قبّعة القشّ أو بورتريه سوزانا لوندين
للفنان الهولندي بيتـر بـول روبنــز، 1625
للفنان الهولندي بيتـر بـول روبنــز، 1625
كان روبنز مولعا بالنساء المثيرات اللاتي كان يملأ بهنّ لوحاته وأصبحن علامة مميّزة وفارقة على فنّه. وهو في هذه اللوحة يرسم امرأة من عصر الباروك تبدو جميلة ومرغوبة وربّما غير متحفّظة، بعينين واسعتين وبشرة شاحبة تلمع في الضوء. وقد رسمها كما لو أنها لا تدرك الجمال الذي تتمتّع به أو أنها محرجة منه. ومن الملاحظ أيضا أنها لا تنظر إلى الرسّام ولا إلى المتلقّي.
النقّاد يعتبرون هذا البورتريه من بين أفضل أعمال روبنز. وبلغ من شهرته أن شبّهه بعضهم بالموناليزا. وكان له تأثير على أجيال عديدة من الرسّامين عبر العصور. وقد قلّدته الرسّامة الفرنسية لويز فيجي لو بران في لوحتها لنفسها بعنوان قبّعة القشّ.
اسم المرأة الظاهرة في اللوحة سوزانا فورمنت. وهي الابنة الثالثة لدانيال فورمنت الذي كان تاجر حرير مشهورا في مدينة انتويرب.
شقيقة سوزانا الصغرى، هيلينا، أصبحت زوجة روبنز الثانية منذ العام 1630م. وأخت زوجة روبنز الأولى ايزابيللا براندت كانت متزوّجة من شقيق سوزانا. ويبدو أن الفنّان رسم لها هذا البورتريه لمناسبة زواجها الثاني عام 1622. النظرات المباشرة من تحت ظلال القبّعة والخاتم في إصبعها يوحيان بأن اللوحة عبارة عن بورتريه للزواج. وكان زواج سوزانا الأوّل قد انتهى بوفاة زوجها وكانت ما تزال فتاة مراهقة.
ملامح المرأة ونظراتها تبدو مسترخية ومطمئنة، ربّما بسبب العلاقة التي تربط عائلتها بالرسّام. والقبّعة التي تظلّل وجهها هي السمة البارزة في هذه اللوحة. وهي ليست مصنوعة من القشّ كما يوحي العنوان، بل من الفراء. وعندما تتأمّل شكلها فلا بدّ وأن تتذكّر القبّعات التي ترتديها السيّدات في مسابقات الخيول التي تعرضها محطّات التلفزيون هذه الأيّام.
شخصية المرأة واقعية جدّا ولا شيء فيها ينتمي إلى عالم آخر. والجزء الأيمن من وجهها يقع في الظلّ جزئيّا، ربّما بسبب طرف القبّعة السميك. لكن الظلّ لا يقلّل من بريق بشرتها أو اتّساع عينيها.
فستانها الرماديّ فخم وأكمامه الحمراء المنفصلة والمربوطة إلى جسدها بدانتيل ذهبي تبدو غير مألوفة. وألوان الأشرطة تتناغم مع ألوان الشفتين والرموش.
روبنز يُظهر لنا من خلال اللوحة نموذجا لرسم الباروك كما يتجلّى في ضربات الفرشاة الحرّة وفي طريقة تمثيل الفستان والقبّعة، وأيضا في التباين ما بين الضوء والظلال للتركيز على المناطق المهمّة في اللوحة. الألوان القويّة في الملابس والتباين بين الألوان والنسيج وبين القماش والبشرة، كلّ هذه السمات تسهم أكثر في جعل المرأة نقطة الارتكاز الأساسية في اللوحة.
مع تقدّمه في رسم اللوحة، وسّع روبنز مساحتها، فأضاف شريطا ثالثا من الخشب إلى اليمين وعند القاعدة، وبذا خلق امتدادا اكبر للسماء. كما أضاف غيوما إلى اليمين تتباين مع السماء الصافية جهة اليسار والتي يأتي منها الضوء ليغمر الجسد واليدين.
تقسيم السماء بهذه الطريقة يُحتمل انه ينطوي على رمزيّة ما. السماء ذات الغيوم الداكنة يمكن أن تكون رمزا لحزن الأرملة الشابّة. وبالمقابل، يمكن أن تكون السماء الزرقاء الصافية علامة تفاؤل وأمل بأن يحمل لها الزواج الجديد الراحة والسعادة.
بالإضافة إلى اشتغاله بالرسم، كان روبنز مثقّفا وديبلوماسيّا ورجل أعمال. وقد استطاع أن يُحكم سيطرته على تجارة الرسم في أوربّا من محترفه في مدينة انتويرب البلجيكية. كانت لوحاته مختلفة تماما عن أيّ شيء رآه الناس من قبل. وقد رسم الجسد بحرّية كانت وما تزال إلى اليوم تُعتبر مستفزّة.
النقّاد يعتبرون هذا البورتريه من بين أفضل أعمال روبنز. وبلغ من شهرته أن شبّهه بعضهم بالموناليزا. وكان له تأثير على أجيال عديدة من الرسّامين عبر العصور. وقد قلّدته الرسّامة الفرنسية لويز فيجي لو بران في لوحتها لنفسها بعنوان قبّعة القشّ.
اسم المرأة الظاهرة في اللوحة سوزانا فورمنت. وهي الابنة الثالثة لدانيال فورمنت الذي كان تاجر حرير مشهورا في مدينة انتويرب.
شقيقة سوزانا الصغرى، هيلينا، أصبحت زوجة روبنز الثانية منذ العام 1630م. وأخت زوجة روبنز الأولى ايزابيللا براندت كانت متزوّجة من شقيق سوزانا. ويبدو أن الفنّان رسم لها هذا البورتريه لمناسبة زواجها الثاني عام 1622. النظرات المباشرة من تحت ظلال القبّعة والخاتم في إصبعها يوحيان بأن اللوحة عبارة عن بورتريه للزواج. وكان زواج سوزانا الأوّل قد انتهى بوفاة زوجها وكانت ما تزال فتاة مراهقة.
ملامح المرأة ونظراتها تبدو مسترخية ومطمئنة، ربّما بسبب العلاقة التي تربط عائلتها بالرسّام. والقبّعة التي تظلّل وجهها هي السمة البارزة في هذه اللوحة. وهي ليست مصنوعة من القشّ كما يوحي العنوان، بل من الفراء. وعندما تتأمّل شكلها فلا بدّ وأن تتذكّر القبّعات التي ترتديها السيّدات في مسابقات الخيول التي تعرضها محطّات التلفزيون هذه الأيّام.
شخصية المرأة واقعية جدّا ولا شيء فيها ينتمي إلى عالم آخر. والجزء الأيمن من وجهها يقع في الظلّ جزئيّا، ربّما بسبب طرف القبّعة السميك. لكن الظلّ لا يقلّل من بريق بشرتها أو اتّساع عينيها.
فستانها الرماديّ فخم وأكمامه الحمراء المنفصلة والمربوطة إلى جسدها بدانتيل ذهبي تبدو غير مألوفة. وألوان الأشرطة تتناغم مع ألوان الشفتين والرموش.
روبنز يُظهر لنا من خلال اللوحة نموذجا لرسم الباروك كما يتجلّى في ضربات الفرشاة الحرّة وفي طريقة تمثيل الفستان والقبّعة، وأيضا في التباين ما بين الضوء والظلال للتركيز على المناطق المهمّة في اللوحة. الألوان القويّة في الملابس والتباين بين الألوان والنسيج وبين القماش والبشرة، كلّ هذه السمات تسهم أكثر في جعل المرأة نقطة الارتكاز الأساسية في اللوحة.
مع تقدّمه في رسم اللوحة، وسّع روبنز مساحتها، فأضاف شريطا ثالثا من الخشب إلى اليمين وعند القاعدة، وبذا خلق امتدادا اكبر للسماء. كما أضاف غيوما إلى اليمين تتباين مع السماء الصافية جهة اليسار والتي يأتي منها الضوء ليغمر الجسد واليدين.
تقسيم السماء بهذه الطريقة يُحتمل انه ينطوي على رمزيّة ما. السماء ذات الغيوم الداكنة يمكن أن تكون رمزا لحزن الأرملة الشابّة. وبالمقابل، يمكن أن تكون السماء الزرقاء الصافية علامة تفاؤل وأمل بأن يحمل لها الزواج الجديد الراحة والسعادة.
بالإضافة إلى اشتغاله بالرسم، كان روبنز مثقّفا وديبلوماسيّا ورجل أعمال. وقد استطاع أن يُحكم سيطرته على تجارة الرسم في أوربّا من محترفه في مدينة انتويرب البلجيكية. كانت لوحاته مختلفة تماما عن أيّ شيء رآه الناس من قبل. وقد رسم الجسد بحرّية كانت وما تزال إلى اليوم تُعتبر مستفزّة.