ثـلاث عـازفـات
لمعلّم رسم البورتريهات النصفية للنساء، 1530
لمعلّم رسم البورتريهات النصفية للنساء، 1530
في النصف الأوّل من القرن السادس عشر، كان يعيش في جنوب هولندا عدد من الرسّامين الذين كانوا يعملون ويوقّعون لوحاتهم بألقابهم لا بأسمائهم الحقيقية.
كانوا يختارون لأنفسهم صفات تناسب نوعية الرسم الذي برزوا فيه، مثل "معلّم رسم الطيور" و"معلّم رسم البورتريهات النصفية للنساء" وما إلى ذلك.
وكانت هناك محاولات مبكّرة لتحديد أسماء أولئك الرسّامين دون جدوى. ورغم شعبيّتهم إلا أن هويّاتهم ظلّت غير معروفة.
وأحد أشهر هؤلاء كان رسّاما أطلق على نفسه لقب "معلّم رسم بورتريهات النساء النصفية". لكن لا يُعرف عنه الكثير. ولا احد يعرف على وجه اليقين إن كان شخصا واحدا أو مجموعة من الرسّامين الذين كانوا يتشاركون ورشة جماعية.
كان هذا المعلّم يعمل في مدينة انتويرب. وقيل أيضا أنه عاش وعمل في مدينة ميشلين ضمن الدائرة المثقّفة التي كانت تحيط بمارغريت، الحاكمة النمساوية لهولندا، في بدايات ذلك القرن. وعلى الأرجح، كانت له ورشة كبيرة يديرها ويعمل تحت إشرافه رسّامون متعدّدون.
ويبدو من أسلوبه انه تلقّى تدريبا في الرسم على يد الفنّان يواكيم باتينير بسبب تماثل لوحاتهما المرسومة على الخشب. أما من يظهر في رسوماته غالبا فبعض نساء الطبقة الارستقراطية بملابسهنّ الأنيقة وهنّ يقرأن أو يعزفن الموسيقى أو يجلسن داخل ديكورات منزلية.
والمعلّم يرسمهنّ بنصف طول كما يوحي لقبه. وكثيرا ما كان يضيف إلى البورتريه منظرا طبيعيا تعبيريّا. ومن الواضح انه كان يرسم لوحاته بأسلوب القصر ولمصلحة بعض جامعي الفنّ في زمانه.
وعدد اللوحات المنسوبة للمعلّم يربو فوق المائة. كما أن أسلوبه، من ناحية الذوق والمزاج، يعكس أسلوب رسّامي مدينة بورغيس، مثل ادريان آيزنبرانت وآمبروزيوس بنسون وغيرهما. كما أن لوحاته تعبّر عن الخصائص والقيم الإنسانية والفنّية لعصر النهضة الشمالية.
وبعض لوحاته مرسومة ببراعة فائقة، لذا لاقت استحسانا وتقديرا واسعين من معاصريه. ويقال أن إحداها رُسم منها خمس عشرة نسخة وما تزال جميعها باقية إلى اليوم. وتظهر فيها امرأة عصرية بملابس جميلة وهي تكتب بينما تظهر خلفها نافذة.
لكن أشهر لوحات معلّم رسم البورتريهات النصفية للنساء هي هذه اللوحة التي يصوّر فيها ثلاث نساء يرتدين ملابس عصرية من القرن السادس عشر وهنّ يؤدّين وصلة موسيقية. وبينما تمسك إحداهنّ في يدها بنوتة موسيقية، تعزف الأخريان على آلتي لوت "عود" وفلوت أو ناي.
النساء الثلاث يشتركن في نفس السمات، فملامحهنّ متقاربة كثيرا وملابسهنّ بديعة بألوانها المتناغمة وزخارفها النفيسة. وكلهنّ رُسمن بأسلوب حديث، مع خاصّية لمعان تشبه تلك التي تظهر في اللوحات المرسومة للقصور.
السمت المهذّب للنساء والوجوه البيضاوية الشكل والمرسومة على هيئة قلوب والرموش المقوّسة والشفاه المحدّدة كانت دائما خصائص المرأة النموذج التي استخدمها الرسّام في جميع لوحاته. وهناك فرضية غير مؤكّدة تقول أن رسّاما مختلفا قد يكون هو الذي رسم الأيدي.
وربّما تكون الطبيعة الأنيقة للنساء ومواضيع اللوحات نفسها من بين الأسباب التي جعلت من هذه اللوحات مصدر إلهام لبعض الموسيقيين والشعراء.
وبحسب احد المؤرّخين، فإن النساء في هذه اللوحة يؤدّين أغنية مشهورة من ذلك الزمان لحنّها موسيقيّ يُدعى كلود دي سيرميزي وكتب كلماتها شاعر اسمه كليمنت ماروت.
المعروف انه توجد من هذه اللوحة اليوم نسخ متعدّدة، لكن أشهرها هي الموجودة في متحف الارميتاج الروسيّ.
كانوا يختارون لأنفسهم صفات تناسب نوعية الرسم الذي برزوا فيه، مثل "معلّم رسم الطيور" و"معلّم رسم البورتريهات النصفية للنساء" وما إلى ذلك.
وكانت هناك محاولات مبكّرة لتحديد أسماء أولئك الرسّامين دون جدوى. ورغم شعبيّتهم إلا أن هويّاتهم ظلّت غير معروفة.
وأحد أشهر هؤلاء كان رسّاما أطلق على نفسه لقب "معلّم رسم بورتريهات النساء النصفية". لكن لا يُعرف عنه الكثير. ولا احد يعرف على وجه اليقين إن كان شخصا واحدا أو مجموعة من الرسّامين الذين كانوا يتشاركون ورشة جماعية.
كان هذا المعلّم يعمل في مدينة انتويرب. وقيل أيضا أنه عاش وعمل في مدينة ميشلين ضمن الدائرة المثقّفة التي كانت تحيط بمارغريت، الحاكمة النمساوية لهولندا، في بدايات ذلك القرن. وعلى الأرجح، كانت له ورشة كبيرة يديرها ويعمل تحت إشرافه رسّامون متعدّدون.
ويبدو من أسلوبه انه تلقّى تدريبا في الرسم على يد الفنّان يواكيم باتينير بسبب تماثل لوحاتهما المرسومة على الخشب. أما من يظهر في رسوماته غالبا فبعض نساء الطبقة الارستقراطية بملابسهنّ الأنيقة وهنّ يقرأن أو يعزفن الموسيقى أو يجلسن داخل ديكورات منزلية.
والمعلّم يرسمهنّ بنصف طول كما يوحي لقبه. وكثيرا ما كان يضيف إلى البورتريه منظرا طبيعيا تعبيريّا. ومن الواضح انه كان يرسم لوحاته بأسلوب القصر ولمصلحة بعض جامعي الفنّ في زمانه.
وعدد اللوحات المنسوبة للمعلّم يربو فوق المائة. كما أن أسلوبه، من ناحية الذوق والمزاج، يعكس أسلوب رسّامي مدينة بورغيس، مثل ادريان آيزنبرانت وآمبروزيوس بنسون وغيرهما. كما أن لوحاته تعبّر عن الخصائص والقيم الإنسانية والفنّية لعصر النهضة الشمالية.
وبعض لوحاته مرسومة ببراعة فائقة، لذا لاقت استحسانا وتقديرا واسعين من معاصريه. ويقال أن إحداها رُسم منها خمس عشرة نسخة وما تزال جميعها باقية إلى اليوم. وتظهر فيها امرأة عصرية بملابس جميلة وهي تكتب بينما تظهر خلفها نافذة.
لكن أشهر لوحات معلّم رسم البورتريهات النصفية للنساء هي هذه اللوحة التي يصوّر فيها ثلاث نساء يرتدين ملابس عصرية من القرن السادس عشر وهنّ يؤدّين وصلة موسيقية. وبينما تمسك إحداهنّ في يدها بنوتة موسيقية، تعزف الأخريان على آلتي لوت "عود" وفلوت أو ناي.
النساء الثلاث يشتركن في نفس السمات، فملامحهنّ متقاربة كثيرا وملابسهنّ بديعة بألوانها المتناغمة وزخارفها النفيسة. وكلهنّ رُسمن بأسلوب حديث، مع خاصّية لمعان تشبه تلك التي تظهر في اللوحات المرسومة للقصور.
السمت المهذّب للنساء والوجوه البيضاوية الشكل والمرسومة على هيئة قلوب والرموش المقوّسة والشفاه المحدّدة كانت دائما خصائص المرأة النموذج التي استخدمها الرسّام في جميع لوحاته. وهناك فرضية غير مؤكّدة تقول أن رسّاما مختلفا قد يكون هو الذي رسم الأيدي.
وربّما تكون الطبيعة الأنيقة للنساء ومواضيع اللوحات نفسها من بين الأسباب التي جعلت من هذه اللوحات مصدر إلهام لبعض الموسيقيين والشعراء.
وبحسب احد المؤرّخين، فإن النساء في هذه اللوحة يؤدّين أغنية مشهورة من ذلك الزمان لحنّها موسيقيّ يُدعى كلود دي سيرميزي وكتب كلماتها شاعر اسمه كليمنت ماروت.
المعروف انه توجد من هذه اللوحة اليوم نسخ متعدّدة، لكن أشهرها هي الموجودة في متحف الارميتاج الروسيّ.