مـدام شاربـونتيـيه وطفـلاها
للفنان الفرنسي بييـر رينـوار، 1878
للفنان الفرنسي بييـر رينـوار، 1878
رسم رينوار خلال حياته آلاف اللوحات الجميلة والدافئة. وأصبح بعضها من أشهر الأعمال الفنّية وأكثرها استنساخا في تاريخ الرسم.
كان يبني تفاصيل مناظره من خلال ألوان ولمسات فرشاة حرّة. ولهذا السبب يمتزج شخوصه ويذوبون واحدهم بالآخر وبكلّ ما يحيط بهم.
لوحات رينوار تُظهر تأثّره بلمعان وحيوية ألوان اوجين ديلاكروا وكميل كورو. كما كان أيضا معجبا بواقعية غوستاف كوربيه وإدوار مانيه. وأعماله المبكّرة تشبه أعمالهم من حيث استخدامه للأسود كلون. وكان أيضا مفتونا بالإحساس بالحركة الذي كان يراه في لوحات ادغار ديغا. وهناك رسّام آخر تأثّر به رينوار هو فنّان القرن الثامن عشر فرانسوا بوشيه.
ولأن رينوار كان شخصا يحتفي بالجمال، كانت الأنثى العارية احد مواضيعه الأساسية. ولذا قيل انه كان الممثّل الأخير لاتجاه في الرسم بدأه روبنز وكرّسه واتو.
في العام 1879، وكان رينوار قد أصاب نجاحا وأصبح يرسم الأغنياء والوجهاء، قرّر أن يرسم بورتريها اجتماعيا ضخما. والنتيجة هي هذا البورتريه الموجود اليوم في متحف المتروبوليتان في نيويورك. وفيه يصوّر رينوار مدام مارغريت شاربونتييه التي كانت سيّدة مجتمع باريسية معروفة. كانت هذه المرأة تتمتّع بنفوذ كبير في مجتمع البورجوازية الجديدة، جنبا إلى جنب مع زوجها الذي كان أهمّ ناشر في باريس حينها. أمّا والدها فكان احد اكبر تجّار المجوهرات في فرنسا.
إميل زولا وفلوبير ومالارميه والأخوان غونكور، أي مجموعة الأدباء الفرنسيين الأشهر في فرنسا آنذاك، كانوا جزءا من هذه الدائرة.
وكان لعائلة شاربونتييه منزل فخم في باريس يضمّ عددا من القطع الفنّية ويستقبل الشخصيات الاجتماعية المهمّة، بمن فيهم رينوار نفسه.
كان في بيتهم غرف بديكورات غريبة. وهذه الغرفة التي في الصورة كانت إحداها. كان اسمها الغرفة الشرقية وكانت تضمّ ديكورات وزخارف شرق أوسطية وصينية.
في اللوحة نرى السيّدة شاربونتييه مرتدية فستانا أنيقا، وإلى جوارها ابنها بول ذو الثلاث سنوات الذي يبدو بشعر طويل، بالإضافة إلى ابنتها جورجيت التي تداعب كلب الأسرة.
رينوار قال في ما بعد إن مدام شاربونتييه تذكّره بمن أحبّهن في فترة شبابه وبموديلات فراغونار. "جلست المرأة وطفلاها أمامي طواعية لوقت طويل وبلا مشاكل".
عائلة شاربونتييه كانت دائما تساعد رينوار وقت حاجته. وبالمقابل رسم هو بورتريهات لأفرادها. لكن هذه هي انجح تلك اللوحات بلا منازع. وقد رسمها بناءً على تكليف من السيّدة. كان في ذهن رينوار أن يرسم صورة قريبة من الذوق التقليدي. وعلى ما يبدو، لم يكن هناك أفضل من هذه اللوحة. وعند إتمامها قُدّمت إلى الصالون عام 1879. وقد استغلّت السيّدة نفوذها كي تُعلّق في مكان بارز من الصالون. وبسبب مكانتها الاجتماعية، حقّقت اللوحة نجاحا كبيرا.
لكن لنعد إلى اللوحة قليلا. لاحظ أن كلّ تفاصيل الديكور رُسمت بطريقة ساحرة وجميلة، مع بقع زاهية من المخمل والحرير والفراء والسجّاد والمعدن والبورسلين والأزهار. كل شيء يدلّ على أن هذا المكان مختلف وباذخ. ثم لاحظ حميمية التوليف والألوان المشبعة والضوء المفعم بالحياة، وهي سمات يمكن أن نراها في جميع أعمال رينوار بلا استثناء.
في السنوات الأولى من القرن العشرين، عانى رينوار من التعب والإعاقة في يديه بسبب تأثيرات الروماتيزم. وقد اعتكف في بيته في جنوب فرنسا وأصبح الرسم بالنسبة له مؤلما وأحيانا مستحيلا. كان أحيانا يضطرّ لربط الفرشاة في يده المشلولة. ومع ذلك استمرّ يرسم حتى وفاته في ديسمبر عام 1919.
لكن قبيل وفاته، كانت الحكومة الفرنسية قد اشترت بورتريه مدام شاربونتييه. وقد سافر رينوار إلى باريس كي يرى اللوحة معلّقة في اللوفر. وكان ذلك بمثابة تكريم له من الدولة. وفي مرحلة لاحقة، ابتاع متحف المتروبوليتان في نيويورك هذه اللوحة بثمانين ألف فرنك فرنسي.
كان يبني تفاصيل مناظره من خلال ألوان ولمسات فرشاة حرّة. ولهذا السبب يمتزج شخوصه ويذوبون واحدهم بالآخر وبكلّ ما يحيط بهم.
لوحات رينوار تُظهر تأثّره بلمعان وحيوية ألوان اوجين ديلاكروا وكميل كورو. كما كان أيضا معجبا بواقعية غوستاف كوربيه وإدوار مانيه. وأعماله المبكّرة تشبه أعمالهم من حيث استخدامه للأسود كلون. وكان أيضا مفتونا بالإحساس بالحركة الذي كان يراه في لوحات ادغار ديغا. وهناك رسّام آخر تأثّر به رينوار هو فنّان القرن الثامن عشر فرانسوا بوشيه.
ولأن رينوار كان شخصا يحتفي بالجمال، كانت الأنثى العارية احد مواضيعه الأساسية. ولذا قيل انه كان الممثّل الأخير لاتجاه في الرسم بدأه روبنز وكرّسه واتو.
في العام 1879، وكان رينوار قد أصاب نجاحا وأصبح يرسم الأغنياء والوجهاء، قرّر أن يرسم بورتريها اجتماعيا ضخما. والنتيجة هي هذا البورتريه الموجود اليوم في متحف المتروبوليتان في نيويورك. وفيه يصوّر رينوار مدام مارغريت شاربونتييه التي كانت سيّدة مجتمع باريسية معروفة. كانت هذه المرأة تتمتّع بنفوذ كبير في مجتمع البورجوازية الجديدة، جنبا إلى جنب مع زوجها الذي كان أهمّ ناشر في باريس حينها. أمّا والدها فكان احد اكبر تجّار المجوهرات في فرنسا.
إميل زولا وفلوبير ومالارميه والأخوان غونكور، أي مجموعة الأدباء الفرنسيين الأشهر في فرنسا آنذاك، كانوا جزءا من هذه الدائرة.
وكان لعائلة شاربونتييه منزل فخم في باريس يضمّ عددا من القطع الفنّية ويستقبل الشخصيات الاجتماعية المهمّة، بمن فيهم رينوار نفسه.
كان في بيتهم غرف بديكورات غريبة. وهذه الغرفة التي في الصورة كانت إحداها. كان اسمها الغرفة الشرقية وكانت تضمّ ديكورات وزخارف شرق أوسطية وصينية.
في اللوحة نرى السيّدة شاربونتييه مرتدية فستانا أنيقا، وإلى جوارها ابنها بول ذو الثلاث سنوات الذي يبدو بشعر طويل، بالإضافة إلى ابنتها جورجيت التي تداعب كلب الأسرة.
رينوار قال في ما بعد إن مدام شاربونتييه تذكّره بمن أحبّهن في فترة شبابه وبموديلات فراغونار. "جلست المرأة وطفلاها أمامي طواعية لوقت طويل وبلا مشاكل".
عائلة شاربونتييه كانت دائما تساعد رينوار وقت حاجته. وبالمقابل رسم هو بورتريهات لأفرادها. لكن هذه هي انجح تلك اللوحات بلا منازع. وقد رسمها بناءً على تكليف من السيّدة. كان في ذهن رينوار أن يرسم صورة قريبة من الذوق التقليدي. وعلى ما يبدو، لم يكن هناك أفضل من هذه اللوحة. وعند إتمامها قُدّمت إلى الصالون عام 1879. وقد استغلّت السيّدة نفوذها كي تُعلّق في مكان بارز من الصالون. وبسبب مكانتها الاجتماعية، حقّقت اللوحة نجاحا كبيرا.
لكن لنعد إلى اللوحة قليلا. لاحظ أن كلّ تفاصيل الديكور رُسمت بطريقة ساحرة وجميلة، مع بقع زاهية من المخمل والحرير والفراء والسجّاد والمعدن والبورسلين والأزهار. كل شيء يدلّ على أن هذا المكان مختلف وباذخ. ثم لاحظ حميمية التوليف والألوان المشبعة والضوء المفعم بالحياة، وهي سمات يمكن أن نراها في جميع أعمال رينوار بلا استثناء.
في السنوات الأولى من القرن العشرين، عانى رينوار من التعب والإعاقة في يديه بسبب تأثيرات الروماتيزم. وقد اعتكف في بيته في جنوب فرنسا وأصبح الرسم بالنسبة له مؤلما وأحيانا مستحيلا. كان أحيانا يضطرّ لربط الفرشاة في يده المشلولة. ومع ذلك استمرّ يرسم حتى وفاته في ديسمبر عام 1919.
لكن قبيل وفاته، كانت الحكومة الفرنسية قد اشترت بورتريه مدام شاربونتييه. وقد سافر رينوار إلى باريس كي يرى اللوحة معلّقة في اللوفر. وكان ذلك بمثابة تكريم له من الدولة. وفي مرحلة لاحقة، ابتاع متحف المتروبوليتان في نيويورك هذه اللوحة بثمانين ألف فرنك فرنسي.
موضوع ذو صلة: رينوار.. الأعوام الأخيرة