الحـلـم
للفنان الإسباني بابلـو بيكـاسـو، 1932
للفنان الإسباني بابلـو بيكـاسـو، 1932
رسم بابلو بيكاسو هذه اللوحة وهو في سنّ الخمسين. وفي تلك الفترة أنجز بعض أفضل صوره، من البورتريهات المشبعة باللون إلى الرسومات السوريالية، بينما كان منهمكا في حياته الخاصّة والمعقّدة.
واللوحة تنتمي إلى مرحلة الرسومات المشوّهة بخطوطها المبسّطة وألوانها المتباينة التي تشبه بدايات الوحوشية. ويقال أن بيكاسو رسمها في ظهيرة يوم واحد.
المرأة الظاهرة في اللوحة هي الأمريكية ميري تيريز والتر التي كان بيكاسو قد التقاها عام 1927 في باريس. كانت هي في سنّ الثامنة عشرة وهو في الخامسة والأربعين. وقد ربطتهما فورا علاقة عاطفية، ثم أصبحت ملهمته الأكثر شهرة وموضوعا لعدد من أهمّ لوحاته وتماثيله.
والتر تبدو في الصورة نائمة على كرسيّ، بينما يميل رأسها إلى طرف، وجزء من صدرها مكشوف وعلى شفتيها ابتسامة. وثمّة احتمال بأنها ربّما كانت تحلم بحبيبها الأكبر سنّا، أي بيكاسو، وهو الذي يشغل عقلها ويجعلها تبتسم.
الأسلوب الذي رسم به بيكاسو اللوحة قريب من الوحوشية التي كانت تستخدم ألوانا شديدة التباين. ورغم أنه اتّبع في رسمها أسلوبا مبسّطا جدّا، إلا أن الإحساس فيها رائع والتوليف والألوان وحتى التباينات ناعمة.
قيل في بعض الأحيان أن بيكاسو لم يكن يرى في والتر سوى أداة لتفريغ عواطفه، إذ لم تكن مكافئة له ولا زوجة ولا حتى صديقة، بل كانت مجرّد دمية ومصدرا لإشباع رغبة رسّام في منتصف عمره.
و"الحلم" ليست أفضل لوحاته، فهناك من بين أعماله من المرحلة الزرقاء ما هو أفضل منها بكثير. لكن هذه اللوحة أصبحت مشهورة جدّا عندما اشتراها قبل أربع سنوات ثريّ أمريكيّ يُدعى ستيفن كوهين بمبلغ مائة وخمسة وخمسين مليون دولار أمريكي، مسجّلة أعلى رقم بيعت به لوحة لبيكاسو حتى اليوم.
وقد ابتاعها كوهين من مالكها القديم ستيف وين، وكلا الرجلين متخصّصان في جمع واقتناء الأعمال الفنّية. وكان وين يعاني من اختلال في العين يؤثّر على نظره وعلى تفاعله مع الأشياء القريبة منه. وذات يوم، في عام 2006، دعا بعض أصدقائه إلى بيته ليطلعهم على اللوحة بعد يوم واحد من موافقته على بيعها لكوهين.
وبينما كان يشرحها لهم بفخر، أخذ خطوة إلى الوراء ثم حرّك يده اليمنى لاإراديا فاخترق كوعه اللوحة مُحدِثا فيها ثقبا ناحية الذراع الأماميّ للمرأة.
وقال وين وقتها معلّقا على ما حدث: لقد استغرق الأمر خمس ساعات من بيكاسو لرسمها وسنصلحها بأسرع وقت ممكن". وقد كلّف إصلاح الثقب تسعين ألف جنيه استرليني وثمانية أسابيع عمل.
إرث بيكاسو ضخم والجدل حول شخصيّته كبير، لدرجة أن تلك الحادثة لم تمنع الناس من النظر إلى اللوحة كقيمة فنّية.
أما كوهين، الذي بدأ جمع الأعمال الفنّية ابتداءً من عام 2001، فيمتلك مجموعة تزيد قيمتها على البليون دولار وتتضمّن لوحات لفان غوخ وإدوار مانيه ودي كوننغ.
وقد تغيّرت ذائقته من الانطباعية إلى الفنّ الحديث. وكان قد اشترى إحدى لوحات مونيه ثم باعها في وقت لاحق.
و"الحلم" ليست أغلى لوحة في العالم، ففي عام 2011 اشترت شخصية من قطر لوحة لاعبو الورق لـ بول سيزان بأكثر من مائتين وخمسين مليون دولار.
في عام 1935، ولد لبيكاسو من ميري تيريز والتر ابنة أسمياها مايا. وبعد أن علمت زوجته الروسية اولغا كوكلوفا بالخبر، قرّرت هجره والانتقال إلى جنوب فرنسا. ثم لم تلبث أن طلبت الطلاق. لكنه رفض تطليقها؛ ليس لأنه يحبّها، وإنما لأن قانون الأحوال الشخصية في فرنسا يُلزمه بأن يتقاسم ثروته معها.
ولم يشعر الرسّام بالارتياح إلا بعد وفاة اولغا عام 1955، أي عندما أصبحت ممتلكاته في أمان. أما ميري والتر فقد عانت من إهمال بيكاسو لها بعد أن أصبحت أمّا. لكنه ظلّ على اتصال بها وبابنتهما واستمرّ في دعمهما ماليّا، لكنهم لم يعودوا يعيشون كأسرة واحدة.
وبعد فترة، قابل دورا مار؛ المرأة التي أبطلت رسميّا أيّ دور لميري والتر في حياة بيكاسو. وفي عام 1977، أي بعد أربع سنوات من وفاة بيكاسو، شنقت ميري نفسها في منزلها في جنوب فرنسا وتوفّيت عن ثمانية وستّين عاما.
واللوحة تنتمي إلى مرحلة الرسومات المشوّهة بخطوطها المبسّطة وألوانها المتباينة التي تشبه بدايات الوحوشية. ويقال أن بيكاسو رسمها في ظهيرة يوم واحد.
المرأة الظاهرة في اللوحة هي الأمريكية ميري تيريز والتر التي كان بيكاسو قد التقاها عام 1927 في باريس. كانت هي في سنّ الثامنة عشرة وهو في الخامسة والأربعين. وقد ربطتهما فورا علاقة عاطفية، ثم أصبحت ملهمته الأكثر شهرة وموضوعا لعدد من أهمّ لوحاته وتماثيله.
والتر تبدو في الصورة نائمة على كرسيّ، بينما يميل رأسها إلى طرف، وجزء من صدرها مكشوف وعلى شفتيها ابتسامة. وثمّة احتمال بأنها ربّما كانت تحلم بحبيبها الأكبر سنّا، أي بيكاسو، وهو الذي يشغل عقلها ويجعلها تبتسم.
الأسلوب الذي رسم به بيكاسو اللوحة قريب من الوحوشية التي كانت تستخدم ألوانا شديدة التباين. ورغم أنه اتّبع في رسمها أسلوبا مبسّطا جدّا، إلا أن الإحساس فيها رائع والتوليف والألوان وحتى التباينات ناعمة.
قيل في بعض الأحيان أن بيكاسو لم يكن يرى في والتر سوى أداة لتفريغ عواطفه، إذ لم تكن مكافئة له ولا زوجة ولا حتى صديقة، بل كانت مجرّد دمية ومصدرا لإشباع رغبة رسّام في منتصف عمره.
و"الحلم" ليست أفضل لوحاته، فهناك من بين أعماله من المرحلة الزرقاء ما هو أفضل منها بكثير. لكن هذه اللوحة أصبحت مشهورة جدّا عندما اشتراها قبل أربع سنوات ثريّ أمريكيّ يُدعى ستيفن كوهين بمبلغ مائة وخمسة وخمسين مليون دولار أمريكي، مسجّلة أعلى رقم بيعت به لوحة لبيكاسو حتى اليوم.
وقد ابتاعها كوهين من مالكها القديم ستيف وين، وكلا الرجلين متخصّصان في جمع واقتناء الأعمال الفنّية. وكان وين يعاني من اختلال في العين يؤثّر على نظره وعلى تفاعله مع الأشياء القريبة منه. وذات يوم، في عام 2006، دعا بعض أصدقائه إلى بيته ليطلعهم على اللوحة بعد يوم واحد من موافقته على بيعها لكوهين.
وبينما كان يشرحها لهم بفخر، أخذ خطوة إلى الوراء ثم حرّك يده اليمنى لاإراديا فاخترق كوعه اللوحة مُحدِثا فيها ثقبا ناحية الذراع الأماميّ للمرأة.
وقال وين وقتها معلّقا على ما حدث: لقد استغرق الأمر خمس ساعات من بيكاسو لرسمها وسنصلحها بأسرع وقت ممكن". وقد كلّف إصلاح الثقب تسعين ألف جنيه استرليني وثمانية أسابيع عمل.
إرث بيكاسو ضخم والجدل حول شخصيّته كبير، لدرجة أن تلك الحادثة لم تمنع الناس من النظر إلى اللوحة كقيمة فنّية.
أما كوهين، الذي بدأ جمع الأعمال الفنّية ابتداءً من عام 2001، فيمتلك مجموعة تزيد قيمتها على البليون دولار وتتضمّن لوحات لفان غوخ وإدوار مانيه ودي كوننغ.
وقد تغيّرت ذائقته من الانطباعية إلى الفنّ الحديث. وكان قد اشترى إحدى لوحات مونيه ثم باعها في وقت لاحق.
و"الحلم" ليست أغلى لوحة في العالم، ففي عام 2011 اشترت شخصية من قطر لوحة لاعبو الورق لـ بول سيزان بأكثر من مائتين وخمسين مليون دولار.
في عام 1935، ولد لبيكاسو من ميري تيريز والتر ابنة أسمياها مايا. وبعد أن علمت زوجته الروسية اولغا كوكلوفا بالخبر، قرّرت هجره والانتقال إلى جنوب فرنسا. ثم لم تلبث أن طلبت الطلاق. لكنه رفض تطليقها؛ ليس لأنه يحبّها، وإنما لأن قانون الأحوال الشخصية في فرنسا يُلزمه بأن يتقاسم ثروته معها.
ولم يشعر الرسّام بالارتياح إلا بعد وفاة اولغا عام 1955، أي عندما أصبحت ممتلكاته في أمان. أما ميري والتر فقد عانت من إهمال بيكاسو لها بعد أن أصبحت أمّا. لكنه ظلّ على اتصال بها وبابنتهما واستمرّ في دعمهما ماليّا، لكنهم لم يعودوا يعيشون كأسرة واحدة.
وبعد فترة، قابل دورا مار؛ المرأة التي أبطلت رسميّا أيّ دور لميري والتر في حياة بيكاسو. وفي عام 1977، أي بعد أربع سنوات من وفاة بيكاسو، شنقت ميري نفسها في منزلها في جنوب فرنسا وتوفّيت عن ثمانية وستّين عاما.