لوحات عالميـة - 217
بورتريـه الفـارس الضـاحـك
للفنان الهولندي فـرانـز هـولــس، 1624
لا تستطيع وأنت تتمعّن في تفاصيل هذه اللوحة إلا أن تُعجب بها وبالأسلوب العفوي والتلقائي الذي رُسمت به.
إنها تشبه كثيرا لقطة بالكاميرا لموقف أو حالة إنسانية تمّ الإمساك بها في منتصفها.
العفوية والتلقائية هما أهمّ ملمحين يجعلان من هذه اللوحة تحفة فنية متميّزة.
ثم هناك الابتسامة الغامضة المرتسمة على وجه الفارس. وهي ابتسامة يُخيّل للناظر أنها تحمل كثيرا من معاني الازدراء والفوقية.
هذا الرجل الظاهر في الصورة هو احد نبلاء مدينة هارلم الهولندية خلال القرن التاسع عشر. غير أن احدا لا يعرف اسمه ولا هويّته على وجه التحديد.
ومن الواضح انه قصد استوديو الرسّام ذات يوم كي يرسمه بعد أن حضّر نفسه جيّدا وارتدى للمناسبة أغلى الثياب وأفخمها.
الملاحظة الأولى التي لا بدّ وأن تستوقف الناظر إلى اللوحة تتعلق بالعنوان. إذ أن عنوانها لا ينطبق على مضمونها.
فالفارس هنا لا يضحك بل يتبسّم. وابتسامته من ذلك النوع الذي لا يقاوم.
يقال بالمناسبة إنها إحدى أشهر الابتسامات في تاريخ الرسم. رغم أنها، ظاهريا، مستفزّة ولا تبعث على الارتياح.
هل ابتسامة ...