امرأتـان فـي نـافـذة
للفنان الاسباني بـارتولـومي مـوريللـو ، 1660
للفنان الاسباني بـارتولـومي مـوريللـو ، 1660
يعكس فنّ بارتولومي موريللو معرفته الواسعة بالعديد من الأساليب الفنّية وثقافته المتنوّعة التي أهّلته لأن يكون رمزا لرسم عصر الباروك الاسبانيّ.
قضى موريللو حياته كلّها تقريبا في مدينته اشبيلية، مع انه زار البلاط الملكيّ في مدريد مرّة واحدة على الأقلّ. ووجوده في اشبيلية عزّز مكانة هذه المدينة كحاضنة للفنّ والإبداع. وفي أيّامه، كان سوق لوحاته كبيرا ومربحا لدرجة أن ملك اسبانيا رفض أن يسمح بأن تغادر رسوماته إلى خارج البلاد.
وغالبا كان موريللو مهتمّا برسم الجوانب المشرقة والخفيفة من الحياة، من خلال أشكاله الناعمة وألوانه الغنيّة وفرشاته الفضفاضة.
وحتى صوره الدينية لكهّان وقساوسة لا تبدو متجهّمة أو مليئة بغضب الربّ كما هي لوحات غيره، بل تُظهر التسامح والمحبّة التي تخلع على الشخوص طابعا من الجمال والتسامي.
وعندما تتأمّل بعض أعماله تحسّ أنها مليئة بالقصص والحكايات، كما أنها عن بشر حقيقيين وليسوا من نسج خيال الرسّام.
رسم موريللو عددا من اللوحات الدينية للكنائس والأديرة ولعدد من رعاته وأصحاب المجموعات الفنّية الخاصّة. ورغم كثرة أعماله الدينية، إلا انه رسم أيضا عددا من اللوحات التي تصوّر فلاحين وأنشطة مختلفة من الحياة اليومية.
ومن أشهر أعمال الرسّام هذه اللوحة التي تبرهن على اهتمامه بتصوير حياة الناس وعلى براعته في استخدام الألوان والضوء والظلّ.
واللوحة تصوّر امرأتين تطلان من نافذة كبيرة في احد البيوت. وليس هناك في الصورة ما يشير إلى ماذا تنظران، أي أن الرسّام ترك للناظر حرّية أن يتخيّل ما الذي يحدث في الخارج.
ملامح المرأة الشابّة تنطق بالبراءة، ويُرجّح أنها تنتمي إلى الطبقة الاجتماعية الرفيعة. أما المرأة الكبيرة التي تغطّي فمها فيُحتمل أنها خادمتها، وهذا كان أمرا شائعا في الطبقات الغنيّة.
المنظر نفسه ينطوي على شيء من الحميمية والسعادة وروح المرح. وتغطية الوجه أثناء الضحك كان جزءا من ايتيكيت الارستقراطية الاسبانية في ذلك الوقت.
من اللافت أن الرسّام استخدم نافذة مفتوحة كإطار للمنظر، وفي هذا محاكاة للرسم الهولنديّ. ومن المهمّ أن نلاحظ أيضا أن المرأتين رُسمتا بحجمهما الطبيعيّ ونفّذ الفنّان ذلك براعة ودقّة.
بورتريهات موريللو المفعمة بالحياة والتي صوّر فيها فتيات يبعن الأزهار وشوارع ومتسوّلين تشكّل سجلا جذّابا ومكثّفا عن الحياة اليومية في عصره. وبسبب تلك النوعية من اللوحات التي تصوّر فئات من الطبقة المتدنّية، أصبح له معجبون كثر خارج اسبانيا.
ولد بارتولومي موريللو في ديسمبر عام 1617. كان اصغر إخوته الأربعة عشر. وقد توفّي والده وهو صغير فتولّى عمه رعايته. وبدأ دراسة الرسم على يد خوان كاستيللو الذي عرّفه على الرسم الهولنديّ وكلّفه باستنساخ بعض أعمال روبنز وفان دايك.
تأثّر موريللو في لوحاته المبكّرة بالرسّامين الإسبان العظام من أمثال زورباران وريبيرا. ويُحتمل انه رأى بعضا من لوحات فيلاسكيز عندما انتقل للعيش في مدريد عام 1642.
وقد تمتّع الرسّام بشهرة واسعة في عموم أوربّا، وقيل إن شهرته في بعض الأحيان كانت تغطّي على تلك التي لفيلاسكيز. كما كان له تأثير كبير على رسّامي المستعمرات الاسبانية في الأمريكتين. وفي عام 1660 عُيّن رئيسا لأكاديمية اشبيلية للرسم.
كانت آخر لوحة رسمها موريللو الزواج الغامض لسانت كاثرين ، وكان مفترضا أن تُعلّق اللوحة في دير بمدينة قادش. لكن بينما كان يعمل على المشروع، زلّت قدمه من أعلى سلّم، ومات متأثّرا بإصابته بعد بضعة أشهر.
في بداية القرن التاسع عشر اختفى اسم موريللو من التداول أو كاد، بسبب تغيّر أذواق الناس وانصرافهم عن الأعمال التعبيرية والعاطفية، وتحوُّل الاهتمام إلى لوحات مواطنَيه دييغو فيلاسكيز وإل غريكو، مع انه لم يكن هناك شكّ في مدى براعته وأصالة موهبته في الرسم.
قضى موريللو حياته كلّها تقريبا في مدينته اشبيلية، مع انه زار البلاط الملكيّ في مدريد مرّة واحدة على الأقلّ. ووجوده في اشبيلية عزّز مكانة هذه المدينة كحاضنة للفنّ والإبداع. وفي أيّامه، كان سوق لوحاته كبيرا ومربحا لدرجة أن ملك اسبانيا رفض أن يسمح بأن تغادر رسوماته إلى خارج البلاد.
وغالبا كان موريللو مهتمّا برسم الجوانب المشرقة والخفيفة من الحياة، من خلال أشكاله الناعمة وألوانه الغنيّة وفرشاته الفضفاضة.
وحتى صوره الدينية لكهّان وقساوسة لا تبدو متجهّمة أو مليئة بغضب الربّ كما هي لوحات غيره، بل تُظهر التسامح والمحبّة التي تخلع على الشخوص طابعا من الجمال والتسامي.
وعندما تتأمّل بعض أعماله تحسّ أنها مليئة بالقصص والحكايات، كما أنها عن بشر حقيقيين وليسوا من نسج خيال الرسّام.
رسم موريللو عددا من اللوحات الدينية للكنائس والأديرة ولعدد من رعاته وأصحاب المجموعات الفنّية الخاصّة. ورغم كثرة أعماله الدينية، إلا انه رسم أيضا عددا من اللوحات التي تصوّر فلاحين وأنشطة مختلفة من الحياة اليومية.
ومن أشهر أعمال الرسّام هذه اللوحة التي تبرهن على اهتمامه بتصوير حياة الناس وعلى براعته في استخدام الألوان والضوء والظلّ.
واللوحة تصوّر امرأتين تطلان من نافذة كبيرة في احد البيوت. وليس هناك في الصورة ما يشير إلى ماذا تنظران، أي أن الرسّام ترك للناظر حرّية أن يتخيّل ما الذي يحدث في الخارج.
ملامح المرأة الشابّة تنطق بالبراءة، ويُرجّح أنها تنتمي إلى الطبقة الاجتماعية الرفيعة. أما المرأة الكبيرة التي تغطّي فمها فيُحتمل أنها خادمتها، وهذا كان أمرا شائعا في الطبقات الغنيّة.
المنظر نفسه ينطوي على شيء من الحميمية والسعادة وروح المرح. وتغطية الوجه أثناء الضحك كان جزءا من ايتيكيت الارستقراطية الاسبانية في ذلك الوقت.
من اللافت أن الرسّام استخدم نافذة مفتوحة كإطار للمنظر، وفي هذا محاكاة للرسم الهولنديّ. ومن المهمّ أن نلاحظ أيضا أن المرأتين رُسمتا بحجمهما الطبيعيّ ونفّذ الفنّان ذلك براعة ودقّة.
بورتريهات موريللو المفعمة بالحياة والتي صوّر فيها فتيات يبعن الأزهار وشوارع ومتسوّلين تشكّل سجلا جذّابا ومكثّفا عن الحياة اليومية في عصره. وبسبب تلك النوعية من اللوحات التي تصوّر فئات من الطبقة المتدنّية، أصبح له معجبون كثر خارج اسبانيا.
ولد بارتولومي موريللو في ديسمبر عام 1617. كان اصغر إخوته الأربعة عشر. وقد توفّي والده وهو صغير فتولّى عمه رعايته. وبدأ دراسة الرسم على يد خوان كاستيللو الذي عرّفه على الرسم الهولنديّ وكلّفه باستنساخ بعض أعمال روبنز وفان دايك.
تأثّر موريللو في لوحاته المبكّرة بالرسّامين الإسبان العظام من أمثال زورباران وريبيرا. ويُحتمل انه رأى بعضا من لوحات فيلاسكيز عندما انتقل للعيش في مدريد عام 1642.
وقد تمتّع الرسّام بشهرة واسعة في عموم أوربّا، وقيل إن شهرته في بعض الأحيان كانت تغطّي على تلك التي لفيلاسكيز. كما كان له تأثير كبير على رسّامي المستعمرات الاسبانية في الأمريكتين. وفي عام 1660 عُيّن رئيسا لأكاديمية اشبيلية للرسم.
كانت آخر لوحة رسمها موريللو الزواج الغامض لسانت كاثرين ، وكان مفترضا أن تُعلّق اللوحة في دير بمدينة قادش. لكن بينما كان يعمل على المشروع، زلّت قدمه من أعلى سلّم، ومات متأثّرا بإصابته بعد بضعة أشهر.
في بداية القرن التاسع عشر اختفى اسم موريللو من التداول أو كاد، بسبب تغيّر أذواق الناس وانصرافهم عن الأعمال التعبيرية والعاطفية، وتحوُّل الاهتمام إلى لوحات مواطنَيه دييغو فيلاسكيز وإل غريكو، مع انه لم يكن هناك شكّ في مدى براعته وأصالة موهبته في الرسم.