Thursday, August 25, 2005

لوحـات عالميـة – 26

يتيمـة فـي المقـابــر
للفنان الفرنسي أوجيـن ديـلاكـــروا، 1824

يعتبر أوجين ديلاكروا واحدا من أهم الفنانين الفرنسيين وأكثرهم تأثيرا.
وهو مصنّف في الغالب ضمن فناني المدرسة الرومانتيكية.
ويقول بعض النقاد إن طريقة استخدام ديلاكروا للون كان لها تأثير كبير على الرسّامين الانطباعيين وعلى رموز الفن الحديث وعلى رأسهم بيكاسو.
ولد ديلاكروا في العام 1798 في فرنسا، وعلى امتداد مسيرته الفنية أنتج أكثر من 850 عملا فنيا.
أول أعماله كان لوحته المسماة "دانتي وفرجيل في الجحيم" التي عرضها في صالون باريس عام 1822.
ولوحات الفنان، عموما، تتدفّق بالمشاعر الفيّاضة والألوان المتألقة في حيوية صاخبة.
وقد اشتهر بتصوير النمور المتحفّزة والمعارك الضارية والأساطير المتوارثة. ويعتبر من بين الفنانين الأوربيين القلائل الذين اهتمّوا برسم مظاهر الحياة في الشرق، من قبيل لوحتيه الشهيرتين "نساء الجزائر" و "عرب يتقاتلون في الجبال".
لكن ديلاكروا كان يهتم أيضا بتصوير المشاعر والمواقف الإنسانية العميقة. وهذه اللوحة تمثل احد أشهر أعماله وأكثرها احتفاءً.
واللوحة تصوّر فتاة وحيدة تجلس وسط القبور، وقد تحجّرت الدموع في مآقيها، وارتسمت في عينيها نظرة مشحونة تحمل ما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه من وحدة موحشة ويأس وضياع وتساؤل واتهام لتلك السماء التي تصوّب نحوها نظراتها الخرساء..
قد تكون الفتاة جاءت إلى هذا المكان الموحش لتتذكر أبا أو أمّا راحلة. وأوّل ما يجذب العين في اللوحة هو قوّتها التعبيرية الهائلة. وهذا واضح من تعابير الوجه، والعينين على وجه الخصوص.
وللوهلة الأولى تبدو نظرات الفتاة كما لو أنها تعطي انطباعا بالخوف والتوتّر أكثر من كونه حزنا.
لكن يمكن القول إجمالا أن الانفعالات التي ينطق بها المشهد قويّة ومعبّرة جدّا، ربّما أكثر بكثير ممّا يمكن أن تصفه أو تعبّر عنه الكلمات.