بورتريه مادا اوجينيا بريمافيشي
للفنان النمساوي غـوستـاف كليـمـت، 1912
للفنان النمساوي غـوستـاف كليـمـت، 1912
كانت مادا اوجينيا بريمافيشي طفلة تملك كلّ شيء. وقد عاشت طفولة تشبه الحكايات الخرافية في فيلا والديها البعيدة في مورافيا. كان أبوها رجل أعمال ومصرفيا مرموقا، بينما كانت أمها ممثّلة.
ولوحة كليمت التي رسم فيها الفتاة، بملابسها الوردية والبيضاء، هي صورة واقعية تعكس بدقّة نوعية الحياة الساحرة التي كانت مادا بريمافيشي تعيش في كنفها.
وقد مهّد الفنّان للبورتريه برسم اسكتشات عديدة بالقلم الرصاص. كما جرّب عدّة أوضاع مع خلفيات بموتيفات مختلفة. وأخيرا اختار تناولا مفتوحا يتوافق مع التصاميم الحديثة في ذلك الوقت. كما وظّف في اللوحة موتيفات زخرفية مرحة تبدو مناسبة تماما لفتاة عمرها تسع سنوات.
كانت مادا الطفلة الأثيرة والمدلّلة عند والدها. لذا لم يكن مستغربا أنه اختارها من بين أشقّائها الأربعة ليرسمها كليمت.
وكان كليمت يفهم الأطفال بطريقة غريزية رغم انه نادرا ما أتيحت له الفرصة لرسمهم.
وقد ظلّت مادا تتذكّره كشخص عطوف ومجامل. وكان يدرك حاجة الطفلة أثناء الرسم للحركة الدائمة، فتركها تتصرّف بعفوية ولم يفرض عليها أن تظلّ ساكنة.
كليمت نفسه كان فيه شيء من طبيعة الأطفال. يقال مثلا انه كان يستمتع بإلقاء القبّعات الورقية من نافذة منزله ويراقبها وهي تهبط بخفّة على رؤوس الغرباء المارّين تحته.
هذه اللوحة يبدو أنها كانت تعتبر احد انجازات كليمت الكبيرة والناجحة.
وقد أتمّ رسمها قبيل عيد ميلاد الفتاة العاشر وقبل وفاته، هو، بحوالي أربع سنوات.
واللوحة تتضمّن عناصر وأنماطا متعدّدة تظهر في الخلفية، من بينها كلب وأوراق وأعشاب وطيور. وكلّ هذه العناصر متخيّلة وليست واقعية على الأرجح. أما الأزهار فقد تكون حقيقية، وربّما تكون جزءا من نمط السجّادة.
تفاصيل اللوحة تكشف عن بشرة مضيئة بطبقات سميكة ومن ألوان كثيرة ومدهشة. والصورة إجمالا تتحدّث بوضوح عن قوّة وجمال الألوان الضاربة إلى الحمرة.
كانت عائلة بريمافيشي معروفة برعايتها للآداب والفنون في النمسا. وكانوا يملكون قصرا في بروكسيل يضمّ بعضا من أشهر لوحات كليمت.
وبعد سنة من إتمام كليمت لهذا البورتريه، دعاه والد مادا ليرسم والدتها هذه المرّة. وقد رسمها وهي ترتدي كيمونو يابانياً ساطع الألوان، وكان في ذلك الوقت موضة سائدة في فيينا.
بعد انهيار الإمبراطورية النمساوية الهنغارية في العام 1918، أصبح أفراد عائلة بريمافيشي مواطنين أجانب في البلد الذي ولدوا فيه، والذي أصبح يقع ضمن حدود ما يُعرف اليوم بجمهورية التشيك.
وقد هاجرت العائلة في البداية إلى النمسا. لكن تبعات وآثار ما بعد الحرب العالمية الثانية لاحقتهم إلى هناك. فاضطرّوا في نهاية خمسينات القرن الماضي إلى الهجرة مجدّدا واختاروا الإقامة الدائمة في كندا.
في عام 1986، وكان معظم أفراد عائلتها قد توفّوا، زارت مادا بريمافيشي نيويورك لرؤية معرض يصوّر الحياة في فيينا في مطلع القرن الماضي. واكتشفت أن اللوحة التي رسمها لها كليمت كانت من ضمن اللوحات المعروضة.
وبعد أن انتقلت اللوحة إلى متحف المتروبوليتان، كانت تداوم على زيارة المتحف لرؤية صورتها.
وقد توفّيت مادا بريمافيشي عام 2000م، أي بعد أن رسمها كليمت بسبعة وثمانين عاما. أي أنها عاشت حياة أطول بكثير من جميع الأشخاص الذين رسمهم.
ولوحة كليمت التي رسم فيها الفتاة، بملابسها الوردية والبيضاء، هي صورة واقعية تعكس بدقّة نوعية الحياة الساحرة التي كانت مادا بريمافيشي تعيش في كنفها.
وقد مهّد الفنّان للبورتريه برسم اسكتشات عديدة بالقلم الرصاص. كما جرّب عدّة أوضاع مع خلفيات بموتيفات مختلفة. وأخيرا اختار تناولا مفتوحا يتوافق مع التصاميم الحديثة في ذلك الوقت. كما وظّف في اللوحة موتيفات زخرفية مرحة تبدو مناسبة تماما لفتاة عمرها تسع سنوات.
كانت مادا الطفلة الأثيرة والمدلّلة عند والدها. لذا لم يكن مستغربا أنه اختارها من بين أشقّائها الأربعة ليرسمها كليمت.
وكان كليمت يفهم الأطفال بطريقة غريزية رغم انه نادرا ما أتيحت له الفرصة لرسمهم.
وقد ظلّت مادا تتذكّره كشخص عطوف ومجامل. وكان يدرك حاجة الطفلة أثناء الرسم للحركة الدائمة، فتركها تتصرّف بعفوية ولم يفرض عليها أن تظلّ ساكنة.
كليمت نفسه كان فيه شيء من طبيعة الأطفال. يقال مثلا انه كان يستمتع بإلقاء القبّعات الورقية من نافذة منزله ويراقبها وهي تهبط بخفّة على رؤوس الغرباء المارّين تحته.
هذه اللوحة يبدو أنها كانت تعتبر احد انجازات كليمت الكبيرة والناجحة.
وقد أتمّ رسمها قبيل عيد ميلاد الفتاة العاشر وقبل وفاته، هو، بحوالي أربع سنوات.
واللوحة تتضمّن عناصر وأنماطا متعدّدة تظهر في الخلفية، من بينها كلب وأوراق وأعشاب وطيور. وكلّ هذه العناصر متخيّلة وليست واقعية على الأرجح. أما الأزهار فقد تكون حقيقية، وربّما تكون جزءا من نمط السجّادة.
تفاصيل اللوحة تكشف عن بشرة مضيئة بطبقات سميكة ومن ألوان كثيرة ومدهشة. والصورة إجمالا تتحدّث بوضوح عن قوّة وجمال الألوان الضاربة إلى الحمرة.
كانت عائلة بريمافيشي معروفة برعايتها للآداب والفنون في النمسا. وكانوا يملكون قصرا في بروكسيل يضمّ بعضا من أشهر لوحات كليمت.
وبعد سنة من إتمام كليمت لهذا البورتريه، دعاه والد مادا ليرسم والدتها هذه المرّة. وقد رسمها وهي ترتدي كيمونو يابانياً ساطع الألوان، وكان في ذلك الوقت موضة سائدة في فيينا.
بعد انهيار الإمبراطورية النمساوية الهنغارية في العام 1918، أصبح أفراد عائلة بريمافيشي مواطنين أجانب في البلد الذي ولدوا فيه، والذي أصبح يقع ضمن حدود ما يُعرف اليوم بجمهورية التشيك.
وقد هاجرت العائلة في البداية إلى النمسا. لكن تبعات وآثار ما بعد الحرب العالمية الثانية لاحقتهم إلى هناك. فاضطرّوا في نهاية خمسينات القرن الماضي إلى الهجرة مجدّدا واختاروا الإقامة الدائمة في كندا.
في عام 1986، وكان معظم أفراد عائلتها قد توفّوا، زارت مادا بريمافيشي نيويورك لرؤية معرض يصوّر الحياة في فيينا في مطلع القرن الماضي. واكتشفت أن اللوحة التي رسمها لها كليمت كانت من ضمن اللوحات المعروضة.
وبعد أن انتقلت اللوحة إلى متحف المتروبوليتان، كانت تداوم على زيارة المتحف لرؤية صورتها.
وقد توفّيت مادا بريمافيشي عام 2000م، أي بعد أن رسمها كليمت بسبعة وثمانين عاما. أي أنها عاشت حياة أطول بكثير من جميع الأشخاص الذين رسمهم.