Wednesday, May 03, 2006

لوحـات عالميـة - 94


شـرفـة على شاطـئ سينـت آدريـس
للفنان الفرنسي كـلـود مـونيـه، 1867

لوحة جميلة أخرى لـ كلود مونيه رسمها في العام 1867 أثناء إقامته الممتدّة في منطقة سينت آدريس، يصوّر فيها انطباعه صباح يوم صيفي دافئ.
هنا أيضا يظهر اهتمام مونيه بتأثيرات الضوء والجوّ الخارجي.
عندما كان مونيه يعكف على رسم اللوحة كان ما يزال يعاني من الفقر المدقع. لكنه كان يظهر قدرة كبيرة على مواجهة الصعاب والتكيّف مع الظروف.
اللوحة تصوّر منظراً لشرفة على شاطئ البحر وفيها يظهر أربعة أشخاص. في خلفية المشهد يبدو شقيق الفنان وشقيقته وهما جالسان على ارض الشرفة يتأمّلان البحر أمامهما.
وفي مقدّمة اللوحة تقف ابنة عمّ الرسّام مرتديةً ملابس فاتحة اللون وهي تتحدّث إلى رجل يعتمر قبّعة طويلة.
والمشهد بعمومه يعكس أجواء العطلة في منطقة سينت آدريس وينقل إحساساً بالهدوء وجمال الطبيعة.
في اللوحة أيضا يبدو افتتان مونيه بالضوء، والحقيقة أن هذا ملمح يكاد يطغى على جميع لوحاته.
ظلّ مونيه يرسم بدأب ونشاط معظم حياته. لكن في عام 1908 توقّف عن مزاولة الرسم بعد أن أصيب بمرض في عينيه.
الحدائق العامرة بجداول الماء وأزهار السوسن والجسور اليابانية كانت ثيمة ثابتة في معظم أعمال مونيه، كما خصّص بعض لوحاته لرسم حديقة منزله. واستمرّ بعض الفنانين إلى اليوم يرسمون مناظر للطبيعة، وللحدائق خاصّة، مستعيرين ألوان مونيه القشيبة وأسلوبه البديع والمتفرّد.

Tuesday, May 02, 2006

لوحـات عالميـة - 93


مـذبحــة الأبــريــاء
للفنان الهولندي بيتـر بـول روبنــز، 1612

تعتبر هذه اللوحة رابع أغلى لوحة في العالم، إذ ابتاعها زبون مجهول بمبلغ سبعة وسبعين مليون دولار في مزاد سوذبي اللندني قبل أربع سنوات.
موضوع اللوحة مستمدّ من حادثة تاريخية ورد ذكرها في الإنجيل، وإن بشكل عابر.
إذ تروي بعض المصادر التاريخية أن هيرود الروماني ملك يهوذا أمر جنوده بذبح كافة الأطفال المولودين في بيت لحم في ذلك الوقت خوفا من أن يكون أحدهم هو المسيح الذي سينازعه الحكم ويؤلّب عليه الناس.
وقد فعل هيرود هذا بعد أن ابلغه جماعة من السحرة قدموا من بلاد فارس انهم رأوا نجما في الأفق الشرقي يشير إلى قرب ولادة نبيّ اليهود المنتظر.
ُرسمت اللوحة في ما بين عامي 1609 و 1611 ، وهي عبارة عن كتلة مضطربة من الدم والمعاناة والوحشية والألم.
في اللوحة نرى جنود هيرود المسلّحين بالسيوف والخناجر وهم منهمكون في ذبح الأطفال وسط استماتة أمهاتهم في الدفاع عنهم ومحاولة استنقاذهم من القتل.
وقد بذل روبنز جهدا كبيرا في تصوير المشهد بتفاصيله الكثيرة وبما يفرضه من تعامل مع تشكيلات مركّبة وانفعالات عديدة ومتباينة تتراوح ما بين الحزن والعنف واليأس والصدمة.
وفي ما بعد استعار بيكاسو من "مذبحة الأبرياء" مشهد المرأة التي تحتضن طفلها لحمايته من القتل وضمّنها لوحته الذائعة الصيت غورنيكا التي تصوّر هي الأخرى همجية الحرب وبشاعتها.
يرى بعض النقاد أن روبنز كان داعية سلام وكارها للحروب، يشهد على ذلك مشاركته في مفاوضات السلام بين اسبانيا وبريطانيا في ذلك الحين. ويرجّح أن يكون قد رسم اللوحة مستذكرا ما حدث منذ سنوات قليلة قبل ذلك في مدينته انتورب عندما لقي حوالي سبعة آلاف شخص حتفهم في عمليات قتل واغتصاب ونهب واسعة النطاق.
روبنز كان أحد اشهر فناني الباروك وقد تتلمذ على كبار الفنانين الإيطاليين أمثال رافائيل ومايكل انجيلو ودافنشي. وبالإضافة إلى شهرته كفنان تشكيلي، كان روبنز مهندسا معماريا بارعا وديبلوماسيا محنّكا. وقد ُعرفت لوحاته بضخامة حجمها وبألوانها الزاهية وعمقها العاطفي والانفعالي.
ولد بيتر بول روبنز في المانيا قبل أن تعود عائلته إلى مدينتهم انتورب حيث تعلّم هناك الرّسم منذ صغره. وفي العام 1600 رحل إلى إيطاليا حيث درس فيها الفن وأصاب الكثير من الشهرة وحظي برعاية بعض الأمراء والأعيان.
لوحات روبنز تتّسم بالضخامة والتنوّع والثراء. وهي اليوم موجودة في اشهر المتاحف العالمية.

Sunday, April 23, 2006

لوحـات عالميـة - 92


بـورتــريه شخـصــي
للفنان الهولندي فنسنـت فــان غــوخ، 1889

في السنوات الأخيرة من حياته اصبح فان غوخ يهتمّ برسم بورتريهات لنفسه.
وربّما تأثّر في تلك الخطوة بـ رمبراندت الذي رسم اكثر من مائة بورتريه لنفسه حاول من خلالها تصوير المراحل المهمّة في حياته. وهناك اكثر من ثلاثين بورتريه صوّر فيها فان غوخ نفسه في أوضاع وأمزجة شتّى.
وقد رسم فان غوخ معظم هذه البورتريهات خلال عامين فقط. وهي تكشف عن شخص كان في حالة صراع دائم مع الحياة وربّما كان يبحث من خلال تلك الرسومات عن إجابات لأسئلة كانت تؤرّقه وتثقل على عقله.
وتتفاوت الانفعالات التي ضمّنها تلك البورتريهات من الحيرة إلى الصدمة ومن الشعور النسبي بالطمأنينة إلى الإحساس بالتشوّش والارتباك.
في هذا البورتريه الجميل والمعبّر الذي أنجزه فان غوخ أثناء إقامته في سان ريمي عام 1889 ، يبدو الفنان هادئا ومسترخيا ظاهريا، لكن ملامحه ونظراته تشي بقلق داخلي.
يغلب على هذا البورتريه اللون الأزرق وقد رسم الفنان خلفية متموّجة استخدم فيها خطوطا حلزونية وملتفّة لإضفاء حركية وديناميكية على اللوحة، لكن طريقته في استخدام الفرشاة هنا تعبّر عن قدر كبير من العصبيّة والتوتّر.
الملمح الأهم في بورتريهات فان غوخ عن نفسه هي قوّتها التعبيرية الهائلة كما تنطق بها الملامح والعينان بشكل خاص.
وفان غوخ، شانه شأن رمبراندت وغيره من فنّاني البورتريه الكبار، لم يكن يهتم كثيرا بتمثيل مظهره الخارجي بل بإظهار انفعالاته الداخلية. وكان يفعل ذلك بمنتهى البراعة والصدق.
في السنوات الأخيرة من حياته، رسم فان غوخ أشهر لوحاته على الإطلاق. وقد أمكن التعرّف على الكثير من تفاصيل حياته وجوانب فنّه بفضل السجلّ الضّخم من الرسائل التي بعثها إلى شقيقه ثيـو.

موضوع ذو صلة: كرسيّ

Wednesday, April 19, 2006

لوحـات عالميـة - 91

شـارع فـي بريتـانـي
للفنان البريطاني ستانهـوب فوربـس، 1881

تُعتبر هذه اللوحة أشهر لوحات ستانهوب فوربس، وهي أحد الأعمال الفنّية المفضّلة لدى الكثيرين. كما أنها هي التي أدّت إلى ذيوع اسم صاحبها كرسّام مرموق. هو نفسه وَصف نجاحها ذات مرّة بأنه نقطة تحوّل رئيسية في حياته.
وعندما عُرضت للمرّة الأولى في الأكاديمية الملكية عام 1882م، لقيت نجاحا كبيرا واستُقبلت استقبالا حسنا، ثمّ بيعت في نفس السنة إلى غاليري ووكر للفنّ في ليفربول.
رسم فوربس هذه اللوحة عام 1881 أثناء إقامته في كانكال عاصمة مقاطعة بريتاني الفرنسية. وفيها يصوّر شارعا، أو بالأحرى زقاقا صغيرا، يصطفّ على جانبيه عدد من النساء والفتيات المنهمكات في صنع وتجهيز المكانس وأدوات الجلي المنزلية.
كان الفنّان غالبا يرسم مناظر طبيعية وأنشطة من الحياة اليومية. ولوحاته تعكس حبّه للحياة وتعاطفه مع الإنسان وتماهيه مع الناس الذين كان يرسمهم.
وأثناء إقامته في فرنسا، زار فوربس مقاطعة بريتاني ورسم فيها مناظر في الهواء الطلق. وفي بريتاني أيضا استطاع أن يجد كلّ ما كان يرغب به من أناس بسطاء وتقاليد متوارثة ولغة قديمة وأسلوب حياة محافظ.
كان الرسّام منشدّا بقوّة إلى طبيعة الحياة في الريف، وكان يرسم بطريقة بسيطة وشفّافة كلّ ما كانت تقع عليه عيناه. وقد اخذ عليه البعض انعدام الرؤى والأحلام في أعماله، بالرغم من أنها تروق لكلّ شخص تقريبا ببساطتها وصدقها.
في بريتاني، سكن فوربس في نفس هذا الزقاق الظاهر في اللوحة، واسمه اليوم ريو كتشينر. وقد صادفته نفس المشاكل التي تواجه عادة رسّامي المناظر الطبيعية، مثل تغيّر ضوء الشمس والرياح والأتربة والناس المتطفّلين.
الموديل في اللوحة فتاة من هذه البلدة اسمها "ديزيريه" كانت تعمل في الفندق الذي يقيم فيه، لكنها طُردت منه بعد اتهامها بالسرقة. وقد طلب منها الفنّان أن تجلس أمامه لكي يرسمها مقابل اجر يوميّ ووافقت.
وبعد أن فرغ من رسم اللوحة، أبدى ارتياحه لها، لكنه كان متخوّفا من أن لا تعجب النقّاد في انجلترا. كان في ذهنه أن الفتاة في مقدّمة اللوحة ليست متناسبة في الحجم مع بقيّة الأشخاص في الزقاق، كما أن آثار ضربات الفرشاة واضحة أكثر من اللازم.
غير أن اللوحة أصبحت محطّ إعجاب النقّاد آنذاك وإن كان بعضهم عاب عليها ضعف تمثيل الظلال وغلبة اللون الأزرق على البناء العام للوحة، لدرجة أن بعضهم قال إن فوربس كان ينظر إلى الطبيعة بنظّارات زرقاء.
ولد ستانهوب فوربس في دبلن عام 1857 لأب آيرلنديّ وأمّ فرنسية. وعندما انتقلت عائلته إلى انجلترا عام 1878، درس الرسم في الأكاديمية الملكية التي كانت تحت إدارة الرسّامين فريدريك ليتون وجون ميليه. ثمّ سافر بعد ذلك إلى فرنسا وقضى فيها سنتين تتلمذ خلالهما على يد كلّ من ليون بونا وجول باستيان ليباج الذي اشتُهر بلوحاته التي تصوّر مشاهد من الريف وحياة الفلاحين.
في عام 1915 تزوّج فوربس من رسّامة زميلة تُدعى اليزابيث ارمسترونغ. وبعد أن اكتشف أن صوره ليس لها شعبية في انجلترا، انتقل هو وزوجته عام 1884 إلى بلدة صغيرة في كورنوول بعد أن جذبه اعتدال هوائها ونوعية الضوء والبيئة المشهدية فيها.
وهناك افتتح الاثنان مدرسة للرسم اشتهرت في ما بعد باسم "مدرسة نيولين" وأصبح فوربس الشخصية الأولى فيها. وقد دفعته موهبته الفنّية وقوّة شخصيّته إلى أن يُشرك معه رسّامين آخرين في المدرسة.
في عام 1912 توفّيت زوجته اليزابيث، وبعد وفاتها تزوّج مرّة أخرى من تلميذته السابقة مودي بالمر التي كانت تعمل مساعدة لعائلته. ثم قُتل ابنه الوحيد عام 1916 في إحدى معارك الحرب العالمية الأولى.
عمل ستانهوب فوربس محاضرا لبعض الوقت في الأكاديمية الملكية، واستمرّ يرسم بقيّة حياته التي امتدّت تسعين عاما وإلى أن توفّي في مارس من عام 1947.

Tuesday, April 11, 2006

لوحـات عالميـة - 90


راقـصـون في بـوجيفــال
للفنان الفرنسي بييـر رينـوار، 1883

يعتبر رينوار أحد اكثر الرسامين الانطباعيين شعبية وشهرة. وتحتشد لوحاته بصور الأطفال والنساء ومناظر الطبيعة الخلابة.
وبخلاف غالبية الفنانين الانطباعيين، لم يركّز رينوار على رسم المناظر الطبيعية فقط، بل أنجز لوحات عديدة تظهر الناس في لحظات انسهم وصفائهم.
في لوحاته الأولى يبدو جليا تأثّر رينوار بـ اوجين ديلاكروا، غير انه تأثّر اكثر بصديقه الحميم كلود مونيه الذي ابتكر معه المدرسة الانطباعية في الرسم.
وقد رسم الاثنان معا في البداية، ويصعب أحيانا تمييز أعمال كل منهما عن الآخر خاصة في مراحلهما المبكّرة.
عرف عن رينوار براعته في الحديث ووفاؤه لأصدقائه وعائلته، واشتهر عنه قوله: إذا لم يتضمّن الفن عنصر المتعة فمن الأفضل للفنان أن يمتهن وظيفة أخرى.
ومشاهد لوحاته العامرة بأجواء السعادة والأضواء المبهرة والحسية الدافئة جعلها من بين اكثر الأعمال الفنية شعبية واستنساخا في تاريخ الفن.
راقصو بوجيفال هي من بين أجمل لوحات رينوار وأكثرها احتفاء. وتصوّر اللوحة رجلا يراقص امرأة بمنتجع بوجيفال الباريسي. أما الأشخاص في الخلفية فهم مجموعة تنتمي إلى مستويات اجتماعية مختلفة بينهم فنانون وتجار وأدباء.
والمرأة التي استخدمها الفنان كموديل في اللوحة هي سوزان فالادون، وهي سيدة مثقفة كانت تتمتّع بجمال باهر وكانت حديث أوساط الثقافة والفن وقتذاك، كما ربطتها برينوار أحوال صداقة وعشق.
في اللوحة يبدو واضحا تناغم الخطوط وجمال الألوان ودفء المشهد وآنيّته، وكلها عناصر استخدمها الفنان لتصوير سعادة الناس ورضاهم عن الحياة.
كان رينوار يركّز في لوحاته على القيم الزخرفية والمتعة البصرية، ومنذ البدايات فهم الرسم على انه وسيلة لمنح الإحساس بالسعادة وابراز مواطن الجمال في الطبيعة وفي الحياة. وكان ينفر دائما من فكرة توظيف الفن لأغراض سياسية أو أيديولوجية.
راقصو بوجيفال عمل فني متميّز جدا يجمع بين الحميمية والرومانسية، وقد طافت اللوحة على اكبر متاحف العالم إلى أن استقرّت منذ سنوات في متحف بوسطن للفنون التشكيلية.

Sunday, April 02, 2006

لوحـات عالميـة - 89


عصــر غــامــض
للفنان اليوناني جيـورجيـو دي كيـريكــو، 1914

في هذه اللوحة المشهورة، يحاول الفنان دي كيريكو ابتداع لغة مرئية عن عبثية الوجود وهشاشة الحياة وغموض المصير.
وقد استخدم الرسّام في اللوحة المنظور المائل والطويل والفراغات الكبيرة والظلال السوداء والممتدّة، ولجأ إلى تصغير الأشخاص وجعلهم يتوارون في خلفية المشهد. كما وظّف الأشكال والأجسام خارج سياقاتها الطبيعية من اجل خلق أجواء من الغموض والعزلة والترقّب.
ارتبط اسم دي كيريكو بمفهوم الرسم الميتافيزيقي. وتغلب على لوحاته مشاهد لأماكن مقفرة ومهجورة ودخان غامض وعربات أشبه ما تكون بالتوابيت، وذلك لتكثيف الشعور بعالم الماورائيات والغيب.
يقول بعض النقّاد إن لوحات دي كيريكو أسهمت بشكل كبير في نشوء السوريالية. وقد قرأ السورياليون لوحاته من منظور فرويدي في الغالب ووظّفوا في أعمالهم بعض الثيمات التي استخدمها في لوحاته كالجوّ السكوني والصمت المطبق والتماثيل والأعمدة القديمة والأضواء الخفيّة التي تبعث في النفس إحساسا بالتوجّس والرهبة.
ولد دي كيريكو (أو تشيريكو كما ينطق اسمه أحيانا) في اليونان لأبوين ايطاليين. لكنه عاش الجزء الأكبر من حياته في إيطاليا. وقد كان قارئا نهما للفلسفة وتأثّر كثيرا بأفكار نيتشه الذي كان يرى في كل شئ محسوس معنى خفيّا. كما تأثّر بفلسفة شوبنهاور الذي دعا الإنسان لأن يكتشف الجوهر الحقيقي للأشياء وذلك بعزل نفسه عن العالم كي يبدع أفكارا خلاقة وخالدة.
علاقة دي كيريكو الوثيقة باليونان القديمة وبالثقافة الهيلينية تزاوجت مع تقديره وشغفه بالفنّ الكلاسيكي الايطالي. وكان للأساطير الإغريقية تأثير عظيم عليه خاصّة في مستهلّ حياته، حيث رسم العمالقة ومخلوقات القنطور وآلهة الأوليمب. وبعض لوحاته المبكّرة رسم فيها مناظر للخيول التي سبق وأن رآها في مسقط رأسه باليونان. وفي ما بعد، تكرّرت صور الخيول في أعماله ومن بينها منحوتة برونزية صوّر فيها منظرا لخيول قديمة تقف في البرّية.
عندما زار دي كيريكو باريس سنة 1911 لم ينجذب للتكعيبية أو التجريدية اللتين كانتا في حالة صعود آنذاك. وقد نالت أعماله التي عرضها هناك بعض الثناء من شخصيات بارزة مثل الشاعر ابولينير الذي وصف دي كيريكو بأنه "عدوّ الأشجار وصديق التماثيل".
أهم ملمح في هذه اللوحة هو المنظور الذي استخدمه الرسّام كأداة فلسفية وشعرية وانفعالية. وهناك أيضا العلاقة بين الفضاءات حيث الأبنية والتماثيل والأشخاص منفصلة تماما عن بعضها البعض وعن الواقع، وتعطي شعورا باللانهائية وانعدام الإحساس بالزمن.
"غموض العصر" ليست منظرا طبيعيا بل صورة ذهنية عبّر الفنّان من خلالها، وباستخدام التجريد والمجاز، عن قلق الإنسان وخواء الحياة.
من أشهر لوحات الرسّام الأخرى أغنية الحبّ التي يقال بأنها مهدّت لظهور المدرسة السوريالية في الفنّ.