Sunday, December 01, 2013

لوحات عالميـة – 336

تمثـال هيـرمـافـرودايـت النـائمـة
القرن الثاني الميلادي

في الأساطير اليونانية، كان هيرمافرودايت ابنا لهيرميس وأفرودايت. وقد امتزج جسده بجسد سالميسيس حورية الماء فأنتجا مخلوقا خنثويّا "أي نصفه ذكر ونصفه الآخر أنثى" هو هيرمافرودايت.
أفرودايت كان لها قصص حبّ عديدة مع الآلهة. فقد تزوّجت من هيفيستوس إله النار والمعادن، ولكنها في ما بعد ضُبطت متلبّسة بالنوم مع آريس إله الحرب. وكانت قائمة عشّاقها تتضمّن كلا من ديونيسوس "أو باخوس" إله الخمر وهيرميس إله السفر والتجارة الذي أنجبت منه هيرمافرودايت.
في هذا التمثال الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، نرى هذا الكائن ذا المظهر الأنثوي، أي هيرمافرودايت، وهو مستند إلى أريكة ومستغرق في نوم عميق. وضع الاستلقاء هذا مقتبس إلى حدّ ما من الصور القديمة المرسومة لفينوس ولغيرها من الإناث العاريات. الأرداف المكشوفة والوركان المستديران تدعونا لنتجوّل حولها ونلمح جانبا من جمالها.
عندما تنظر إلى التمثال من الخلف، ستظنّ انك أمام شخصية امرأة. لكن هذا الشعور سرعان ما يتبدّد عندما تنظر إلى التمثال من الأمام وتلمح عضوه الذكري.
طبيعة هيرمافرودايت المتشكّلة من مزيج من ملامح الذكر والأنثى كانت موضوعا شعبيّا في الفنّ منذ حوالي عام مائة قبل الميلاد. وفي حين أن الجسد المكشوف يوفّر للمتلقي فرصة للتلصّص واستراق النظر، فإن طبيعته الجنسية المختلطة تثير أسئلة معمّقة حول ماهيّة الرغبة والإثارة وتشير إلى الازدواجية الجنسية والاتحاد المقدّس بين الرجل والمرأة.
عُثر على هذا التمثال عام 1608 عندما كان عمّال يحفرون لوضع أساسات كنيسة سانتا ماريا ديلا فيتوريا في روما. وهو نسخة رومانية من تمثال إغريقي من البرونز يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد. وعندما علم الكاردينال سيبيوني بورغيزي ابن شقيق البابا بولس الخامس بهذا الاكتشاف، ذهب إلى موقع الحفر وأمر بجلب التمثال إلى بيته في فيللا بورغيزي حيث خصّص له هناك غرفة خاصّة على مقاسه.
وبعد سنوات، عهد بورغيزي إلى النحّات المشهور جيان لورنزو بيرنيني بمهمّة نحت فراش نوم من الرخام للتمثال. الفراش الوثير الذي نحته بيرنيني كي تنام عليه الخنثى العارية واقعيّ جدّا، لدرجة أن زوّار متحف اللوفر، حيث يوجد التمثال اليوم، يتفحّصون الفراش بأيديهم ظنّا منهم انه مصنوع من الحرير الطبيعي.
وفي عام 1807، اشترى هذا التمثال مع العديد من القطع الأخرى من مجموعة بورغيزي النبيل برينسيبي كاميلو بورغيزي الذي كان متزوّجا من بولين بونابرت. ثم نُقل التمثال إلى متحف اللوفر حيث ظلّ هناك حتى اليوم. وفي عام 1863، ألهم التمثال الشاعر والمسرحيّ الانجليزي تشارلز سوينبيرن كتابة قصيدة مشهورة بعنوان هيرمافرودايت.
في الأساطير اليونانية لم تُعط هيرمافرودايت الكثير من الأهمية حتى الحقبة الهلنستية. ويُرجّح أن فكرة هذه الكائنات ذات الخصائص الذكورية والأنثوية المختلطة جاءت إلى الإغريق من الشرق عن طريق قبرص.
المعروف أن اوفيد هو أوّل من أشار إلى هيرمافرودايت في كتابه "التحوّلات"، إذ يحكي قصّة الحورية سالميسيس مع الشابّ الجميل الذي وقعت في حبّه. ثم يذكر انه كان لهذه الحورية نافورة ذات تأثير سحريّ رهيب تقع بالقرب من ضريح هاليكارناسوس في عاصمة كاريا في آسيا الصغرى. ويقال إن كلّ من يشرب من ماء النافورة يصبح ضعيفا ويتحوّل مع مرور الأيام إلى خنثى. ويبدو أن اوفيد يجعل سبب الخنوثة كامنا في الماء أو الهواء، في حين يذهب المؤرّخ سترابو الذي أتى في ما بعد إلى أن سببها يُعزى إلى الغنى الفاحش أو طريقة العيش.
العالِم فيتروفيوس ، الذي جاء في مرحلة تالية، سعى لتصحيح هذا الخطأ. وهو يروي كيف أن المستوطنين الإغريق في كاريا أسّسوا تجارة بالقرب من النافورة التي كانت معروفة بنقاء مياهها. ثمّ وفدت إلى تلك المنطقة قبائل بدائية. وتدريجيا فقدَ أفراد تلك القبائل أساليبهم الفظّة والمتوحّشة. ومن هنا اكتسبت هذه المياه سمعتها الغريبة، ليس لأنها تتسبّب في الخنوثة أو فقدان العفّة، وإنّما لأنها خفّفت من الطبيعة المتوحّشة لأولئك البرابرة.
وفي عام 1995، اكتُشفت قصيدة رثائية باليونانية تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد. وهي تعرض وجهة نظر مختلفة عن الحورية والفتى العفيف اللذين ذكرهما اوفيد. فالحورية في القصيدة تصبح هي المربّية التي تعتني بالشاب وتروّض عقول الرجال الجامحين. كما أن نافورة سالميسيس لا تضعف الرجال وإنما تهذّب طباعهم كي يحترموا القيم العائلية للزواج.
التصاوير الفنّية لهيرمافرودايت تُعتبر أقدم من الأوصاف الأدبية. وبعض اللوحات والمنحوتات التي تعود للحقبة الهلنستية غالبا ما تصوّر وبطريقة هزلية مشاهد لآلهة الجبال والغابات وهي تتسلّل باتجاه ما تعتقد انه حورية نائمة، لتفاجأ في نهاية الأمر بعضوها الذكري المنتصب.
هناك اليوم تماثيل عديدة ومتناثرة حول العالم للخنثى العارية النائمة. ولكن نسخة متحف اللوفر تظلّ الأكثر شهرة. ويمتلك متحف بورغيزي في روما نسخة أخرى من هذا التمثال اقلّ شهرة عُثر عليها عام 1781. وهناك أيضا نسخة أخرى رومانية في متحف أوفيزي. وفي كلّ من متحف برادو في مدريد والمتروبوليتان في نيويورك نسخة من البرونز بالحجم الطبيعي للتمثال.

Wednesday, November 20, 2013

لوحات عالميـة – 335

رقـص في ملهـى المـولان دو غاليـت
للفنان الهولندي إيـزاك لازاروس إزرييـلـز، 1905

كانت باريس في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين العاصمة الثقافية للعالم الغربيّ. وبالإضافة إلى جمال طبيعتها وعظمة تاريخها، اشتهرت بأنها مدينة الفنّ بسبب احتضانها بعضا من أفضل وأشهر المتاحف والغاليريهات في العالم. ولهذا السبب اجتذبت باريس أجيالا من المثقّفين والأدباء والفنّانين من جميع أنحاء العالم. ومن أشهر هؤلاء كلّ من إرنست همنغواي وبابلو بيكاسو وفان غوخ وغيرهم ممّن قصدوا باريس ليزدهروا في أجواء الإبداع فيها ويتلقّوا منها الإلهام.
الرسّام الهولندي ايزاك إزرييلز كان، هو أيضا، احد الأشخاص الذين جاءوا إلى باريس وأقاموا فيها وعشقوا مطاعمها ومقاهيها وزحامها وصخبها. كان إزرييلز يشعر في باريس انه في بلده، لدرجة انه مكث فيها عشر سنوات كاملة وكان له محترفه الذي أقامه بالقرب من ضاحية مونمارتر المشهورة بحياة الليل وكثرة المطاعم والملاهي فيها.
كان إزرييلز يواظب على زيارة تلك الأماكن للتسلية أو الرسم. وكانت له عينان حسّاستان ترصدان التفاعل بين الأشخاص الذين كان يرسمهم بضربات فرشاته العريضة مضفيا عليهم أجواء من السعادة. ولأن المقاهي تقع في قلب الحياة الاجتماعية والثقافية لباريس، فقد كرّس الرسّام عددا من لوحاته لتصوير الناس الذين يؤمّونها والتفاعل في ما بينهم. وهذه اللوحة هي واحدة من سلسلة من اللوحات التي كُلّف الفنّان برسمها من قبل إحدى دور الموضة المشهورة آنذاك.
وفي اللوحة يظهر رجل وامرأة يجلسان قبالة بعضهما على طاولة في مقهى مشهور في المولان دو غاليت. إزرييلز يترك للناظر أن يخمّن فيم يتحدّث هذان الشخصان أو يفكّران. وفي الخلفية يظهر أشخاص يجلسون إلى طاولات أو يرقصون. لاحظ أن الفنّان استخدم اللون الأسود مخالفا الانطباعيين الفرنسيين الذي كانوا يتجنّبون استخدامه حتى في رسم الظلال.
كانت المقاهي توفّر وسطا مناسبا لاجتماع الفنّانين والأدباء. والكثيرون منهم استلهموا أفكارا ومواضيع لأعمالهم من بيئة وأجواء المقاهي. ومن أشهر من رسموها كلّ من إدغار ديغا وإدوار مانيه وفيليكس فالوتون وفان غوخ وجان بيرو وسواهم. وعندما تنظر إلى هذه اللوحات ستشعر بأجواء المقاهي وتخمّن نوعية الأحاديث والهمسات بين الأشخاص وتكاد تسمع أصوات الكؤوس والأواني على الموائد وحركات وإيماءات الناس الذين يجلسون ويتحرّكون في مختلف الاتجاهات رغم أنهم يبدون أحيانا بلا وجوه.
المعروف أن هذا المقهى بالذات، أي المولان دو غاليت، كان مكانا مفضّلا لكبار الرسّامين آنذاك مثل هنري تولوز لوتريك ورينوار وبيكاسو الذين كانوا يتردّدون عليه بانتظام.
كان إزرييلز في ذلك الوقت يحاكي زملاءه من الرسّامين في لندن وباريس الذين كانوا يتردّدون على صالات الرقص والمقاهي والمسارح ويجدون في مظاهر الحياة الحضرية المختلفة مواضيع تثير اهتمامهم وتحرّضهم على رسمها.
وأثناء إقامته في باريس، تعرّف الرسّام على إميل زولا ومالارميه وعلى الرسّامة بيرتا موريسو والرسّام اوديلون ريدون. ورغم انه بات مألوفا وصف أسلوبه بالانطباعي، إلا أن عمله كان شبيها بعمل سيزان من حيث تركيزه على بقع الألوان السميكة واستخدام الفراغات.
ولد ايزاك إزرييلز في لاهاي بهولندي في فبراير من عام 1865. وتعلّم الرسم على يد والده جوزيف إزرييلز الذي كان رسّاما مشهورا في زمانه. وكان الأب معروفا بأسلوبه الانطباعي. كما كان بيتهم مزارا للكتّاب والفنّانين والموسيقيين وجامعي الفنّ في لاهاي. وكان من بين ضيوفهم كلّ من ادوار مانيه وماكس ليبرمان وغيرهما.
وقد بدأ ايزاك تعليمه في الخارج عام 1878 بزيارة عائلية إلى باريس ستصبح في ما بعد حدثا سنويا. ثم انتظم في أكاديمية لاهاي للفنون، حيث عمّق مهاراته وقابل جورج برتينر الذي أصبح صديق عمره وزميله.
وقد اتبع الرسّام نموذج فان غوخ وسافر إلى بلجيكا وتجوّل في المناجم ودرس حياة العمّال فيها. ثم اظهر التزاما بتصوير مظاهر الحياة الحديثة. ولم يلبث أن تحوّل إلى شوارع امستردام ومقاهيها ونوادي الليل فيها مستلهما من أجوائها مواضيع للوحاته.
زار ايزاك إزرييلز برفقة والده كلا من اسبانيا وشمال أفريقيا عام 1893. وقد وفّرت لهما تلك الزيارة مصدر إلهام مهم. وعند عودته إلى امستردام رسم مجموعة من مناظر الطبيعة المفتوحة مع تركيز خاص على تأثير الضوء واللون.
الأعوام العشرة التي قضاها إزرييلز في باريس من عام 1903 إلى 1913 انتهت فجأة عندما دخلت أوربّا في حرب عالمية كارثية. وقد أمضى الرسّام العامّين الأوّلين من الحرب في لندن ثم انتقل إلى بيرن في سويسرا. وعندما انتهت الحرب عاد إلى لاهاي حيث استقرّ فيها نهائيا إلى حين وفاته في أكتوبر 1934م.

Thursday, November 14, 2013

لوحات عالميـة – 334

بـورتـريـه جنـدي ألمـانـي
للفنان الأمريكي مـارسـدن هـارتـلـي، 1914

يقال أن مارسدن هارتلي كان أوّل فنّان أمريكي يرسم لوحة تجريدية. ولم يحدث هذا في أمريكا بل في ألمانيا حيث كان يدرس الرسم. كان عمره آنذاك سبعة وثلاثين عاما.
وقد درس هارتلي الرسم في فرنسا أوّلا، حيث اطلع على أعمال سيزان وعلى الرسم التكعيبي. ثم ذهب إلى ميونيخ فـ درسدن وبرلين حيث تأثّر بكاندنسكي وماكس بيكمان وعرف عن كثب كلا من اوغست ماكا وفرانز مارك.
هذا البورتريه التجريديّ رسمه هارتلي عندما كان يقيم في ألمانيا عام 1913. وهو عبارة عن مرثيّة منه لصديقه المقرّب الليفتانت كولونيل الألماني كارل فون فريبورغ الذي قُتل في بدايات الحرب العالمية الأولى.
وبدلا من رسم صورة واقعية لصديقه، استخدم هارتلي الرموز المتصلة بهويّة فريبورغ وحياته الشخصية، ثم مزجها في قطع مثل أجزاء اللغز.
واللوحة تتضمّن مزجا بين التكعيبية والتعبيرية الألمانية من خلال ضربات الفرشاة الخشنة والاستخدام الدراماتيكي للألوان الساطعة.
وكان هارتلي قد أقام علاقة وثيقة مع الجنديّ القتيل. لكن موته في الحرب أصاب الرسّام بصدمة كبيرة. وفي ما بعد، عمد إلى إضفاء طابع مثاليّ على علاقتهما. ويبدو أن هارتلي لم يُشف أبدا من آثار موت صديقه. وهناك إشارات كثيرة إلى الجنديّ في العديد من أعمال الرسّام الأخرى.
هذه اللوحة تتألّف من عناصر من لباس الجندي القتيل كالميداليات والشارات العسكرية والصليب المعدني، الإضافة إلى أرقام ورموز وأعلام.
في أسفل اللوحة إلى اليسار، تظهر الأحرف الأولى من اسم فريبورغ، بالإضافة إلى رقم 24 أي عمره عندما قتل في المعركة، وفي الوسط يظهر رقم 4 أي رقم الفوج الذي كان يتبعه.
وفي أعلى اللوحة، تظهر أنماط من مربّعات بيضاء وسوداء تشبه لوح شطرنج، وهي اللعبة التي كان يفضّلها فريبورغ.
في اللوحة أيضا يعبّر هارتلي عن الفخامة العسكرية بإظهار النسيج المقصّب على كتف السترة العسكرية الخاصّة.
في ميونيخ، جمع الرسّام الفنّ الشعبي البافاري. وفي ذلك الوقت كان عمله مزيجا من التجريد والتعبيرية الألمانية المطعّمة بنسخته الشخصيّة والخاصّة من التصوّف.
والكثير من لوحاته التي رسمها في ألمانيا استلهمها من المواكب والمهرجانات العسكرية الألمانية الني كان يراها. لكن نظرته لهذا الموضوع تغيّرت بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، أي عندما لم تعد الحرب مسألة رومانسية وإنّما حقيقة مؤلمة.
أهمّ لوحات هارتلي رسمها في السنتين الأوليين من الحرب عندما كان يعيش في برلين. كانت المدينة تمتلئ بالعديد من الرسّامين الطليعيين من جميع أنحاء العالم. وخلال تلك الفترة، أنتج سلسلة رسوماته التجريدية التي تعكس، ليس فقط اشمئزازه من فظاعات الحرب، وإنما أيضا افتتانه بالقوّة وبالاستعراضات العسكرية التي رافقت الدمار الذي أحدثته الحرب.
ولد مارسدن هارتلي في يناير من عام 1877م في لويستونفيل بولاية مين الأمريكية التي كان والده الانجليزي قد استقرّ فيها. كان ترتيبه الأخير في عائلة من تسعة أطفال. وقد تلقّى دروسا في الرسم في معهد كليفلاند للفنّ بعد انتقال عائلته للعيش في اوهايو. ثم انتقل بعد ذلك إلى نيويورك حيث درس في مدرسة نيويورك للفنّ على يد الرسّام الكبير وليام ميريت تشيس.
وفي نيويورك، انجذب هارتلي إلى الفريد ستيغليتز ومجموعته من الفنّانين الطليعيين الذين كانوا يعرضون أعمالهم في غاليري ستيغليتز.
وقد قام الرسّام بعدّة رحلات إلى أوربّا. ثم قضى وقتا في المكسيك وفي برمودا، قبل أن يعود مجدّدا إلى مسقط رأسه في ولاية مين.
كان هارتلي يكتب الشعر والمقالة والقصّة القصيرة. كما كان معجبا كثيرا بالرسّام البيرت رايدر وربطته به علاقة صداقة وثيقة. وقد ألهمته تلك الصداقة، بالإضافة إلى اطلاعه على قصائد الشاعر الصوفيّ والت ويتمان وكتابات فلاسفة التسامي الأمريكيين مثل ثورو وإيمرسون، بأن ينظر إلى الفنّ باعتباره بحثا روحيّا.
لوحاته الأخيرة بسيطة ومباشرة. وهي تصوّر عمالا يعملون بجدّ، وطبيعة جبلية من ولايته. وقد استمرّ يرسم في مين مناظر ريفية إلى حين وفاته في سبتمبر من عام 1943م.

Wednesday, November 06, 2013

لوحات عالميـة – 333

مقصـورة فـي المسـرح الايطـالـي
للفنانة الفرنسية إيفـا غـونـزاليـس، 1874

شكّل الثلث الأخير من القرن التاسع عشر بداية خروج فرنسا من فترة الاضطرابات السياسية التي استمرّت عشرين عاما. وترافق ذلك مع بدء شيوع فكرة المجتمع الراقي. الوهج والإثارة اللذان اتسمت بهما الحياة الباريسية في نهايات ذلك القرن تعكسها لوحات رينوار ومعاصريه من الفنّانين الانطباعيين الذين كانوا حريصين على تصوير مظاهر الحياة الجديدة وإقبال الباريسيين على ارتياد حفلات المسرح والأوبرا والباليه.
وفي ذلك الوقت، تضاعف عدد سكّان المدينة وزاد عدد المسارح والمقاهي وصالات الموسيقى. وأصبحت مقصورات المسرح في باريس أماكن مفضّلة تقصدها طبقات المجتمع العليا لإزجاء الوقت وتبادل الأحاديث. وكانت تلك المقصورات توفّر للمتردّدين على المسرح الفرصة لكي يراهم الآخرون وهم في أفضل حالاتهم.
الرسّامون الانطباعيون، مثل ميري كاسات وإدغار ديغا، كانوا منجذبين إلى فكرة المسرح. غير أن اللوحة الأكثر احتفاءً بالنسبة لهذا النوع من الرسم هي لوحة جان بيير رينوار بعنوان مقصورة المسرح. كان رينوار، على وجه الخصوص، حريصا على الإمساك بروح التغيير والحداثة التي كانت تشهدها باريس. ولوحته تلك أصبحت رمزا للوجه المتغيّر للمدينة.
وقد ألهمت اللوحة فنّانين آخرين برسم لوحات مشابهة عن المسرح. ومن بين هؤلاء ايفا غونزاليس التي ترسم في لوحتها هنا شخصين، رجلا وامرأة، بالقياس الطبيعي وهما يقفان في مقصورة بالمسرح بينما تظهر وراءهما خلفية داكنة.
المرأة الشابّة تشي وقفتها بالوقار والتواضع. يدها اليمنى مسنودة إلى حافّة المقصورة، بينما اليد الأخرى التي ترتدي قفّازا تمسك بمنظار من العاج. صدر المرأة مرسوم بطريقة بارعة باستخدام طبقة من الطلاء الكثيف الذي يظهر طراوة وكمال الجسد في وهج الشباب. الفستان الأزرق الناعم مرسوم، هو الآخر، بمهارة. الرجل الذي يقف إلى يسارها يبدو بملابس أنيقة وملامح وسيمة تشبه ملامح الفرسان. كما انه يبدو واثقا وغير مهتم بالنظر إلى الآخرين وإنما أن يكون هو محطّ أنظارهم. وعلى حافّة المقصورة إلى اليسار، هناك باقة ورد تذكّر بشكل الباقة التي تظهر في لوحة أوليمبيا لمانيه.
كان الذهاب إلى المسارح يوفّر فرصة للنميمة وتطوير وترويج الشخصية. فالمسرح هو المكان الذي يمكن أن يراك فيه الآخرون ويتفاعلوا معك. وهو أيضا مكان مناسب لانهماك الجنسين في الغزل ولعرض آخر الأزياء. وفي ذلك العصر، كان الناس مهجوسين بمن نسمّيهم اليوم بالمشاهير أو الشخصيات البارزة من ممثّلين وفنّانين وغيرهم.
باريس كانت آنذاك مليئة بالأزياء وبقصص الحبّ ولعبة السلطة. وكان الأغنياء يستأجرون المقصورات لفترات طويلة وبعضهم كان يورّثها لأبنائه وحتى لأحفاده. حتى بنات الهوى كنّ يستأجرنها لإبرام الصفقات مع الزبائن المحتملين. وكانت هذه الأماكن مادّة لرسّامي الكاريكاتير بسبب "إيتيكيتها" المعقّد ولأنها تتيح إمكانية التلوّن والخداع. ومجلات الموضة كانت تختار المسارح كخلفية لصور سيّدات المجتمع اللاتي كن يعرضن آخر وأحدث الأزياء.
ولدت الرسّامة إيفا غونزاليس في باريس عام 1849م. ووالدها كان روائيا وكاتبا مسرحيّا من أصل اسباني، ولكنه اكتسب في ما بعد الجنسية الفرنسية. وقد نشأت منذ طفولتها في عالم الأدب والموسيقى، إذ كان بيت والدها ملتقى لكبار الكتّاب والنقّاد والفنّانين.
بدأت غونزاليس الرسم في عمر السادسة عشرة. وقبل بلوغها العشرين أصبحت تلميذة عند إدوار مانيه واستخدمها كموديل له ولغيره من الرسّامين الانطباعيين. وتأثير مانيه عليها وإعجابها به يبدو واضحا من خلال اختيارها للتباينات الحادّة والفرشاة الشاحبة والنسيج ذي الألوان الخفيفة والخلفية الداكنة.
وفي محترفه، تعرّفت غونزاليس على الرسّامة بيرتا موريسو. كانت موريسو تعمل مع مانيه وكان يصوّرها في لوحاته. ويبدو انه كانت هناك منافسة صامتة بين الرسّامتين. وبالإمكان اكتشاف غيرة موريسو من إيفا من خلال رسائل الأولى لشقيقتها. وقد غضبت من الكيفية التي رسم بها مانيه كلا منهما. فقد رسمهما شابّتين وبنفس الملابس وتقريبا نفس الجمال. وما أزعج موريسو هو انه رسمها وهي مستندة إلى أريكة في وضعية ساكنة تقريبا، بينما رسم إيفا كفنّانة تعمل بنشاط ودأب. موريسو لم تكن تعتبر نفسها تلميذة لمانيه، بل كانت ترى في نفسها ندّا له. كانت ذات شخصية قويّة وأكثر ثقة بنفسها من إيفا غونزاليس. وهناك أيضا عامل العمر، إذ كانت غونزاليس اصغر سنّا من موريسو بثمان سنوات على الأقلّ.
الشخصان الظاهران في هذه اللوحة هما زوج إيفا هنري غويرود وشقيقتها جان، واللذان سيصبحان زوجين بعد وفاة إيفا. كانت إيفا غونزاليس قد تزوّجت من هنري، الذي كان رسّاما هو الآخر، عام 1869. وفي عام 1883، أي بعد شهر من عيد ميلادها الرابع والثلاثين، ولدت إيفا بطفل. لكنها توفّيت بسبب تعقيدات ما بعد الولادة أو ما يُعتقد انه حمّى النفاس. وجاءت وفاتها بعد وفاة معلّمها إدوار مانيه بستّة أيّام. وبعد عامين من رحيلها، أقيم لها معرض تذكّري في الصالون عُرضت فيه أكثر من ثمانين لوحة من أعمالها.

Thursday, October 10, 2013

لوحات عالميـة – 332

نهر ماس عند بلدة دوردريخت
للفنان الهولندي البيـرت كـاب، 1650

كان البيرت كاب رسّاما مفتونا بالأنهار وبالسفن والمراكب التي تمخر مياهها. وهو معروف، على وجه الخصوص، بمناظره الفخمة عن الريف الهولندي. وبعض النقّاد يصفونه بأنه المعادل الهولندي لـ كلود لوران الرسّام الفرنسي.
المعلومات المتوفّرة عن حياة هذا الفنّان قليلة جدّا. لكن كان كلّ أفراد عائلته تقريبا من الرسّامين. وقد ورث عن والده ثروة طائلة.
نشاط كاب كرسّام اقتصر على العقدين الرابع والخامس من القرن السابع عشر، أي الفترة التي عُرفت بالعصر الذهبيّ للرسم الهولنديّ. في ذلك العصر، كان تجّار البحر يسيّرون السفن ويكسبون رزقهم من اتجارهم بالسلع والبضائع في جميع أنحاء العالم. وهذه الطبقة من التجّار كان أفرادها يشترون الفنّ لمتعتهم الخاصّة. وقبل ذلك، كان الأغنياء والأمراء وحدهم هم القادرين على شراء الأعمال الفنّية ورعاية الفنون.
لوحات كاب الكثيرة عن البحر توحي بأنه كان كثير الأسفار داخل هولندا وفي البلدان والمدن الواقعة على ضفاف نهر الراين. وبسبب تأثيرات الضوء الايطالية في لوحاته، ساد اعتقاد بأنه قد يكون قضى بعض الوقت في ايطاليا وخالط رسّامي الطبيعة الايطاليين في ذلك الوقت.
هذه اللوحة تُعتبر مثالا ممتازا لرسم الطبيعة خلال عصر الباروك الهولندي. والرسّام يعطي من خلالها لمحة عن ما كانت عليه هولندا في منتصف القرن السابع عشر. وما نراه أمامنا هو احتفال بانتهاء حرب الثمانين عاما في يوليو من عام 1646م.
في ذلك الوقت رسا أسطول ضخم يحمل عشرات الآلاف من الجنود في نهر ماس قبالة بلدة دوردريخت لغرض رسمي وهو بدء مناقشة بنود معاهدة مونستر التي وُقّعت بعد ذلك بعامين وأنهت كافّة الأعمال العدائية مع اسبانيا وأعلنت بموجبها هولندا دولة مستقلّة.
النهر يبدو هنا مكانا لنشاط كبير. في المقدّمة يظهر احد الشخصيّات المهمّة مرتديا سترة سوداء مع وشاح برتقالي وقد وصل للتوّ في مركب صغير، بينما يقف في استقباله على السفينة الكبيرة عدّة أشخاص آخرين بينهم رجل يقرع طبلا. وإلى اليسار، يظهر زورق ثان على متنه شخصيّات أخرى.
الأضواء المشرّبة بصفرة تتخلّل تفاصيل المشهد البانورامي مضفية وهجا ذهبيّا على كلّ شيء. الماء مرسوم بعناية. وهو لا يبدو مكدّرا أو مضطربا. الأفق المنخفض يفتح على سماء واسعة مملوءة بالغيوم. وأكثر السفن في النهر ترفع أشرعتها وأعلامها كما لو أنها على وشك المغادرة.
ضوء الصباح الباكر يغمر المباني التي تلوح عن بعد ويخلق أنماطا جميلة على الأشرعة والغيوم ويضيف إلى المشهد طابعا دراماتيكيا. والأعلام ذات الخطوط الحمراء والزرقاء والبيضاء هي أعلام الجمهورية الهولندية.
الشعور العام الذي تثيره اللوحة هو مزيج من الأمل والتفاؤل، تعزّزه أضواء الصباح في الميناء ومنظر الغيوم والأشرعة المرسومة تفاصيلها بعناية.
الرجل بالملابس الحمراء في القارب الصغير إلى اليمين ربّما يكون راعي هذا المهرجان الاحتفاليّ. ويمكن أن يكون هو الشخص الذي كلّف الرسّام بتوثيق هذا الحدث التاريخيّ الهامّ.
طبيعة كاب تستند إلى الواقع والى ابتكاره وتصوّره الخاصّ لما تعنيه الطبيعة الساحرة. ومن الواضح أن تصويره البارع لدوردريخت يختلف كثيرا عن تصوير زميله يان فان غوين للبلدة التي رآها أكثر هدوءا.
من المرجّح أن يكون كاب وضع اسكتشات أوّلية للوحة في نفس المكان، لكنّه نفّذها في محترفه. وقد كان من عادته أن يوقّع لوحاته، لكنه نادرا ما كان يضمّنها أيّة تواريخ. وهناك عدد من اللوحات التي تُنسب إليه مع أنها يمكن أن تكون من عمل معلّمين آخرين من رسّامي الطبيعة الهولندية.
ولد البيرت كاب عام 1620 في دوردريخت. وورث عن أبيه الرسّام حبّه للطبيعة وللحيوانات التي تظهر كثيرا في رسوماته. وقد تولّى عددا من الوظائف الحكومية في بلدته. لكن يبدو انه توقّف عن الرسم نهائيّا تقريبّا في عام 1658، أي بعد زواجه من أرملة ثريّة تُدعى كورنيليا بوسمان. وفي العام التالي للزواج، أصبح شمّاس كنيسة بعد اعتناقه مذهب كالفن. ولأنه أصبح ثريّا، لم يعد مضطرّا لأن يكسب رزقه من رسم اللوحات وبيعها. وقد توفّي كاب في دوردريخت في أكتوبر من عام 1691م.

Thursday, October 03, 2013

لوحات عالميـة – 331

أمّ وطفلها على شاطئ البحر
للفنان النرويجي يوهـان كريستـيان دال، 1840

الذي يرى هذه اللوحة الرائعة لأوّل وهلة قد يظنّها لـ كاسبار ديفيد فريدريش. ففيها ذلك المزيج من الضوء والبحر والسفن والبشر الذي كان فريدريش يرسمه ويضمّنه ذكريات وحالات ذهنية معيّنة.
والحقيقة أن هذا الافتراض له ما يبرّره. إذ يُرجّح أن يكون يوهان كريستيان دال رسم هذه اللوحة إكراما لذكرى فريدريش الذي كان معلّمه وصديقه الأثير. وقد ضمّن اللوحة عناصر مأخوذة من لوحات الأخير الذي توفّي في نفس ذلك العام. كما أن اللوحة تستدعي ليالي فريدريش على الشاطئ الصخريّ المقمر لبحر البلطيق.
في اللوحة نرى امرأة جالسة بصحبة طفل وظهرهما للناظر. المرأة ترتدي تنّورة واسعة وملابس ضدّ الجوّ العاصف، بينما تنظر هي والطفل إلى البحر أمامهما ويراقبان قارب صيد يُفترض أنه يحمل والد الطفل. ومن الواضح أن الاثنين، أي المرأة والطفل، ينتظران بشوق عودة الأب.
وفي أعلى المشهد، يطلّ القمر من وراء الغيوم الثقيلة ملقياً بوهجه الأرجواني على البحر إلى الأسفل وخالقاً نقطة ارتكاز قرب وسط اللوحة تضيء طريق عودة الأب.
هذه اللوحة تمسك بروح الليل وبضوء القمر الذي كثيرا ما استُخدم كرمز للتوق والحبّ، وهي فكرة تناسب هذه الصورة تماما. كما أن المشهد يأخذنا إلى قلب المخيّلة الرومانسية الألمانية. في ذلك الوقت، كتب الفيلسوف آرثر شوبنهاور مقالا تحدّث فيه عن القمر "رفيق الأرض الفضّي في الليل" وعن هالة الغموض التي ظلّ يفتن بها البشر منذ بدء الخليقة.
دال نفسه كتب يقول عن هذه اللوحة: ركّزت على أن أصوّر الضوء الشاحب للقمر في انعكاسه على المشهد إلى أسفل. السلام يعمّ كلّ المكان. المنظر نفسه جميل: ضوء القمر في الغيوم، الانعكاسات على الماء والليل الهادئ".
ولد يوهان كريستيان دال في النرويج عام 1788م وسافر إلى الدانمرك وهو في سنّ الثالثة والعشرين. وقد سجّل في الأكاديمية الملكية للفنون. ثمّ غادر الدانمرك في رحلة أخذته بعد ذلك إلى ايطاليا ثم ألمانيا. لكنّه أثناء ذلك لم ينس بلده أبدا، بل زارها مرارا ورسم اسكتشات عديدة لطبيعتها الوعرة والمتجهّمة. وفي عام 1824 أصبح دال أستاذا في أكاديمية درسدن للفنون.
وفي ذلك الوقت، قابل دال فريدريش الذي كان له تأثير كبير عليه. وهذا واضح من الطبيعة الليلية التي تتكرّر كثيرا في أعمال الاثنين. وقد أصبحا بسرعة صديقين. وتوطّدت صداقتهما أكثر بعد أن انتقل دال للعيش في منزل فريدريش. وكان كلّ منهما بمثابة الأب لأطفال الآخر.
كانا ملازمين لبعضهما البعض لدرجة انه لا يُذكر اسم احدهما إلا مقترنا باسم الآخر. وكانا يرسلان أعمالهما معا إلى نفس المعارض، كما كانا ملتزمين بقوّة بالرومانسية الألمانية.
لكن كانت هناك بعض الاختلافات البسيطة بين أسلوبيهما. كان دال، مثلا، يرسم بسرعة وأحيانا بوجود زوّار في بيته. وعلى العكس من ذلك، كان فريدريش يرسم بعد أيّام من التأمّل وبعد أن يتخيّل تفاصيل المشهد أمامه. وكان دائما يفضّل المحترف الفارغ حيث لا احد يمكن أن يصرفه أو يشتّت اهتمامه.
ومن الناحية الشخصية، كان دال شخصا دافئا اجتماعيا، بينما كان فريدريش انطوائيا ومتحفّظا بسبب تأثّره بنشأته البروتستانتية الصارمة. كان فريدريش يركّز على تأمّل الخلاص ويبحث عن المقدّس في الطبيعة. دال كان مختلفا عنه. كانت مواضيعه المفضّلة هي حبّ العائلة والعودة الآمنة إلى الوطن وما إلى ذلك. وبشكل عام، كان دال يركّز على التجربة الشخصية وليس على الحقائق الكونية أو الكلّية.
وقد وصف دال ذات مرّة فريدريش بأنه شخص لا يتكلّم كثيرا، لكنّه كان يبدو سعيدا دائما. كان فريدريش يكبره بخمسة عشر عاما وكان وقتها في أوج شهرته. وقد أحسّ دال بأنه قريب من فريدريش أكثر من أيّ شخص آخر.
عاش دال حياة هادئة، وإن لم تكن تخلو من المنغّصات. تزوّج أوّلا عام 1820 وأنجب أربعة أطفال. وقد توفّيت زوجته أثناء ولادتها بطفلهما الأخير عام 1827م. وبعد ذلك بعامين، توفّي ولده وابنته بالحمّى القرمزية. وفي العام التالي، تزوّج من إحدى تلميذاته. لكنها ماتت في نهاية تلك السنة وهي تضع مولودها الأوّل. وبعد ذلك عهد إلى خادمة بتربية ابنه وابنته من زواجه الأوّل.
هذه اللوحة قد لا تكون تحيّة لـ فريدريش فقط، بل أيضا إحياءً لذكرى المرأتين اللتين كانتا تعنيان لـ دال الشيء الكثير، وكذلك لأطفاله الذين كان عليهم أن يموتوا وهم في سنّ مبكّرة.
لكن رغم المآسي التي قد تكون مرتبطة باللوحة، فإنها تحمل بعض الرموز المتفائلة: حركة الطفل المفرحة، والغيوم التي تتبدّد لتكشف عن ضوء القمر وتفسح المجال للحظة من لحظات السعادة.
توفّي يوهان كريستيان دال في درسدن بألمانيا عام 1857 عن عمر ناهز السبعين. وبعد ستّين عاما من وفاته أعيدت رفاته إلى النرويج حيث دُفنت هناك.