زوجـان في الشـارع
للفنان الفرنسي شـارل أنغـرانـد، 1887
للفنان الفرنسي شـارل أنغـرانـد، 1887
كان شارل أنغراند احد رموز تيّار الانطباعية الجديدة أو النُقَطية الذي ابتكره كلّ من جورج سورا وبول سيغناك في نهاية القرن التاسع عشر.
ومع ذلك كان أسلوب أنغراند مختلفا عن زملائه، فقد كان يرسم بألوان باردة أكثر من سيغناك وسورا اللذين كانا يستخدمان ألوانا ذات تباينات ساطعة في الغالب.
كان أنغراند مؤمنا بالفوضوية، وهي فلسفة سياسية تدعو لأن تحكم المجتمعات نفسها، وتعتبر أن الحكومات غير ضرورية، وأحيانا ضارّة، وأن الأفراد قادرون على تدبير شئونهم بأنفسهم من خلال التعاون والاحترام المتبادل.
والتزام الرسّام بمثل هذه الأفكار التي تبدو مستعصية على التطبيق دفعه لأن يولي أهمّية خاصّة بحياة الناس العاديّين، وخاصّة مواطني الطبقة الكادحة في الضواحي الذين كان يعتقد أن من حقّهم أيضا أن ينالوا نفس الاهتمام الذي يناله الارستقراطيون والأثرياء.
وكان أنغراند يعامل أفراد هذه الطبقات البسيطة بعاطفة وسخاء بالنظر إلى فقرهم وتدنّي مستوى معيشتهم.
وهذه اللوحة تعكس أفكار الرسّام، وفيها يرسم زوجين من أبناء الطبقة العاملة وهما يمشيان في احد شوارع باريس المتربة.
طريقة تصوير ملابس الزوجين البسيطة والشارع الرثّ الذي يمشيان فيه تنطوي على انتقاد ضمنيّ للفنّ الأكاديميّ الذي كان يميّز الصالون الرسميّ.
وعندما تنظر إلى تفاصيلها عن قرب سترى أنها تخلو من الألوان الأساسية اللامعة التي يستخدمها الرسّامون من نفس المدرسة عادةً. وقد وظّف الرسّام في اللوحة ألوانا ترابية فاتحة وباردة كالأخضر والأزرق والأحمر لتعميق الظلال، مع انعدام أيّ وجود للّون البنفسجيّ الذي يميّز لوحات الانطباعيين الجدد عادةً.
ومع ذلك فإن اللوحة تشعّ بالدفء والحميمية والبساطة. والاستخدام الرائع للضوء والظلّ هو نموذج للوحات أنغراند التي سبق أن وصفها زميله سيغناك بأنها قصائد من ضوء.
ومع أن هذه اللوحة لم تُعرض في حياة الرسّام، إلا أنها تمثّل نقطة تحوّل مهمّة في مساره الفنّي كرسّام. وكان قبلها قد رسم مناظر ريفية تشبه لوحات غوستاف كوربيه وجان فرانسوا ميليه مع مسحة انطباعية.
ولد شارل أنغراند في النورماندي في ابريل 1854 لأب كان يعمل مديرا لمدرسة. وبعد أن درس الرسم ليصبح معلّما، انتقل من روين إلى باريس التي رأى فيها لأوّل مرّة معرضا للوحات كميل كورو الذي يمكن رؤية تأثيره على أنغراند في لوحات الأخير المبكّرة.
ثم أصبح مدرّسا للرياضيات ليعيل نفسه في منطقة قريبة من المقاهي التي كان يؤمّها الفنّانون والكتّاب الطليعيون في باريس. وقد تقبّله هؤلاء بسرعة ضمن دائرتهم، وأصبح صديقا لفان غوخ وسورا وسيغناك وماكسيميليان لوس وهنري كروس وأوديلون ريدون. وفي عام 1884، أصبح احد الأعضاء المؤسّسين لصالون الرسّامين المستقلّين.
كان أنغراند يتمتّع بالقدرة على تحويل المناظر البسيطة إلى شعر. وقد تأثّر به فان غوخ في استخدامه للفرشاة السميكة وفي التوليف المتناظر المستوحى من الرسومات اليابانية.
لكن رغم نجاحات لوحاته التي رسمها بالأسلوب الانطباعيّ الجديد، إلا انه تخلّى عنه مع انتقاله إلى خارج باريس في عام 1896.
وقد قضى أنغراند آخر ثلاثين عاما من حياته في عزلة تامّة كان أثناءها يزاول الرسم باستخدام ألوان الباستيل التي كان صديقه سيغناك معجبا بها.
توفّي الرسّام في ابريل من عام 1926. ويمكن رؤية أعماله اليوم في عدد من المتاحف حول العالم مثل متحف كليفلاند ومتحف انديانا بوليس ومتحف المتروبوليتان.
ومع ذلك كان أسلوب أنغراند مختلفا عن زملائه، فقد كان يرسم بألوان باردة أكثر من سيغناك وسورا اللذين كانا يستخدمان ألوانا ذات تباينات ساطعة في الغالب.
كان أنغراند مؤمنا بالفوضوية، وهي فلسفة سياسية تدعو لأن تحكم المجتمعات نفسها، وتعتبر أن الحكومات غير ضرورية، وأحيانا ضارّة، وأن الأفراد قادرون على تدبير شئونهم بأنفسهم من خلال التعاون والاحترام المتبادل.
والتزام الرسّام بمثل هذه الأفكار التي تبدو مستعصية على التطبيق دفعه لأن يولي أهمّية خاصّة بحياة الناس العاديّين، وخاصّة مواطني الطبقة الكادحة في الضواحي الذين كان يعتقد أن من حقّهم أيضا أن ينالوا نفس الاهتمام الذي يناله الارستقراطيون والأثرياء.
وكان أنغراند يعامل أفراد هذه الطبقات البسيطة بعاطفة وسخاء بالنظر إلى فقرهم وتدنّي مستوى معيشتهم.
وهذه اللوحة تعكس أفكار الرسّام، وفيها يرسم زوجين من أبناء الطبقة العاملة وهما يمشيان في احد شوارع باريس المتربة.
طريقة تصوير ملابس الزوجين البسيطة والشارع الرثّ الذي يمشيان فيه تنطوي على انتقاد ضمنيّ للفنّ الأكاديميّ الذي كان يميّز الصالون الرسميّ.
وعندما تنظر إلى تفاصيلها عن قرب سترى أنها تخلو من الألوان الأساسية اللامعة التي يستخدمها الرسّامون من نفس المدرسة عادةً. وقد وظّف الرسّام في اللوحة ألوانا ترابية فاتحة وباردة كالأخضر والأزرق والأحمر لتعميق الظلال، مع انعدام أيّ وجود للّون البنفسجيّ الذي يميّز لوحات الانطباعيين الجدد عادةً.
ومع ذلك فإن اللوحة تشعّ بالدفء والحميمية والبساطة. والاستخدام الرائع للضوء والظلّ هو نموذج للوحات أنغراند التي سبق أن وصفها زميله سيغناك بأنها قصائد من ضوء.
ومع أن هذه اللوحة لم تُعرض في حياة الرسّام، إلا أنها تمثّل نقطة تحوّل مهمّة في مساره الفنّي كرسّام. وكان قبلها قد رسم مناظر ريفية تشبه لوحات غوستاف كوربيه وجان فرانسوا ميليه مع مسحة انطباعية.
ولد شارل أنغراند في النورماندي في ابريل 1854 لأب كان يعمل مديرا لمدرسة. وبعد أن درس الرسم ليصبح معلّما، انتقل من روين إلى باريس التي رأى فيها لأوّل مرّة معرضا للوحات كميل كورو الذي يمكن رؤية تأثيره على أنغراند في لوحات الأخير المبكّرة.
ثم أصبح مدرّسا للرياضيات ليعيل نفسه في منطقة قريبة من المقاهي التي كان يؤمّها الفنّانون والكتّاب الطليعيون في باريس. وقد تقبّله هؤلاء بسرعة ضمن دائرتهم، وأصبح صديقا لفان غوخ وسورا وسيغناك وماكسيميليان لوس وهنري كروس وأوديلون ريدون. وفي عام 1884، أصبح احد الأعضاء المؤسّسين لصالون الرسّامين المستقلّين.
كان أنغراند يتمتّع بالقدرة على تحويل المناظر البسيطة إلى شعر. وقد تأثّر به فان غوخ في استخدامه للفرشاة السميكة وفي التوليف المتناظر المستوحى من الرسومات اليابانية.
لكن رغم نجاحات لوحاته التي رسمها بالأسلوب الانطباعيّ الجديد، إلا انه تخلّى عنه مع انتقاله إلى خارج باريس في عام 1896.
وقد قضى أنغراند آخر ثلاثين عاما من حياته في عزلة تامّة كان أثناءها يزاول الرسم باستخدام ألوان الباستيل التي كان صديقه سيغناك معجبا بها.
توفّي الرسّام في ابريل من عام 1926. ويمكن رؤية أعماله اليوم في عدد من المتاحف حول العالم مثل متحف كليفلاند ومتحف انديانا بوليس ومتحف المتروبوليتان.