بـورتـريـه جنـدي ألمـانـي
للفنان الأمريكي مـارسـدن هـارتـلـي، 1914
للفنان الأمريكي مـارسـدن هـارتـلـي، 1914
يقال أن مارسدن هارتلي كان أوّل فنّان أمريكي يرسم لوحة تجريدية. ولم يحدث هذا في أمريكا بل في ألمانيا حيث كان يدرس الرسم. كان عمره آنذاك سبعة وثلاثين عاما.
وقد درس هارتلي الرسم في فرنسا أوّلا، حيث اطلع على أعمال سيزان وعلى الرسم التكعيبي. ثم ذهب إلى ميونيخ فـ درسدن وبرلين حيث تأثّر بكاندنسكي وماكس بيكمان وعرف عن كثب كلا من اوغست ماكا وفرانز مارك.
هذا البورتريه التجريديّ رسمه هارتلي عندما كان يقيم في ألمانيا عام 1913. وهو عبارة عن مرثيّة منه لصديقه المقرّب الليفتانت كولونيل الألماني كارل فون فريبورغ الذي قُتل في بدايات الحرب العالمية الأولى.
وبدلا من رسم صورة واقعية لصديقه، استخدم هارتلي الرموز المتصلة بهويّة فريبورغ وحياته الشخصية، ثم مزجها في قطع مثل أجزاء اللغز.
واللوحة تتضمّن مزجا بين التكعيبية والتعبيرية الألمانية من خلال ضربات الفرشاة الخشنة والاستخدام الدراماتيكي للألوان الساطعة.
وكان هارتلي قد أقام علاقة وثيقة مع الجنديّ القتيل. لكن موته في الحرب أصاب الرسّام بصدمة كبيرة. وفي ما بعد، عمد إلى إضفاء طابع مثاليّ على علاقتهما. ويبدو أن هارتلي لم يُشف أبدا من آثار موت صديقه. وهناك إشارات كثيرة إلى الجنديّ في العديد من أعمال الرسّام الأخرى.
هذه اللوحة تتألّف من عناصر من لباس الجندي القتيل كالميداليات والشارات العسكرية والصليب المعدني، الإضافة إلى أرقام ورموز وأعلام.
في أسفل اللوحة إلى اليسار، تظهر الأحرف الأولى من اسم فريبورغ، بالإضافة إلى رقم 24 أي عمره عندما قتل في المعركة، وفي الوسط يظهر رقم 4 أي رقم الفوج الذي كان يتبعه.
وفي أعلى اللوحة، تظهر أنماط من مربّعات بيضاء وسوداء تشبه لوح شطرنج، وهي اللعبة التي كان يفضّلها فريبورغ.
في اللوحة أيضا يعبّر هارتلي عن الفخامة العسكرية بإظهار النسيج المقصّب على كتف السترة العسكرية الخاصّة.
في ميونيخ، جمع الرسّام الفنّ الشعبي البافاري. وفي ذلك الوقت كان عمله مزيجا من التجريد والتعبيرية الألمانية المطعّمة بنسخته الشخصيّة والخاصّة من التصوّف.
والكثير من لوحاته التي رسمها في ألمانيا استلهمها من المواكب والمهرجانات العسكرية الألمانية الني كان يراها. لكن نظرته لهذا الموضوع تغيّرت بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، أي عندما لم تعد الحرب مسألة رومانسية وإنّما حقيقة مؤلمة.
أهمّ لوحات هارتلي رسمها في السنتين الأوليين من الحرب عندما كان يعيش في برلين. كانت المدينة تمتلئ بالعديد من الرسّامين الطليعيين من جميع أنحاء العالم. وخلال تلك الفترة، أنتج سلسلة رسوماته التجريدية التي تعكس، ليس فقط اشمئزازه من فظاعات الحرب، وإنما أيضا افتتانه بالقوّة وبالاستعراضات العسكرية التي رافقت الدمار الذي أحدثته الحرب.
ولد مارسدن هارتلي في يناير من عام 1877م في لويستونفيل بولاية مين الأمريكية التي كان والده الانجليزي قد استقرّ فيها. كان ترتيبه الأخير في عائلة من تسعة أطفال. وقد تلقّى دروسا في الرسم في معهد كليفلاند للفنّ بعد انتقال عائلته للعيش في اوهايو. ثم انتقل بعد ذلك إلى نيويورك حيث درس في مدرسة نيويورك للفنّ على يد الرسّام الكبير وليام ميريت تشيس.
وفي نيويورك، انجذب هارتلي إلى الفريد ستيغليتز ومجموعته من الفنّانين الطليعيين الذين كانوا يعرضون أعمالهم في غاليري ستيغليتز.
وقد قام الرسّام بعدّة رحلات إلى أوربّا. ثم قضى وقتا في المكسيك وفي برمودا، قبل أن يعود مجدّدا إلى مسقط رأسه في ولاية مين.
كان هارتلي يكتب الشعر والمقالة والقصّة القصيرة. كما كان معجبا كثيرا بالرسّام البيرت رايدر وربطته به علاقة صداقة وثيقة. وقد ألهمته تلك الصداقة، بالإضافة إلى اطلاعه على قصائد الشاعر الصوفيّ والت ويتمان وكتابات فلاسفة التسامي الأمريكيين مثل ثورو وإيمرسون، بأن ينظر إلى الفنّ باعتباره بحثا روحيّا.
لوحاته الأخيرة بسيطة ومباشرة. وهي تصوّر عمالا يعملون بجدّ، وطبيعة جبلية من ولايته. وقد استمرّ يرسم في مين مناظر ريفية إلى حين وفاته في سبتمبر من عام 1943م.
وقد درس هارتلي الرسم في فرنسا أوّلا، حيث اطلع على أعمال سيزان وعلى الرسم التكعيبي. ثم ذهب إلى ميونيخ فـ درسدن وبرلين حيث تأثّر بكاندنسكي وماكس بيكمان وعرف عن كثب كلا من اوغست ماكا وفرانز مارك.
هذا البورتريه التجريديّ رسمه هارتلي عندما كان يقيم في ألمانيا عام 1913. وهو عبارة عن مرثيّة منه لصديقه المقرّب الليفتانت كولونيل الألماني كارل فون فريبورغ الذي قُتل في بدايات الحرب العالمية الأولى.
وبدلا من رسم صورة واقعية لصديقه، استخدم هارتلي الرموز المتصلة بهويّة فريبورغ وحياته الشخصية، ثم مزجها في قطع مثل أجزاء اللغز.
واللوحة تتضمّن مزجا بين التكعيبية والتعبيرية الألمانية من خلال ضربات الفرشاة الخشنة والاستخدام الدراماتيكي للألوان الساطعة.
وكان هارتلي قد أقام علاقة وثيقة مع الجنديّ القتيل. لكن موته في الحرب أصاب الرسّام بصدمة كبيرة. وفي ما بعد، عمد إلى إضفاء طابع مثاليّ على علاقتهما. ويبدو أن هارتلي لم يُشف أبدا من آثار موت صديقه. وهناك إشارات كثيرة إلى الجنديّ في العديد من أعمال الرسّام الأخرى.
هذه اللوحة تتألّف من عناصر من لباس الجندي القتيل كالميداليات والشارات العسكرية والصليب المعدني، الإضافة إلى أرقام ورموز وأعلام.
في أسفل اللوحة إلى اليسار، تظهر الأحرف الأولى من اسم فريبورغ، بالإضافة إلى رقم 24 أي عمره عندما قتل في المعركة، وفي الوسط يظهر رقم 4 أي رقم الفوج الذي كان يتبعه.
وفي أعلى اللوحة، تظهر أنماط من مربّعات بيضاء وسوداء تشبه لوح شطرنج، وهي اللعبة التي كان يفضّلها فريبورغ.
في اللوحة أيضا يعبّر هارتلي عن الفخامة العسكرية بإظهار النسيج المقصّب على كتف السترة العسكرية الخاصّة.
في ميونيخ، جمع الرسّام الفنّ الشعبي البافاري. وفي ذلك الوقت كان عمله مزيجا من التجريد والتعبيرية الألمانية المطعّمة بنسخته الشخصيّة والخاصّة من التصوّف.
والكثير من لوحاته التي رسمها في ألمانيا استلهمها من المواكب والمهرجانات العسكرية الألمانية الني كان يراها. لكن نظرته لهذا الموضوع تغيّرت بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، أي عندما لم تعد الحرب مسألة رومانسية وإنّما حقيقة مؤلمة.
أهمّ لوحات هارتلي رسمها في السنتين الأوليين من الحرب عندما كان يعيش في برلين. كانت المدينة تمتلئ بالعديد من الرسّامين الطليعيين من جميع أنحاء العالم. وخلال تلك الفترة، أنتج سلسلة رسوماته التجريدية التي تعكس، ليس فقط اشمئزازه من فظاعات الحرب، وإنما أيضا افتتانه بالقوّة وبالاستعراضات العسكرية التي رافقت الدمار الذي أحدثته الحرب.
ولد مارسدن هارتلي في يناير من عام 1877م في لويستونفيل بولاية مين الأمريكية التي كان والده الانجليزي قد استقرّ فيها. كان ترتيبه الأخير في عائلة من تسعة أطفال. وقد تلقّى دروسا في الرسم في معهد كليفلاند للفنّ بعد انتقال عائلته للعيش في اوهايو. ثم انتقل بعد ذلك إلى نيويورك حيث درس في مدرسة نيويورك للفنّ على يد الرسّام الكبير وليام ميريت تشيس.
وفي نيويورك، انجذب هارتلي إلى الفريد ستيغليتز ومجموعته من الفنّانين الطليعيين الذين كانوا يعرضون أعمالهم في غاليري ستيغليتز.
وقد قام الرسّام بعدّة رحلات إلى أوربّا. ثم قضى وقتا في المكسيك وفي برمودا، قبل أن يعود مجدّدا إلى مسقط رأسه في ولاية مين.
كان هارتلي يكتب الشعر والمقالة والقصّة القصيرة. كما كان معجبا كثيرا بالرسّام البيرت رايدر وربطته به علاقة صداقة وثيقة. وقد ألهمته تلك الصداقة، بالإضافة إلى اطلاعه على قصائد الشاعر الصوفيّ والت ويتمان وكتابات فلاسفة التسامي الأمريكيين مثل ثورو وإيمرسون، بأن ينظر إلى الفنّ باعتباره بحثا روحيّا.
لوحاته الأخيرة بسيطة ومباشرة. وهي تصوّر عمالا يعملون بجدّ، وطبيعة جبلية من ولايته. وقد استمرّ يرسم في مين مناظر ريفية إلى حين وفاته في سبتمبر من عام 1943م.