما، تاركة أثرا قويا ذا بعد ثلاثي. وعند النظر إلى اللوحة جانبيا، تبدو الفتاة وهي تنظر إلينا بينما افترّت شفتاها قليلا كما لو أنها على وشك أن تقول شيئا. انه الأسلوب المخاتل والغامض الذي يتّسم به الفن الهولندي. في اللوحة تميل الفتاة رأسها قليلا إلى جنب كما لو أنها مستغرقة في التفكير، ومع ذلك تظلّ نظراتها ثابتة. وهي هنا ترتدي معطفا بنيا يميل إلى الصفرة ومن دون زركشة، بينما توفّر الياقة البي...

لوحـات عالميـة – 12

Image
منحوتة طائـر فـي الفضـاء للنحّات الروماني كونستانتين برانكوزي، 1940 قليلة هي الأعمال التجريدية التي تحوّلت من كونها مرتبطة بزمن وعصر معيّن لتصبح مع مرور السنوات تحفا فنية خالدة تتحدّى عوامل النسيان والتقادم. وهذه المنحوتة توفّر نموذجا لذلك. فكلّ ما فيها يضفي شعورا بالتحليق والفخامة. وقد عمل النحّات على صقل وتنعيم النحاس إلى أن ذابت مادّية التمثال في لمعانه البرونزي المنعكس. كان كونستانتين برانكوزي في بداياته نجّارا وبنّاءً للحجر. وعندما وصل إلى باريس في مستهلّ القرن الماضي كان متأثّرا بالفنّ الشرقي والأفريقي. وبدأ في تعلّم أسس النحت على يد رودان. لكنه بدأ ينأى بنفسه عن أسلوب النحّات الفرنسي تدريجيا، ليختار أسلوبا أكثر بساطة واقلّ من حيث العناصر، سعيا وراء ما كان يعتبره شكلا نقيّاً. منحوتات برانكوزي تتّسم بالحميمية وبالأناقة البصرية وغلبة الطابع التجريدي عليها. وهناك من يعتبرها من أهمّ إبداعات حركة النحت الحديث. كان النحّات معروفا بحرصه على أن يلتقط بنفسه صورا فوتوغرافية لمنحوتاته لدواعي حصرها وتوثيقها. وقد عمل معه في إحدى الفترات النحّات الياباني نوغوتشي الذي تعلّم على يد بر...

لوحـات عالميـة – 11

Image
الأرجــوحـــة للفنان الفرنسي جان اونوريه فراغونار، 1765 تعتبر مشاهد المجون والتخّلع والولع بالنساء تجسيدا لروح مدرسة الروكوكو في الفن الأوربي. كان جان اونوريه فراغونار تلميذا لـ شاردان ومن ثم لـ بوشيه، قبل أن يرحل إلى إيطاليا حيث تعلق هناك بفنّ الباروك . وفي هذا الوقت تخصّص في رسم عدد كبير من اللوحات التي تعالج مواضيع وشخصيات تاريخية. وعند عودته إلى باريس، سرعان ما غيّر فراغونار أسلوبه الفني واتجه إلى رسم مواضيع ايروتيكية، والى هذه المواضيع بالتحديد تنتمي لوحته الأشهر الأرجوحة. ما أن أنهى فراغونار رسم لوحته هذه حتى أصبحت حديث نقاد الفن في أوربا، ليس فقط بسبب تكنيكها الفني وانما أيضا بسبب الفضيحة التي خلفها. ففي اللوحة يظهر نبيل شاب وهو يحدّق في تنّورة السيدة المتأرجحة على الشجرة، بينما يبدو في الخلفية الكاهن العاشق الذي اضطرّها بملاحقاته المتحرّشة إلى اللوذ بذلك المكان المرتفع. وبنفس هذه الروح أنجز فراغونار عددا من لوحاته الأخرى الشهيرة مثل قبلات مسروقة، و خدعة الرجل الأعمى. وبعد زواجه في 1769 ، بدأ فراغونار رسم لوحات تصوّر مشاهد عائلية وطفولية وحتى دينية. بالنسبة للكثير ...

لوحـات عالميـة – 10

Image
نسـاء يجمعـن الحصــاد للفنان الفرنسي جان فرانسوا ميلليه، 1857 يمكن تصنيف ميلليه باعتباره فنّانا واقعيا. وهذا ما يوحي به عالمه المتجسّد في لوحاته. ولوحته هنا تعتبر بإجماع معظم نقّاد الفنّ إحدى روائع الفن الكلاسيكي العالمي. ويمكن للمرء بسهولة أن يتعرّف على أسلوب هذا الفنان الذي يعطي أهمّية فائقة للتفاصيل، كالملابس وحركة الجسد وتوزيع اللون. نساء يجمعن الحصاد تصوّر مجموعة من النساء المجهولات وهنّ منهمكات في جمع بقايا البذور المتخلفة عن موسم الحصاد في حقل مذهّب قبيل ساعة المغيب. هذه اللوحة أثارت جدلا واسعا في فرنسا وقتها. فبعض نقاد الفن لم يستحسنوا فكرة أن ُيصوّر الفلاحون في هيئة من الاحترام والهيبة أو أن تصبح هذه الطبقة المجهولة والمتواضعة والمهمّشة موضوعا رئيسيا في عمل فنّي. ومن هنا تنبع أصالة هذا الفنّان الذي رفض المسلّمات الكلاسيكية وأصرّ على تصوير المفردات البسيطة للحياة اليومية. ولهذا السبب ُسمّي "مصوّر الفلاحين". اللوحة أهداها لمتحف اللوفر الفرد شوشارد الذي كان قد دفع في بدايات القرن الماضي حوالي المليون فرنك فرنسي من اجل استردادها من الولايات المتحدة. ينحدر جان فر...

لوحـات عالميـة – 9

Image
مولـد فيـنـوس للفنان الإيطالي سانـدرو بوتيتشيـللي، 1485 تعتمد هذه اللوحة في موضوعها على أسطورة كلاسيكية هي أسطورة فينوس. في القرن الخامس عشر، كان الإيطاليون يحاولون توظيف الفنّ والأدب من اجل استعادة أمجاد روما. وكانوا مقتنعين بالحكمة المتفوّقة للقدماء، لدرجة أنهم كانوا يعتقدون بأن الأساطير الكلاسيكية تتضمّن بعض الحقائق العميقة والغامضة. وكان الشخص الذي عهد إلى الرسّام بوتيتشيللي بمهمّة رسم الأسطورة هو أحد أفراد عائلة ميديتشي الغنيّة والمتنفّذة بغرض الاحتفاظ بها في منزله. وقد أمر ذلك النبيل أحد أصدقائه بأن يشرح للفنّان رؤية الأقدمين لـ فينوس إلهة الجمال وهي تخرج من البحر في اليوم الأول للخلق، حسب الأسطورة. في ذلك الوقت، أي في عصر النهضة، كانت معظم اللوحات التي تُرسم لنساء تُصوّر العذراء، وفيها تظهر بمظهر محتشم مع ابتسامة ملائكية ورأس منحنٍ لأسفل. كان كلّ الفنّ تقريبا ذا طبيعة دينية، ولم يكن الرسّامون يجرؤون على رسم نساء عاريات، وعندما يفعلون فإنهنّ غالبا يُصوّرن كرمز للغواية والخطيئة. ومع ذلك خرج بوتيتشيللي عن هذه القواعد الصارمة ورسم فينوس، ليس فقط باعتبارها إل...

لوحـات عالميـة – 8

Image
مسافـر فـوق بحـر مـن ضبــاب للفنان الألماني كاسبـار ديفيـد فريـدريــش، 1818 يقال أحيانا أنه ما من لوحة في تاريخ الفنّ كلّه استطاعت أن تحظى باهتمام الفلاسفة والمؤرّخين وأدباء الحداثة بمثل ما حظيت به هذه اللوحة. فالرسّام استطاع أن يختزل مشاعر ومزاج عصر بأكمله من خلال وقفة الرجل ونظرته المتأمّلة بعمق. صحيح أن العالم مفتوح أمامه إذ يقف في ذلك المكان المرتفع الذي يُفترض انه يرى منه كل شيء أمامه وتحته. ومع ذلك فالعالم ما يزال بالنسبة له لغزا يلفّه الضباب ويستعصي على الفهم. ومعظم المشهد محجوب عن أنظارنا. والمسافر هنا مكشوف جزئيا فقط. حيث أننا لا نراه سوى من الخلف. وليس هناك ما يدلّ على حقيقة تعابيره سوى طريقته في الوقوف التي ربّما تكون المؤشّر الوحيد على مزاجه. يقول بعض النقاد إن الشخص الواقف أمامنا ليس سوى الفنان نفسه. لكنّ كلّ ما نراه هو رجل غارق في لقاء تأمّلي مع الطبيعة. والطبيعة هنا لا تكشف سوى عن جزء يسير منها. ورحلة المسافر إلى هذا المكان توفّر له أفقا أوضح وأكثر رحابة ممّا هو متوفّر أسفل. ومع ذلك، ليس هناك وضوح تام، إذ يتعذّر رؤية ما وراء الضّباب وإن كان بالإمكان محاولة التنبّؤ بما يخ...