Posts

Showing posts from January 22, 2006

لوحـات عالميـة - 78

Image
جــاكــي الحـمــراء للفنان الأمـريكي انـدي وارهــول، 1964 اندي وارهول هو أحد رموز ما يعرف بالفنّ الشعبي الحديث. وقد ولد في ماساشوسيتس في العام 1928 لأبوين من اصل سلوفاكي، وأظهر موهبة فنية واضحة وهو ما يزال في سنّ مبكّرة. ُعني وارهول في البداية برسم المنتجات التجارية بغرض الترويج لها، وربّما كان افضل مثال على ذلك هو لوحته التي تروّج لعلب الكامبل سوب (Cambell Soup Cans). وسرعان ما حقّق وارهول المزيد من النجاحات واصبح الرسّام المفضّل لمجلات شهيرة مثل فوغ Vogue وغيرها.. وفي مستهلّ الستّينات من القرن الماضي بدأ وارهول في رسم لوحات لشخصيات مشهورة مثل مارلين مونرو و اليزابيث تايلور وغيرهما. وكان وارهول يركّز في أسلوبه الفني على إزالة الفوارق بين الفنّ التشكيلي والفنون التجارية التي تستخدمها المجلات والكتب الساخرة والحملات الإعلامية. وفي العام 1962 أسّس وارهول ما ُعرف باستديو "المصنع"، حيث استعان بالكثير من العمال ذوي المهارات الفنية لانتاج لوحات وملصقات بكميات كبيرة تروّج لسلع ومنتجات تجارية وأفلام سينمائية. وفي نهاية الستّينات تعرّض الفنان لمحاولة اغتيال على يد امرأة كانت...

لوحـات عالميـة - 77

Image
دون كيـشــوت للفنان الإسباني بابلـو بيكـاسـو، 1955 كان يعيش في إحدى قرى إسبانيا رجل هزيل الجسم شاحب اللون في الخمسينات من عمره. لم يكن لدى الرجل الكثير ليفعله، لذا فقد كان يمضي وقته في القراءة. وكان ضوء الشمعة الشاحب يملأ زوايا غرفته مشكّلا صورا واخيلة شبحية لعمالقة وتنّينات ضخمة. كانت الكتب التي أدمن دون كيشوت على قراءتها تتحدّث عن فرسان العصور الخوالي الذين كانوا يجوبون الأرياف والقرى بحثا عن مغامرة هنا أو هناك. ويوما بعد يوم، كان الأفق ينفتح أمامه كأنّما يدعوه للشروع هو الآخر في مغامرة. كان يعرف أنه هو نفسه يجب أن يصبح فارسا، فبدأ الترحال بحثا عن المغامرات التي يحلم بها. وفي محاولة لتفخيم نفسه كما يفعل الفرسان فقد أسمى نفسه: دون كيشوت دي لا مانش. رواية دون كيشوت للكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتيس اعتبرت على الدوام واحدة من افضل الروايات شعبية ورواجا في العالم. وقد ُجسّدت الرواية في اكثر من عمل سينمائي، لكن الأفلام المستقاة من الرواية لم تنصفها. ذلك أن تعقيد الشخصيات فيها والقصص العجيبة التي تزخر بها لا يمكن أن يحيط بها عمل سينمائي مهما بلغت درجة حرفيّته وتمكّنه. الرواية ...

لوحـات عالميـة - 76

Image
عـــيـــن للفنان الهولندي موريتـس ايشـر، 1946 يعتبر موريتس ايشر أحد ابرز فناني الغرافيكس في العالم، وله العديد من الأعمال الفنية التي تتناول ُبنىً وأشكالا يستحيل تصوّرها أحيانا، مثل الصعود والهبوط والنسبية وعالم التحوّلات والانتقال من عالم لاخر. هذه الأعمال حفظت لايشر مكانة عالمية باعتباره أحد ابرع فناني الغرافيكس والخدع البصرية على نحو خاص. ولد ايشر في هولندا وقضى بها معظم فترة شبابه. وكما هو الحال مع الكثير من العباقرة، فشل ايشر في اختبارات الثانوية، لكنه أبدى تفوّقا واضحا في كل ما له علاقة بالفن. وبتشجيع من أساتذته، بدأ في تلقي بعض الدروس الخاصة في المعمار والفن. وبحلول العام 1919 كان الفنان قد حقّق بعض النجاح والشهرة بفضل أعماله التي استخدم فيها القطع الخشبية كوسيط. وفي محاول للبحث عن الإلهام، رحل إلى ايطاليا، حيث تزوّج فيها ومكث اكثر من عشر سنوات رسم خلالها معظم أعماله الفنية المعروفة. وحتى اليوم، ما تزال لوحات موريتس ايشر تحظى بشعبية كبيرة، واهمّها، بل واشهرها على الأرجح، هي هذه اللوحة التي توفّر نموذجا ممتازا عن الأسلوب الذي اتبعه ايشر وأطلق عليه الانعكاس الكروي. إذ ر...

لوحـات عالميـة - 75

Image
بورتريه جينيفـرا دي بيـنشـي للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1478 كانت جينيفرا دي بينشي سليلة عائلة نبيلة من فلورنسا. وقد يكون البورتريه ُرسم للفتاة بمناسبة زواجها من لويجي نيكوليني في العام 1474م. وثمة إشارات كثيرة تؤكد بأن ليوناردو دافنشي رسم اللوحة بناءً على أمر من سفير البندقية في فلورنسا وهو صديق كان مقرّبا من المرأة ومعجبا بها. وقد عمد ليوناردو إلى استخدام يده بالإضافة إلى الفرشاة لمزج الألوان بطريقة تنتج حوافّ ناعمة ورقيقة. وفي البورتريه تظهر براعة الفنان في إضفاء جمال سماوي على ملامح المرأة. وهي هنا تنظر بكبرياء مشوب بقدر غير قليل من التكتّم والغموض على خلفية من أشجار معتمة وأجواء ضبابية. ولعل ابرز سمات هذا البورتريه هي طريقة الفنان في تمثيل الشعر المجعّد والبشرة الشاحبة، وهما سمتان كان دافنشي بارعا، على وجه الخصوص، في تمثيلهما في أعماله. ومثلما تقدّم، ولدت جينيفرا لعائلة ارستقراطية من فلورنسا وتزوّجت من نيكوليني وهي بعدُ في سنّ السادسة عشرة. ويعتقد على نطاق واسع أن البورتريه الأصلي كان أطول مما يبدو في الصورة، إذ جرى في مرحلة لاحقة قصّ الجزء السفلي من اللوحة ...

لوحـات عالميـة - 74

Image
يوم أحد في جزيـرة لاغـران جـات للفنان الفرنسي جـورج بيـير سـُـورا، 1886 تُعتبر هذه اللوحة إحدى اكثر الأعمال الفنية العالمية شهرةً وتميّزا منذ أن رسمها جورج سُورا في العام 1886، إلى أن انتهى بها المطاف أخيرا في معهد شيكاغو للفن. كان عمر سورا عندما أنجز اللوحة خمسة وعشرين عاما، ولم يعش بعد ذلك اكثر من سبع سنوات. وقد اتبع الفنان في رسم اللوحة تكنيكا فنيا مبتكرا. فالأشخاص منعزلون عن بعضهم البعض نفسيا، وعلى امتداد مساحة اللوحة يظهر عمّال ونساء ورجال وأطفال وحيوانات وجنود بالزي الرسمي. وليس في اللوحة ما يشي بملامح الأشخاص أو انطباعاتهم. فكل ما نراه هو أشكالهم التي يبدو كما لو أنها تجمّدت في مشهد ُقطع فجأة. سورا مزج في اللوحة بين العلم والفن، واستخدم الأشخاص ككتل لبناء اللوحة. والمشهد بعمومه يوحي بالعزلة، فالناس منعزلون عن بعضهم وعن جمال الطبيعة من حولهم. ولا يبدو الفنان مكترثا كثيرا بالارتباط الانفعالي والعاطفي بين شخوص لوحته، إذ كل واحد مشغول بنفسه. كما أن توظيف الفنان للنقط اللونية المبعثرة يكرّس الإحساس بالعزلة والاغتراب. وأجواء اللوحة ليست بعيدة عن حياة الفنان نفسه، فقد كان سورا شخصا ...