لوحات عالميـة – 305
هيكلان عظميّان يتقاتلان على سمكة مدخّنة للفنان البلجيكي جيمـس إنسـور، 1891 صُوَر جيمس إنسور تشبه مقاطع من فيلم مرعب. يمكن أن ترى فيها موكبا لأشخاص بشعين، ووجوها بأقنعة، وصورا ملطّخة لنساء ورجال، وهياكل عظمية ودمى عملاقة. كما يمكن أن ترى فيها عمّال مطعم يقدّمون للزبائن رؤوسا بشرية على أطباق، وغيلانا تأكل السمك، وشياطين تتقافز غبطة وفرحا. في بداياته، كان إنسور مشهورا بسبب رسوماته الواقعية التي تصوّر أشخاصا ومنازل ومناظر بحرية. غير انه غيّر اتجاهه كلّيا بعد ذلك وأصبح مستغرقا في عالم تخيّلاته الخاصّة. كان مثيرا للاهتمام بتخلّيه عن الأفكار التقليدية في الرسم واستكشافه لمواضيع جديدة. وهو اليوم يُعدّ احد روّاد المدرسة التعبيرية. ويمكن مقارنته بـ إدفارد مونك وإميل نولدي وغيرهما. ومثل رينيه ماغريت وبول ديلفو، فإن إنسور يُعتبر اسما كبيرا في عالم الفنّ البلجيكي الحديث. إنسور عُرف أيضا ببراعته في توظيف الألوان واستخدم الضوء في لوحاته كعنصر انفعالي وتعبيري وبتقنياته المتحرّرة وخياله الجامح وبنظرته الساخرة والناقدة للجنس البشري. وكان لديه هاجس رافقه طوال حياته ويتمثّل في كثرة ظهور...