Posts

Showing posts from August 14, 2005

لوحـات عالميـة - 21

Image
ابــن الإنســان للفنان البلجيكي رينـيـه مـاغـريـت، 1964 ولد رينيه ماغريت في العام 1898 ودرس الرسم في بروكسل. ومنذ أعماله الأولى سيطر على فنه أسلوب قريب جدّا من السوريالية، وطبع هذا الأسلوب جميع أعماله في ما بعد. عُرف ماغريت بدقته ومهارته الفنية، وقد اشتهر بأعماله التي حاول فيها التقريب بين عناصر عادية في سياق غير مألوف لتعطي في النهاية معاني جديدة. ثم أصبح رائدا لهذا الاتجاه في الرسم الذي أطلق عليه في ما بعد الواقعية السحرية. "ابن الإنسان" هي احد أشهر أعمال ماغريت، وفيها يظهر رجل يعتمر قبّعة ويقف أمام جدار. لكنّ معالم وجه الرجل تحجبها عن الناظر تفّاحة خضراء. وللتفّاحة أهمّية خاصّة عند ماغريت إذ تظهر كعلامة فارقة في الكثير من لوحاته. ويمكن فهمها وطبيعة وظيفتها ضمن سياقات مختلفة ومتعدّدة. فالتفاحة فاكهة لكنها بنفس الوقت صورة مجازية لأشياء أخرى كالجاذبية والإغراء والخطيئة أو الطرد من الجنّة. كما يمكن أن تكون رمزا لاختراع أو ابتكار ما أو نظرية أو فكرة علمية.. إلى آخره. يقول ماغريت محاولا مساعدة الناس على فهم هذه اللوحة: "كل شئ نراه يخفي خلفه شيئا آخر، والإنسان يتو...

لوحـات عالميـة – 20

Image
تنسيق باللونين البنّي والأسود "بورتريه لأم الفنان" للفنان الأمريكي جيمـس ويسلـر، 1871 هذه اللوحة الشهيرة لها اسم آخر أكثر اختصارا هو "والدة ويسلر". وقد أصبحت أيقونة ترمز للفنّ الأمريكي بعد أن طافت على عدد من متاحف العالم الكبيرة. ولد جيمس ويسلر في الولايات المتّحدة، لكنه غادرها في سنّ الحادية والعشرين ليستقرّ في أوربا متنقلا ما بين لندن وباريس. في لندن أصبح ويسلر صديقا للرسّام دانتي غابرييل روزيتي والكاتب الايرلندي اوسكار وايلد. وفي باريس أقام علاقة طيّبة مع مانيه وديغا. وعندما كان في لندن، كانت والدته آنا ما تزال تعيش في الولايات المتحدة. كانت آنذاك أرملة مسنّة وكان أبناؤها قد أصبحوا كبارا. في ذلك الوقت كانت الحرب الأهلية الأمريكية في ذروة استعارها. وقد اقنع الفنان والدته بالمجيء إلى لندن حيث أقامت معه حتى وفاتها. وعندما رسمها كانت في سنّ السابعة والستين. وقد حاول ويسلر في اللوحة نقل شخصية والدته البروتستانتية الوقورة. واختار أن يرسمها في وضع جانبي وهي ترتدي فستانا اسود وغطاء رأس ابيض بينما أمسكت بيدها منديلا حريريا ابيض. ملامح المرأة جامدة وقد لا تعبّر...

لوحـات عالميـة – 19

Image
ليلـة مرصّعـة بالنجـوم للفنان الهولندي فنسنـت فــان غــوخ، 1889 تعتبر لوحة "ليلة مرصّعة بالنجوم" اشهر أعمال الفنان فنسنت فان غوخ، ومن السهل التعرف على هذه اللوحة بسبب أسلوبها المتفرد، ومع مرور الأيام أصبحت موضوعا لقصائد الشعر والروايات والمقطوعات الموسيقية. وبينما لا يوجد من ينكر الرّواج الواسع لهذه اللوحة، فمن المثير للاهتمام أن نلاحظ انه لا يتوفّر سوى معلومات قليلة جدا عن شعور الفنان فان غوخ تجاهها. فهو لم يذكرها سوى مرّتين في رسائله وبصورة عابرة. رسم فان غوخ اللوحة في ظروف كان سلوكه خلالها يتسم بغرابة الأطوار بسبب شدّة النوبات التي كانت تجتاحه. وقد رسمها من الذاكرة وليس في الطبيعة الخارجية كما هو الحال مع لوحاته الأخرى. وهذا يفسّر - ربّما - سبب التأثير الانفعالي القويّ لهذه اللوحة والذي يفوق تأثير كافة أعماله الأخرى في نفس الفترة. ويتساءل النقاد عما إذا كان الأسلوب الهائج الذي رسم به فان غوخ هذه اللوحة يعكس عقلية معذّبة أو ما إذا كانت اللوحة تخفي سرّا ما هو الذي دفع الفنان إلى تصوير السماء الليلية بتلك الصورة الثائرة والمضطربة. لكن مما لا شك فيه أن هذا الجدل هو أحد الأسبا...

لوحـات عالميـة – 18

Image
تمـثـال المفـكـّـر للفنان الفرنسي اوغست رُودان، 1880 بعض النقّاد يلقّبون رودان بـ "موزارت النحت الحديث" ويعتبرونه احد الفنّانين النادرين الذين تتحدّث أعمالهم إلى أعماق النفس الإنسانية. والبعض الآخر يلقّبه بـ "فاغنر عالم النحت الحديث"، على أساس انه واحد من أولئك الفنّانين القلائل الذين تتحدّث أعمالهم إلى التطلّعات العميقة لمعظم الناس. والذين رأوا أعماله لاحظوا فيها عمق الرؤية والحرفية التي يصعب منافستها أو تقليدها. وهناك من يرى انه يشكّل جسرا ما بين رومانسية القرن التاسع عشر وحداثة القرن العشرين، ما سمح للناس أن يروا الشوط البعيد الذي قطعه الفنّ. احد أعماله الأولى، وكان تمثالا نصفيا بعنوان "رجل بأنف مكسورة"، استلهمه من عامل عجوز كان في أنفه التواء، وصاغ التمثال على بعض ملامح التماثيل النصفية الإغريقية. وربّما فعل ذلك انطلاقا من حقيقة أن كلّ التماثيل النصفية التي وصلت من الأزمنة القديمة كانت أنوفها مكسورة أو فقدت رؤوسها أو بعضا من أطرافها. وهناك من يقول إن الشاعر رينر ماريا ريلكا الذي عمل سكرتيرا لرودان لبعض الوقت قد يكون استلهم ذلك التمث...

لوحـات عالميـة – 17

Image
القبــلة الأولــى للفنان الفرنسي ويليـام بـوغـرو، 1873 كان الفنان ويليام بوغرو يركّز في أعماله الفنية على رسم الأشخاص. غير انه اشتهر أيضا برسم لوحات تصوّر الملائكة وحوريات البحر والمخلوقات الأسطورية. ولوحة "القبلة الأولى" تعتبر من أعماله الجميلة التي لقيت على الدوام شهرة ورواجا كبيرَين. اللوحة تصوّر ملاكَين صغيرين يحتضن كلّ منهما الآخر. وقد استخدم بوغرو هنا ألوانا شاحبة، خاصّة الأبيض وتدرّجاته، للتأكيد على رقّة الموضوع ولجعله يبدو ذا مسحة مقدّسة وبريئة. القماش الأزرق الذي يجلس عليه الملاكان يحيل اهتمام الناظر تلقائيا إلى الغيمة التي تقوم بوظيفة المقعد. بينما استخدم الرسّام في أسفل اللوحة تدرّجات داكنة لإنتاج تأثير ظلّي يعطي الغيمة عمقا ونسيجا اكبر. وقد رُسم الملاكان بهيئة عارية جزئيا لإضفاء إحساس بالبراءة والبساطة والطهر. أما لون الشعر البنّي الناعم فيبرز التباين الحاصل مع الخلفية البيضاء للغيوم بطريقة فيها تناغم وانسجام. الفارق الوحيد بين الملاكين في اللوحة هو الأجنحة. فالولد له جناحان أبيضان بالكامل وبريش طويل. ويبدو جناحاه اقرب ما يكونان إلى جناحي الإوز. أما البنت فقد ظ...

لوحـات عالميـة – 16

Image
شقيقتـان في ُشـرفـة للفنان الفرنسي بييـر رينـوار، 1882 بدأ رينوار حياته في زخرفة أواني المرمر. لكنّ طموحه وطبيعته دفعاه بسرعة إلى صفوف الرسّامين الأوائل. وكانت نقطة التحوّل الكبرى في مسيرته الفنّية عندما احدث هو ومجموعة من زملائه ثورة فنّية كبرى سُمّيت بالانطباعية. لم يحذُ رينوار حذو الكلاسيكيين الذين عُنوا بالألوان الفاتحة والظلال المتدرّجة وصولا إلى أفق اللوحة. بل كان يرى أن الألوان المتناثرة في الخلفية لها نفس كثافة الألوان التي تظهر في الواجهة، ما يعطي اللوحة وضوحا غير عادّي. شقيقتان في ُشرفة هي واحدة من أشهر الأعمال الفنّية التي أنجزها رينوار في العام 1881م وحاول فيها تصوير انطباع فتاتين في يوم ربيعي دافئ. وقد رسمها في شاتو التي قضى فيها شطرا من ربيع ذلك العام وكان يعتبرها أجمل ضواحي باريس. واختار مكانا للوحة شرفة مطعم فورنيز الذي يطلّ على نهر السين. وهو نفس المكان الذي رسم فيه لوحته الأخرى "عشاء في رحلة بالقارب". هذه اللوحة هي أيضا جزء من محاولات رينوار استكشاف وتصوير نمط حياة الطبقة البورجوازية الباريسية في ذلك الوقت. في الصورة يرسم رينوار فتاتين تجلسان في شرفة...

لوحـات عالميـة – 15

Image
الصّــرخــة للفنان النرويجي إدفـارد مونـك، 1893 الصرخة هي اشهر أعمال الفنان ادفارد مونك. وقد اكتسبت هذه اللوحة، رغم بساطتها الظاهرية، شعبية كاسحة خاصة منذ الحرب العالمية الثانية. ربّما يعود سبب شهرة هذه اللوحة إلى شحنة الدراما المكثفة فيها والخوف الوجودي الذي تجسّده. في الجزء الأمامي من اللوحة نرى طريقا يحفّه سياج حديدي، وعبر الطريق نرى شخصا يرفع يديه بمحاذاة رأسه بينما تبدو عيناه محدقتين بهلع وفمه يصرخ. وفي الخلفية يبدو شخصان يعتمران قبعتين، وخلفهما منظر طبيعي من التلال. كتب ادفارد مونك في مذكراته الأدبية شارحا ظروف رسمه لهذه اللوحة: "كنت امشي في الطريق بصحبة صديقين، وكانت الشمس تميل نحو الغروب، عندما غمرني شعور بالكآبة. وفجأة تحولت السماء إلى احمر بلون الدم. توقفت وأسندت ظهري إلى القضبان الحديدية من فرط إحساسي بالإنهاك والتعب. واصل الصديقان مشيهما ووقفت هناك ارتجف من شدة الخوف الذي لا ادري سببه أو مصدره. وفجأة سمعت صوت صرخة عظيمة تردّد صداها طويلا عبر الطبيعة المجاورة". عندما يتذكر مؤرخو الفن ادفارد مونك فانهم يتذكرونه بسبب هذه اللوحة بالذات، ربما لأنها لا تصوّر ...