ويستِـرن مـوتيـل
للفنان الأمريكي ادوارد هـوبـر، 1957
للفنان الأمريكي ادوارد هـوبـر، 1957
يُوصف ادوارد هوبر أحيانا بأنه مثقّف منعزل ومتحفّظ. السنوات العشر الأخيرة من حياته كانت مليئة بالجوائز وبدرجات الدكتوراة الفخرية. في تلك الفترة، كان الفنّ التجريدي يشهد أزهى فترات صعوده. لكنّ هوبر ظلّ محافظا بعناد على واقعيّته.
وفي أعوامه الأخيرة، أصبح السفر أحد موضوعاته المفضّلة. وعلى عكس ما ألفنا رؤيته في لوحاته الأخرى التي تحدّق فيها النساء خارج النوافذ باتجاه ضوء الشمس، فإن المرأة في هذه اللوحة تنظر إلى المتلقّي مباشرة.
رسم الفنّان اللوحة أثناء إقامته في احد الموتيلات في لوس انجيليس. والمرأة الظاهرة فيها هي زوجته جو نيفيسون التي كانت ترافقه أثناء تلك الزيارة. ورغم بساطة التوليف، إلا أن المشهد غامض سيكولوجيّا. النظرة المتأمّلة للمرأة ووضعها المتوتّر يعزّز الإحساس بأن حدثا ما على وشك الوقوع. غرفة الموتيل هي رمز للحياة الحديثة التي ليس لها جذور، وللتنقّل الدائم وعدم الثبات. كما أن الصورة تستذكر اتساع ورحابة مناطق الغرب الأمريكي.
الزوجة تجلس على سرير في غرفتهما بالموتيل. وإلى جانب السرير حقيبتان تَشِيان بأنهما على وشك المغادرة. وفي خارج الغرفة، يظهر الطرف الأمامي لسيّارتهما التي قدما عليها من نيويورك وستعيدهما إلى هناك. السيّارة رُسمت بهذه الهيئة كي توحي بالارتباط الوثيق بينها وبين المرأة. لون السيّارة يتماهى مع الأثاث، وبنطال الرسّام الذي يستقرّ بإهمال على الكرسيّ الأيمن يتوافق لونه مع لون السماء في الخارج. أيضا يظهر في الخلفية خطّ سكّة حديد فارغ ومنظر لطبيعة شاحبة.
كان هوبر يعتقد بأن النساء تعوزهنّ الكفاءة لقيادة السيارة بطريقة آمنة. وكثيرا ما كان يُحبط جهود زوجته في أن تسوق أو تحصل على رخصة قيادة. ومع ذلك كانت تسوق بلا رخصة، وكانت الأمور تنتهي بهما معا إلى المحاكم نتيجة مخالفاتها على الطريق. وكان الزوجان مشهورين بنزاعاتهما الصاخبة حول هذا الأمر والتي كان يتخلّلها أحيانا عنف جسديّ. وأثناء زواجهما، كانت جو تغضب نتيجة شعورها بأن زوجها كان يحاول أن يسيطر عليها وأن يفرض عليها قناعاته الخاصّة.
هذه اللوحة هي انعكاس لذلك النزاع بينهما، كما أنها ترمز إلى رفض الرجال لتطلّعات النساء في المساواة في الأمور المنزلية. وتحت عين الفنّان التهكّمية فإن السيّارة والمرأة متّحدتان معا. المرأة هنا تبدو غاضبة وعازمة على التعارك مع زوجها الرسّام من اجل السيطرة على ذلك الشيء في الخارج الذي يرمز للسلطة.
في لوحات هوبر يبدو البشر صامتين وساكنين ومتجمّدين داخل عوالمهم المنعزلة. والمناطق التي تفصل في ما بينهم ليست مشحونة بالجاذبية أو العاطفة، وإنما باللامبالاة المطلقة. والضوء هو العنصر الذي يبعث في هذه الصور الحياة. كان الفنّان يستخدم الضوء للإيحاء بحالات من التأمّل والاستبطان. تنظر إلى أعماله فتحسّ فيها بضوء الصباح الباكر وبنهار الصيف الحار وبركود الهواء وبنسيم المساء البارد وباقتراب الليل.
الطابع الدراميّ لمناظر هوبر أثار إعجاب العديد من المخرجين السينمائيين مثل الفرد هيتشكوك والمخرج الألماني فيم فيندرز.
لم يكن ادوارد هوبر غزير الإنتاج. وعدد لوحاته يتجاوز بالكاد الثلاثمائة وخمسين لوحة. في الخمسينات، أي عندما كان هو في السبعينات من عمره، كان يرسم خمس لوحات في العام. ونادرا ما تظهر لوحاته في السوق. وأغلى لوحة بيعت له حقّقت 27 مليون دولار عام 2006م.
تزوّج ادوارد هوبر من جوزيفين نيفيسون عام 1942 وهو في الثانية والأربعين. كانت هي أيضا رسّامة ومعلّمة للفنّ. وقد قضت سنواتها معه في الترويج له ولفنّه وفي تشجيعه ومساندته. وتوفّيت بعد رحيله بعشرة أشهر، أي في مارس من عام 1968م. وكانا قد أوصيا قبل وفاتهما بأن تؤول ملكية لوحاتهما إلى متحف ويتني للفنّ الأمريكي.
موضوع ذو صلة: هوبر.. شاعر العزلة
وفي أعوامه الأخيرة، أصبح السفر أحد موضوعاته المفضّلة. وعلى عكس ما ألفنا رؤيته في لوحاته الأخرى التي تحدّق فيها النساء خارج النوافذ باتجاه ضوء الشمس، فإن المرأة في هذه اللوحة تنظر إلى المتلقّي مباشرة.
رسم الفنّان اللوحة أثناء إقامته في احد الموتيلات في لوس انجيليس. والمرأة الظاهرة فيها هي زوجته جو نيفيسون التي كانت ترافقه أثناء تلك الزيارة. ورغم بساطة التوليف، إلا أن المشهد غامض سيكولوجيّا. النظرة المتأمّلة للمرأة ووضعها المتوتّر يعزّز الإحساس بأن حدثا ما على وشك الوقوع. غرفة الموتيل هي رمز للحياة الحديثة التي ليس لها جذور، وللتنقّل الدائم وعدم الثبات. كما أن الصورة تستذكر اتساع ورحابة مناطق الغرب الأمريكي.
الزوجة تجلس على سرير في غرفتهما بالموتيل. وإلى جانب السرير حقيبتان تَشِيان بأنهما على وشك المغادرة. وفي خارج الغرفة، يظهر الطرف الأمامي لسيّارتهما التي قدما عليها من نيويورك وستعيدهما إلى هناك. السيّارة رُسمت بهذه الهيئة كي توحي بالارتباط الوثيق بينها وبين المرأة. لون السيّارة يتماهى مع الأثاث، وبنطال الرسّام الذي يستقرّ بإهمال على الكرسيّ الأيمن يتوافق لونه مع لون السماء في الخارج. أيضا يظهر في الخلفية خطّ سكّة حديد فارغ ومنظر لطبيعة شاحبة.
كان هوبر يعتقد بأن النساء تعوزهنّ الكفاءة لقيادة السيارة بطريقة آمنة. وكثيرا ما كان يُحبط جهود زوجته في أن تسوق أو تحصل على رخصة قيادة. ومع ذلك كانت تسوق بلا رخصة، وكانت الأمور تنتهي بهما معا إلى المحاكم نتيجة مخالفاتها على الطريق. وكان الزوجان مشهورين بنزاعاتهما الصاخبة حول هذا الأمر والتي كان يتخلّلها أحيانا عنف جسديّ. وأثناء زواجهما، كانت جو تغضب نتيجة شعورها بأن زوجها كان يحاول أن يسيطر عليها وأن يفرض عليها قناعاته الخاصّة.
هذه اللوحة هي انعكاس لذلك النزاع بينهما، كما أنها ترمز إلى رفض الرجال لتطلّعات النساء في المساواة في الأمور المنزلية. وتحت عين الفنّان التهكّمية فإن السيّارة والمرأة متّحدتان معا. المرأة هنا تبدو غاضبة وعازمة على التعارك مع زوجها الرسّام من اجل السيطرة على ذلك الشيء في الخارج الذي يرمز للسلطة.
في لوحات هوبر يبدو البشر صامتين وساكنين ومتجمّدين داخل عوالمهم المنعزلة. والمناطق التي تفصل في ما بينهم ليست مشحونة بالجاذبية أو العاطفة، وإنما باللامبالاة المطلقة. والضوء هو العنصر الذي يبعث في هذه الصور الحياة. كان الفنّان يستخدم الضوء للإيحاء بحالات من التأمّل والاستبطان. تنظر إلى أعماله فتحسّ فيها بضوء الصباح الباكر وبنهار الصيف الحار وبركود الهواء وبنسيم المساء البارد وباقتراب الليل.
الطابع الدراميّ لمناظر هوبر أثار إعجاب العديد من المخرجين السينمائيين مثل الفرد هيتشكوك والمخرج الألماني فيم فيندرز.
لم يكن ادوارد هوبر غزير الإنتاج. وعدد لوحاته يتجاوز بالكاد الثلاثمائة وخمسين لوحة. في الخمسينات، أي عندما كان هو في السبعينات من عمره، كان يرسم خمس لوحات في العام. ونادرا ما تظهر لوحاته في السوق. وأغلى لوحة بيعت له حقّقت 27 مليون دولار عام 2006م.
تزوّج ادوارد هوبر من جوزيفين نيفيسون عام 1942 وهو في الثانية والأربعين. كانت هي أيضا رسّامة ومعلّمة للفنّ. وقد قضت سنواتها معه في الترويج له ولفنّه وفي تشجيعه ومساندته. وتوفّيت بعد رحيله بعشرة أشهر، أي في مارس من عام 1968م. وكانا قد أوصيا قبل وفاتهما بأن تؤول ملكية لوحاتهما إلى متحف ويتني للفنّ الأمريكي.
موضوع ذو صلة: هوبر.. شاعر العزلة