Posts

Showing posts from September 4, 2005

لوحـات عالميـة – 43

Image
المـوجـة التاسعـة للفنان الروسي ايفـان ايفازوفسـكي، 1850 كان ايفان ايفازوفسكي معاصرا لانبثاق عصر النهضة الروسيّ بعد انتهاء حرب نابليون، والذي شهد ولادة الكثير من الأسماء اللامعة في ميادين الثقافة والموسيقى والأدب والفنّ مثل بوشكين وغوغول وليرمنتوف وميخائيل غلينكا وغيرهم. ويمكن اعتبار هذا الرسّام آخر وأكثر ممثّلي الرومانسية نفوذا. وهذا واضح من لوحاته التي تمجّد المعارك الحربية. في تلك اللوحات يُخيّل إليك للوهلة الأولى انك أمام مهرجان كبير واحتفالات وألعاب ناريّة، لكن بعد قليل يتّضح لك أن ما تراه هو معركة تجري في البحر ليلا وأن سفينة من الأسطول المعادي تنفجر محترقة في الظلام. رسم ايفازوفسكي أكثر من ستّة آلاف لوحة خلال ستّين عاما من العمل. والعديد من لوحاته يمكن اعتبارها تمجيدا لأسطول البحرية الروسيّ في القرن التاسع عشر. وهذه اللوحة هي أشهر لوحاته، بل يقال أحيانا أنها أجمل لوحة روسية على الإطلاق. كان عمره عندما رسمها لا يتجاوز الثالثة والثلاثين. وفيها تتبدّى موهبته في أجلى صور النضوج والتبلور. اللوحة تصوّر بحرا هائجا بعد عاصفة ليلية، وبحّارة على سفينة وهم يواجهون خ...

لوحـات عالميـة – 42

Image
تمثـال فيـنوس دي ميلــو (القرن الثاني قبل الميلاد) ينظر الكثير من نقاد الفن ودارسيه إلى تمثال فينوس دي ميلو باعتباره ثاني اشهر عمل فني في العالم بعد الموناليزا. وأحد مظاهر شعبية هذا التمثال هو الصفوف الطويلة من الزوّار الذين يتقاطرون على اللوفر في باريس لمشاهدة التمثال. ولا تتمثل شعبية التمثال فقط في توظيفه في الراويات وعلى أغلفة المؤلفات الموسيقية، وانما أيضا في حقيقة انه كان مصدر الهام للعديد من الفنانين الكبار وعلى رأسهم دالي وسيزان وماغريت وسواهم. وعندما أعارت فرنسا التمثال لليابان في العام 1964 كان عدد من تقاطروا لمعاينته اكثر من نصف مليون شخص. بعض أسباب شعبية التمثال واضحة، فهو نموذج رائع في البراعة والإتقان الفني. كما أن ذراعي التمثال المفقودين يجعلان من السهل التعرّف عليه وتمييزه عن مئات الأعمال النحتية الأخرى. غير أن هناك سببا آخر لا يقلّ أهمية، وهو الحملة الدعائية الكبيرة التي نظمها الفرنسيون للتمثال منذ بدايات عام 1821 م. لقد كان لدى الفرنسيين منتج متميّز وكانوا يدركون أهمية الترويج له. لكن المشكلة الأساسية التي كان يتعيّن عليهم تدبير حلّ لها كانت حقيقة أن اسم النح...

لوحـات عالميـة – 41

Image
ليــدي ليـليــث للفنان البريطاني دانتي غابرييل روزيتي، 1873 شهد العام 1848 ذروة اهتمام أوساط الأدب والفن بشخصية الليدي ليليث الأسطورية وذلك بفضل أعمال كل من الشاعر الإنجليزي كيتس والفيلسوف الألماني غوته . وفي الأعمال الشعرية والفنية في ذلك العصر، ترسّخت أسطورة ليليث باعتبارها رمزا للمرأة التي تتمتع بالجمال والذكاء والقوة. وينظر العديد من النقاد إلى لوحة دانتي غابرييل روزيتي عن ليليث باعتبارها تمثل لحظة التحوّل في تلك الشخصية الأسطورية. كان دانتي روزيتي، الإيطالي الأصل، يوصف بأنه مصوّر درامي وباحث عن المعنى وصانع أساطير، وربما تعمّد رسم ليليث بهذه الهيئة الحديثة كــي يخلع على أسطورتها مضمونا معاصرا. ليليث – حسب الروايات الإنجيـلية – كانت الشقيقة التوأم لآدم، وكانت تعيش معه في جنات عدن، وآدم كان ملك الجنة، وكانت ليليث تتطلع إلى أن تشاركه في الحكـم غير أن ذلك لم يتحقق رغم أنها كانت تتصف بالحكمة والأناة ورباطة الجأش. وقد ضاقت ليليـث ذرعا بآدم الذي كان اقلّ منها ذكاء وحكمة. بعد أن ُاخرجت ليليث من الجنة، تعلمت من إله النور المزيد من الحكمة وعاشت ملكـة لليـل، إذ كانت تدعو السُـمّـار...

لوحـات عالميـة – 40

Image
تمثـال ابـوللـو و دافـنـي للنحات الإيطالي جيان لورنزو بيرنيني، 1625 في العام 1624، كلّف الكاردينال بورغيزي النحّات والفنان جيان لورنزو بيرنيني بتحويل قصّة ابوللو ودافني الأسطورية إلى عمل رخامي. وشرع بيرنيني في نحت هذا التمثال الذي يصوّر اللحظة التي تمكّن فيها ابوللو إله النور من الالتحام بالحوريّة دافني بعد أن دأبت على صدّه وإبعاده. تلك اللحظة التي تقول الأسطورة إن جسد دافني تحوّل عندها إلى شجرة غار وشعرها ويديها إلى أغصان وأوراق. هذه القطعة النحتية الرائعة هي أفضل مثال على براعة بيرنيني وحرفيّته العالية. وقد جرت العادة على أن يُصنّف التمثال على انه من الفنّ الايروتيكي، غير انه بنفس الوقت يمكن أن يرمز إلى التحوّلات التي مرّ بها النحّات في مراحل تطوّره الفنّي. كان بيرنيني نحّاتا ورسّاما ومهندسا معماريا بارزا، كما كان مناصرا قويّا لفنّ الباروك في إيطاليا. وقد ولد لأب كان يعمل نحّاتا هو الآخر. وعندما لاحظ براعة ابنه في التعامل مع الحجر وهو بعدُ في سنّ مبكرة، عهد به إلى من يعلّمه وينمّي ويرعى موهبته. "ابوللو ودافني" كان آخر عمل موّلته عائلة بورغيزي ، وهو أحد أشهر الأعما...

لوحـات عالميـة – 39

Image
عـذراء المستشـار روليـن للفنان الهولندي يان فـان آيـك، 1436 طلب المستشار نيكولاس رولين من الفنان الهولندي يان فان آيك رسم بورتريه له. رولين كان حاكما على بورغوندي وبرابانت، وكان ذا شخصية صارمة جدا. وبالرغم من خلفيته المتواضعة فانه كان رجلا متوقّد الذكاء إلى أن استطاع في النهاية تولي تلك الوظيفة المرموقة. وطوال أربعين سنة كان رولين اليد اليمنى للملك فيليب الملقب بالطيب، كما كان أحد المهندسين الرئيسيين وراء نجاح العرش. وقد رسم فان آيك هذه اللوحة عندما كان رولين في ستّينيات عمره. ورغم المسئوليات الجسام التي كان ما يزال يقوم بها آنذاك، فان وجه رولين في اللوحة ما يزال يفتن الناظر مع انطباع هو مزيج من القوة والنشاط والصرامة. رولين هنا يرتدي سترة موشّاة بالذهب. ويبدو المستشار في وضع الانحناء علامة الخضوع والاحترام. أما نظراته فتبدو مستغرقة في التأمّل والخشوع كما لو انه فرغ توّا من قراءة الكتاب المقدّس. والى اليمين تبدو العذراء جالسة في رداء احمر وقد قدّمت إلى المستشار المسيح الصغير، بينما أمسكت إحدى الملائكة بالتاج الضخم لتضعه على رأس العذراء. أما الأعمدة الثلاثة التي ينكشّف عنها ...

لوحـات عالميـة – 38

Image
بورتريـه الدكتـور غاشيـه للفنان الهولندي فنسنـت فــان غــوخ، 1890 بورتريه الدكتور غاشيه هو أحد اشهر أعمال الفنان فان غوخ. أما لماذا هو مشهور فلعدة أسباب، أهمها أن فان غوخ رسمه في الأشهر الأخيرة من حياته، ثم لان موضوع اللوحة ظل لزمن طويل مثار جدل كبير، أما السبب الثالث والاهم فلأن لوحة الدكتور غاشيه كانت الى ما قبل ثلاث سنوات اللوحة الأغلى مبيعا في تاريخ الفن وذلك عندما بيعت لثري ياباني بحوالي 83 مليون دولار بعد ثلاث دقائق فقط من طرحها في مزاد فني في العام 1990م. فان غوخ رسم لوحتين لطبيبه الخاص الدكتور غاشيه، اشهرهما هذه اللوحة التي يتفق كثير من النقاد على اعتبارها تجسيدا لبراعة فنية لا نظير لها. لكن إلى أي حد كان هذا الطبيب بارعا هو الآخر؟ في إحدى رسائله إلى أخيه ثيو يشير فان غوخ إلى الدكتور غاشيه قائلا: انه مريض مثلي، بل ربما يكون اكثر مرضا"! في عام 1888 انتقل فان غوخ إلى ضاحية آرلي في جنوب فرنسا، وفي آرلي تعرّف على الدكتور غاشيه الذي اصبح صديقه المقرّب الذي يلتمس عنده العلاج لنوبات الصرع العنيفة التي كانت تنتابه من وقت لاخر. في هذا الوقت، كانت ألوانه كثيفة ولمسات فر...

لوحـات عالميـة – 37

Image
بورتريه مـدام دي بومبادور للفنان الفرنسي فرانسـوا بـوشيـه، 1756 يعتبر فرانسوا بوشيه رائد اتجاه الروكوكو في فرنسا، وهو أسلوب يُخضع الموضوع لنوع من الحسّية التي تتحوّل من خلالها الأجساد والملابس والغيم والأمواج والغابات إلى صور للرغبة والمجاز ودغدغة الغرائز. عمل بوشيه معظم حياته في باريس. وفي 1765 عُيّن رساما أوّل للملك. بعض رسوماته تدفع الناظر إليها إلى الابتسام بسبب التأثيرات الحسّية المتكدّسة والباذخة فيها. المشاهد الميثولوجية الضخمة التي رسمها في لوحته "شروق الشمس وغروبها" تسبّبت في إحداث صدمة لدى عرضها في باريس لدرجة أن كثيرا من النساء امتنعن عن الحضور تحرّجا وحياءً من المشاهد التي تضمّنتها. ورغم حديث النقاد في عصر بوشيه عن عنصر الإغواء في لوحاته، فان بعضهم كان يقول إن ذلك يمكن أن يندرج تحت باب "الرذيلة التي يمكن قبولها"! هذه اللوحة تصوّر مدام دي بومبادور (1721-1764) التي كانت ذا نفوذ ثقافي ضخم في فرنسا القرن الثامن عشر. ولدت دي بومبادور في باريس وتزوّجت من شارل غيوم لكنها أصبحت في العام 1745 خليلة للملك لويس الخامس عشر. وتلك كانت وظيفة رسمية، إلى جانب منحها ل...