Posts

Showing posts from 2009

لوحات عالميـة – 229

Image
بورتريه شخصي مع تمثال نصفي لـ مينيرفا للفنانة السويسرية أنجيـليكـا كوفمــان، 1780 فنّانون كثر كانوا مشهورين جدّا في زمانهم ثم نسيهم التاريخ لفترة طويلة. وفجأة ولسبب ما، يتذكّرهم الناس مرّة أخرى وتسلّط الأضواء على حياتهم وفنّهم من جديد. ومن بين هؤلاء الرسّامة انجيليكا كوفمان التي احتفلت الأوساط الفنّية مؤخّرا بمرور مائتي عام على وفاتها. كانت كوفمان تتمتّع بشهرة عظيمة في عصرها. بل لقد قيل إنها كانت أشهر فنّانة في روما وكان صالونها ملتقى لأبرز الأدباء والمثقّفين في ذلك الزمان. كما ربطتها علاقة صداقة خاصّة مع الفيلسوف والشاعر الألماني غوته الذي كثيرا ما امتدح ثقافتها ومواهبها الكثيرة. وقد ردّت على ثنائه عليها بأن رسمت له بورتريها عندما كان عمره 38 عاما. كانت كوفمان رسّامة الملوك والملكات في أوربّا وكانت ترتبط بعلاقة وثيقة مع معظم الأسر الملكية الأوربية. وأينما حلّت كانت تجد الترحاب والحفاوة بسبب موهبتها وجمالها، وأيضا بسبب تلك الهالة من القداسة والبراءة التي كانت تحيط بشخصيّتها. كانت تلقّب بالآنسة انجيل أو مِس انجيل. وقد قيل إن ملامحها تعطي انطباعا عن امرأة لا تنتمي إلى هذا العالم. ...

لوحات عالميـة – 228

Image
بورتـريه بياتـريتـشا تشيـنشـي للفنان الايطالي غـويـدو رينـي، 1662 يقال إن هذه اللوحة هي أكثر اللوحات حزنا في تاريخ الرسم. وهي تصوّر الفتاة الايطالية بياتريتشا تشينشي التي كانت طرفا في قضية مأساوية حدثت في ايطاليا في نهاية القرن السادس عشر. كانت بياتريتشا تنتمي إلى عائلة ارستقراطية مشهورة. كان والدها الكونت فرانشيسكو تشينشي احد نبلاء روما من أصحاب الحظوة والنفوذ. وقد عرف الرجل بعدوانيته ومزاجه العنيف وتهتّكه الأخلاقي. ونالت عائلته القسط الأكبر من تسلّطه وسوء خلقه. كان يسيء معاملة زوجته وأبنائه. بل لقد وصل به الحال إلى انتهاك براءة بياتريتشا ابنته الصغرى من زواج سابق. وقد سجن مرارا، لكنْ لأنه نبيل فقد كان يخلى سبيله المرّة تلو الأخرى بسبب نفوذه وعلاقاته الواسعة. زوجته الثانية، واسمها لوكريتسيا، كانت تعرف الطبيعة المتوحّشة للرجل. وكانت تشفق على الفتاة كثيرا وتعاملها كابنتها بعد موت والدتها. لكن هذا لم يؤدّ إلا إلى اشتداد غضب الزوج عليهما ومعاملتهما بقسوة اكبر. وفي احد الأيّام قرر الكونت إبعاد زوجته وولديه وابنته إلى قلعة قديمة ومنعزلة كانت تملكها العائلة في ريف روما. وبعد انتقال ال...

لوحات عالميـة – 227

Image
الغـُـــراب للفنان الفرنسي كـلـود مـونيـه، 1868 كان من عادة مونيه أن يقضي شهور الشتاء في الريف، حيث كان يزاول المشي في الحقول القريبة من منزله ويراقب تساقط الثلج ويرسم أثره على الطبيعة. في هذه اللوحة يرسم الفنّان مزرعة صغيرة في إحدى قرى النورماندي، وقد غطّى الثلج أشجارها ونباتاتها والبيوت الواقعة خلفها. وكعادة الانطباعيين، اختار مونيه أن يركّز اهتمامه على تصوير العلاقة بين ضوء الشمس والألوان والظلال في الطبيعة الثلجية. في مثل هذا النوع من الطقس المتطرّف، يندر أن تشرق الشمس التي تكون عادة متوارية خلف طبقات الغيم. لكن في هذا المنظر، هناك شمس خفيفة، وتأثير الضوء في هذه الحالة وعلاقته باللون والظل مما يثير فضول الفنان ويحفزه لتصوير التفاعل ما بين هذه العناصر وأيضا اكتشاف المزيد من الإمكانيات الجمالية والانفعالية المرتبطة بالظروف المناخية الباردة. في الظلّ يبدو لون الثلج ازرق شاحبا. وفي المساحات المفتوحة يأخذ لونا ابيض داكنا. بينما تتوزّع على بقية اللوحة درجات خفيفة من الأسود والرمادي والأرجواني والأبيض. كما يبدو الثلج ذا لمسة أكثر نعومة في الأجزاء التي يغطّيها الظلّ. في حين تتفاوت ...

لوحات عالميـة – 226

Image
آريادني النائمة على جزيرة ناكسوس للفنان الأمريكي جـون فانـدرليـن، 1812 كانت شخصيّة آريادني، وما تزال، موضوعا مفضّلا في الشعر والموسيقى والرسم. وكثيرا ما يقترن اسمها بقصّة المتاهة "لابيرينث" المشهورة في الأساطير الإغريقية. وأوّل من جاء على ذكرها هوميروس في الاوديسّا. تقول الأسطورة أن آريادني كانت ابنة لـ ماينوس ملك كريت. كانت المرأة مشهورة بجمالها وبأدبها وذكائها. وقد وعدت البطل الأثيني ثيسيوس بأن تتزوّجه مقابل أن ينقذ حياة أهالي كريت الذين احتُجزوا في المتاهة. وبعد أن نجح ثيسيوس في مهمّته جمع بحّارته واصطحب معه آريادني إلى أثينا حيث كان من المفترض أن يتزوّجها. وفي طريق العودة، نزلوا في جزيرة ناكسوس للراحة وللتزوّد بالغذاء. غير أن ثيسيوس ورجاله غادروا الجزيرة بينما كانت آريادني نائمة. جون فاندرلين يصوّر في هذه اللوحة آريادني وهي نائمة بينما يظهر ثيسيوس وجنده، إلى اليمين، وهم يستعدّون لمغادرة الجزيرة سرّاً. براعة الرسّام واضحة في تمثيل الجسد العاري وفي تناغم الألوان وفي استخدام خلفية مظلمة لتركيز اهتمام الناظر على الموضوع الأساسي للوحة. كما أن هيئة المرأة في اللوحة تذكّر بالأع...

لوحات عالميـة – 225

Image
الأميرة فالانتينا تبكي موت زوجها دوق اورليون للفنان الفرنسي فلوري فرانسـوا ريشـار، 1802 يقال أحيانا أن الأعمال الفنية التي تتناول حالة إنسانية أو تتضمّن عنصرا له علاقة بالتاريخ أو الهويّة الوطنية هي التي يُكتب لها البقاء أكثر من غيرها. وهذه اللوحة تشتمل علىّ كل هذه العناصر الثلاثة معا. فهي من ناحية تصوّر حالة إنسانية خاصّة. كما أن لموضوعها علاقة بحدث سياسي وتاريخيّ مهمّ. الأمر الآخر هو أن اللوحة نفسها جميلة وتروق للعين برغم موضوعها الحزين. كما أنها رُسمت بطريقة تنمّ عن براعة الرسّام ومهارته الفنّية العالية. واللوحة تصور الأميرة فالانتينا فيسكونتي وهي تبكي زوجها دوق اورليون الذي قُتل على يد ابن عمه دوق بيرغندي في ذروة صراع الرجلين على السلطة في فرنسا مطلع القرن الخامس عشر. في تلك الفترة كانت فرنسا تعيش أجواء اضطراب وتوتّر سياسي خطير نتيجة الصراع الطاحن على السلطة. فالملك شارل السادس مريض وعلى حافة الجنون نتيجة إصابته بالشيزوفرينيا. والقصر يعجّ بأخبار المؤامرات والدسائس والشائعات بين الخصمين الرئيسيين الطامحين في ملء الفراغ الذي تركه غياب الملك. غير أن اخطر تلك الشائعات هو ما قي...

لوحات عالميـة – 224

Image
الـبـحــر للفنان الهولندي يـان تــوروب، 1887 اهتم الرسّامون منذ القدم بتصوير البحر في حالاته الكثيرة وأطواره المختلفة. في بعض اللوحات يظهر البحر هادئا ومسالما. وفي بعضها الآخر صاخبا مزمجرا. بعض الفنّانين رسموا البحر كمصدر للوفرة واستمرارية الحياة. والبعض الآخر رسموه كمكمن للأخطار والعواصف القويّة والمدمّرة. في لوحات ايفازفيسكي، مثلا، تكثر صور البحار الهائجة والسفن الغارقة أو الموشكة على الغرق والبحارّة أو الصيّادين الذين يصارعون الأمواج في محاولة يائسة للتمسّك بالحياة. قوّة البحر المدمّرة وخطره على الإنسان يظهر جليّا أيضا في لوحات كل من تيرنر وجيريكو. هذه اللوحة مختلفة بعض الشيء. وقد أرادها الرسّام أن تكون دراسة بصرية عن البحر وعن علاقة اللون بالضوء. في المشهد لا نرى شيئا سوى الماء والأفق والغيم. لا بشر ولا قوارب ولا طيور يمكن أن تبعد انتباه الناظر عن الموضوع الأساس. فقط موجات ملتفّة تلمع متوهّجة مثل حبّات البلّلور تحت سماء زرقاء تتخلّلها بعض الغيوم. الألوان ناعمة تجذب العين إذ تتحوّل من خلال طبقات الطلاء السميكة إلى ظلال متدرّجة من الأخضر والأزرق واللازوردي والبنّي والأصفر. ...

لوحات عالميـة – 223

Image
بورتـريـه شخصـي للفنّانة الايطالية سوفـونيـزبا ويسـولا، 1556 قد يكون هذا الاسم غريبا وغير مألوف كثيرا. غير أن صاحبته كانت احد الأسماء الفنّية الكبيرة التي اشتهرت خلال عصر النهضة الايطالي. عاشت سوفونيزبا ويسولا في زمن ميكيل انجيلو وأنتوني فان دايك. ويقال إن الاثنين امتدحا موهبتها وشجّعاها. وكبادرة إعجاب وتكريم، رسم لها الأخير بورتريها. وقد كان على الرسّامة أن توفّق بين ميولها الفنية وحقيقة أنها تنحدر من عائلة ارستقراطية مشهورة. وعلى الرغم من أن الأسر الارستقراطية كانت تعارض اشتغال أبنائها وبناتها بالرسم باعتباره مهنة دونية، فقد ساعدها والدها وشجّعها على إثبات نفسها عندما عهد بها إلى الرسّام برناردينو كامبي الذي صقل موهبتها وعلّمها أصول وأساليب رسم البورتريه. في تلك الأثناء، كانت سوفونيزبا قد برعت كثيرا في رسم لوحات لطبيعة ذات جمال نادر. لكنها في ما بعد فضّلت أن تقصر جهدها على رسم البورتريه. وبسبب خلفيّتها الاجتماعية ومكانة عائلتها، كانت تُمنع من بيع أعمالها. وبشكل عام، كانت رسوماتها صدى للأفكار الإنسانية التي كانت رائجة في عصر النهضة والتي كانت تنادي بتعليم النساء ومساواتهن بالرجال. هذ...

لوحات عالميـة – 222

Image
حيـاة ساكنـة، سلـّة فواكـه للفنان الهولندي بالتـاسـار فانـدر آسـت، 1622 لا بدّ وأنّ معظمنا رأى ذات مرّة لوحة من تلك اللوحات التي تظهر فيها صور لفاكهة وزهور وأباريق رُتّبت بطريقة أنيقة ومزخرفة. هذا النوع من الرسم يُسمّى الحياة الصامتة أو الساكنة. ومن الواضح أن مرأى هذه اللوحات يسرّ العين ويبهج القلب، لأنها تذكّرنا بالطبيعة وبالتنوّع الذي خلقه الله فيها. ولعلّ هذا هو سبب افتتان الناس بها وباقتنائها لتزيين البيوت وأحيانا أماكن العمل. ومنذ القرن السابع عشر عُني الفنانون الأوربّيون برسم مناظر الحياة الساكنة. فقد كانت من ناحية تظهر براعة الرسّام في الرسم. وكانت أيضا تمنحه حرّية ومرونة اكبر في التوليف لا توفّره لوحات الطبيعة المفتوحة أو البورتريه. لكن مشاهد الحياة الصامتة أقدم من هذا التاريخ بكثير. فقد كانت مثل هذه اللوحات تزيّن قبور قدماء المصريين الذين كانوا يدفنونها مع الميّت اعتقادا منهم أن الأشياء التي تصوّرها ستصبح حقيقة وسيكون بإمكان المتوفى أن يستخدمها في الحياة الأخرى. وعبر العصور المتعاقبة وصولا إلى مستهلّ القرن السابع عشر، تطوّرت هذه اللوحات إلى أن أخذت شكلها الحالي على أيدي...

لوحات عالميـة – 221

Image
نهــر الضــوء للفنان الأمريكي فريدريـك إدوين تشيـرش، 1877 اهتم الرسّامون منذ القدم برسم الطبيعة وتصوير عناصرها المختلفة. وكان هذا النوع من الرسم، وما يزال، يحظى بالشعبية والقبول من الناس. ومع ذلك كان هناك دائما من يعتقد أن رسم الطبيعة يعتبر اقلّ قيمة من الناحية المهارية والإبداعية من رسم البورتريه أو الأشخاص مثلا. مع أن رسم المناظر الطبيعية يتطلّب من الفنان أن يكون عارفا وملمّا باستخدام الألوان وقواعد المنظور ونسَب الضوء والظلّ. وحتى منتصف القرن السادس عشر لم تكن هناك لوحات تصوّر طبيعة نقيّة بالكامل. كانت الطبيعة توظّف فقط كخلفية لمنظر يصوّر نشاطا إنسانيا ويتضمّن عادة رموزا أو رسائل دينية أو اجتماعية أو تاريخية. في ما بعد تغيّرت الحال، وظهرت أعمال فنّية كثيرة مكرّسة بالكامل لتصوير جمال الطبيعة وإعطائها أبعادا ومضامين روحية وشعرية وفلسفية. ومن أشهر من رسموا الطبيعة الفنّان فريدريك تشيرش الذي يُعدّ احد أشهر رسّامي الطبيعة الأمريكيين. كان تشيرش عضوا في مدرسة نهر هدسون التي كانت تُعنى برسم الطبيعة الأمريكية. كما كان احد مؤسّسي متحف المتروبوليتان في نيويورك في العام 1869م. وقد تتلمذ...

لوحات عالميـة – 220

Image
المِــزلاج للفنان الفرنسي جان اونوريه فراغونار، 1778 الفنّ الجميل يثير الجدل ويطرح الكثير من الأسئلة ولا يكتفي بإجابات بسيطة أو جاهزة. وعلى نحو ما، يمكن اعتبار هذه اللوحة تطبيقا للفكرة القائلة إن الفنّ الجيّد يخلق دائما واقعه الخاص. تنظر إلى هذه اللوحة وتتأمّلها مرارا لتكتشف أن الرسّام يدعوك للدخول في لعبة بصرية مراوغة لا تعرف أين تبدأ ولا كيف تنتهي. "المزلاج" تعتبر إحدى أشهر اللوحات التي ظهرت في القرن الثامن عشر وهي موجودة اليوم ضمن الجناح الخاص باللوحات الفرنسية في متحف اللوفر. وقد رسمها فنّان قيل انه، لبراعته، كان يرسم البورتريه في اقلّ من ساعتين. وقد ارتبط اسم فراغونار بالطبقة الملكية والارستقراطية وبالعديد من الرجال والنساء من ذوي الجاه والغنى في عصره. هذه اللوحة رُسمت بتكليف من احد النبلاء. لكن لم يكن مقدّرا للزبون أن يرى اللوحة في حياته، إذ توفي قبل أن تُنجز. وفي ما بعد، ظهرت اللوحة على أغلفة بعض الروايات العاطفية كان آخرها رواية فرنسية مشهورة تُرجمت إلى لغات عديدة بعنوان "علاقات خطرة". المكان الذي تصوّره اللوحة غرفة نوم. وقد قسّم الفنان الغرفة قُطر...

لوحات عالميـة - 219

Image
العـاصفــة للفنان الإيطالي جـورجيـونـي، 1505 هناك شبه إجماع بين مؤرّخي الفنّ على اعتبار هذه اللوحة الأكثر غموضا والأكثر إثارة للنقاش والجدل في جميع الأوقات. وقد ألّف عنها العديد من الكتب والدراسات التي حاول بعضها فكّ رموزها الخفيّة . كما تباينت القراءات والتفسيرات الكثيرة التي تناولتها. اللورد بايرون الذي عُرف عنه ازدراؤه للرسم، كانت هذه لوحته المفضّلة وقد خصّص إحدى قصائده للتغنّي بالجمال الفاتن للمرأة في اللوحة. وبرغم غموض اللوحة واستعصائها على أيّ تفسير، فإنه يمكن القول إنها عبارة عن رحلة شاعرية في عالم الطبيعة المثالية واستذكار للمناظر الرعوية التي ارتبطت بروما وباليونان القديمة. تفاصيل اللوحة تشبه الحلم. وأهميّتها الحقيقية تكمن في المزاج الذي تصوّره. ولعلّ هذا يفسّر افتتان الكثير من الشعراء والأدباء والفلاسفة بها. "العاصفة" تصوّر طبيعة قديمة يجري في وسطها جدول ماء صغير. وعلى حافّة الجدول، إلى اليسار، يقف رجل يرتدي ملابس رسمية ويمسك بيده رمحا طويلا. بينما تجلس على الجهة المقابلة امرأة ترضع طفلا. الرجل يبدو بهيئة تشبه هيئة الجنود. وقفته بطولية وواثقة، بينما ينظر باتجاه الم...

لوحات عالميـة - 218

Image
جـامـع الكُـتُـب للفنّان الإيطالي جوزيـبي أرشيمبـولــدو، 1566 كان ارشيمبولدو أحد أكثر رسّامي عصر النهضة أصالة وابتكارا. بل يقال انه أوّل من ابتدع الرسم التكعيبي. حدث هذا قبل أكثر من ثلاثة قرون من ظهور بيكاسو والحركة التكعيبية. وقد أحبّه السورياليون وأعجبوا بصوره الفانتازية وأشكاله الهندسية وبمهارته الفائقة في التوليف. بينما رأى فيه آخرون فنانا رمزيا يمكن اعتبار أعماله امتدادا للأفكار الإنسانية التي راجت في نهايات عصر النهضة الايطالي. اشتهر ارشيمبولدو ببورتريهاته عن الفصول الأربعة التي صوّر كلا منها على هيئة إنسان تتشكّل ملامحه من الفواكه والخضار التي تقترن بكلّ فصل من فصول السنة. غير أن أشهر لوحاته وأكثرها شعبية هو هذا البورتريه الذي رسمه لمؤرّخ وطبيب نمساوي اسمه وولفغانغ لاتزيوس. كان لاتزيوس عالما مشهورا وقد عُرف بقربه من بلاط عائلة هابسبيرغ. ويقال انه بلغ من حبّ هذا الرجل للكتب انه كان يستطيع الحصول على أيّ كتاب أو وثيقة أو مخطوط يريده بأيّ ثمن وبأيّ طريقة. وبورتريه ارشيمبولدو عن لاتزيوس هو الوحيد من بين بورتريهاته الذي يخلو من عناصر الطبيعة. والبورتريه عبارة عن كومة من الكت...

لوحات عالميـة - 217

Image
بورتريـه الفـارس الضـاحـك للفنان الهولندي فـرانـز هـولــس، 1624 لا تستطيع وأنت تتمعّن في تفاصيل هذه اللوحة إلا أن تُعجب بها وبالأسلوب العفوي والتلقائي الذي رُسمت به. إنها تشبه كثيرا لقطة بالكاميرا لموقف أو حالة إنسانية تمّ الإمساك بها في منتصفها. العفوية والتلقائية هما أهمّ ملمحين يجعلان من هذه اللوحة تحفة فنية متميّزة. ثم هناك الابتسامة الغامضة المرتسمة على وجه الفارس. وهي ابتسامة يُخيّل للناظر أنها تحمل كثيرا من معاني الازدراء والفوقية. هذا الرجل الظاهر في الصورة هو احد نبلاء مدينة هارلم الهولندية خلال القرن التاسع عشر. غير أن احدا لا يعرف اسمه ولا هويّته على وجه التحديد. ومن الواضح انه قصد استوديو الرسّام ذات يوم كي يرسمه بعد أن حضّر نفسه جيّدا وارتدى للمناسبة أغلى الثياب وأفخمها. الملاحظة الأولى التي لا بدّ وأن تستوقف الناظر إلى اللوحة تتعلق بالعنوان. إذ أن عنوانها لا ينطبق على مضمونها. فالفارس هنا لا يضحك بل يتبسّم. وابتسامته من ذلك النوع الذي لا يقاوم. يقال بالمناسبة إنها إحدى أشهر الابتسامات في تاريخ الرسم. رغم أنها، ظاهريا، مستفزّة ولا تبعث على الارتياح. هل ابتسامة ...

لوحات عالميـة – 216

Image
خيـول عربيـة تتعـارك في إسطبـل للفنان الفرنسي أوجيـن ديـلاكـــروا، 1860 كان ديلاكروا منذ بداية اشتغاله بالرسم مفتونا بجموح ووحشية الحيوانات. ولطالما أثارت اهتمامه، بشكل خاصّ، الخيول وصراعاتها الدامية فيما بينها. وهو أمر رآه رأي العين أثناء زيارته لشمال أفريقيا. وقد رسم العديد من اللوحات من وحي إقامته في المغرب صوّر فيها مظاهر من صراع الحيوانات بين بعضها البعض وصراعها مع الإنسان. وضمن هذا السياق، تندرج لوحاته "أسد يهاجم حصانا" و"صيد الأسود" و"عرب يتقاتلون في الجبال". وقد ألهمت رسوماته عن الحيوانات، والخيل خاصّة، عددا من الرسّامين مثل الفنان الانجليزي جورج ستبس الذي رسم الخيل في عدد من لوحاته، أشهرها " الجواد ويسل جاكيت " و"أسد يهاجم حصانا". في هذه اللوحة الجميلة، يصوّر ديلاكروا منظرا لجوادين عربيين يتقاتلان بضراوة داخل إسطبل، بينما يحاول حرّاس الإسطبل التدخّل لوقف عراكهما. اللافت للاهتمام في هذه اللوحة براعة ديلاكروا في تصوير آنية وحركية الصراع بين الحيوانين الهائجين. الحركة الدائرية والإيقاع الراقص للحيوانين توحيان بالصراع الذي ...

لوحات عالميـة – 215

Image
روبنـز وإيـزابيـلا بـرانـدت للفنان الهولندي بيتـر بـول روبنــز، 1609 يُوصف روبنز بأنه أمير الرسّامين ورسّام الأمراء، بالنظر إلى انه رسم الكثير من أفراد العائلات الملكية الأوربية. ولوحاته تتميّز بثرائها اللوني وبسحرها الذي لا يُقاوَم. ويقال بأنه كان أفضل من يرسم بالألوان الزيتية. وبعكس كبار الرسّامين الآخرين مثل فان غوخ ورمبراندت، فإن روبنز حقّق الكثير من التقدير والثراء أثناء حياته. وكان من عادته أن يستعين برسّامين كثر في محترفه لمواكبة طلبات الرسم الكثيرة التي كان يتلقاها والتي لم يكن يستطيع رفضها. كان يرسم اسكتشات أولية للوحاته ثم يعهد بها إلى مساعديه لإتمام بقيّة التفاصيل. لكنّ روبنز اختار أن يرسم هو بنفسه هذه اللوحة بالكامل. قد يكون السبب أن موضوع اللوحة شخصيّ وحميم. إذ تصوّره هو وزوجته ايزابيلا براندت التي اقترن بها عقب عودته من رحلته إلى ايطاليا. كان روبنز آنذاك في الثانية والثلاثين من عمره بينما كان عمر ايزابيلا ثمانية عشر عاما. ويرجّح انه رسم اللوحة بعد زواجهما مباشرة، أي في العام 1609، ثم أهداها إلى والدي عروسه. وقد استخدم روبنز في اللوحة بعض الرموز التقليدية التي تعبّر عن ال...

لوحات عالميـة – 214

Image
المـأســاة للفنان الإسباني بابلـو بيكـاسـو، 1903 اتسمت مرحلة بيكاسو الزرقاء بغلبة اللون الأزرق على لوحاته. وأصبح الأزرق، بفضل توظيف بيكاسو له، رمزا للوحشة والحزن والخواء وأحيانا للتأمّل الصامت. كان الفنان يمزج اللون والمزاج معا بنمط معيّن من الشخصيات التي كان يتعاطف معها، كالمتسوّلين والمنبوذين والمشرّدين والسكارى ولاعبي السيرك والباعة المتجوّلين وبائعات الهوى وغيرهم من الفئات الاجتماعية المسحوقة والمهمّشة. ولوحات بيكاسو في المرحلة الزرقاء تعتبر من أجمل ما رسم، رغم كونها مجلّلة بالمعاناة والخيبة والحزن. في "المأساة" يرسم بيكاسو ثلاثة أشخاص، رجل وامرأة وطفل، وهم يقفون على شاطئ البحر. اللون الأزرق، هنا أيضا، يحدّد طبيعة المزاج والمشاعر. الأشخاص الثلاثة قد يكونون أفراد عائلة واحدة، رغم أن هذا ليس مؤكّدا. غير أن من الواضح أن المنظر يعكس شعورا بالحزن وربّما الفجيعة. من الأشياء اللافتة في اللوحة أن الفنان بالغ في رسم نسب الشخوص وجعلهم يغطون كامل مساحة اللوحة تقريبا. الطفل يبدو وكأنه الشخصية المركزية في هذه اللوحة. يده الممتدّة إلى الرجل ونظراته التائهة تعطي إحساسا بحاجته ل...

لوحات عالميـة - 213

Image
عِنــاق للفنان البولندي إيزديسواف بكشينيسكي، 1971 عندما تنظر إلى إحدى لوحات بكشينيسكي، لا بدّ وأن تستوقفك طبيعتها الصادمة وتفاصيلها المخيفة. في هذه اللوحة يرسم رجلا وامرأة على هيئة هيكلين عظميين وهما في حالة عناق حميم. الصورة مزعجة وربّما مرعبة. واللون البرتقالي الذي يغطّي المشهد بالكامل يكثّف حالة الشعور بالانقباض والسوداوية. هل هي لوحة عن الموت؟ أم أنها تعبير عن الإحساس بخواء الحياة وخلوّها من أيّ معنى؟ الواقع أن جميع لوحات بكشينيسكي هي عبارة عن مشاهد متتالية من طبيعة كئيبة تمتلئ بالهياكل والصحاري والأشخاص المشوّهين. كما تظهر في بعضها صور لدُمى أطفال مهشّمة ولأشخاص بلا وجوه وأشخاص آخرين تغطّي الضِمادات وجوههم. ومناظره بشكل عام تذكّر بأفلام الرعب وأحيانا بتفاصيل تلك الطبيعة الفانتازية التي تظهر في أفلام الفيديو الالكترونية عادة. وأجواء معظم لوحاته مظلمة ومسكونة بالكوابيس والرؤى المزعجة. مقابر، مخلوقات غريبة الشكل، ملامح لأشخاص تكشف عن قدر عظيم من الألم والمعاناة والقسوة. بعض اللوحات تذكّرنا بفنّ وأدب الحقبة القوطية. بعضها الآخر فيها تأثيرات سوريالية وتجريدية واضحة. تتأمّل بعض ...

لوحات عالميـة - 212

Image
عائـلـة الرسّـام للفنان الأمريكي إدمونـد تاربِـل، 1899 يعتبر ادموند تاربل احد أشهر الرسّامين الانطباعيين الأمريكيين. وكان معاصرا لكلّ من فرانك بنسون وتشايلد هاسام اللذين يعتبران من أهمّ رموز الانطباعية الأمريكية خلال القرن العشرين. كان تاربل يهوى رسم الديكورات الداخلية والمناظر المنزلية. وكانت زوجته وأطفاله الأربعة هم موديلاته المفضّلون. وتتسمّ أعماله بالمزج ما بين الانطباعية والأسلوب الأكاديمي في الرسم. ويبدو الشخوص في لوحاته وهم منهمكون في أعمال وأنشطة منزلية أو جالسون خارج المنزل. كان الرسّام ينتمي إلى مدرسة بوسطن للرسم والتي ازدهرت وذاع صيتها بدءا من السنوات الأولى من القرن العشرين. وقد اشتهر رسّامو تلك المدرسة إجمالا بمناظرهم التي تصوّر العالم المنعزل لنساء الطبقة العليا اللاتي يظهرن بملابسهن الأنيقة وهيئاتهن الحديثة وهنّ يؤدين أعمالهن الروتينية اليومية. في هذه اللوحة يرسم تاربل زوجته وشقيقتها وأبناءه الأربعة. وأوّل ما يلفت الاهتمام في المنظر سحر الألوان، وخاصّة هذا المزج المرهف ما بين اللونين الأصفر والأزرق واهتمام الرسّام بالتفاصيل والعناصر الصغيرة. الألوان في اللوحة مت...

لوحات عالميـة - 211

Image
حالـة إلهــام للفنان الفرنسي غِـيـوم سِيـنـيـاك، 1911 الذي ينظر إلى هذه اللوحة ويستوقفه تناغم ألوانها ورقّة تفاصيلها قد يظنّ أنها لوحة منسيّة أو غير معروفة لـ ويليام بوغورو . وهذا الانطباع ليس في مكانه تماما، مع أن له ما يبرّره. فـ غِيوم سينياك كان احد الرسّامين الذين تتلمذوا على بوغورو وتأثروا كثيرا بأسلوبه الأكاديمي وبطريقة اختياره لمواضيع لوحاته. ومن هنا قرب الشبه بين لوحات الاثنين. وربّما كان هذا احد الأسباب المهمّة في أن اسم سينياك غير معروف كثيرا اليوم. فلوحاته تكاد تكون نسخة طبق الأصل عن لوحات بوغورو. وهذه السمة لوحدها كفيلة بأن تجعل منه رسّاما يفتقر إلى الأصالة والتجديد إلى حدّ ما. لكنْ قد يكون عذر سينياك هو انه لم يجد في زمانه رسّاما جديرا بالمحاكاة والتقليد خيرا من أستاذه الذي لا يتردّد بعض النقاد اليوم في وصفه بأنه احد أعظم الرسّامين الذين عرفهم تاريخ الفنّ. وعلى كلّ، فقد كان سينياك مشهورا كثيرا في عصره وكان احد الفنانين الذين كانوا يعرضون أعمالهم بانتظام في صالون باريس ونال على بعضها العديد من الجوائز. من جهة أخرى، كان هواة الفنّ وجامعو التحف الفنية من الأوربيين والأمريكيي...

لوحات عالميـة - 210

Image
إنسـان فيتـروفيـوس للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487 هذه اللوحة مهمّة جدّا، ليس فقط لأننا اعتدنا رؤيتها في الكثير من الأماكن، وإنما لأنها أيضا ترمز إلى امتزاج الفنّ بالعلم خلال عصر النهضة، كما أنها توفّر دليلا آخر على عبقرية دافنشي وتنوّع مشاغله واهتماماته. في اللوحة يصوّر ليوناردو رجلا عاريا في وضعين عموديين متداخلين، بينما تبدو ذراعاه وساقاه في حالة تماسّ مع محيط مربّع ودائرة. وفي أعلى اللوحة وأسفلها سجّل الرسّام بعض الملاحظات التي أراد من خلالها أن يشرح ما قصده من اللوحة. وعلى الرغم من بساطة الشكل المرسوم فإنه أصبح مع مرور الأيّام احد أشهر الأعمال التشكيلية وأوسعها انتشارا. وكثيرا ما تُستدعى اللوحة عند الحديث عن مواضيع مثل التناغم الداخلي والشفاء الذاتي من خلال اليوغا والتأمّل. وليس بالمستغرب أن يكون للّوحة هذا الظهور الدائم والمتكرّر في الإعلانات وعلى شعارات المراكز والنوادي الصحّية. والأساس الذي بنى عليه دافنشي موضوع اللوحة هو فكرة وردت في كتاب للمهندس المعماري الروماني ماركوس فيتروفيوس الذي عاش في القرن الأوّل قبل الميلاد. كان فيتروفيوس، بالإضافة إلى اشتغاله با...

لوحات عالميـة - 209

Image
من نحن؟ من أين أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ للفنان الفرنسي بـول غوغـان، 1897 يطرح غوغان في هذه اللوحة ذات الاسم الطويل ثلاثة أسئلة تختزل حيرة الإنسان وقلقه الوجودي وعجزه عن فهم الحياة. كان الفنّان الفرنسي كان قد قضى جزءا من حياته في جزيرة تاهيتي حيث كان يعكف على رسم النساء الهنديات وتصوير مظاهر الحياة البدائية هناك. وقد عُرف عنه أنه كان مثالا للفنان البوهيمي الذي عاش حياته طولا وعرضا ولم يؤمن يوما بسلطة التقاليد أو الأعراف الاجتماعية. وطوال حياته، كان غوغان دائم السفر والتنقّل، ولم يهدأ أو يستقرّ أبدا. وقد أصبح نموذجا للفنان المتجوّل وحيدا والذي لا يتردّد في التضحية بحياته في سبيل فنّه. غادر غوغان مجتمع المدنية الحديثة في باريس وأخذ طريقه وحيدا نحو البحار الجنوبية النائية بحثا عن الجنّة التي تغذّي روحه وتثري خياله وتروّض جموح نفسه الثائرة. وقد وجد بغيته في تاهيتي. كانت تلك الجزيرة قد اكتُشفت على أيدي البريطانيين في القرن الثامن عشر. وفي نهاية القرن التاسع عشر أصبحت هي وغيرها من جزر بولينيزيا أرضا فرنسية. وكانت تأثيرات الثقافة الغربية قد بدأت بتقويض التقاليد القديمة لسكّان تلك ا...

لوحات عالميـة - 208

Image
انتصــار المــوت للفنـان الهولندي بيـتر بـريغــل الأبّ، 1562 أينما نظرت في هذه اللوحة، لا تجد سوى الموت. ولهذا السبب تُصنّف على أنها إحدى أفظع الصور في تاريخ الفنّ التشكيلي. في هذا المشهد البانورامي الضخم نرى جيشا من الهياكل العظمية وهي تشقّ طريقها وسط إحدى المدن. الهياكل رمز للموت الذي يصطاد الأحياء ويقتلهم بلا تمييز ودون شفقة أو رحمة. حتى التفاصيل الطبوغرافية للمكان لا تشي سوى بالموت والخراب: النهر، الشاطئ والنيران المشتعلة في البحر. ووسط هذه الفوضى العارمة، يحاول الناس المذعورون الهرب بينما يقرّر بعضهم أن يقاتل، لكن بيأس. التفاصيل في اللوحة كثيرة جدّا. ويخيّل للناظر أن الرسّام عاجز عن مواكبة الرغبة الهائلة التي يبديها رسُل الموت في القتل والتدمير. الحرب هنا ليست عادلة ولا متكافئة. ويبدو أن لا سبيل لوقف جيش الموت من التقدّم وحصد المزيد من الأرواح. كما أن الجيش الغازي لا يميّز بين الضحايا ولا يفرّق بين ملك أو فلاح أو نبيل أو رجل أو طفل أو امرأة. فالجميع مستهدفون. كما أن جيش الموت بارع في تنويع طرق القتل، من قطع الأعناق إلى الشنق والإغراق في الماء والصلب وحتى استخدام الخوازيق المنصوبة...

لوحات عالميـة - 207

Image
الكــلــب للفنان الإسباني فرانشيسـكو دي غــويا، 1823 لا بدّ وأن معظمنا سمع باللوحات السوداء التي رسمها الفنان الاسباني دي غويا على جدران منزله قبيل وفاته. كان غويا في تلك الفترة يمرّ بأقسى مراحل حياته. وكان قد فقد زوجته وأولاده جميعا ووقع فريسة الاكتئاب والصَمَم والرؤى السوداء. وقد بدأ رسم اللوحات السوداء، وعددها 14 لوحة، في مطلع العام 1819 وضمّنها صورا لكوابيس وساحرات وأشباح ومناظر مرعبة توّجها بلوحته المشهورة والمزعجة "ساتورن يفترس أبناءه". هذه اللوحة واسمها "الكلب" هي إحدى أشهر تلك اللوحات، وأحد أكثر الأعمال غموضا في تاريخ الرسم العالمي. "الكلب" تصوّر طبيعة كئيبة ذات لون اصفر وبنّي يتوسّطها صورة لكلب لا يظهر منه سوى رأسه. ما قصّة الكلب؟ وما دلالته؟ وهل الصورة استعارة لشيء أو فكرة ما؟ لا أحد يعرف الإجابة على وجه التأكيد. وما تزال اللوحة تثير الكثير من التفسيرات والقراءات المختلفة والمتناقضة. في الكوميديا الإلهية يتحدّث دانتي عن كلب يقود أرواح الخاطئين والعصاة من بني البشر إلى حيث نار الجحيم والعذاب الأبدي. وثمّة احتمال بأن تكون القصّة أوحت لـ غ...