امـرأة تمسـك بمغـزل أمـام شمعـة
للفنان الهولندي آدم دي كـوسـتر، 1623
للفنان الهولندي آدم دي كـوسـتر، 1623
الكارافاجيّون مصطلح يُطلق على الرسّامين الذين اتّبعوا أسلوب كارافاجيو، رسّام عصر الباروك الايطاليّ في القرن السادس عشر.
وعلى الرغم من أن هذا الرسّام لم يؤسّس له ورشة أو محترفا مثل معظم الرسّامين في زمانه، ولم يكن له مدرسة تروّج لأسلوبه، إلا أن أثره على الرسّامين الذين أتوا بعده كان كبيرا بما لا يُقاس. وربّما لا يتفوّق عليه في النفوذ والتأثير سوى ميكيل انجيلو.
كان كارافاجيو مشهورا كثيرا في حياته بفضل استخدامه للأضواء الدراماتيكية المبهرة ورسم التباين بين الضوء والعتمة. ويقال انه لولاه لما ظهر رمبراندت ولا فيرمير، وأنه لولا تأثيره لكان فنّ مانيه وديلاكروا وكوربيه وغيرهم من الرسّامين مختلفا جدّا.
وفي بداية القرن السابع عشر، سافر العديد من الفنّانين الهولنديين إلى روما كي يتعلّموا أسلوب كارافاجيو ويكتسبوا شيئا من مهاراته الفنّية. وقد تأثّروا برسوماته ونقلوا في لوحاتهم تقنيات الظلال المنعكسة والوهج المكثّف التي تميّز بها.
وكان من بين هؤلاء غيريت فان هونثورست، وآدم دي كوستر الذي يُعتقد انه كان أكثرهم تأثّرا بكارافاجيو. ويقال أن دي كوستر ربّما كان قد سافر إلى ايطاليا وقابل كارافاجيو أو احد اتباعه على الأقلّ.
وقد عُرف دي كوستر بكونه رسّام مناظر ليلية واشتهر على وجه الخصوص في بلدان شمال أوربّا. وكانت مناظر الليل التي تضيئها الشموع مع خلفية مظلمة رائجة بكثرة آنذاك.
والسجلات التي تعود إلى تلك الفترة تؤكّد أن دي كوستر كان عضوا في حلقة من الرسّامين الهولنديين، وكان فان دايك أهمّهم وأشهرهم. ورسومات هؤلاء كانت ذات قيمة كبيرة في عصرهم وزادت شعبيّتها وقيمتها أكثر مع مرور الزمن.
في هذه اللوحة، يرسم دي كوستر امرأة شابّة تقف في ما يشبه الغرفة وتنظر إلى المتلقّي. وهي ترتدي فستانا بلونين احمر وابيض، مع غطاء رأس كبير ومخطّط، وحزام من الحرير الملفوف حول خصرها، وأحمر شفاه. كما أنها تمسك في يدها اليمنى مغزلا قديما وفي اليسرى شمعة. والشمعة هي مصدر الإنارة الوحيد. وضوؤها ينعكس على وجه المرأة ويكشف عن ملامحها والتفاصيل المزخرفة في ثوبها وغطاء رأسها.
لا تحمل هذه اللوحة تاريخا كما أنها تخلو من أيّ توقيع. وطوال تاريخها كانت تُعزى لرسّامين متعدّدين، من بينهم ماثياس ستومر وغيريت فان هونثورست. لكنها اليوم تُنسب لدي كوستر الذي لم يترك توقيعا على أيّ من لوحاته. ويقال أن الصورة ظلّت في مجموعة خاصّة في باليرمو بإيطاليا منذ القرن السابع عشر وحتى القرن العشرين.
وقد بيعت اللوحة مؤخّرا في مزاد سوثبي بمبلغ خمسة ملايين دولار. وكانت قد أنزلت إلى الأسواق في مطلع التسعينات.
اسم دي كوستر نفسه غير معروف حتى لأكثر خبراء الفنّ درايةً. لكن أسلوبه الخاصّ أصبح مميّزا. وفي زمانه، لكي تكون رسّاما معروفا، يتوجّب عليك إنتاج الكثير من اللوحات. ودي كوستر لم يكن من هذا النوع من الرسّامين. لكن لو أنه لم يكن رسّاما مهمّا، لما قام فان دايك برسم بورتريه خاصّ له، مع انه فُقد في ما بعد.
ولد آدم دي كوستر في ميشلين بهولندا عام 1586م. والتفاصيل المتوفّرة عن حياته قليلة، لكن يُعرف انه لم يكن له تلاميذ معروفون. وبحلول عام 1630، كانت سمعته قد تكرّست في أرجاء أوربّا كرسّام للمناظر الليلية. ومواضيع لوحاته عموما هي نفس مواضيع كارافاجيو وأتباعه، أي أنه كان مهتمّا برسم لاعبي الورق وقارئي الحظ والحفلات الموسيقية وما إلى ذلك.
زار دي كوستر هامبورغ وإيطاليا، مع انه نادرا ما خرج من انتويرب. وبعد وفاته في مايو من عام 1643، نسيه معظم الناس وأصبحت صوره تُعزى لآخرين.
لكن مؤرّخ فنّ انجليزيّا يُدعى بنيديكت نيكولسون نهض منذ ستّينات القرن الماضي بمهمّة البحث عن أعمال الرسّام وتوثيقها. ثم أثبت نسبة العديد من اللوحات له، ومنها هذه اللوحة، بالإضافة إلى لوحة أخرى بعنوان الموسيقيّون الثلاثة ، وفيها يصوّر ثلاثة مطربين، رجلين وامرأة، وهم يغنّون من نوتة موسيقية واحدة أمام ستارة حمراء مع مصدر ضوء يأتي من خارج اللوحة.
وعلى الرغم من أن هذا الرسّام لم يؤسّس له ورشة أو محترفا مثل معظم الرسّامين في زمانه، ولم يكن له مدرسة تروّج لأسلوبه، إلا أن أثره على الرسّامين الذين أتوا بعده كان كبيرا بما لا يُقاس. وربّما لا يتفوّق عليه في النفوذ والتأثير سوى ميكيل انجيلو.
كان كارافاجيو مشهورا كثيرا في حياته بفضل استخدامه للأضواء الدراماتيكية المبهرة ورسم التباين بين الضوء والعتمة. ويقال انه لولاه لما ظهر رمبراندت ولا فيرمير، وأنه لولا تأثيره لكان فنّ مانيه وديلاكروا وكوربيه وغيرهم من الرسّامين مختلفا جدّا.
وفي بداية القرن السابع عشر، سافر العديد من الفنّانين الهولنديين إلى روما كي يتعلّموا أسلوب كارافاجيو ويكتسبوا شيئا من مهاراته الفنّية. وقد تأثّروا برسوماته ونقلوا في لوحاتهم تقنيات الظلال المنعكسة والوهج المكثّف التي تميّز بها.
وكان من بين هؤلاء غيريت فان هونثورست، وآدم دي كوستر الذي يُعتقد انه كان أكثرهم تأثّرا بكارافاجيو. ويقال أن دي كوستر ربّما كان قد سافر إلى ايطاليا وقابل كارافاجيو أو احد اتباعه على الأقلّ.
وقد عُرف دي كوستر بكونه رسّام مناظر ليلية واشتهر على وجه الخصوص في بلدان شمال أوربّا. وكانت مناظر الليل التي تضيئها الشموع مع خلفية مظلمة رائجة بكثرة آنذاك.
والسجلات التي تعود إلى تلك الفترة تؤكّد أن دي كوستر كان عضوا في حلقة من الرسّامين الهولنديين، وكان فان دايك أهمّهم وأشهرهم. ورسومات هؤلاء كانت ذات قيمة كبيرة في عصرهم وزادت شعبيّتها وقيمتها أكثر مع مرور الزمن.
في هذه اللوحة، يرسم دي كوستر امرأة شابّة تقف في ما يشبه الغرفة وتنظر إلى المتلقّي. وهي ترتدي فستانا بلونين احمر وابيض، مع غطاء رأس كبير ومخطّط، وحزام من الحرير الملفوف حول خصرها، وأحمر شفاه. كما أنها تمسك في يدها اليمنى مغزلا قديما وفي اليسرى شمعة. والشمعة هي مصدر الإنارة الوحيد. وضوؤها ينعكس على وجه المرأة ويكشف عن ملامحها والتفاصيل المزخرفة في ثوبها وغطاء رأسها.
لا تحمل هذه اللوحة تاريخا كما أنها تخلو من أيّ توقيع. وطوال تاريخها كانت تُعزى لرسّامين متعدّدين، من بينهم ماثياس ستومر وغيريت فان هونثورست. لكنها اليوم تُنسب لدي كوستر الذي لم يترك توقيعا على أيّ من لوحاته. ويقال أن الصورة ظلّت في مجموعة خاصّة في باليرمو بإيطاليا منذ القرن السابع عشر وحتى القرن العشرين.
وقد بيعت اللوحة مؤخّرا في مزاد سوثبي بمبلغ خمسة ملايين دولار. وكانت قد أنزلت إلى الأسواق في مطلع التسعينات.
اسم دي كوستر نفسه غير معروف حتى لأكثر خبراء الفنّ درايةً. لكن أسلوبه الخاصّ أصبح مميّزا. وفي زمانه، لكي تكون رسّاما معروفا، يتوجّب عليك إنتاج الكثير من اللوحات. ودي كوستر لم يكن من هذا النوع من الرسّامين. لكن لو أنه لم يكن رسّاما مهمّا، لما قام فان دايك برسم بورتريه خاصّ له، مع انه فُقد في ما بعد.
ولد آدم دي كوستر في ميشلين بهولندا عام 1586م. والتفاصيل المتوفّرة عن حياته قليلة، لكن يُعرف انه لم يكن له تلاميذ معروفون. وبحلول عام 1630، كانت سمعته قد تكرّست في أرجاء أوربّا كرسّام للمناظر الليلية. ومواضيع لوحاته عموما هي نفس مواضيع كارافاجيو وأتباعه، أي أنه كان مهتمّا برسم لاعبي الورق وقارئي الحظ والحفلات الموسيقية وما إلى ذلك.
زار دي كوستر هامبورغ وإيطاليا، مع انه نادرا ما خرج من انتويرب. وبعد وفاته في مايو من عام 1643، نسيه معظم الناس وأصبحت صوره تُعزى لآخرين.
لكن مؤرّخ فنّ انجليزيّا يُدعى بنيديكت نيكولسون نهض منذ ستّينات القرن الماضي بمهمّة البحث عن أعمال الرسّام وتوثيقها. ثم أثبت نسبة العديد من اللوحات له، ومنها هذه اللوحة، بالإضافة إلى لوحة أخرى بعنوان الموسيقيّون الثلاثة ، وفيها يصوّر ثلاثة مطربين، رجلين وامرأة، وهم يغنّون من نوتة موسيقية واحدة أمام ستارة حمراء مع مصدر ضوء يأتي من خارج اللوحة.