قافلـة فـي الصحـراء
للفنان السويسري اوجيـن جيـرارديه، 1894
للفنان السويسري اوجيـن جيـرارديه، 1894
تكثر صور القوافل في الرّسم الاستشراقي. وبدايةً، أصل كلمة قافلة فارسيّ "كارافان"، وتعني جماعة من الناس الذين يسافرون في الصحراء، غالبا لمهامّ تجارية.
وقد اعتاد الناس منذ القدم السفر في جماعات وذلك لأغراض الدفاع عن النفس في وجه العصابات وقطّاع الطرق. ومن أجل القوافل كانت تُنشأ محطّات خاصّة على طول الطريق للتزوّد بالماء اللازم للبشر والحيوانات ولأغراض الغسيل وغير ذلك.
وما تزال القوافل تُستخدم إلى اليوم في الأماكن الأقلّ نموّا في العالم، مثل الأطراف الجنوبية للصحراء الكبرى وفي بعض أنحاء آسيا وأفريقيا.
في هذه اللوحة، يرسم الفنّان اوجين جيرارديه أفراد قبيلة من الأمازيغ مع قافلتهم من الجمال والخيول والماشية وهم يجتازون الصحراء سالكين مسار وادٍ جافّ يُفترَض انه سينقلهم إلى المعسكر التالي.
المنظر مرسوم بأسلوب شديد الواقعية مع ألوان لامعة. والظلال تغطّي المقدّمة بينما يسطع ضوء الشمس في الخلفية مضيئا ذرّات الغبار الذي تثيره الدوابّ أثناء حركتها. ألوان السماء تبدو حالمة، وهي تضفي على الصورة شيئا من الرقة والنعومة مقابل الأرض الوعرة والقاسية تحت.
ويمكن اعتبار اللوحة احتفالا بحياة البدو المتقشّفة والبسيطة وبكرامة ونبل رجال ونساء القبيلة المكتفين بما عندهم والمترحّلين دوما عبر دروب الصحراء بحثا عن الماء والكلأ.
كان جيرارديه متأثّرا كثيرا بسحر ألوان شمال أفريقيا. ومثل الرسّامين الذين سبقوه إلى هناك، كان توّاقا لرؤية المدن الغرائبية والواحات البعيدة. وكانت تداعب مخيّلته الصور الرومانسيّة عن أشجار النخيل ومناظر الغروب والقوافل التي تعبر الصحراء.
كما كان يتطلّع لاستكشاف ثقافات لم يمسسها الاستعمار الأوربّي تشبه الثقافات التي أغرت من قبل بعض زملائه بالذهاب إلى مقاطعة بريتاني للبحث عن جزء من فرنسا لم تمتدّ إليه يد العمران والحضارة بعد.
كان حبّ السفر والترحال متأصّلا في نفس الرسّام منذ أن كان طفلا بسبب القصص الغريبة التي كان يرويها له عمّه الذي كان قد سافر إلى مصر ووالده الذي سبق أن رسم جانبا من حرب استقلال الجزائر عن فرنسا.
وقد شجّعه معلّمه الرسّام جان ليون جيروم على أن يمشي على خطاه، فزار أوّلا بلاد المشرق واطّلع على ثقافتها ورسم طبيعتها. وفي عام 1874 قام بزيارة إلى كلّ من اسبانيا والمغرب واطّلع على ثقافة البلدين وعاداتهما وتقاليدهما وأعجب كثيرا بمظاهر الحياة فيهما.
بعد ذلك ذهب جيرارديه إلى الجزائر، حيث زار واحات الجنوب مثل بسكرة والقنطرة. كما زار واحة بوسعادة التي قابل فيها مواطنه الرسّام ايتيان دينيه الذي كان قد سبقه إلى هناك واختار أن يقيم في الجزائر بصفة دائمة.
كان دينيه هو الآخر مفتونا برسم الحدود الحرّة والبعيدة للطبيعة الصحراوية. وقد اعتنق الإسلام بعد أن عاش سنوات عديدة مع السكّان المحليّين الذين طالما رسمهم في لوحاته.
أثناء إقامته في الجزائر، رسم جيرارديه بعض ما رآه فيها من مظاهر الحياة اليومية، مثل القوافل وقطعان الماشية والصلاة في الصحراء والمقاهي الشعبية وخلافه.
وفي كلّ أعماله ظلّ متأثّرا بالتقاليد الأكاديمية للرسم التي كانت سائدة في زمانه. ومع ذلك كان في الغالب يركّز على ما يراه هو لا على ما كان الرسم الأكاديميّ يريد منه أن يراه.
ولد اوجين جيرارديه في باريس في مايو عام 1853 لعائلة فنّية سويسرية الأصل، وكان العديد من أسلافه يشتغلون بالرسم ومنه يكسبون رزقهم.
وقد تعلّم الفنّان الرسم منذ صغره وظهرت موهبته مبكّرا، إذ بدأ يبيع رسوماته بعد بلوغه السابعة عشرة. ثم تلقّى تعليما رسميّا في معهد الفنون الجميلة في باريس بتوجيهات أستاذه جيروم الذي كان جيرارديه مفتونا كثيرا بمناظره عن الحياة في الشرق.
وخلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر، واصل الفنّان رحلاته إلى بلاد الشرق، فزار كلا من مصر وفلسطين ورسم فيهما العديد من لوحاته.
وفي تلك الأثناء بدأ يَظهِر في لوحاته تأثّره بالانطباعيين، من قبيل توظيفه للفرشاة الفضفاضة وإبدائه اهتماما متزايدا بتأثيرات الضوء والظلّ.
وقد اعتاد الناس منذ القدم السفر في جماعات وذلك لأغراض الدفاع عن النفس في وجه العصابات وقطّاع الطرق. ومن أجل القوافل كانت تُنشأ محطّات خاصّة على طول الطريق للتزوّد بالماء اللازم للبشر والحيوانات ولأغراض الغسيل وغير ذلك.
وما تزال القوافل تُستخدم إلى اليوم في الأماكن الأقلّ نموّا في العالم، مثل الأطراف الجنوبية للصحراء الكبرى وفي بعض أنحاء آسيا وأفريقيا.
في هذه اللوحة، يرسم الفنّان اوجين جيرارديه أفراد قبيلة من الأمازيغ مع قافلتهم من الجمال والخيول والماشية وهم يجتازون الصحراء سالكين مسار وادٍ جافّ يُفترَض انه سينقلهم إلى المعسكر التالي.
المنظر مرسوم بأسلوب شديد الواقعية مع ألوان لامعة. والظلال تغطّي المقدّمة بينما يسطع ضوء الشمس في الخلفية مضيئا ذرّات الغبار الذي تثيره الدوابّ أثناء حركتها. ألوان السماء تبدو حالمة، وهي تضفي على الصورة شيئا من الرقة والنعومة مقابل الأرض الوعرة والقاسية تحت.
ويمكن اعتبار اللوحة احتفالا بحياة البدو المتقشّفة والبسيطة وبكرامة ونبل رجال ونساء القبيلة المكتفين بما عندهم والمترحّلين دوما عبر دروب الصحراء بحثا عن الماء والكلأ.
كان جيرارديه متأثّرا كثيرا بسحر ألوان شمال أفريقيا. ومثل الرسّامين الذين سبقوه إلى هناك، كان توّاقا لرؤية المدن الغرائبية والواحات البعيدة. وكانت تداعب مخيّلته الصور الرومانسيّة عن أشجار النخيل ومناظر الغروب والقوافل التي تعبر الصحراء.
كما كان يتطلّع لاستكشاف ثقافات لم يمسسها الاستعمار الأوربّي تشبه الثقافات التي أغرت من قبل بعض زملائه بالذهاب إلى مقاطعة بريتاني للبحث عن جزء من فرنسا لم تمتدّ إليه يد العمران والحضارة بعد.
كان حبّ السفر والترحال متأصّلا في نفس الرسّام منذ أن كان طفلا بسبب القصص الغريبة التي كان يرويها له عمّه الذي كان قد سافر إلى مصر ووالده الذي سبق أن رسم جانبا من حرب استقلال الجزائر عن فرنسا.
وقد شجّعه معلّمه الرسّام جان ليون جيروم على أن يمشي على خطاه، فزار أوّلا بلاد المشرق واطّلع على ثقافتها ورسم طبيعتها. وفي عام 1874 قام بزيارة إلى كلّ من اسبانيا والمغرب واطّلع على ثقافة البلدين وعاداتهما وتقاليدهما وأعجب كثيرا بمظاهر الحياة فيهما.
بعد ذلك ذهب جيرارديه إلى الجزائر، حيث زار واحات الجنوب مثل بسكرة والقنطرة. كما زار واحة بوسعادة التي قابل فيها مواطنه الرسّام ايتيان دينيه الذي كان قد سبقه إلى هناك واختار أن يقيم في الجزائر بصفة دائمة.
كان دينيه هو الآخر مفتونا برسم الحدود الحرّة والبعيدة للطبيعة الصحراوية. وقد اعتنق الإسلام بعد أن عاش سنوات عديدة مع السكّان المحليّين الذين طالما رسمهم في لوحاته.
أثناء إقامته في الجزائر، رسم جيرارديه بعض ما رآه فيها من مظاهر الحياة اليومية، مثل القوافل وقطعان الماشية والصلاة في الصحراء والمقاهي الشعبية وخلافه.
وفي كلّ أعماله ظلّ متأثّرا بالتقاليد الأكاديمية للرسم التي كانت سائدة في زمانه. ومع ذلك كان في الغالب يركّز على ما يراه هو لا على ما كان الرسم الأكاديميّ يريد منه أن يراه.
ولد اوجين جيرارديه في باريس في مايو عام 1853 لعائلة فنّية سويسرية الأصل، وكان العديد من أسلافه يشتغلون بالرسم ومنه يكسبون رزقهم.
وقد تعلّم الفنّان الرسم منذ صغره وظهرت موهبته مبكّرا، إذ بدأ يبيع رسوماته بعد بلوغه السابعة عشرة. ثم تلقّى تعليما رسميّا في معهد الفنون الجميلة في باريس بتوجيهات أستاذه جيروم الذي كان جيرارديه مفتونا كثيرا بمناظره عن الحياة في الشرق.
وخلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر، واصل الفنّان رحلاته إلى بلاد الشرق، فزار كلا من مصر وفلسطين ورسم فيهما العديد من لوحاته.
وفي تلك الأثناء بدأ يَظهِر في لوحاته تأثّره بالانطباعيين، من قبيل توظيفه للفرشاة الفضفاضة وإبدائه اهتماما متزايدا بتأثيرات الضوء والظلّ.