امـرأة مع زهـرة قرنفـل
للفنان الهولندي رمبـرانــدت، 1660
للفنان الهولندي رمبـرانــدت، 1660
قال احد النقّاد ذات مرّة: أحيانا أحبّ رمبراندت، وأحيانا أريد أن أركله! أن تحاول الدخول إلى عقل هذا الرسّام كي تعرف ما الذي كان يحاول فعله هو نوع من التحدّي والتجربة الرائعة".
لكن ما من شكّ في أن رمبراندت يُعتبَر بنظر الكثيرين أعظم رسّام هولنديّ على مرّ العصور وأحد أشهر الرسّامين في تاريخ الفنّ الأوربّي والعالميّ. ولم يكن من قبيل المصادفة أن الزمن الذي عاش فيه سُمّي بالعصر الذهبيّ للرّسم الهولنديّ.
لم يكن رمبراندت بطبيعته ميّالا إلى التنظير. ولم تكن تشغله فكرة النبل التي كانت مهمّة جدّا في حياة بعض الرسّامين مثل الاسبانيّ دييغو فيلاسكيز والهولنديّ بيتر بول روبنز. كما لم يكن يشعر بأن عليه أن يجعل شخوصه الذين كان يرسمهم في لوحاته يبدون نبلاء أو كاملين. لذا اعتُبر ثاني رائد للواقعية بعد كارافاجيو.
وقد أتى من طبقة بسيطة في هولندا، فأبوه كان طحّانا وأمّه ابنة خبّاز. وكان ثاني اكبر إخوته العشرة. وعلى الرغم من كثرة أعباء والتزامات والديه، إلا أنهما أرسلاه إلى مدرسة مرموقة لدراسة التاريخ والأدب الكلاسيكيّ.
وكان رمبراندت متماهيا مع الناس البسطاء الذين كان يعرف انه جاء من وسطهم. وكانت أيّام عمله مزدحمة بالناس وبالتلاميذ والمساعدين، لأنه كان بحاجة ماسّة إلى وقتهم ومالهم. وفي أوج شهرته كان لديه أكثر من ثلاثين تلميذا يعملون معه ويعلّمهم.
هذه اللوحة "امرأة مع زهرة قرنفل" رسمها رمبراندت في أواخر حياته، وصوّر فيها اليزابيث ديليفت زوجة بيتر هارنغ الذي كان محاميا في مدينة اوتريخت وتاجر عقارات في أمستردام. وهارنغ هو نفس الرجل الذي يظهر في لوحة رمبراندت الأخرى بعنوان رجل مع زجاج مكبّر (1660).
مجوهرات المرأة في اللوحة تبدو غريبة، كما أن لباسها قديم. وعلى الرغم من كثرة الزينة التي ترتديها، إلا أن العين تنجذب أكثر إلى الزهرة الجميلة التي تمسك بها، وهي زهرة القرنفل التي عادةً ما ترمز للحبّ والزواج.
ولا بدّ وأن زوجها، أي هارنغ، بحكم كونه تاجرا، كان يتعامل مع الأعمال الفنّية والمجوهرات والأقمشة. والصورة التي يظهر جانب منها في خلفية اللوحة، بالإضافة إلى نوعية لباس المرأة، تؤكّد ارتباط الزوجين بالسلع الغالية والمرفّهة.
كان رمبراندت كثيرا ما يأخذ الأشياء البسيطة إلى نهاياتها. وبورتريهاته كانت تمنح زبائنه ما يريدونه، أي التصوير الحقيقيّ، لكنه يحوّله إلى بحث متسامٍ في الشخصية. كما كان يوظّف معرفته العميقة بالتاريخ ويمزجها برسوماته، موسّعاً انجازات الرسّامين الذين سبقوه.
كان العديد من الرسّامين الهولنديين قد ذهبوا إلى روما وأحضروا معهم تأثيرات كارافاجيو في إظهار التفاعل الدراماتيكيّ بين الضوء والظلّ ووظّفوها في أعمالهم.
لكن رمبراندت لم يفعل، بل مزج تقنيات كارافاجيو بالأساليب الأكثر نعومة لتيشيان وجورجيوني، خالقاً أجواءً مشعّة من الألوان الذهبية والبنّية والبرونزية والسوداء.
وكان يعبّر عن الحركة غالبا بضربات الفرشاة السريعة والفضفاضة. ولوحاته تتضمّن الكثير من الانفعالات والعمق السيكولوجيّ.
وعندما توفّي، كان قد رسم حوالي ثلاثمائة لوحة تتناول مواضيع شتّى. وقد أنجز بعض أفضل أعماله، مثل هذه اللوحة، في نهايات حياته.
في ذلك الوقت، كان رمبراندت قد ترمّل وأفلس بعد أن انفق كلّ ما يملك لشراء منزل مكلّف في أمستردام. ثم أحسّ بالعار بعد أن وُلد له ابن غير شرعيّ. وعندما أنهكته الديون، أقفل محترفه بينما بدأ الرعاة والتلاميذ ينظرون في اتجاهات أخرى. لكنه لم يستسلم ولم يغيّر أسلوبه، بل استمرّ يعمل حتى وفاته كي يتمكّن من دفع ديونه المتراكمة.
وفي آخر أربع سنوات من حياته، كان مجده قد أفل بالنسبة للعديد من الهولنديين وأصبح سحره خارج الموضة مع تغيّر الأذواق وميل الجمهور أكثر إلى الأسلوب الفلمنكيّ الناعم.
لكن ما من شكّ في أن رمبراندت يُعتبَر بنظر الكثيرين أعظم رسّام هولنديّ على مرّ العصور وأحد أشهر الرسّامين في تاريخ الفنّ الأوربّي والعالميّ. ولم يكن من قبيل المصادفة أن الزمن الذي عاش فيه سُمّي بالعصر الذهبيّ للرّسم الهولنديّ.
لم يكن رمبراندت بطبيعته ميّالا إلى التنظير. ولم تكن تشغله فكرة النبل التي كانت مهمّة جدّا في حياة بعض الرسّامين مثل الاسبانيّ دييغو فيلاسكيز والهولنديّ بيتر بول روبنز. كما لم يكن يشعر بأن عليه أن يجعل شخوصه الذين كان يرسمهم في لوحاته يبدون نبلاء أو كاملين. لذا اعتُبر ثاني رائد للواقعية بعد كارافاجيو.
وقد أتى من طبقة بسيطة في هولندا، فأبوه كان طحّانا وأمّه ابنة خبّاز. وكان ثاني اكبر إخوته العشرة. وعلى الرغم من كثرة أعباء والتزامات والديه، إلا أنهما أرسلاه إلى مدرسة مرموقة لدراسة التاريخ والأدب الكلاسيكيّ.
وكان رمبراندت متماهيا مع الناس البسطاء الذين كان يعرف انه جاء من وسطهم. وكانت أيّام عمله مزدحمة بالناس وبالتلاميذ والمساعدين، لأنه كان بحاجة ماسّة إلى وقتهم ومالهم. وفي أوج شهرته كان لديه أكثر من ثلاثين تلميذا يعملون معه ويعلّمهم.
هذه اللوحة "امرأة مع زهرة قرنفل" رسمها رمبراندت في أواخر حياته، وصوّر فيها اليزابيث ديليفت زوجة بيتر هارنغ الذي كان محاميا في مدينة اوتريخت وتاجر عقارات في أمستردام. وهارنغ هو نفس الرجل الذي يظهر في لوحة رمبراندت الأخرى بعنوان رجل مع زجاج مكبّر (1660).
مجوهرات المرأة في اللوحة تبدو غريبة، كما أن لباسها قديم. وعلى الرغم من كثرة الزينة التي ترتديها، إلا أن العين تنجذب أكثر إلى الزهرة الجميلة التي تمسك بها، وهي زهرة القرنفل التي عادةً ما ترمز للحبّ والزواج.
ولا بدّ وأن زوجها، أي هارنغ، بحكم كونه تاجرا، كان يتعامل مع الأعمال الفنّية والمجوهرات والأقمشة. والصورة التي يظهر جانب منها في خلفية اللوحة، بالإضافة إلى نوعية لباس المرأة، تؤكّد ارتباط الزوجين بالسلع الغالية والمرفّهة.
كان رمبراندت كثيرا ما يأخذ الأشياء البسيطة إلى نهاياتها. وبورتريهاته كانت تمنح زبائنه ما يريدونه، أي التصوير الحقيقيّ، لكنه يحوّله إلى بحث متسامٍ في الشخصية. كما كان يوظّف معرفته العميقة بالتاريخ ويمزجها برسوماته، موسّعاً انجازات الرسّامين الذين سبقوه.
كان العديد من الرسّامين الهولنديين قد ذهبوا إلى روما وأحضروا معهم تأثيرات كارافاجيو في إظهار التفاعل الدراماتيكيّ بين الضوء والظلّ ووظّفوها في أعمالهم.
لكن رمبراندت لم يفعل، بل مزج تقنيات كارافاجيو بالأساليب الأكثر نعومة لتيشيان وجورجيوني، خالقاً أجواءً مشعّة من الألوان الذهبية والبنّية والبرونزية والسوداء.
وكان يعبّر عن الحركة غالبا بضربات الفرشاة السريعة والفضفاضة. ولوحاته تتضمّن الكثير من الانفعالات والعمق السيكولوجيّ.
وعندما توفّي، كان قد رسم حوالي ثلاثمائة لوحة تتناول مواضيع شتّى. وقد أنجز بعض أفضل أعماله، مثل هذه اللوحة، في نهايات حياته.
في ذلك الوقت، كان رمبراندت قد ترمّل وأفلس بعد أن انفق كلّ ما يملك لشراء منزل مكلّف في أمستردام. ثم أحسّ بالعار بعد أن وُلد له ابن غير شرعيّ. وعندما أنهكته الديون، أقفل محترفه بينما بدأ الرعاة والتلاميذ ينظرون في اتجاهات أخرى. لكنه لم يستسلم ولم يغيّر أسلوبه، بل استمرّ يعمل حتى وفاته كي يتمكّن من دفع ديونه المتراكمة.
وفي آخر أربع سنوات من حياته، كان مجده قد أفل بالنسبة للعديد من الهولنديين وأصبح سحره خارج الموضة مع تغيّر الأذواق وميل الجمهور أكثر إلى الأسلوب الفلمنكيّ الناعم.