لوحات عالميـة - 195
امـرأة تتـزيـّـن
للفنانـة الفرنسيـة بيـرتـا مـوريسـو، 1875
حتى منتصف القرن التاسع عشر، لم تكن النساء قد نلن اعترافا من المجتمع بأهليّتهن لأن يصبحن رسّامات مبدعات. ودائما ما كان يُنظر إلى رسوماتهن على أنها مجرّد نزوات أنثوية ساذجة دافعها إزجاء الفراغ وقتل الوقت.
غير أن ظهور بيرتا موريسو، وتمتّعها بنجاح مهني وشخصي، شكّل قطيعة مع الأعراف الاجتماعية التي كانت تشكّك في كفاءة المرأة وقدرتها على أن تصبح عضوا مبدعا وفاعلا في المجتمع.
ولأنها كانت تنحدر من عائلة بورجوازية مرموقة، فقد كان طموحها في أن تحترف الرسم مهمّة محفوفة بالمشاكل والصعاب. فقد كان البورجوازيين ينظرون إلى الرسم والفنون عامّة نظرة دونية لا تخلو من احتقار.
وكان والدها يحلم بأن تصبح مهندسة معمارية ناجحة. غير أنها أصرّت على أن تختطّ لنفسها مسارا آخر عندما فضّلت الرسم على ما عداه من المهن.
وطوال سنوات اشتغالها بالفنّ، تخصّصت موريسو في رسم الطبقة البورجوازية وأسلوب حياة أفرادها وهمومهم وعلاقاتهم. وكانت معنية، على وجه الخصوص، بتصوير النساء البورجوازيات ضمن الأدوار والوظائف الاجتماعية التي كنّ يتحركن ضمنها.
ومنذ البداية، اختار...