لوحات عالميـة – 362
جندي وفتاة ضاحكة للفنان الهولندي يوهـان فيـرميـر، 1657 في الرسم الهولنديّ من القرن السابع عشر، كثيرا ما نرى منظرا لجنديّ وامرأة وهما يجلسان حول طاولة ويزجيان وقتهما في الحديث والتسلية. ويبدو أن هذه كانت فكرة رائجة في الرسم من ذلك العصر. وفيرمير أيضا رسم نفس الفكرة في هذه اللوحة التي أراد لها أن تكون بنفس الوقت دراسة للفراغ المملوء بالضوء. ويُرجّح أنه أخذ الفكرة من مواطنه الرسّام بيتر دي هوك الذي كان قد رسم مناظر عدّة لجنود ونساء يجلسون حول طاولات ويتبادلون الحديث. وكان دي هوك قد رسم مثل هذه اللوحة قبل هذا الوقت بعشر سنوات. لكنه هو أيضا اقتبس الفكرة من رسّامي مدينة هارلم. وكان رسم مثل هؤلاء الجنود أو الفرسان تقليدا شائعا في ذلك الوقت، مثل ما سبقت الإشارة. غير أن مفهوم فيرمير للفكرة مختلف عن دي هوك كثيرا. فهو في لوحته هذه يجعل المتلقّي مراقبا غير مرئيّ يحاول استراق نظرة من وراء الباب لمعرفة ما يجري في الداخل. لكن، أوّلا، ما الذي يحدث في اللوحة، بل هل هناك أصلا ما يحدث؟ في البداية، ستلفت انتباهك الصورة الصغيرة، وبعدها سرعان ما ستنتبه إلى الدراما التي تكشف عنه...