سينيشيو، أو رأس إنسـان
للفنان السويسـري بـول كْـلِـي، 1922
للفنان السويسـري بـول كْـلِـي، 1922
من الصعب فهم أهميّة بول كلي بالنسبة لفنّ القرن العشرين. في بدايات ذلك القرن، كان عالم الفنّ يمرّ بتحوّلات مهمّة. بيكاسو وكاندينسكي وفان غوخ كانوا يمهّدون الطريق للفنّ التجريدي والتكعيبي وما بعد الانطباعي الذي سيترك بصمته على نصف قرن من الرسم.
وكان كلي احد أهمّ الأسماء المتنفّذة في ذلك الوقت برسوماته شبه البدائية والمليئة بالمعنى وبالغموض. كان مشهورا بتفسيراته التجريدية والسريالية وباستخدامه المبتكر للون والشكل. وقد رفعه حجم عمله وتعقيده إلى مصّاف عباقرة الفنّ في القرن الماضي. كان كثير الإنتاج وعمل بأساليب مختلفة ومتعدّدة وأنتج آلاف الأعمال.
ومن المفارقات انه لا توجد لـ كلي أيّة تحفة فنّية تميّزه عمّن سواه من الرسّامين. كما لا توجد لوحة يمكن القول أنها هي بالذات التي دفعته إلى الواجهة وجعلت منه فنّانا مشهورا.
وعلى الأرجح، لم يكن هو مهتمّا بمثل هذه الأمور. فقد كان شاغله الأكبر تطوير عمله وتجريب أكثر من أسلوب فنّي. ومع مرور الزمن، أصبحت كلّ أعماله تحفا فنّية وكلّ قطعة لها مكانها الخاصّ في لوحة انجازاته الكبيرة.
"رأس إنسان" هي مثال جميل على فنّ بول كلي الذي يبدو أحيانا مبسّطا وطفوليّ السمات، لكنّه مليء بالمعاني والدلالات. وقد اختار الدائرة شكلا أساسيّا وقسّمها إلى نطاقات لونية وهندسية. ثمّ رسم شكلا مستديرا احمر اللون للعينين الشبيهتين باللوز. وشيئا فشيئا تتطوّر الارتباطات بالشخص وتصير أكثر وضوحا، فيصبح الخطّ العمودي أنفاً والمربعات فماً والدائرة رأس طفل. أي أن الرسّام ابتكر شخصيّته من خلال المكوّنات والأشكال الهندسية.
رسم كلي اللوحة أثناء ما كان يسمّيه بفترة بوهاوس، أي عندما كان يمارس التدريس في بوهاوس في غرب فيمار التي كانت آنذاك عاصمة لألمانيا. وقد عمل هناك أكثر من عشر سنوات أنتج خلالها فنّا متميّزا. كانت تلك المرحلة بالنسبة له فترة تجريب واستكشاف للألوان والمواضيع الجديدة.
أهمّ خصائص هذه اللوحة هي الألوان الجميلة وتبايناتها البارعة والمثيرة للاهتمام، خاصّة مع الخلفية البرتقالية. بناؤها البسيط والمسطّح يعكس اهتماما طالما فتن كلي لسنوات طويلة، وهو التعبير الطفوليّ. كان كلي يحاكي الأعمال الفنّية للأطفال عمدا ويضمّن فنّه تأثيرات طفولية. وكان يؤمن بأن تطوّر الإنسان في مرحلة الطفولة هو تطوّر عام في جميع الثقافات، وأن تعبير الطفل عن ذاته يفسّر جوهر هذه الفكرة.
ولد بول كلي في ديسمبر من عام 1879 في سويسرا. ودرس الرسم في ميونيخ لمدّة ثلاث سنوات. ثمّ أصبح عضوا في جماعة من التعبيريين الألمان عُرفوا باسم الفارس الأزرق وكان يتزعّمهم كاندينسكي وفرانز مارك. كان أسلوب الرسّام متأثّرا بالتعبيرية والتكعيبية والسريالية. وقد قارن فنّه ذات مرّة بجذور شجرة تجمع ما يأيتها من الأعماق وتناوله للأشجار الأخرى.
عنوان هذه اللوحة (أي سينيشيو) يشير إلى اسم نوع من النباتات السامّة من ذوات الأزهار الدائرية، كما يمكن أن يحيل إلى اسم الفيلسوف الروماني المشهور سينيكا. وقد عُرف عن كلي انشغاله برنين الكلمات ولعبت العناوين دورا مهمّا في أعماله، سواءً كانت ساخرة أو شاعرية أو حزينة.
وسينيشيو تُعتبر جزءا من سلسلة من اللوحات التي يتناول فيها الفنّان مواضيع المسرح والممثّلين والغموض الكامن في التعبير الفنّي وفي البشر. وأحد التفسيرات المعطاة للوحة هو أن هناك شبها ما بين الأزهار والوجه الذي يمكن اعتباره زهرة الجسد الإنساني.
زاول كلي التدريس في بوهاوس حتى عام 1930 عندما حصل على وظيفة في أكاديمية دوسلدورف للفنون الجميلة. لكن بعد خمسة أعوام فُصل من عمله الأخير وأجبر على الرحيل مع زوجته إلى بيرن. وفي سويسرا عانى من المرض كثيرا لكنه استمرّ يبدع أعمالا مدهشة إلى حين وفاته عام 1940 وهو في سنّ الستّين.
الاتجاهات الحديثة في الرسم تدين بالكثير من الفضل لـ بول كلي وضربات فرشاته البسيطة، ولكن المليئة بالمعاني، والتي ما يزال يتردّد صداها إلى اليوم في أساليب الكثير من الرسّامين حول العالم. أشكاله التجريدية ورموزه المرحة تعبّر عن أكثر الموضوعات تنوّعا التي رسمها من خياله الخصب والمليء بحبّ الأدب والموسيقى والشعر. وقد تمكّن من أن يقف متميّزا عن الحشود بلوحاته التي يسهل على العين المدرّبة التقاطها وتمييزها عن لوحات سواه.
كما أن التعرّف على أعماله هو احد الأمور المهمّة بالنسبة لأيّ محبّ للفنّ وكذلك للمؤرّخين والطلاب، لأنه يشكّل جسرا ما بين الأساليب الفنّية السابقة والأعمال التي تُنتج اليوم.
وكان كلي احد أهمّ الأسماء المتنفّذة في ذلك الوقت برسوماته شبه البدائية والمليئة بالمعنى وبالغموض. كان مشهورا بتفسيراته التجريدية والسريالية وباستخدامه المبتكر للون والشكل. وقد رفعه حجم عمله وتعقيده إلى مصّاف عباقرة الفنّ في القرن الماضي. كان كثير الإنتاج وعمل بأساليب مختلفة ومتعدّدة وأنتج آلاف الأعمال.
ومن المفارقات انه لا توجد لـ كلي أيّة تحفة فنّية تميّزه عمّن سواه من الرسّامين. كما لا توجد لوحة يمكن القول أنها هي بالذات التي دفعته إلى الواجهة وجعلت منه فنّانا مشهورا.
وعلى الأرجح، لم يكن هو مهتمّا بمثل هذه الأمور. فقد كان شاغله الأكبر تطوير عمله وتجريب أكثر من أسلوب فنّي. ومع مرور الزمن، أصبحت كلّ أعماله تحفا فنّية وكلّ قطعة لها مكانها الخاصّ في لوحة انجازاته الكبيرة.
"رأس إنسان" هي مثال جميل على فنّ بول كلي الذي يبدو أحيانا مبسّطا وطفوليّ السمات، لكنّه مليء بالمعاني والدلالات. وقد اختار الدائرة شكلا أساسيّا وقسّمها إلى نطاقات لونية وهندسية. ثمّ رسم شكلا مستديرا احمر اللون للعينين الشبيهتين باللوز. وشيئا فشيئا تتطوّر الارتباطات بالشخص وتصير أكثر وضوحا، فيصبح الخطّ العمودي أنفاً والمربعات فماً والدائرة رأس طفل. أي أن الرسّام ابتكر شخصيّته من خلال المكوّنات والأشكال الهندسية.
رسم كلي اللوحة أثناء ما كان يسمّيه بفترة بوهاوس، أي عندما كان يمارس التدريس في بوهاوس في غرب فيمار التي كانت آنذاك عاصمة لألمانيا. وقد عمل هناك أكثر من عشر سنوات أنتج خلالها فنّا متميّزا. كانت تلك المرحلة بالنسبة له فترة تجريب واستكشاف للألوان والمواضيع الجديدة.
أهمّ خصائص هذه اللوحة هي الألوان الجميلة وتبايناتها البارعة والمثيرة للاهتمام، خاصّة مع الخلفية البرتقالية. بناؤها البسيط والمسطّح يعكس اهتماما طالما فتن كلي لسنوات طويلة، وهو التعبير الطفوليّ. كان كلي يحاكي الأعمال الفنّية للأطفال عمدا ويضمّن فنّه تأثيرات طفولية. وكان يؤمن بأن تطوّر الإنسان في مرحلة الطفولة هو تطوّر عام في جميع الثقافات، وأن تعبير الطفل عن ذاته يفسّر جوهر هذه الفكرة.
ولد بول كلي في ديسمبر من عام 1879 في سويسرا. ودرس الرسم في ميونيخ لمدّة ثلاث سنوات. ثمّ أصبح عضوا في جماعة من التعبيريين الألمان عُرفوا باسم الفارس الأزرق وكان يتزعّمهم كاندينسكي وفرانز مارك. كان أسلوب الرسّام متأثّرا بالتعبيرية والتكعيبية والسريالية. وقد قارن فنّه ذات مرّة بجذور شجرة تجمع ما يأيتها من الأعماق وتناوله للأشجار الأخرى.
عنوان هذه اللوحة (أي سينيشيو) يشير إلى اسم نوع من النباتات السامّة من ذوات الأزهار الدائرية، كما يمكن أن يحيل إلى اسم الفيلسوف الروماني المشهور سينيكا. وقد عُرف عن كلي انشغاله برنين الكلمات ولعبت العناوين دورا مهمّا في أعماله، سواءً كانت ساخرة أو شاعرية أو حزينة.
وسينيشيو تُعتبر جزءا من سلسلة من اللوحات التي يتناول فيها الفنّان مواضيع المسرح والممثّلين والغموض الكامن في التعبير الفنّي وفي البشر. وأحد التفسيرات المعطاة للوحة هو أن هناك شبها ما بين الأزهار والوجه الذي يمكن اعتباره زهرة الجسد الإنساني.
زاول كلي التدريس في بوهاوس حتى عام 1930 عندما حصل على وظيفة في أكاديمية دوسلدورف للفنون الجميلة. لكن بعد خمسة أعوام فُصل من عمله الأخير وأجبر على الرحيل مع زوجته إلى بيرن. وفي سويسرا عانى من المرض كثيرا لكنه استمرّ يبدع أعمالا مدهشة إلى حين وفاته عام 1940 وهو في سنّ الستّين.
الاتجاهات الحديثة في الرسم تدين بالكثير من الفضل لـ بول كلي وضربات فرشاته البسيطة، ولكن المليئة بالمعاني، والتي ما يزال يتردّد صداها إلى اليوم في أساليب الكثير من الرسّامين حول العالم. أشكاله التجريدية ورموزه المرحة تعبّر عن أكثر الموضوعات تنوّعا التي رسمها من خياله الخصب والمليء بحبّ الأدب والموسيقى والشعر. وقد تمكّن من أن يقف متميّزا عن الحشود بلوحاته التي يسهل على العين المدرّبة التقاطها وتمييزها عن لوحات سواه.
كما أن التعرّف على أعماله هو احد الأمور المهمّة بالنسبة لأيّ محبّ للفنّ وكذلك للمؤرّخين والطلاب، لأنه يشكّل جسرا ما بين الأساليب الفنّية السابقة والأعمال التي تُنتج اليوم.