درس سريـريّ
للفنّان الفرنسي بييـر اندريـه بروييـه، 1887
للفنّان الفرنسي بييـر اندريـه بروييـه، 1887
شهد الطبّ في القرن التاسع عشر عددا من التحوّلات الكبيرة. وظهر في ذلك الوقت العديد من الأطبّاء البارزين الذين أسهموا في تطوير المهنة ودفعها للأمام.
من بين هؤلاء الطبيب الفرنسيّ جان مارتن شاركوت مؤسّس علم الأعصاب وأشهر طبيب في هذا التخصّص ورئيس مدرسة سابتريير لطبّ الأعصاب في باريس.
كان شاركوت يلقَّب بنابليون علم الأعصاب. وكان مشفاه ملجئا للنساء اللاتي يعانين من اختلالات عصبية. وبالإضافة إلى شهرته كعالم وطبيب مرموق، كان له حضور مهمّ في السياسة والثقافة أثناء ما سُمّي بالحقبة الجميلة في فرنسا. وكان بيته في حي السان جيرمان مقصدا للكتّاب والمفكّرين والساسة والأدباء المشهورين في ذلك الحين.
كان لشاركوت اهتمام بالهستيريا، وقد وضع العديد من النظريات التي تشرح طريقة عمل هذا المرض وتشخيصه وعلاجه.
في هذه اللوحة، يرسم بيير اندريه بروييه الطبيب شاركوت "الرابع من اليمين" وهو يلقي محاضرة على زملائه في مشفاه يتحدّث فيها عن أعراض الهستيريا. وتظهر في الصورة امرأة فاقدة الوعي يسندها احد مساعدي الطبيب وممرّضة.
اسم المريضة ماري ويتمان، وقد أصبحت هذه المرأة مشهورة جدّا وصُوِّرت كثيرا في الرسم والنحت والأدب، كما كتبت عنها الصحافة الكثير من المقالات والتحقيقات في منتصف القرن التاسع عشر.
كانت ويتمان قد عاشت طفولة تعيسة وعملت في مغسلة بمستشفى قبل أن تصاب بأعراض الهستيريا. وكان الطبيب يتولّى علاجها على جلسات ويشرح حالتها في حضور عدد من الأطبّاء وعلماء الأعصاب الذين أصبح بعضهم مشهورا مثل ديزيريه بورنفيل وبول ريختر وجورج توريت. كما كان هناك أيضا مثقّفون وكتّاب يأتون لسماع ملاحظات شاركوت عن الشلل والنوبات والتشجّنات العصبية المرتبطة بالمرض.
كان شاركوت يستخدم العلاج بالكهرباء والتنويم المغناطيسيّ لاستثارة المريض ودفعه لإظهار أعراض المرض للحضور. كما كان أيضا يوظّف الفنون البصرية في عمله كالتصوير الطبّي والنحت. ومثل العديد من الأطبّاء المعروفين، كان يرسم مرضاه وكانت له اهتمامات تتجاوز حدود الطبّ.
وقد ترك بعد وفاته مكتبة ضخمة تُعرف بمكتبة شاركوت. وهي اليوم جزء من مكتبة بيير وماري كوري في السوربون.
عُرضت هذه اللوحة لأوّل مرّة في صالون عام 1887. ثم تنقّلت كثيرا في باريس إلى أن استقرّت أخيرا على جدران احد ممرّات جامعة ديكارت. وبحسب بعض النقّاد، فإن اللوحة ليست مميّزة فنّيا، لكنّها رائعة من حيث براعة الفنّان في رسم الشخصيات بأبعادها الحقيقية وكذلك في طريقة اختياره لوضعياتهم.
وكلّ الشخصيات في اللوحة حقيقية، وكان معظمهم نشطين في دوائر الطبّ والمجتمع في باريس وقتها. أما الغرفة التي يلقي فيها الطبيب المحاضرة في المشفى فلم تعد موجودة اليوم. لكن نصّ هذه المحاضرة وغيرها ما يزال متاحا للمهتمّين ويتمّ تدريسها لأطبّاء الأعصاب حول العالم.
وطوال القرن التاسع عشر، استُنسخت اللوحة حوالي خمس عشرة مرّة وبأساليب فنّية شتّى. وكان عالم النفس سيغموند فرويد يحتفظ بنسخة مصغرّة منها على جدار مكتبه في فيينا. وعندما هرب من النمسا إلى انجلترا عام 1938 بعد وصول هتلر إلى السلطة، أخذ اللوحة معه إلى لندن وعلّقها في عيادته هناك.
كان من النتائج التي توصّل إليها شاركوت أن سبب الهستيريا اختلال في الجهاز العصبيّ مع اعتلالات جسدية. لكن بعد وفاته عام 1893، خضعت دراساته عن المرض للكثير من النقد والمراجعة. وقد خالفه فرويد بأن قال أن المصابين بالهستيريا لا يعانون من اختلال الجهاز العصبيّ، وإنّما من ذكريات وأفكار مكبوتة.
المعروف أن بيير اندريه بروييه رسم اللوحة وهو في سنّ الثلاثين واتّبع فيها تقاليد الرسم الأكاديميّ التي تعلّمها من أستاذه جان ليون جيروم.
من بين هؤلاء الطبيب الفرنسيّ جان مارتن شاركوت مؤسّس علم الأعصاب وأشهر طبيب في هذا التخصّص ورئيس مدرسة سابتريير لطبّ الأعصاب في باريس.
كان شاركوت يلقَّب بنابليون علم الأعصاب. وكان مشفاه ملجئا للنساء اللاتي يعانين من اختلالات عصبية. وبالإضافة إلى شهرته كعالم وطبيب مرموق، كان له حضور مهمّ في السياسة والثقافة أثناء ما سُمّي بالحقبة الجميلة في فرنسا. وكان بيته في حي السان جيرمان مقصدا للكتّاب والمفكّرين والساسة والأدباء المشهورين في ذلك الحين.
كان لشاركوت اهتمام بالهستيريا، وقد وضع العديد من النظريات التي تشرح طريقة عمل هذا المرض وتشخيصه وعلاجه.
في هذه اللوحة، يرسم بيير اندريه بروييه الطبيب شاركوت "الرابع من اليمين" وهو يلقي محاضرة على زملائه في مشفاه يتحدّث فيها عن أعراض الهستيريا. وتظهر في الصورة امرأة فاقدة الوعي يسندها احد مساعدي الطبيب وممرّضة.
اسم المريضة ماري ويتمان، وقد أصبحت هذه المرأة مشهورة جدّا وصُوِّرت كثيرا في الرسم والنحت والأدب، كما كتبت عنها الصحافة الكثير من المقالات والتحقيقات في منتصف القرن التاسع عشر.
كانت ويتمان قد عاشت طفولة تعيسة وعملت في مغسلة بمستشفى قبل أن تصاب بأعراض الهستيريا. وكان الطبيب يتولّى علاجها على جلسات ويشرح حالتها في حضور عدد من الأطبّاء وعلماء الأعصاب الذين أصبح بعضهم مشهورا مثل ديزيريه بورنفيل وبول ريختر وجورج توريت. كما كان هناك أيضا مثقّفون وكتّاب يأتون لسماع ملاحظات شاركوت عن الشلل والنوبات والتشجّنات العصبية المرتبطة بالمرض.
كان شاركوت يستخدم العلاج بالكهرباء والتنويم المغناطيسيّ لاستثارة المريض ودفعه لإظهار أعراض المرض للحضور. كما كان أيضا يوظّف الفنون البصرية في عمله كالتصوير الطبّي والنحت. ومثل العديد من الأطبّاء المعروفين، كان يرسم مرضاه وكانت له اهتمامات تتجاوز حدود الطبّ.
وقد ترك بعد وفاته مكتبة ضخمة تُعرف بمكتبة شاركوت. وهي اليوم جزء من مكتبة بيير وماري كوري في السوربون.
عُرضت هذه اللوحة لأوّل مرّة في صالون عام 1887. ثم تنقّلت كثيرا في باريس إلى أن استقرّت أخيرا على جدران احد ممرّات جامعة ديكارت. وبحسب بعض النقّاد، فإن اللوحة ليست مميّزة فنّيا، لكنّها رائعة من حيث براعة الفنّان في رسم الشخصيات بأبعادها الحقيقية وكذلك في طريقة اختياره لوضعياتهم.
وكلّ الشخصيات في اللوحة حقيقية، وكان معظمهم نشطين في دوائر الطبّ والمجتمع في باريس وقتها. أما الغرفة التي يلقي فيها الطبيب المحاضرة في المشفى فلم تعد موجودة اليوم. لكن نصّ هذه المحاضرة وغيرها ما يزال متاحا للمهتمّين ويتمّ تدريسها لأطبّاء الأعصاب حول العالم.
وطوال القرن التاسع عشر، استُنسخت اللوحة حوالي خمس عشرة مرّة وبأساليب فنّية شتّى. وكان عالم النفس سيغموند فرويد يحتفظ بنسخة مصغرّة منها على جدار مكتبه في فيينا. وعندما هرب من النمسا إلى انجلترا عام 1938 بعد وصول هتلر إلى السلطة، أخذ اللوحة معه إلى لندن وعلّقها في عيادته هناك.
كان من النتائج التي توصّل إليها شاركوت أن سبب الهستيريا اختلال في الجهاز العصبيّ مع اعتلالات جسدية. لكن بعد وفاته عام 1893، خضعت دراساته عن المرض للكثير من النقد والمراجعة. وقد خالفه فرويد بأن قال أن المصابين بالهستيريا لا يعانون من اختلال الجهاز العصبيّ، وإنّما من ذكريات وأفكار مكبوتة.
المعروف أن بيير اندريه بروييه رسم اللوحة وهو في سنّ الثلاثين واتّبع فيها تقاليد الرسم الأكاديميّ التي تعلّمها من أستاذه جان ليون جيروم.