بورتريه ألمينا، ابنة آشر ورتهايمر
للفنان الأمريكي جون سنغر سارجنت، 1908
للفنان الأمريكي جون سنغر سارجنت، 1908
تصوير نساء أوربّيات أو أمريكيات بملابس شرقية كان موضة فنّية في أوربّا في بدايات القرن الماضي. ويبدو أن أصل هذا التقليد يعود إلى رسومات الهولنديّ فان دايك ولوحات الرسم الاستشراقيّ الفرنسيّ في القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر.
في عام 1898، طلب الثريّ الأمريكيّ آشر ورتهايمر من الرسّام جون سارجنت أن يرسم اثني عشر بورتريها لأفراد عائلته. وفي عام 1908، أكمل الرسّام تلك المهمّة وتقاضى على كلّ بورتريه حوالي مائة وعشرين ألف دولار بمعدّلات هذه الأيّام. وأصبح بعدها ورتهايمر اكبر راعٍ لسارجنت، كما ربطت بين الاثنين صداقة قويّة، وكان سارجنت يحبّ راعيه الجديد ويقدّره عاليا.
وهذه اللوحة هي آخر لوحة رسمها الفنّان لعائلة صديقه. وحدث أنها أصبحت أشهر تلك اللوحات على الإطلاق، وفيها يصوّر سارجنت ألمينا الابنة الخامسة لورتهايمر. وقد رسمها وهي ترتدي فستانا فارسيّا ابيض وعمامة تركيّة مزيّنة باللآليء، بينما تمسك بـ "سارود" وهو آلة موسيقية معروفة في مناطق شمال الهند. أي أن الفنّان مزج في البورتريه عناصر مختلفة من عدّة ثقافات شرقية.
الوشاح الخارجيّ الأبيض والأخضر، بالإضافة إلى الآلة الموسيقية، جلبهما سارجنت من محترفه حيث كان يحتفظ بهما مع الكثير من الملابس والإكسسوارات الشرقية الأخرى.
كانت ألمينا ورتهايمر في الثانية والعشرين من عمرها عندما رسمها سارجنت. وتبدو في الصورة مستمتعة بلعب دور أميرة شرقيّة. كما أن الخلفية اليهودية للمرأة تضيف طبقة أخرى من المعنى للبورتريه. إذ جرت العادة أن النساء اليهوديات غالبا ما يُضفى على صورهنّ طابع شرقيّ.
صورة سارجنت هذه لألمينا كان يُنظر إليها دائما باعتبارها مثالا على براعة الرسّام ومقدرته الفنّية. وحتى صوره الأخرى لأفراد هذه العائلة كانت تمثّل بالنسبة للكثير من النقّاد ذروة قوّة الفنّان في رسم البورتريه.
وقد أوصى ورتهايمر قبل وفاته بأن تؤول ملكية تسع من هذه اللوحات إلى متحف تيت البريطانيّ. ثم اشترى نفس المتحف اللوحة العاشرة عام 1996، بينما ذهبت اللوحتان الأخريان إلى إحدى المجموعات الفنّية الخاصّة في الولايات المتحدة.
عندما كان سارجنت يرسم صور عائلة ورتهايمر، لم يكن يُظهر أيّ بوادر إعجاب أو نقد. كان ينظر إلى كلّ منهم بعين الملاحظ البارد ثم ينقل ملامحهم إلى رقعة الرسم. وقد بدأ برسم الأب فالأمّ ثم الباقين.
رسم سارجنت في حياته حوالي تسعمائة لوحة زيتية وأكثر من ألف لوحة بالألوان المائيّة. وبعض أعظم انجازاته كانت لوحاته المائيّة التي تتّسم بشفافيتها ولمعانها وتنفيذها الرائع. وقد رسم معظمها أثناء رحلاته إلى ايطاليا واسبانيا.
ورغم انه رسم نساءً أكثر من الرجال، إلا أن احد انجازاته الكبيرة كانت رسمه للورد ريبلزديل . كما رسم صورة لدوقة ديفونشاير و دوقة ساذرلاند ولعشرات النساء الأخريات بنفس الأسلوب الأنيق والرائع. ولا يمكن أيضا إغفال بورتريهاته الجماعية ومن أشهرها عائلة مارلبورو والأخوات ويندهام .
كان سارجنت يُلقّب في حياته بموزارت الرسّامين. وكان العبقريّ الذي دفعت براعته الرسّامين المنافسين لكراهيّته وإضمار الحسد له. وفي عام 1907 كان أكثر رسّام يسعى الناس وتجّار الفنّ وراء بورتريهاته. وكان وقتها قد قرّر أن يتوقّف عن رسم البورتريه نهائيّا.
وسارجنت لم يعش أبدا في وطنه الأمّ أمريكا، بل لم يرها إلى أن بلغ السادسة عشرة من عمره. ورغم ترحاله الطويل في أوربّا، لم يساوره يوما شعور بأنه ينتمي إلى وطن بعينه.
كان صديقا للعديد من الشخصيات الفنّية والأدبية بمن فيهم اوسكار وايلد الذي امتدّت صداقته معه إلى أن اعتُقل الأخير عام 1895. وهو لم يتزوّج أبدا لأنه كان على ما يبدو منشغلا كليّا بعمله.
توفّي جون سارجنت في ابريل من عام 1925 بعد إصابته بنوبة قلبية بينما كان نائما في شقّته في لندن حيث كان يقيم. وبعد رحيله بعشر سنوات عانت لوحاته من الإهمال والنسيان عندما ظهر الرسم التجريديّ.
لكن هذه الأيّام بُعثت أعماله من جديد وأصبحت تحظى بالتقدير المتزايد في أوساط النقّاد والجمهور على السواء.
في عام 1898، طلب الثريّ الأمريكيّ آشر ورتهايمر من الرسّام جون سارجنت أن يرسم اثني عشر بورتريها لأفراد عائلته. وفي عام 1908، أكمل الرسّام تلك المهمّة وتقاضى على كلّ بورتريه حوالي مائة وعشرين ألف دولار بمعدّلات هذه الأيّام. وأصبح بعدها ورتهايمر اكبر راعٍ لسارجنت، كما ربطت بين الاثنين صداقة قويّة، وكان سارجنت يحبّ راعيه الجديد ويقدّره عاليا.
وهذه اللوحة هي آخر لوحة رسمها الفنّان لعائلة صديقه. وحدث أنها أصبحت أشهر تلك اللوحات على الإطلاق، وفيها يصوّر سارجنت ألمينا الابنة الخامسة لورتهايمر. وقد رسمها وهي ترتدي فستانا فارسيّا ابيض وعمامة تركيّة مزيّنة باللآليء، بينما تمسك بـ "سارود" وهو آلة موسيقية معروفة في مناطق شمال الهند. أي أن الفنّان مزج في البورتريه عناصر مختلفة من عدّة ثقافات شرقية.
الوشاح الخارجيّ الأبيض والأخضر، بالإضافة إلى الآلة الموسيقية، جلبهما سارجنت من محترفه حيث كان يحتفظ بهما مع الكثير من الملابس والإكسسوارات الشرقية الأخرى.
كانت ألمينا ورتهايمر في الثانية والعشرين من عمرها عندما رسمها سارجنت. وتبدو في الصورة مستمتعة بلعب دور أميرة شرقيّة. كما أن الخلفية اليهودية للمرأة تضيف طبقة أخرى من المعنى للبورتريه. إذ جرت العادة أن النساء اليهوديات غالبا ما يُضفى على صورهنّ طابع شرقيّ.
صورة سارجنت هذه لألمينا كان يُنظر إليها دائما باعتبارها مثالا على براعة الرسّام ومقدرته الفنّية. وحتى صوره الأخرى لأفراد هذه العائلة كانت تمثّل بالنسبة للكثير من النقّاد ذروة قوّة الفنّان في رسم البورتريه.
وقد أوصى ورتهايمر قبل وفاته بأن تؤول ملكية تسع من هذه اللوحات إلى متحف تيت البريطانيّ. ثم اشترى نفس المتحف اللوحة العاشرة عام 1996، بينما ذهبت اللوحتان الأخريان إلى إحدى المجموعات الفنّية الخاصّة في الولايات المتحدة.
عندما كان سارجنت يرسم صور عائلة ورتهايمر، لم يكن يُظهر أيّ بوادر إعجاب أو نقد. كان ينظر إلى كلّ منهم بعين الملاحظ البارد ثم ينقل ملامحهم إلى رقعة الرسم. وقد بدأ برسم الأب فالأمّ ثم الباقين.
رسم سارجنت في حياته حوالي تسعمائة لوحة زيتية وأكثر من ألف لوحة بالألوان المائيّة. وبعض أعظم انجازاته كانت لوحاته المائيّة التي تتّسم بشفافيتها ولمعانها وتنفيذها الرائع. وقد رسم معظمها أثناء رحلاته إلى ايطاليا واسبانيا.
ورغم انه رسم نساءً أكثر من الرجال، إلا أن احد انجازاته الكبيرة كانت رسمه للورد ريبلزديل . كما رسم صورة لدوقة ديفونشاير و دوقة ساذرلاند ولعشرات النساء الأخريات بنفس الأسلوب الأنيق والرائع. ولا يمكن أيضا إغفال بورتريهاته الجماعية ومن أشهرها عائلة مارلبورو والأخوات ويندهام .
كان سارجنت يُلقّب في حياته بموزارت الرسّامين. وكان العبقريّ الذي دفعت براعته الرسّامين المنافسين لكراهيّته وإضمار الحسد له. وفي عام 1907 كان أكثر رسّام يسعى الناس وتجّار الفنّ وراء بورتريهاته. وكان وقتها قد قرّر أن يتوقّف عن رسم البورتريه نهائيّا.
وسارجنت لم يعش أبدا في وطنه الأمّ أمريكا، بل لم يرها إلى أن بلغ السادسة عشرة من عمره. ورغم ترحاله الطويل في أوربّا، لم يساوره يوما شعور بأنه ينتمي إلى وطن بعينه.
كان صديقا للعديد من الشخصيات الفنّية والأدبية بمن فيهم اوسكار وايلد الذي امتدّت صداقته معه إلى أن اعتُقل الأخير عام 1895. وهو لم يتزوّج أبدا لأنه كان على ما يبدو منشغلا كليّا بعمله.
توفّي جون سارجنت في ابريل من عام 1925 بعد إصابته بنوبة قلبية بينما كان نائما في شقّته في لندن حيث كان يقيم. وبعد رحيله بعشر سنوات عانت لوحاته من الإهمال والنسيان عندما ظهر الرسم التجريديّ.
لكن هذه الأيّام بُعثت أعماله من جديد وأصبحت تحظى بالتقدير المتزايد في أوساط النقّاد والجمهور على السواء.