الكيمـونـو البرتقـالي
للفنّان الايطالي جيوسيـبي دي نيتـيس، 1867
للفنّان الايطالي جيوسيـبي دي نيتـيس، 1867
لا يُعرف عن هذا الرسّام الايطالي سوى النزر اليسير. لكنّ الشيء المؤكّد انه كان يحبّ باريس كثيرا. كما كان حريصا على أن لا يصوّر سوى اللحظات السعيدة والعابرة.
كان جيوسيبي دي نيتيس أهم رسّام ايطالي عاش في فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كان معاصرا لـ جيوفاني بولديني وصديقا لكلّ من كابييوت ومانيه وديغا.
وقد اشتهر بتصويره لمظاهر الحياة الحديثة في باريس في ذلك الوقت. كما عُرف عنه اهتمامه بالأناقة وبالموضة.
لوحته هنا تذكّر برسومات ديلاكروا عن الشرق من حيث ثراء الألوان ووضوح الخطوط. المرأة في اللوحة تجلس في وضع اتكاء وتعطي ظهرها للناظر وتنظر إلى الوراء كما لو كانت بانتظار شخص ما.
والجزء الأهم في اللوحة هو اللباس الذي ترتديه، وهو عبارة عن كيمونو ياباني بألوان برتقالية ساطعة ونقوش جميلة تثير إحساسا بالدفء وبالأنوثة.
المرأة الظاهرة في الصورة هي ليونتين غروفيل، زوجة الرسّام وملهمته. وقد رسمها في العديد من لوحاته، أحيانا لوحدها وأحيانا بمعيّة ابنهما.
كان دي نيتيس شغوفا بالرسم الياباني. وكان يشاركه هذا الشغف كلّ من مانيه وديغا. والكثير من لوحاته لا تخلو من عنصر من الفنّ الياباني كالمراوح والنقوش والأزهار البيضاء والمطر والثلج وخلافه. وقد نقل هذا الافتتان بالرسم الياباني إلى منزله الذي حرص على تزيينه بنقوش وتصاوير ذات ألوان دافئة مستمدّة من فنون اليابان.
دي نيتيس كان يمزج في أعماله بين الواقعية والانطباعية والرسم الياباني. هذا المزج بين مدارس مختلفة ربّما يشير إلى أنه لم يتمكّن من العثور على أسلوبه الخاصّ في الرسم.
ولد جيوسيبي دي نيتيس في برشلونة عام 1846 لعائلة ثريّة من مُلاك الأراضي. وفي ما بعد درس الرسم في أكاديمية الفنون في نابولي وتعلّم على يد الرسّام جيوفاني كالو.
وفي كلّ أعماله، كان دي نيتيس يسعى إلى تحرير رسم الطبيعة من أيّ ارتباطات تاريخية أو أدبية. كما كان ينفر من التعليم الرسمي، خاصّة بعد أن اكتشف حرية الرسم من الطبيعة مباشرة.
في مرحلة تالية انتقل الفنّان إلى باريس. وفيها ربطته صداقة قويّة مع إدغار ديغا الذي كان معروفا بقربه من الرسّامين الايطاليين الذين كانوا يعيشون في باريس في ذلك الوقت.
وفي ما بعد تعرّف إلى الناقد والكاتب إدمون دو غونكور الذي ارتبط اسمه بالجائزة الأدبية المشهورة. وقد قدّمه غونكور إلى الأميرة ماتيلدا بونابرت وهي امرأة ارستقراطية عُرفت بكونها موسيقية ورسّامة. وفي العام 1883 رسم دي نيتيس ماتيلدا في صالونها بصحبة عدد من ضيوفها. وسجّل في هذه اللوحة بعض سمات الموضة التي كانت شائعة آنذاك.
الحياة الباريسية بحفلاتها وصخبها كانت احد مواضيع الرسّام المفضّلة. ويمكن القول إن الكثير من لوحاته تُعتبر تسجيلا صوريا لتاريخ الموضة واللباس في عصره.
في باريس، أصبح منزل دي نيتيس ملتقى الفنّانين والأدباء ونخبة المجتمع الباريسي، بالإضافة إلى المغتربين الايطاليين في فرنسا.
وقد زار الرسّام لندن مرارا ورسم فيها عدّة لوحات انطباعية تذكّر بطبيعة تيرنر. كما تعرّف هناك على الرسّام جيمس تيسو.
كان دي نيتيس فنّانا حديثا يقدّر الحياة في الحواضر ويحترم الثقافات الأجنبية والغريبة. كما كان أيضا رسّام طبيعة موهوبا. وقد نقل إلى مناظره أضواء بلده ايطاليا وضباب لندن وأجواء باريس النديّة.
صوره المدهشة لضفّتي السين والجسور التي تعلو النهر تشي بحبّه للبحر والسماء الواسعة والأفق الذي لا تحدّه حدود وبمعرفته الواسعة بطبيعة الألوان وأسرارها الكامنة.
في آخر لوحاته التي أنجزها قبيل وفاته، يرسم دي نيتيس زوجته وابنهما الوحيد وهما يتناولان العشاء في حديقة منزلهم في باريس. المشهد الذي تصوّره اللوحة يغمره الضوء ويثير شعورا بالألفة والسكينة. غير أن الفنّان اختار أن يرسم مقعدا ثالثا بجانب المائدة تركه فارغا، كما لو انه تذكير بشخص غائب.
والغريب أن الرسّام توفّي بعد ذلك بأشهر قليلة بعد إصابته بنوبة قلبية مفاجئة عن عمر لا يتجاوز الثامنة والثلاثين.
كان جيوسيبي دي نيتيس فنّانا محبّا للجمال والأناقة والأضواء. كان يرسم برقّة بالغة. ويمكن القول أن في لوحاته شيئا من قوّة تيرنر ورقّة مونيه وجمال كورو ودقّة مانيه.
كان من عادته أن يوزّع وقته بين باريس ونابولي ولندن. لكن ممّا لا شكّ فيه أن باريس هي التي صنعت مجده وشهرته مثل كثير من الفنّانين.
كان جيوسيبي دي نيتيس أهم رسّام ايطالي عاش في فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كان معاصرا لـ جيوفاني بولديني وصديقا لكلّ من كابييوت ومانيه وديغا.
وقد اشتهر بتصويره لمظاهر الحياة الحديثة في باريس في ذلك الوقت. كما عُرف عنه اهتمامه بالأناقة وبالموضة.
لوحته هنا تذكّر برسومات ديلاكروا عن الشرق من حيث ثراء الألوان ووضوح الخطوط. المرأة في اللوحة تجلس في وضع اتكاء وتعطي ظهرها للناظر وتنظر إلى الوراء كما لو كانت بانتظار شخص ما.
والجزء الأهم في اللوحة هو اللباس الذي ترتديه، وهو عبارة عن كيمونو ياباني بألوان برتقالية ساطعة ونقوش جميلة تثير إحساسا بالدفء وبالأنوثة.
المرأة الظاهرة في الصورة هي ليونتين غروفيل، زوجة الرسّام وملهمته. وقد رسمها في العديد من لوحاته، أحيانا لوحدها وأحيانا بمعيّة ابنهما.
كان دي نيتيس شغوفا بالرسم الياباني. وكان يشاركه هذا الشغف كلّ من مانيه وديغا. والكثير من لوحاته لا تخلو من عنصر من الفنّ الياباني كالمراوح والنقوش والأزهار البيضاء والمطر والثلج وخلافه. وقد نقل هذا الافتتان بالرسم الياباني إلى منزله الذي حرص على تزيينه بنقوش وتصاوير ذات ألوان دافئة مستمدّة من فنون اليابان.
دي نيتيس كان يمزج في أعماله بين الواقعية والانطباعية والرسم الياباني. هذا المزج بين مدارس مختلفة ربّما يشير إلى أنه لم يتمكّن من العثور على أسلوبه الخاصّ في الرسم.
ولد جيوسيبي دي نيتيس في برشلونة عام 1846 لعائلة ثريّة من مُلاك الأراضي. وفي ما بعد درس الرسم في أكاديمية الفنون في نابولي وتعلّم على يد الرسّام جيوفاني كالو.
وفي كلّ أعماله، كان دي نيتيس يسعى إلى تحرير رسم الطبيعة من أيّ ارتباطات تاريخية أو أدبية. كما كان ينفر من التعليم الرسمي، خاصّة بعد أن اكتشف حرية الرسم من الطبيعة مباشرة.
في مرحلة تالية انتقل الفنّان إلى باريس. وفيها ربطته صداقة قويّة مع إدغار ديغا الذي كان معروفا بقربه من الرسّامين الايطاليين الذين كانوا يعيشون في باريس في ذلك الوقت.
وفي ما بعد تعرّف إلى الناقد والكاتب إدمون دو غونكور الذي ارتبط اسمه بالجائزة الأدبية المشهورة. وقد قدّمه غونكور إلى الأميرة ماتيلدا بونابرت وهي امرأة ارستقراطية عُرفت بكونها موسيقية ورسّامة. وفي العام 1883 رسم دي نيتيس ماتيلدا في صالونها بصحبة عدد من ضيوفها. وسجّل في هذه اللوحة بعض سمات الموضة التي كانت شائعة آنذاك.
الحياة الباريسية بحفلاتها وصخبها كانت احد مواضيع الرسّام المفضّلة. ويمكن القول إن الكثير من لوحاته تُعتبر تسجيلا صوريا لتاريخ الموضة واللباس في عصره.
في باريس، أصبح منزل دي نيتيس ملتقى الفنّانين والأدباء ونخبة المجتمع الباريسي، بالإضافة إلى المغتربين الايطاليين في فرنسا.
وقد زار الرسّام لندن مرارا ورسم فيها عدّة لوحات انطباعية تذكّر بطبيعة تيرنر. كما تعرّف هناك على الرسّام جيمس تيسو.
كان دي نيتيس فنّانا حديثا يقدّر الحياة في الحواضر ويحترم الثقافات الأجنبية والغريبة. كما كان أيضا رسّام طبيعة موهوبا. وقد نقل إلى مناظره أضواء بلده ايطاليا وضباب لندن وأجواء باريس النديّة.
صوره المدهشة لضفّتي السين والجسور التي تعلو النهر تشي بحبّه للبحر والسماء الواسعة والأفق الذي لا تحدّه حدود وبمعرفته الواسعة بطبيعة الألوان وأسرارها الكامنة.
في آخر لوحاته التي أنجزها قبيل وفاته، يرسم دي نيتيس زوجته وابنهما الوحيد وهما يتناولان العشاء في حديقة منزلهم في باريس. المشهد الذي تصوّره اللوحة يغمره الضوء ويثير شعورا بالألفة والسكينة. غير أن الفنّان اختار أن يرسم مقعدا ثالثا بجانب المائدة تركه فارغا، كما لو انه تذكير بشخص غائب.
والغريب أن الرسّام توفّي بعد ذلك بأشهر قليلة بعد إصابته بنوبة قلبية مفاجئة عن عمر لا يتجاوز الثامنة والثلاثين.
كان جيوسيبي دي نيتيس فنّانا محبّا للجمال والأناقة والأضواء. كان يرسم برقّة بالغة. ويمكن القول أن في لوحاته شيئا من قوّة تيرنر ورقّة مونيه وجمال كورو ودقّة مانيه.
كان من عادته أن يوزّع وقته بين باريس ونابولي ولندن. لكن ممّا لا شكّ فيه أن باريس هي التي صنعت مجده وشهرته مثل كثير من الفنّانين.