انتحـار لوكـريشيـا
للفنان الهولندي رمبـرانــدت، 1666
للفنان الهولندي رمبـرانــدت، 1666
وصف فان غوخ رمبراندت ذات مرّة بأنه "رجل غامض جدّا يقول من خلال فنّه أشياء لا توجد لها كلمات في أيّ لغة".
كان الهاجس الذي رافق رمبراندت طوال حياته هو رسم الحياة الداخلية للآخرين. العمق السيكولوجي في معظم صوره مصدره موهبة استثنائية من التعاطف، مع مقدرة غير عاديّة على إسقاط مشاعر الرسّام نفسه على الموضوع.
ومن الواضح أن رمبراندت استجمع كلّ مواهبه الشخصية ووضعها في هذه اللوحة الحزينة والمؤثّرة التي تشبه الصرخة والتي رسمها في نهايات حياته.
وهو هنا يصوّر حادثة موت لوكريشيا التي تسبّبت في نشوب ثورة أطاحت في النهاية بالملكية في ايطاليا وأسّست لقيام جمهورية روما.
وقبل الحديث عن اللوحة يحسن التوقّف قليلا عند قصّة هذه المرأة والدور المهمّ الذي لعبته في تاريخ الرومان.
كانت لوكريشيا امرأة تنحدر من عائلة من نبلاء روما. وقد حدثت قصّتها في القرن السادس قبل الميلاد وذكرها المؤرّخ سانت اوغستين في كتابه "مدينة الربّ" في معرض دفاعه عن النساء المسيحيات اللاتي اغتصبن في روما ولم يقدمن على الانتحار.
تذكر القصّة أن زوج لوكريشيا، واسمه كولاتينوس، تفاخر ذات ليلة أمام زملائه من الجنود بأن عفاف زوجته وإخلاصها يفوق ذاك الذي لزوجات زملائه جميعا. وقد أرادوا أن يختبروا كلامه فذهبوا من فورهم إلى روما، وهناك اكتشفوا أن لوكريشيا ووصيفاتها كنّ يقضين الليل في غزل الصوف.
وكان من بين أولئك الجنود سيكستوس ابن الإمبراطور الرومانيّ تاركوينيوس طاغية روما في ذلك الوقت. ويبدو انه أعجب كثيرا بجمال لوكريشيا عندما رآها لأوّل مرّة، فقرّر بعد أيّام أن يعود إلى بيتها. وقد استقبلته كضيف كريم، لكنه خالف أصول الضيافة بدخوله غرفتها الخاصّة وتهديدها بأن يقتلها إن لم تسلّم له نفسها. وعندما قاومته قال لها: إن لم تنامي معي سأقتلك وأضعك في غرفة نومك مع خادمك الميّت". وفي النهاية اغتصبها سيكستوس رغما عن إرادتها.
وفي اليوم التالي استدعت لوكريشيا والدها وزوجها وأخبرتهم بما حدث. ورغم أنهم اعتبروها ضحيّة بريئة ومغلوبا على أمرها، إلا أنها أصرّت على أن تُنهي حياتها لكي تستعيد شرفها. فاستلّت سكّينا من خزانتها وغرسته في قلبها وماتت.
والدها وزوجها اللذان استولى عليهما الغضب والحزن ممّا حدث أقسما، مع اثنين من اقرب أصدقائهما، على الأخذ بثأرها. وقد تسبّب اغتصابها في النهاية في قيام ثورة أطاحت بطغيان الملكية وأسهمت في تأسيس جمهورية روما.
وهناك لوحات فنّية كثيرة صوّرت حادثة انتحار لوكريشيا. ومن بين أشهر من رسموها كلّ من تيشيان وديورر ورافائيل وبوتيتشيللي وغيرهم. ومعظم اللوحات التي رُسمت للمرأة قبل رمبراندت ركّزت على لوكريشيا كرمز للفضيلة الأنثوية، والبعض الآخر ركّز على انتهاك الجسد أكثر من انتهاك العواطف.
غير أن لوحة رمبراندت هذه متميّزة، ويمكن اعتبارها عملا شخصيّا جدّا لأسباب سيرد ذكرها بعد قليل.
في اللوحة، تُمسك لوكريشيا بالخنجر بيد، وباليد الأخرى تجذب حبلا يُفترض أن يقرع الجرس في غرف البيت الأخرى ليوقظ عائلتها وخدمها ويدفعهم لأن يأتوا. وهناك خطّ من الدم يتدفّق نزولا من الجرح الذي في بطنها.
ورغم أنها غرست الخنجر في جسدها، إلا أن هناك لحظة هدوء معلّقة في الصورة. الدموع المتدفّقة من عينيها والفراغ المظلم بين شفتيها يعطي الصورة توتّرا ويضفي على المشهد جوّا من الكرب والرعب.
تنظر إلى عيني لوكريشيا فيما الحياة تتسرّب من جسدها بعد أن طعنت نفسها، فتُذهل من القوّة التعبيرية الهائلة التي تختزنها هذه الصورة. التوتّر المحيط بالمنظر يلتقط المعضلة الأخلاقية لامرأة أجبرت على أن تختار بين الحياة أو الشرف: النظرات في عينيها، طبقات الألوان السميكة، الأثر الذي تركه الجرح في بطنها.
حرّية رمبراندت في التعامل مع الطلاء هي ما يدفع الناظر لأن يُعجب بالصورة. كما أن تحكّمه في درجات وأنواع اللون مذهل. هناك أيضا تأثيرات الضوء الرائعة والإيحاءات التعبيرية. والحقيقة انك كلّما نظرت إلى اللوحة، كلّما اندهشت أكثر لقوّتها التعبيرية أكثر من التكنيك المستخدم فيها. وربّما كان أجمل ما قيل في وصف اللوحة أن المرأة إذ تقتل نفسها فإن السكّين تتحوّل إلى فرشاة والدم إلى طلاء.
بالنسبة لرمبراندت، هذه الصورة لها معنى عميق جدّا. وهي، على مستوى ما، صرخة رجل فقد حبيبته بسبب قسوة وتسلّط المجتمع. وهناك من يقول إن اللوحة ليست في واقع الأمر سوى بورتريه لرفيقته هندريكا ستوفيلس التي تظهر هنا كموديل والتي دخلت حياته بعد وفاة زوجته الأولى.
لم يكن رمبراندت حرّا ليتزوّج بسبب وصيّة زوجته "ساسكيا" له بألا يتّخذ امرأة أخرى بعد وفاتها. فاضطرّ إلى الدخول في علاقة حبّ مع هندريكا وعاشا كزوج وزوجة إلى أن أصبحت حاملا. وبعد أن علمت الكنيسة بذلك أجبرت المرأة على أن تعترف أنها كانت تعيش مع الرسّام كمومس، ثم طُردت من الكنيسة وفقدت مكانتها في المجتمع. ونتيجة لذلك خسر رمبراندت نفسه عددا كبير من رعاته، وهذا كان احد أسباب إفلاسه. وكان عليهما أن ينتقلا إلى مكان بعيد إلى أن توفّيت هندريكا عام 1663.
رمبراندت حمّل المسئولية عن موت هندريكا لأولئك الذين هاجموها وشوّهوها. وبعد موتها بثلاثة أعوام رسم هذه اللوحة التي يحاول فيها تذكّر ذلك الحبّ الضائع. في ذهن رمبراندت، كانت لوكريشيا أشبه ما تكون بهندريكا من حيث أنهما كانتا ضحيّتين مظلومتين لأشخاص ذوي سلطة ونفوذ في المجتمع.
هذه اللوحة تعزّز مكانة رمبراندت كأشهر رسّام واقعيّ هولنديّ. كما أنها تدلّل على براعته في استخدام تقنية الشياروسكورو، أي إضفاء طابع ثلاثيّ الأبعاد على وجه وجسد الشخصية. مهارة الرسّام أيضا تتجلّى في إظهار حالة المرأة الداخلية ومشاعرها المنعكسة في عينيها وتعبيرات وجهها عن الفضيلة والعفاف ومعنى الشرف والواجب.
حادثة اغتصاب لوكريشيا وانتحارها لم تلهم الرسّامين فقط، بل اجتذبت أيضا العديد من الشعراء والموسيقيين والكتّاب الذين رأوا فيها رمزا للعفّة والإخلاص الزوجي. شكسبير مثلا ألّف مسرحية عن القصّة استند فيها إلى معالجة اوفيد للحادثة. وفي الكوميديا الإلهية، تظهر لوكريشيا لدانتي في المكان المخصّص لنبلاء روما من أهل الفضائل والخصال الحميدة. كما كانت القصّة موضوعا لأوبرا للموسيقيّ البريطانيّ بنجامين بريتن.
في نهايات حياته، عانى رمبراندت من الفقر المدقع واضطرّ لبيع قبر زوجته الأولى ساسكيا، ثم ماتت هندريكا بالطاعون عام 1663، وبعدها بخمس سنوات مات ولده تايتوس، وظلّ بعد ذلك وحيدا.
ورغم أن تلك الفترة اتّسمت بالقلق والعزلة والديون والوحدة والحزن، إلا أنه عمل ببراعة وإتقان وقوّة انفعالية استثنائية. كانت تلك أكثر سنوات حياته إنتاجا. وخلالها رسم أعمالا يعتبرها الكثيرون أعظم لوحاته، بل ومن أشهر الصور التي ظهرت في تاريخ الرسم الأوربّي كلّه.
الجدير بالذكر أن رمبراندت رسم للوكريشيا لوحتين: الأولى موجودة في الناشيونال غاليري بلندن، والثانية "أي هذه" من مقتنيات معهد مينيابوليس للفنون بالولايات المتّحدة.
كان الهاجس الذي رافق رمبراندت طوال حياته هو رسم الحياة الداخلية للآخرين. العمق السيكولوجي في معظم صوره مصدره موهبة استثنائية من التعاطف، مع مقدرة غير عاديّة على إسقاط مشاعر الرسّام نفسه على الموضوع.
ومن الواضح أن رمبراندت استجمع كلّ مواهبه الشخصية ووضعها في هذه اللوحة الحزينة والمؤثّرة التي تشبه الصرخة والتي رسمها في نهايات حياته.
وهو هنا يصوّر حادثة موت لوكريشيا التي تسبّبت في نشوب ثورة أطاحت في النهاية بالملكية في ايطاليا وأسّست لقيام جمهورية روما.
وقبل الحديث عن اللوحة يحسن التوقّف قليلا عند قصّة هذه المرأة والدور المهمّ الذي لعبته في تاريخ الرومان.
كانت لوكريشيا امرأة تنحدر من عائلة من نبلاء روما. وقد حدثت قصّتها في القرن السادس قبل الميلاد وذكرها المؤرّخ سانت اوغستين في كتابه "مدينة الربّ" في معرض دفاعه عن النساء المسيحيات اللاتي اغتصبن في روما ولم يقدمن على الانتحار.
تذكر القصّة أن زوج لوكريشيا، واسمه كولاتينوس، تفاخر ذات ليلة أمام زملائه من الجنود بأن عفاف زوجته وإخلاصها يفوق ذاك الذي لزوجات زملائه جميعا. وقد أرادوا أن يختبروا كلامه فذهبوا من فورهم إلى روما، وهناك اكتشفوا أن لوكريشيا ووصيفاتها كنّ يقضين الليل في غزل الصوف.
وكان من بين أولئك الجنود سيكستوس ابن الإمبراطور الرومانيّ تاركوينيوس طاغية روما في ذلك الوقت. ويبدو انه أعجب كثيرا بجمال لوكريشيا عندما رآها لأوّل مرّة، فقرّر بعد أيّام أن يعود إلى بيتها. وقد استقبلته كضيف كريم، لكنه خالف أصول الضيافة بدخوله غرفتها الخاصّة وتهديدها بأن يقتلها إن لم تسلّم له نفسها. وعندما قاومته قال لها: إن لم تنامي معي سأقتلك وأضعك في غرفة نومك مع خادمك الميّت". وفي النهاية اغتصبها سيكستوس رغما عن إرادتها.
وفي اليوم التالي استدعت لوكريشيا والدها وزوجها وأخبرتهم بما حدث. ورغم أنهم اعتبروها ضحيّة بريئة ومغلوبا على أمرها، إلا أنها أصرّت على أن تُنهي حياتها لكي تستعيد شرفها. فاستلّت سكّينا من خزانتها وغرسته في قلبها وماتت.
والدها وزوجها اللذان استولى عليهما الغضب والحزن ممّا حدث أقسما، مع اثنين من اقرب أصدقائهما، على الأخذ بثأرها. وقد تسبّب اغتصابها في النهاية في قيام ثورة أطاحت بطغيان الملكية وأسهمت في تأسيس جمهورية روما.
وهناك لوحات فنّية كثيرة صوّرت حادثة انتحار لوكريشيا. ومن بين أشهر من رسموها كلّ من تيشيان وديورر ورافائيل وبوتيتشيللي وغيرهم. ومعظم اللوحات التي رُسمت للمرأة قبل رمبراندت ركّزت على لوكريشيا كرمز للفضيلة الأنثوية، والبعض الآخر ركّز على انتهاك الجسد أكثر من انتهاك العواطف.
غير أن لوحة رمبراندت هذه متميّزة، ويمكن اعتبارها عملا شخصيّا جدّا لأسباب سيرد ذكرها بعد قليل.
في اللوحة، تُمسك لوكريشيا بالخنجر بيد، وباليد الأخرى تجذب حبلا يُفترض أن يقرع الجرس في غرف البيت الأخرى ليوقظ عائلتها وخدمها ويدفعهم لأن يأتوا. وهناك خطّ من الدم يتدفّق نزولا من الجرح الذي في بطنها.
ورغم أنها غرست الخنجر في جسدها، إلا أن هناك لحظة هدوء معلّقة في الصورة. الدموع المتدفّقة من عينيها والفراغ المظلم بين شفتيها يعطي الصورة توتّرا ويضفي على المشهد جوّا من الكرب والرعب.
تنظر إلى عيني لوكريشيا فيما الحياة تتسرّب من جسدها بعد أن طعنت نفسها، فتُذهل من القوّة التعبيرية الهائلة التي تختزنها هذه الصورة. التوتّر المحيط بالمنظر يلتقط المعضلة الأخلاقية لامرأة أجبرت على أن تختار بين الحياة أو الشرف: النظرات في عينيها، طبقات الألوان السميكة، الأثر الذي تركه الجرح في بطنها.
حرّية رمبراندت في التعامل مع الطلاء هي ما يدفع الناظر لأن يُعجب بالصورة. كما أن تحكّمه في درجات وأنواع اللون مذهل. هناك أيضا تأثيرات الضوء الرائعة والإيحاءات التعبيرية. والحقيقة انك كلّما نظرت إلى اللوحة، كلّما اندهشت أكثر لقوّتها التعبيرية أكثر من التكنيك المستخدم فيها. وربّما كان أجمل ما قيل في وصف اللوحة أن المرأة إذ تقتل نفسها فإن السكّين تتحوّل إلى فرشاة والدم إلى طلاء.
بالنسبة لرمبراندت، هذه الصورة لها معنى عميق جدّا. وهي، على مستوى ما، صرخة رجل فقد حبيبته بسبب قسوة وتسلّط المجتمع. وهناك من يقول إن اللوحة ليست في واقع الأمر سوى بورتريه لرفيقته هندريكا ستوفيلس التي تظهر هنا كموديل والتي دخلت حياته بعد وفاة زوجته الأولى.
لم يكن رمبراندت حرّا ليتزوّج بسبب وصيّة زوجته "ساسكيا" له بألا يتّخذ امرأة أخرى بعد وفاتها. فاضطرّ إلى الدخول في علاقة حبّ مع هندريكا وعاشا كزوج وزوجة إلى أن أصبحت حاملا. وبعد أن علمت الكنيسة بذلك أجبرت المرأة على أن تعترف أنها كانت تعيش مع الرسّام كمومس، ثم طُردت من الكنيسة وفقدت مكانتها في المجتمع. ونتيجة لذلك خسر رمبراندت نفسه عددا كبير من رعاته، وهذا كان احد أسباب إفلاسه. وكان عليهما أن ينتقلا إلى مكان بعيد إلى أن توفّيت هندريكا عام 1663.
رمبراندت حمّل المسئولية عن موت هندريكا لأولئك الذين هاجموها وشوّهوها. وبعد موتها بثلاثة أعوام رسم هذه اللوحة التي يحاول فيها تذكّر ذلك الحبّ الضائع. في ذهن رمبراندت، كانت لوكريشيا أشبه ما تكون بهندريكا من حيث أنهما كانتا ضحيّتين مظلومتين لأشخاص ذوي سلطة ونفوذ في المجتمع.
هذه اللوحة تعزّز مكانة رمبراندت كأشهر رسّام واقعيّ هولنديّ. كما أنها تدلّل على براعته في استخدام تقنية الشياروسكورو، أي إضفاء طابع ثلاثيّ الأبعاد على وجه وجسد الشخصية. مهارة الرسّام أيضا تتجلّى في إظهار حالة المرأة الداخلية ومشاعرها المنعكسة في عينيها وتعبيرات وجهها عن الفضيلة والعفاف ومعنى الشرف والواجب.
حادثة اغتصاب لوكريشيا وانتحارها لم تلهم الرسّامين فقط، بل اجتذبت أيضا العديد من الشعراء والموسيقيين والكتّاب الذين رأوا فيها رمزا للعفّة والإخلاص الزوجي. شكسبير مثلا ألّف مسرحية عن القصّة استند فيها إلى معالجة اوفيد للحادثة. وفي الكوميديا الإلهية، تظهر لوكريشيا لدانتي في المكان المخصّص لنبلاء روما من أهل الفضائل والخصال الحميدة. كما كانت القصّة موضوعا لأوبرا للموسيقيّ البريطانيّ بنجامين بريتن.
في نهايات حياته، عانى رمبراندت من الفقر المدقع واضطرّ لبيع قبر زوجته الأولى ساسكيا، ثم ماتت هندريكا بالطاعون عام 1663، وبعدها بخمس سنوات مات ولده تايتوس، وظلّ بعد ذلك وحيدا.
ورغم أن تلك الفترة اتّسمت بالقلق والعزلة والديون والوحدة والحزن، إلا أنه عمل ببراعة وإتقان وقوّة انفعالية استثنائية. كانت تلك أكثر سنوات حياته إنتاجا. وخلالها رسم أعمالا يعتبرها الكثيرون أعظم لوحاته، بل ومن أشهر الصور التي ظهرت في تاريخ الرسم الأوربّي كلّه.
الجدير بالذكر أن رمبراندت رسم للوكريشيا لوحتين: الأولى موجودة في الناشيونال غاليري بلندن، والثانية "أي هذه" من مقتنيات معهد مينيابوليس للفنون بالولايات المتّحدة.