أمـومـة
للفنانة الأمريكية سيسيـليا بـو، 1884
للفنانة الأمريكية سيسيـليا بـو، 1884
قبل حوالي مائة عام، كانت سيسيليا بو تُعتبر من أعظم الرسّامات اللاتي ظهرن في النصف الأوّل من القرن العشرين. لكن بعد وفاتها لم يعد يسمع عنها احد، ربّما لأنها كانت تقصر فنّها على رسم الطبقات الاجتماعية العليا بأسلوب أكاديميّ صارم، وهذا أصبح يُنظر إليه اليوم على انه موضة قديمة.
وهناك سبب آخر في أن بو أصبحت شبه منسيّة اليوم، ويتمثّل في أن شهرة زميلتها الأمريكية ماري كاسات، التي اكتسبتها بسبب قربها من الانطباعيين، غطّت على شهرتها.
ومع ذلك فقد نالت بو صيتاً واسعا في زمانها لدرجة أن الرسّام وليام تشيس وصفها بأنها أعظم رسّامات جيلها. وفي عام 1924، كلّفها متحف اوفيزي الايطاليّ بأن ترسم لنفسها بورتريها كي يحتفظ به ضمن مجموعته الدائمة. وهو تشريف لم ينله سوى القليل من الرسّامين الأمريكيين.
وقد قيل انه لم يكن بمقدور رسّام آخر أن ينافسها في رسم توهّج ولمعان الحرير باستثناء جون سارجنت. وعلى عكس العديد من الفنّانين في عصرها، لم تعش الرسّامة حياة بوهيمية وصاخبة، ولم تكن فنّانة ثورية بالمعنى الشائع تطمح لأن تقلب المعايير الأكاديمية.
بل إنها عندما كانت في فرنسا لم تنجذب إلى أعمال الطليعيين الفرنسيين، وإنما اهتمّت باستنساخ أعمال المعلّمين الأوائل في اللوفر، خاصّة تيشيان ورمبراندت وفيلاسكيز. كما لم يكن لديها الكثير من المال ولا زوج يحميها، لكنها ثبّتت نفسها بإصرار وعصامية وحصلت على مركز متقدّم.
هذه اللوحة هي أشهر لوحات سيسيليا بو وكانت تعتبرها نقطة تحوّل في مسارها الفنّي. وفيها تصوّر شقيقتها ايتا وطفلها البكر. من الواضح أن اللوحة هي عن الأمومة. التصوير الحسّاس للأمّ وهي تمسك بطفلها يذكّر بلوحة جيمس ويسلر التي رسمها لوالدته.
لكن توظيف بو للألوان الرائعة والفرشاة السائلة والنسيج والأشكال، بالإضافة إلى المضمون السيكولوجيّ والعاطفيّ للصورة يتجاوز ما فعله ويسلر. وقد حقّقت لها اللوحة جائزة مرموقة ثم أرسلت إلى باريس وقرّر المحكّمون في الصالون عرضها.
ولدت سيسيليا بو في فيلادلفيا عام 1855 لأمّ أمريكية وأب فرنسيّ من بروفانس كان يعمل تاجر أقمشة. وقد توفّيت والدتها بعد ولادتها بأسبوعين، الأمر الذي شكّل صدمة لوالدها، فعاد إلى فرنسا بعد أن تركها هي وأختها ذات الثلاثة الأعوام في عهدة جدّتهما.
درست الفنّانة الرسم في أكاديمية بنسلفانيا للفنون وتتلمذت على يد الرسام توماس ايكنز. ثم درست على يد وليام سارتن الذي كانت تفضّله على ايكنز. وقد ساعدها الأخير على اكتساب مهارات رسم الأشخاص من الطبيعة.
في عام 1888، ذهبت بو إلى فرنسا لتدرس في أكاديمية جوليان للفنّ. وفي باريس تعرّفت على روّاد الحركة الانطباعية. وعندما عادت إلى أمريكا بعد ذلك بعامين، استقرّت في نيويورك وأصبح الناس يبحثون عن لوحاتها.
فرشاتها التعبيرية وألوانها الثريّة واستخدامها الفعّال للوضعيات المسترخية جعلت الناس يقارنونها بجون سارجنت. كما أن مزاوجتها بين الأسلوب الفرنسيّ وذوقها الأمريكيّ المتميّز أصبح علامة فارقة على فنّها.
كانت سيسيليا بو شخصية مستقلّة طوال حياتها، ولم تتزوّج أبدا وبالتالي لم تُرزق بأطفال، واختارت بدل أن تلعب الأدوار التقليدية للأمّ والزوجة أن تكرّس حياتها للفنّ.
الرجال الذين رسمتهم كانوا في الغالب شخصيات معروفة مثل جورج كليمنصو وروزفلت وزوجته وابنته. أما النساء فسيّدات عصريات يرتدين ملابس محتشمة ومتحفّظة. وفي كلّ لوحاتها يظهر أثر فرشاتها السريعة والأنيقة وتوليفاتها المبتكرة ومراعاتها للنِسَب والذوق الرفيع في تصوير المظهر والملابس.
سافرت الرسّامة كثيرا وعملت محاضرة في أكاديمية بنسلفانيا، كما نشرت سيرتها الذاتية عام 1930. ومجموعتها الكاملة من اللوحات تبلغ حوالي ثلاثمائة لوحة، معظمها موجودة اليوم في متاحف كبيرة وفي مجموعات خاصّة.
توفيت سيسيليا بو في سبتمبر من عام 1942 عن سبعة وثمانين عاما.
وهناك سبب آخر في أن بو أصبحت شبه منسيّة اليوم، ويتمثّل في أن شهرة زميلتها الأمريكية ماري كاسات، التي اكتسبتها بسبب قربها من الانطباعيين، غطّت على شهرتها.
ومع ذلك فقد نالت بو صيتاً واسعا في زمانها لدرجة أن الرسّام وليام تشيس وصفها بأنها أعظم رسّامات جيلها. وفي عام 1924، كلّفها متحف اوفيزي الايطاليّ بأن ترسم لنفسها بورتريها كي يحتفظ به ضمن مجموعته الدائمة. وهو تشريف لم ينله سوى القليل من الرسّامين الأمريكيين.
وقد قيل انه لم يكن بمقدور رسّام آخر أن ينافسها في رسم توهّج ولمعان الحرير باستثناء جون سارجنت. وعلى عكس العديد من الفنّانين في عصرها، لم تعش الرسّامة حياة بوهيمية وصاخبة، ولم تكن فنّانة ثورية بالمعنى الشائع تطمح لأن تقلب المعايير الأكاديمية.
بل إنها عندما كانت في فرنسا لم تنجذب إلى أعمال الطليعيين الفرنسيين، وإنما اهتمّت باستنساخ أعمال المعلّمين الأوائل في اللوفر، خاصّة تيشيان ورمبراندت وفيلاسكيز. كما لم يكن لديها الكثير من المال ولا زوج يحميها، لكنها ثبّتت نفسها بإصرار وعصامية وحصلت على مركز متقدّم.
هذه اللوحة هي أشهر لوحات سيسيليا بو وكانت تعتبرها نقطة تحوّل في مسارها الفنّي. وفيها تصوّر شقيقتها ايتا وطفلها البكر. من الواضح أن اللوحة هي عن الأمومة. التصوير الحسّاس للأمّ وهي تمسك بطفلها يذكّر بلوحة جيمس ويسلر التي رسمها لوالدته.
لكن توظيف بو للألوان الرائعة والفرشاة السائلة والنسيج والأشكال، بالإضافة إلى المضمون السيكولوجيّ والعاطفيّ للصورة يتجاوز ما فعله ويسلر. وقد حقّقت لها اللوحة جائزة مرموقة ثم أرسلت إلى باريس وقرّر المحكّمون في الصالون عرضها.
ولدت سيسيليا بو في فيلادلفيا عام 1855 لأمّ أمريكية وأب فرنسيّ من بروفانس كان يعمل تاجر أقمشة. وقد توفّيت والدتها بعد ولادتها بأسبوعين، الأمر الذي شكّل صدمة لوالدها، فعاد إلى فرنسا بعد أن تركها هي وأختها ذات الثلاثة الأعوام في عهدة جدّتهما.
درست الفنّانة الرسم في أكاديمية بنسلفانيا للفنون وتتلمذت على يد الرسام توماس ايكنز. ثم درست على يد وليام سارتن الذي كانت تفضّله على ايكنز. وقد ساعدها الأخير على اكتساب مهارات رسم الأشخاص من الطبيعة.
في عام 1888، ذهبت بو إلى فرنسا لتدرس في أكاديمية جوليان للفنّ. وفي باريس تعرّفت على روّاد الحركة الانطباعية. وعندما عادت إلى أمريكا بعد ذلك بعامين، استقرّت في نيويورك وأصبح الناس يبحثون عن لوحاتها.
فرشاتها التعبيرية وألوانها الثريّة واستخدامها الفعّال للوضعيات المسترخية جعلت الناس يقارنونها بجون سارجنت. كما أن مزاوجتها بين الأسلوب الفرنسيّ وذوقها الأمريكيّ المتميّز أصبح علامة فارقة على فنّها.
كانت سيسيليا بو شخصية مستقلّة طوال حياتها، ولم تتزوّج أبدا وبالتالي لم تُرزق بأطفال، واختارت بدل أن تلعب الأدوار التقليدية للأمّ والزوجة أن تكرّس حياتها للفنّ.
الرجال الذين رسمتهم كانوا في الغالب شخصيات معروفة مثل جورج كليمنصو وروزفلت وزوجته وابنته. أما النساء فسيّدات عصريات يرتدين ملابس محتشمة ومتحفّظة. وفي كلّ لوحاتها يظهر أثر فرشاتها السريعة والأنيقة وتوليفاتها المبتكرة ومراعاتها للنِسَب والذوق الرفيع في تصوير المظهر والملابس.
سافرت الرسّامة كثيرا وعملت محاضرة في أكاديمية بنسلفانيا، كما نشرت سيرتها الذاتية عام 1930. ومجموعتها الكاملة من اللوحات تبلغ حوالي ثلاثمائة لوحة، معظمها موجودة اليوم في متاحف كبيرة وفي مجموعات خاصّة.
توفيت سيسيليا بو في سبتمبر من عام 1942 عن سبعة وثمانين عاما.